عبدالحق معزوز
واحدية الخالق ووحدة الخلق : 170 - 2021/09/03
إنّ الكون كلّه مخلوق صادر عن إرادة واحدة هي إرادة اللّه الواحد القهّار، فبعد أن لم يكن شيئا مذكورا صار خلقا واحدا لخالق واحد؛ قال تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾[البقرة: 117] . وهي الحقيقة التي أخبر عنها القرآن الكريم في أوّل وحيه إلى خاتم رسله حيث قال جلّ جلاله:﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾[العلق: 1]، فأخبر أنّ «أصل الموجودات كلّها واحد وهو الخلق الإلهي»(1) وقد دلّ النّصّ القرآني بما هو أصرح وأوضح دلالة ناصعة على واحديّة الخالق جلّ في علاه في قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد: 16] . «فالعالم ككل يعود في وجوده إلى اللّه وحده بعد أن كان في طيّ العدم، وما من موجود يوجد على مرّ الدّهر إلاّ واللّه هو المبدئ له، وليس ما يبدو من تتابع سببي في سلسلة الخلق إلاّ ناموسا إلهيّا ترجع فيه تلك السّلسلة إلى الخالق الحقيقي»(2). وواحديّة الخالق هذه تتجلّى أبعادها في وحدانيّة الإنشاء والإبداع، فالعالم؛ علويه وسفليه باعتباره أشياء، مرجعه ومرده إلى اللّه وحده، تشهد كلّ ذرّة فيه ونواة به على خالقيّة اللّه سبحانه، وتشهد وحدة أجزائه، وترابط أركانه، وتناسق بنيانه على حكمة الرّبّ وعظمته ووحدانيته، قال تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾[الأنبياء: 22]
اقرأ المزيد
شريعة الزّمان والمكان والإنسان : 168 - 2021/07/02
قدّم الإسلام كثيرا من المفاهيم التي يجب أن تقوم عليها الأنظمة السّياسيّة والمؤسّسات الاجتماعيّة والإدارات الحكوميّة والمراكز الثّقافيّة هداية للبشريّة، وترك لها أسلوب تحقيقها تبعا لتغير الوسائل وتطوّرها على ما يقتضيه تطوّر أحوال الزّمان والمكان، واتساع المعارف والعلوم وتقدّم الحضارة الإنسانيّة.
اقرأ المزيد
خطبة الجمعة ومعركة الشبهات : 131 - 2018/06/07
يحتدم في هذا العصر نقاش طويل وحوار معمّق، حول قضايا ذات صبغة عقديّة وفكريّة، تنذر بإرهاصات لعهود جديدة؛ شديدة الوقع، وخطيرة الأثر، وقوية التّأثير على الحياة الإيمانيّة المستقبليّة لأبناء المسلمين، ويدور قطب رحى تلكم الحوارات والنّقاشات حول الوحيين كتابا وسنّة، تشكيكا وتبخيسا، وتفكيكا وتنقيصا، وتحليلا وتوصيفا، بمنهج يفتقد العلميّة والأمانة، وتحكمه الخلفيّات الإيديولوجيّة المنحرفة والنّيات الفاسدة القاصدة، والتي تستبطن في صدورها أكبر ممّا بدا في أقلامها وإعلامها، قال تعالى: « ... قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ» (1).
اقرأ المزيد