الافتتاحية
بقلم |
فيصل العش |
افتتاحية العدد 207 |
سنة كاملة من الصّمود في وجه الكيان الصّهيوني الغاصب، أثبتت خلالها المقاومة الفلسطينيّة أنّه باستطاعتها منازلة جيش هذا الكيان بنديّة والتّفوّق عليه رغم الفارق الكبير بينهما في القدرات العسكريّة المادّية، فالمقاومة ليس لديها من الاسلحة الكثير، إلاّ بعض الأسلحة المهرّبة أوالمصنوعة محلّيا نتيجة حصار دام أكثر من سبع عشرة سنة، وقد أجبرت في العديد من المناسبات على إعادة رسكلة بعض الأسلحة، كالقنابل التي استعملها الصّهاينة ضدّ الابرياء في غزّة ولكنّها لم تتفجّر، مقابل تكدّس الاسلحة ذات التكنولوجيّات العالية وأدوات التّدمير لدى جيش العدو عبر خطوط إمدادات عسكريّة مستمرّة من الولايات المتحدة الأمريكيّة والدّول الغربيّة شركائه الرئيسيين في الجريمة.
لقد أثبتت المقاومة للعالم أجمع أنّ المعركة في الميدان لا تخضع إلى قانون يرتكز على عنصري العدد والعدّة وإنّما إلى عناصر أخرى غير مادّية كالإيمان والصّبر. سينتصر أخوتنا في غزّة وفي كلّ فلسطين، طال الزّمن أو قصر، لأنّهم مؤمنون بقضيّتهم، صابرون على ما أصابهم ومتوكّلون على اللّه القاهر الجبّار القادر على كلّ شيء.
يقول تعالى:﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (الأعراف: 128) وقال أيضا:﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 249)
وقال الحبيب محمد ﷺ: «... واعلم أنّ النّصر مع الصّبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا» وشِدّة البلاء هي مخاضُ ولادة النّصر بحول الله. |