إن كان ما يحيط بنا هو جدير بتسميته الواقع، فإنّ من أبرز أخطائنا أنّنا نفترض بأنّ الأشخاص الآخرين يفكّرون بنفس طريقة تفكرينا، وهذه أساسا مقولة «رينيه ديكارت». وما دفعني لذكرها الكثير، ولكن ما يفرضه الواقع أكثر، وذلك لأنّ المفاهيم في جوهرها أشدّ عمقا، فإذا كان الحديث عن ماهية المعارف تتويجا لعمل فكري ممنهج، فإنّ الحديث عن التّلوّث مثلا يحمل العقل الى أبسط مراتبه، فهي تتّجه تلقائًيّا نحو البيئة الطّبيعيّة، وتثور ثورتنا عادةً عندما يتعلّق الأمر بالتّلوث الذي يمكن أن يحدث لها، والسّبب يكمن في أنّنا إذا لم نهتم بحفظ التّوازن أو النّظام البيئي فإنّ الطّبيعة ستنتقم لنفسها، ونحن من سيدفع الثّمن. ومن ثمّ ننهمك لإصلاح ما فسد لأنّ حياتنا ستعاني من تأثير هذا التّلوّث البيئي الذي لا يفسد صحّة النّاس فحسب بل يمكن أن يلوّث أخلاقهم أي طبقا لما أظهرته نتائج الأبحاث.
|