من يتأمّل واقع الأمّة الإسلاميّة بعد مرور سبع سنوات من ثورات الرّبيع العربي انطلاقا من أرض الزّيتونة وإطاحتها برؤوس الاستبداد والفساد والعمالة يكتشف استفاقة النّظام العالمي من حالة الصّدمة التي كان يعيشها النّاتجة عن فجائيّة اندلاع الثّورات بالمنطقة وارتداداتها على المستوى الدّولي ليتحرّك للحدّ من الآثار السّلبيّة لهذه الثّورات على مصالحه الاستراتيجيّة والتّخفّي وراء التّصريحات المعدّة للاستهلاك الإعلامي الدّاعمة للدّيمقراطيّات النّاشئة باعتبار أنّ المواقف الحقيقيّة لرموز النّظام العالمي تجاه الثّورات لا تنطلق بناء على مبادئ ولكن بناء على مصلحة تدور وتتغيّر و تتباين من بلد الى بلد آخر، فالولايات المتّحدة الأمريكيّة على حدّ قول المفكر نعوم تشومسكي:«تستعمل كلّ ما في وسعها لمنع ديمقراطيّة حقيقيّة في العالم العربي والسّبب واضح وهو أنّ الغالبيّة العظمى من شعوب المنطقة تعتبر الولايات المتّحدة مصدرا أساسيّا لتهديد مصالحها».
|