لايوصف مخلوق بالعبقريّة غير الإنسان؛ فهي منحة إلهيّة أكرم بها الخالق مخلوقه الذي كرّمه وأسجد له ملائكة قدسه .فهي بعد قوّة الإيمان تعبيرعن أقوى موضع في عالم الرّوح التي هي نفخة العظيم في مخلوقه المصطفى .
فالعبقريّة دليل وحدانيّة الخالق تبارك وتعالى؛ آية هذا أنّ العبقريّة التي يتجلّى بها عبقريّ في مجال وميدان ما لا تتكرّر في غيره بتفاصيلها وسرّها، وإن اتّحدا. أي أنّ ما تجلّت به عبقرية عبقريّ لا يمكنك أن تجدها لدى غيره. فقد يوهمك تواتر العباقرة في نشاط فكري أو علمي أو فنّي وغيرها أنّها عبقريّة؛ يكفيك إدراكها، فوصفها بأنّها عبقريّة، لكنّك عند التّحقق بمنطق السّبر والتّأمل، ستجدهم أنّهم اتحدوا في الصّفة، أمّا الموصوف فله دمغته التي لا تشرك فيها غيره.
|