يعتبر علم التّاريخ فرعا من فروع العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، ومن الطّبيعي أن تكون له علاقة وثيقة بهذه العلوم: كعلم الاجتماع، وعلم الآثار، وعلوم آخرى. الأمر الذي يفرض علينا تناول التّاريخ على اعتباره علما قائما بذاته، تربطه علاقات متشعّبة ببقية العلوم. وقبل الخوض في الحديث عن طبيعة هذه العلاقة لابدّ من الإشارة إلى أنّ علم التّاريخ قد عرف مسارا طويلا وحادّا من التّغييرات، فالتّطورات السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والفكريّة التي عرفتها أوروبا أواخر القرن 19م، أدّت إلى تغيير مدلول علم التّاريخ وتنويع موضوعاته.
|