هكذا شاء ناجي الحجلاوي، صاحب التّجارب الشّعريّة، أن يعنون مجموعته الأخيرة الصادرة سنة 2013. والمفارقة في العنوان كما المفارقة في الزمن تؤكدّ أنّ مدار الاهتمام في هذه المجموعة هو كثرة المفارقات. فإن كان جنس الصّراخ أن لا يكون خافتا، فإن الزّمن الّذي صدرت فيه المجموعة لم يعد يجد لنفسه مبرّرا للكتمان. ورغم ذلك جاء العنوان صراخا خافتا يحيل في ما يحيل عليه ازدحام أصوات غير متجانسة في الظّاهر يحمل بعضها بعضا وكأننّا بالعنوان يحمل أيضا في جملة معانيه أنّ المفارقات لها أيضا إيجابيّتها والضّجيج يحمل في بعض ما يحمل أصواتا صادحة وإن خفتت.
|