كثيرا ما اتهم بورقيبة بأنه أغلق جامع الزيتونة، وليس من الصعب في الحقيقة دحض هذا الاتهام، حيث استمر الجامع المعمور يؤدي دوره الديني دون انقطاع خلال فترة حكمه، وما حدث هو أن التعليم الزيتوني وقع نقله إلى بنايات جديدة، وربما غاب عن كثيرين أن هذا كان أحد المطالب التي رفعها الطلبة الزيتونيون وناضلوا من أجلها خاصة في الخمسينات. إلا أن تلك التهمة تعبر عن العلاقة الملتبسة بين جامع الزيتونة والزعيم الحبيب بورقيبة. ويعود ذلك إلى تشابك الديني والاجتماعي والسياسي في تلك العلاقة، وفي إطارها يمكن التمييز بين مستويين مختلفين، يهم أحدهما العلاقة مع الشباب الطالبي والثاني العلاقة مع مشائخ الزيتونة.
|