رشيد الذاكر |
سعيد بن عامر رضي الله عنه شخصية تستوقف الكبار : 127 - 2018/02/01 |
الملك بالدين يقوى، والدين بالملك يبقى، وموارد الأمور تشتبه، وفي مصادرها يتضح اليقين، وإذا ضَعُفَ السلطان قوي الشيطان، ولا يَسْلَمُ على الناس أحد، ولم يجتمعوا في الرضا على بشر(1). نحتاج إلى الحكام والأمراء ليخدموا الناس ويقوموا على تحقيق السعادة لهم من جهة الأمن والغذاء وكل سبل الراحة: يدفعوا عنهم الظلم، ويردوا بعضهم عن أذية بعض، غير أن الأمور انعكست عندما تمكن الملوك من عساكر وأجناد، يحمون ظهورهم، فتحولوا من خَدَمٍ إلى مخدومين، ومن دافعين للظلم إلى كبار مُمَاِرسِيه حتى لَيُظًن أن الولاية لا تعني إلا الظلم والاستبداد. لكن تبقى الحقيقة ناصعة كما كانت، ويعود أناس عندما يُولُونَ الحُكْمَ إلى منبع الحقيقة لأن الباطل لا يصير حقا لاتفاق الناس عليه، كما الحق لا ينقلب باطلا لاختلاف الناس فيه(2). |
اقرأ المزيد |
إشاعة الفاحشة بين الذين أمنوا : 125 - 2017/11/30 |
إن من القضايا الأكثر شيوعا في عصرنا هذا قضيّة حمل النّاس على فكر أو عمل معين، فإذا أُريد حمل الناس على شيء من الأقوال أو الأفعال، يُروّج في أوساطهم بشكل واسع أنّ ذلك الشيء يُقال أو يُفعل رغم كونه منعدما، الأمر الذي سيحمل أفراد المجتمع على مباشرته أي التطبيق العملي لما أريد منهم فعله، فإذا كان الفعل حسنا فالنّفس أميل لفعل الحسن وإن كان قبيحا فالنّفس تستهوي فعل القبيح مادام العمل جاريا به من خلال ما يُشاع في النّاس ويُذاع، فالترويج للأفكار أو الأفعال - وإن لم تكن موجودة في الواقع - إذْنٌ لها بالإيجاد والسّريان. فيكفي التّرويج، على سبيل المثال، داخل مؤسّسة تعلميّة أنّ أبناءها يتناولون المخدرات بلا محاصرة ولا تبعات حتّى يصبح الأمر واقعيّا بعد أيام معدودات، فالتّلميذ يتلقّى سماعا وأن لم ير شيئا أنّ هناك من يتناول المخدّرات داخل مؤسّسته وتتكرّر عنده الفكرة يوما بعد يوم، فيبدأ التّفكير في فعلها مادام الآخرون يفعلونها، وهذا منطلق الشّرر ... ولمّا كان هذا الأمر بهذه الخطورة أولاه الإسلام اهتماما بالغا أوّلا من جهة التّوصيف، وثانيا من جهة وضع الإجراءات الوقائيّة، وثالثا الجرعات التّضمينية، وهكذا تجد هذا الدّين يقف من سائر القضايا الإجتماعيّة على هذا المنوال، فلا يقف من الجريمة عند توصيفها، وإنما يتجاوزه إلى بيان الأسباب التي أدّت إليها ثمّ إلى وضع العلاج الأنجع لها. |
اقرأ المزيد |