عبدالعزيز الرباعي |
الثورات العربية.. المخاض العسير والولادة المستعصية : 126 - 2018/01/04 |
(أوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ) سورة النور سبع سنوات مرّت على اندلاع الشّرارة الأولى للثّورات العربيّة.. كان ذلك بمدينة سيدي بوزيد تلك المدينة الدّاخلية الهادئة المنسيّة بالوسط الغربي للبلاد التونسيّة... وبما أنّ الأوضاع كانت في كلّ الأقطار العربيّة على غاية من الاحتقان ولا تنتظر إلاّ مجرد شرارة حتّى تلتهب، فقد كان إقدام ذلك الشّاب التّونسي «محمد البوعزيزي» على إحراق نفسه تعبيرا صارخا وترجمة عنيفة لما كان يحسّ به المواطن العربي وخاصّة الشّباب من احتراق داخلي وموت بطيء نتيجة انسداد كلّ الأفق وطغيان القمع والظّلم والقهر... |
اقرأ المزيد |
أما آن لنا أن نهاجر نحن أيضا...؟ : 68 - 2014/10/30 |
أوّلا، لا يفوتني أن أقول لكم جميعا كل عام وأنتم بخير... لم أشأ أن تمرّ هذه الذكرى الغالية على نفس كلّ مسلم في هذا الظرف العصيب التي تمر به أمّتنا الإسلاميّة، ذكرى هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن أصافحكم وأن أتواصل معكم عبر هذه الأسطر لأبثكم بعض ما يعتمل في فكري ويعتصر في قلبي من شجون وهموم وطني وأهلي وأمتي وأرجو أن أكون كما عودتكم دائما صادقا مخلصا فيما أنقله لكم. لقد مرّت السّنوات الطوال ونحن لا نكاد نشعر بمرور السّنوات الهجرية ولا نعرف منها تقريبا إلاّ شهري رمضان وشوّال أو ربّما ذي الحجة ..فالتأريخ الهجري لم يعد يمثل لنا شيئا تقريبا... فنحن نعتمد التأريخ الميلادي في حياتنا اليومية، ويمثل يوم الأحد يوم الرّاحة الأسبوعيّة المعتمد بشكل رسمي كأنّنا بلد أروبيّ مسيحيّ...ولم نعد نشعر بمرور السّنوات إلاّ عند حلول رأس السنة الميلادية التي يحلو للبعض نعتها بالسّنة الإدارية تمويها ومواربة للحقيقة... وهذه السّنة أيضا يبدو أننا لم نختلف كثيرا في ردود أفعالنا تجاه تلك الذكرى الغالية والمفصلية في تاريخ الأمة الإسلامية والتي غيرت مجرى التاريخ... قليل من الملوخية وبعض البيض تحت المرزاب وبعض الأغاني الفلكلورية على شاشة التلفاز... «وبالسلامة مالغادي»؟؟؟ |
اقرأ المزيد |
على البعض مراجعة حساباتهم : 64 - 2014/09/04 |
الكثير من أصدقائي ممن جمعتني معهم محطات نضالية خاصة تحت مظلة الاتحاد العام التونسي للشغل...يستغربون من بعض مواقفي مما يقع على السّاحة السّياسية ببلادنا وخاصة موقفي من حركة النهضة والتيار الإسلامي ومن بقية الأحزاب وخاصة الخارجة من جلباب التجمع المنحل... وقد وصل الحال ببعضهم لمعاداتي وشتمي بسبب مواقفي تلك التي لم ترقهم لأنّها لم تأت حسب مزاجهم... ورغم أنّنا بالأمس كنّا نشكّل قوائم انتخابيّة نقابيّة بالتّنسيق مع بعضنا لمحاولة اختراق البيروقراطيّة النقابيّة وتطوير العمل النقابي...إلّا أن ذلك لم يشفع لي اليوم عندهم... |
اقرأ المزيد |
مجرّد خطاب : 61 - 2014/07/24 |
نسمع كثيرا عن تفوّق الكيان الصّهيوني العسكري على كل جيوش العرب مجتمعة... وعن عجز العرب والمسلمين عن فعل شيء للوقوف أمام توسع هذا الكيان السّرطاني...أو عن تقديم شيء لمناصرة إخوانهم في فلسطين وباقي الأراضي المحتلة...لأن ذلك يهدّد عروشهم وقد يدمّر اقتصادهم ويجعلهم يتسوّلون المعونات من الخارج... نسمع الكثير عن الصناعات الصهيونية والتكنولوجيا الصهيونية وتفوق العقل الصهيوني ..... أوهام وسموم تصب ّفي أدمغتنا ليلا نهارا...حتى أصبحنا نؤمن بذلك ونعتقد أنّنا دون البشر وأننا مهما فعلنا لا نقدر على درء هذا السرطان الذي مرغ كرامتنا في التّراب واستباح أرضنا وهتك عرضنا وقتل أطفالنا وشرّد أهلنا... أكبر هزيمة حدثت لنا لم تكن هزيمة 67 ولا غيرها... أكبر هزيمة حدثت لنا هي هزيمة نفوسنا وانكسار إرادتنا... استسلمنا طواعية لشرذمة من الصّهاينة استباحتنا كما استباحهم فرعون ذات يوم، يقتلون أبناءنا ويستحيون نساءنا ونحن ننكفئ في كل مرّة وترتعد فرائصنا خوفا من الهزيمة والموت...ألا تبّا لنا من جبناء... ألا مرحبا بالموت في ساحات الشّرف والعزّة وتعسا لحياة الذّل والهوان.. |
اقرأ المزيد |
الثورة التونسية في مفترق الطرق : 52 - 2014/03/20 |
ما يثير الدهشة حقا خلال الفترة الأخيرة هو تواطؤ العديد من الأطراف في الداخل والخارج من أجل إجهاض الثورات التي دفع المواطن العربي ثمنا باهظا من أجل تحقيقها وتقديمها هدية للنخب السياسية التي كان من المفروض أن تصل بها إلى برّ الأمان في تحقيق ما تصبوا إليه تلك الشعوب من كرامة وعدالة وحرية ..لكن وللأسف الشديد نرى أن جلّ إن لم نقل كل تلك الثورات تتعرض طورا للتشكيك وتارة للتقزيم والاستخفاف وفي كثير من الأحيان للإرباك والتشويه والتركيع... والثورة التونسية لا تعد استثناء ...فالعديد من الأطراف في الداخل والخارج لم تكن مستعدة لحدث من ذلك الحجم وذلك النوع مما فاجأ الجميع وأصابهم بالإرباك « ولا أدل على ذلك من الموقف الفرنسي من الثورة التونسية في بداياتها وتصريحات وزيرة خارجيتها آن ذاك» لكن وبعد انجلاء غبار المعركة وتبين جدّية الشعوب وإصرارها على إزاحة أنظمة القمع والنهب والعمالة ونجاحها في تحقيق ذلك غيرت تلك الأطراف من تكتيكاتها لاستعادة زمام الأمور وعدم السماح بتحقيق تلك الشعوب لطموحاتها...قد يتهمنا البعض بالتخريف وبالركون إلى نظرية المؤامرة الوهمية وأن السبب فيما يحصل ناجم عن فشل النخب السياسية في الداخل وخاصة منها تلك التي منحها الشعب ثقته بعد الإطاحة بنظام القمع والاستبداد وعدم نضج الشعب العربي وفقدانه للحسّ المدني وغياب أي استعداد لديه لتبني الثقافة الديمقراطية التي تسمح بالتّنوع داخل الوحدة لكنّنا ندلّل على كلامنا بتعجيل العديد من دول العالم التي تطلق على نفسها لقب «الديمقراطيات العريقة» بقبول الانقلاب العسكري في مصر ومساندتها له بما يخالف كل القوانين والأعراف الدولية وإجهاضها للثورة السورية واستخدامها لتصفية حسابات جيواستراتيجية في المنطقة إلى غير ذلك من الأمثلة... إن ما حصل ويحصل في تونس منذ 14 جانفي 2011 لم يخرج عن سياق الصراع الخفي والعلني بين قوى الثورة والقوى المضادة للثورة وما أكثرها « في الداخل والخارج» مستخدمة كل ما تملكه من إمكانات ضخمة من أجل كسب المعركة... لذلك فإن كل ما يقال زورا وبهتانا من دعم العالم الغربي وإعجابه بالثورات في العالم العربي ليس سوى أكذوبة كبيرة ومحاولة بائسة لذر الرماد في العيون...فكل المؤشرات تؤكد أن تلك الدول وخاصة منها ذات المصالح الكبرى والنفوذ في دول «الثورات العربية» تشعر بالمهانة وعدم الرّضا لما يحدث ولخروج الأمور عن سيطرتها بما يهدّد مصالحها...لذلك نرى أن تلك الدول تعمل على الضّغط على تلك الثورات بمختلف الأشكال وذلك بدعم أطراف في الداخل وخاصة القوى المعادية للثورة والتي كانت أداتها في السابق لحماية مصالحها من أجل تركيع الثورة وإرباك مسارها...وهي تغلف ذلك التدخل طورا بحماية حقوق الإنسان وطورا بفرض القيود الاقتصادية وإن بأشكال مقنعة من ترهيب للسّياح و تأخير في التصنيف الائتماني وبمنع للاستثمار والتمويل ومقايضة كل ذلك بتنازلات تفضي في الختام إلى إجهاض الثورة وإعادة الوضع إلى ما كان عليه وإن بأقنعة جديدة... إن العودة القوية لرموز النظام الشمولي الدكتاتوري الذي قامت الثورة من أجل إزاحته وعدم فتح أي ملف من ملفات الفساد والنهب والسرقة بشكل جدي وتمييع قضية العدالة الانتقالية وعدم تخليص دواليب الدولة من الفساد والفاسدين وعدم فتح دفاتر النهب والسرقة وإعادة أموال الشعب المنهوبة ممن هم في الداخل قبل من هم في الخارج ...كل تلك مؤشرات تدل على أن الثورة في انتكاس إن لم نقل أنها أصبحت مهددة بشكل جدي... إنه من الغريب اليوم وبعد مرور ما يزيد عن ثلاث سنوات من عمر الثورة .. أن نرى أن من أجرم في حقّ الشعب طيلة العقود السابقة...يقدّم نفسه على أنه الأمل الوحيد في النجاة من الكارثة والبديل المنقذ للبلاد مما تردت فيه من «أزمة اقتصادية؟؟؟» وكأنّ الشعب عندما قام بثورته لم يكن واعيا بما يفعل وأنه أخطأ وأجرم في حقّ هؤلاء؟؟؟ لقد أصبح هؤلاء نجوم الإعلام السمعي والبصري والمكتوب في الداخل والخارج ...يفسح لهم المجال لتبرير مواقفهم والتعبير عن بطولاتهم وصولاتهم وجولاتهم في تحرير الشعب وتحقيق الازدهار واستتباب الأمن وتوفير الرفاه عندما كان الحكم بين أيديهم وأنهم كانوا مثال الوطنية والإخلاص والشرف وأنه لولاه لكان التونسيون يعيشون في الكهوف ويقتاتون على اللحوم النيئة؟؟ إذا لم قام الشعب بثورته؟؟ هؤلاء عندما يتكلمون أو يصرّحون أو ينتقدون أو يشتكون تهتز لهم جنبات الأرض ...وتصبح تصريحاتهم حديث وكالات الأنباء المحلية والإقليمية والدولية ...ويتقاطر السفراء من الداخل والخارج لتقديم الدّعم المعنوي المعلن وأنواع أخرى من الدعم غير المعلن...وتغلق المصانع ويتوقف العمل وتشلّ الحركة وتخرج المظاهرات وتتقاطر وسائل الإعلام لتغطية الحدث؟؟؟ والشعار المرفوع حماية الثورة وتحقيق أهدافها؟؟؟ |
اقرأ المزيد |
انقلاب في المفاهيم : 49 - 2014/02/06 |
في وطني كل شيء أصبح يمشي على رأسه...انقلبت الحقائق والمفاهم..وغرق الفهم في بحور الشائعات ...وتاهت العبارات وانتحرت المصطلحات...وقدّم العقل قربانا على شرف الجهالة والغوغائية... أصبح المهربون واللصوص وعصابات المنافيا المتحكمون في مفاصل الاقتصاد وجل القطاعات الحيوية في البلاد بعد تغلغلهم واحتكارهم لكل مصادر الثروة فيها طيلة النصف قرن الماضي وارتباطهم بشبكات مافيوزية دولية ذات مصالح متشابكة...أصبحوا هم ولا أحد سواهم حماة الثورة والمدافعين الأشاوس عن حرية وكرامة المواطن ؟؟؟ |
اقرأ المزيد |
جامعة الدول العربية ...ترحب بعودة الاستعمار؟؟؟ : العدد 22 - 2013/01/25 |
طالعت في جريدة الأهرام المصريــــة وبكل استغراب واستهجان ما صدر من موقف عن " أطلال ما بقي من منظمة اختير لها يوما اسم – جامعة الدول العربية – " هذه الجامعة التي شيدت على أيدي مجموعة من القيادات العربية الفذة التي قارعت الاحتلال وهزمته وحملت عاليا طموحات الشعب العربي في ذلك العصر في الوحدة والتكاتف والانعتاق وبناء قوة عربية مهيبة الجانب تتمتع بكل مقومات السيادة والازدهار... |
اقرأ المزيد |