يطرح كتاب « تحدّيات الدّيمقراطيّة ما بين المذهب الطّبيعي والدّين» ليورقن هابرماس، المآزق التي تعاني منها الدّيمقراطيّات الغربيّة من ذلك عجز الأنظمة اللّيبراليّة عن تحقيق سعادة الإنسان، ولذلك دعا هابرماس إلى ضرورة الوعي«بما هو مفقود». هذا الوعي سيحيل حتما، حسب الكاتب، إلى ضرورة الانفتاح على الدّين بآعتبار قدرته على توفير هذا المفقود، لأنّه ينظر إلى الإنسان في كلّيته وهو قادر بحكم القيم التي يحملها على تلبية حاجياته الرّوحيّة والمادّية، لذلك يرى الكاتب ضرورة انفتاح الأنظمة اللّيبراليّة العلمانيّة على الأديان وفتح الفضاء العمومي لها حتّى تصبح شركاء في بناء مستقبل مشترك للإنسانيّة، إلاّ أنّه يشترط أن يكون هذا الانفتاح محكوما بضوابط عقلانيّة. إنّ الأمر يقتضي تقديم تنازلات متبادلة من الملحدين ومن المؤمنين، حيث يُتاح لكلّ منهما أن يطرح قناعاته دون أن يزعم أنّها قناعات معصومة سواء كان مصدرها الإله أو الأغلبيّة البرلمانيّة. |