-
اللّغة من العناصر الأساسيّة التي تحدّد هويّة الشّعوب، وتعكس تاريخها وثقافاتها وقيمها. وهي ليست مجرّد أداة للتّواصل؛ بل «وعاء الفكر» وخزان الذّاكرة الجماعيّة، وهي بالإضافة إلى ذلك تلعب دورا محوريّا في تحقيق تطلّعات تلك الشّعوب. فالعلاقة بين اللّغة والنّهضة علاقة جذريّة؛ لأنّ الأمّة التي تفقد السّيطرة على لغتها، أو تقلّل من أهمّيتها ومكانتها، تفقد بالضّرورة قدرتها على إنتاج أفكارها الأصيلة، وتتحوّل إلى مجرّد مستهلك لأفكار الآخرين.
واللّغة العربيّة - لغة القرآن الكريم - هي إحدى أقدم اللّغات الحيّة وأكثر اللّغات السّاميّة تحدثًا، وهي من أكثر اللّغات انتشارًا في العالم، إذ يتحدث بها أكثر من 467 مليون نسمة. وهي اللّغة الرّسميّة لـ 27 دولة، ومن اللّغات الرّسميّة الستّ في الأمم المتحدة، ولها تاريخ طويل يمتدّ لآلاف السّنين. فمنذ القرن السّابع الميلادي، شكّلت هذه اللّغة أداة للتّواصل بين مختلف الشّعوب والمجتمعات التي انتشرت فيها الحضارة الإسلاميّة، ومن ثمّ أصبحت محوريّة في العلوم، والفلسفة، والأدب، والدّين، وغيرها من المجالات. وعندما نتحدث عن اللّغة العربيّة، فإننا نتحدث عن مكوّن أساسي في تشكيل «الأمّة» الإسلاميّة والعربيّة، وعن ركيزة لا غنى عنها لأيّ مشروع صحوة أو بناء حضاري.
ولأنّ الحديث عن هذه اللّغة بحرٌ شاسعٌ، فإنّنا سنحاول في هذا المقال الاقتصار على إبراز موقعها في البناء الحضاري وكيف تكون أداة فاعلة في النّهضة التي نحلم بها، من خلال استعراض آراء بعض المفكّرين المجدّدين حول أهمّيتها ومدى حضورها ضمن مشاريعهم الفكريّة. ولأنّ السّاحة الفكريّة غنيّة جدّاً بالأسماء التي تناولت هذا الموضوع، فإنّنا سنكتفي بمتابعة أربعة منهم وهم مالك بن نبي وطه عبدالرّحمان وعبدالجبار الرفاعي وأبو يعرب المرزوقي.
م.فيصل العش
-
الهوية علائقيّة بطبيعتها، تتحقّق تبعًا لأنماط صلاتها بالواقع، ويُعاد تشكّلها في فضاء ما يجري على الهويّات الموازية لها، وهذا ما يفرض عليها أن تعيد تكوينها في إطار ما يجري على الهويّات الأخرى. الهويّة تعني وجود هويّة مقابلة لها، الهويّة بطبيعتها علائقيّة، لا توجد في فراغ، إنّها نسيج صلات متشابكة، وصيرورة مستمرة تتحقّق بها أنماط وجودها. الهويّة ليست صخرة جامدة، الهويّة الحيّة ديناميكيّة، تتفاعل وتنفعل، تستقي من غيرها وتسقي غيرها، تأخذ وتعطي، ويعاد تشكّلها على الدّوام عبر الاستيعاب والتّمثّل.
أ.د.عبدالجبار الرفاعي
-
لم يكن الغرض الأصلي من إنشاء الجامعات في التَّاريخ خاصّةً في سياق الثّقافة العربيّة الإسلاميّة، أن تكون مؤسَّسات استشاريّة أو مراكز تخطيطيّة لأجل المصلحة التِّجاريّة أو اختزالها في رسم الخِيارات السّياسيّة؛ مثلما هو حال الجامعة في هذا الزّمان العوْلمي؛ بل إنَّ إنشاء المدارس والجامعات ككِيانات مستقلّة قانونيًّا وماليًّا، كان الغرض منه، التّبتُّل من أجل المعرفة وتفريغ جزء من مكوّنات الأمّة والمجتمع، لأجل العلم والاستجابة لحاجات المجتمع الرّوحيّة والفكريّة والحضاريّة. فالمدارس والجوامع لم تكن أمكنةً لتعليم العلوم الدِّينيّة فقط؛ كما كان الأمر في تاريخ العصور الوسطى الغربيّة؛ بل إنَّ المعارف الدِّينيّة والعقليّة وجهان لحقيقة واحدة، فالأمر الإلهي بتقديس القراءة والإيمان بوَحدة المعرفة وتكامل العلوم والحثِّ على الاجتهاد، كانت هي القيم الباعثة على حماسة القلوب نحو المعرفة والرَّغبة في الاستزادة منها.
أ.د. عبدالرزاق بلقروز
-
إذا إنطلقنا من مُسلّمة أنّ المال مال اللّه وأنّ النّاس مستخلفون فيه وأنّ القيمة المطلقة للإنسان وأنّ النّفع تبعا لذلك موجّه لكلّ النّاس وأنّ وجود هؤلاء النّاس في هذه الحياة هو وجود إبتلاء، أيّهم أحسن عملا أيّ أيّهم أكثر استدامة لنفع النّوع البشري وإعمارا للأرض وعدم الفساد فيها، ضمن منظومة قِيَمِيّة قائمة على عدم إرادة العلوّ ولا الفساد وعدم أكل أموال النّاس بالباطل والعدوان. وإذا إعتبرنا أنّ استدامة نفع العُنصر البشري يمرّ حتما عبر الحفاظ على استدامة شروط الحياة الطّيبة له وللأجيال القادمة عبر توفير بيئة عيش سليمة اجتماعيّة واقتصاديّة وماليّة، أدركنا الحاجة الى موارد ماليّة بحجم يُمَكِّنُ من حُسن توظيفها تحقيقا لذلك الهدف من خلال إعمار الأرض، وأدركنا، تبعا لذلك الحاجة إلى أدوات تمويل مُتنوّعة ومتعدّدة والحاجة إلى أسواق لجمع الأموال.
نجم الدّين غربال
-
كان مسار شطب فلسطين قائما على قدم وساق قبل طوفان الأقصى، وقبيل الطّوفان بأيّام وقف «نتنياهو» يخطب بأسلوب متعجرف في الأمم المتّحدة، وهو يُظهر خريطةً تغطّي كلّ فلسطين التّاريخيّة بما في ذلك الضّفّة والقطاع مكتوبا عليها «إسرائيل».. لكنّ السّابع من أكتوبر/تشرين الأوّل عطّل المسار.
أ. د. محسن محمد صالح
-
إنّ تطرّقنا بالدّراسة لحادثة الإفك يدخل في باب إعادة فهم ما يُشكّل الوعي الحالي، إنْ بصورة كلّية أو جزئيّة. ومن هذا المنطلق يتأكّد الحفر في صفحات عديدة من الموروث لإعادة بنائه عبر الفهم والنّقد والمقارنة والتّدقيق انطلاقا من عرض الرّواية على الرّواية، وإظهار ما تعمّدت الأعراف الثّقافيّة إخفاءه رغم ورود ما يدلّ عليه في المدوّنات والموسوعات. وليس أمام البحث العلمي إلاّ النّبش في الوثائق وتدبّر النّصوص من أجل إنتاج معارف جديدة وأفهام مغايرة لما صوّر على أنّه نهائي. وإذا أثبتت التّواريخ بطلان رواية أو زيف حكاية، فإنّ واجب الباحث لا يزيد عن التّنبيه والتّوضيح.
تطرقنا في الحلقتين الأوليين من هذه السلسلة إلى قصّة حادثة الإفك في التراث، ثمّ خصّصنا ثلاث حلقات متتالية للحديث عن المستشرقين وما توّصلوا إليه من نتائج من وحي هذه القصّة.ثمّ خصصنا الحلقة السادسة للنبش في سند الرواية التراثية ومتنها، لتتهاوى أمام الحجّة والبرهان، ثمّ قمنا في الحلقة السابعة بتقديم عرض نراه كاشفا لحقيقة ما تضمّنته سورة النّور من حقائق وأفكار .وخلصنا إلى ضرورة مزيد التّمحيص في المرويّات نظرا لتأثرها بالسّياق الاجتماعي والسّياسي والمذهبي في زمانها، وبناء على ذلك تحدثنا في الحلقة السابقة عن حادثة التّحكيم بوصفها منعرجا خطيرا في حياة المسلمين، كان له كبير الأثر في توجيه الثّقافة توجيها مخصوصا حيث تترسّخ غلبة السّياسي على الدّيني. ونواصل في هذه الحلقة النّبش في أشكال هذه الغلبة لنكتشف أنّ مركزيّة المعنى وقدسيته، وبالتالي هيمنة النّزعة القهريّة في فهم المُصحف فهما رومانيّا وتوجيه معانيه توجيها قيصريّا يتماهى مع الموقف السّياسي السّائد القائم على القهر.
د.ناجي حجلاوي
-
كثير من الجدل الدّائر في الأوساط الثّقافيّة العربيّة، هو بالحقيقة، جدلٌ ناتج عن غياب المرجعيّة التّحكيميّة الفاصلة. وحين نقول غياب المرجعيّة التّحكيميّة نعني سواد الأهواء، والانحياز، والمحاباة، في فهم الحقل المعرفي وتأويله. وذلك دون مبرّر علمي، أو معرفي، سوى الإصرار والتّعنّت على أحقّيّة الخيار المتَّبع وصوابيته. ولا لشيء إلاّ لأنّ هذا الموقف أو ذاك المسلك، يصبّ في مصلحة هذا الطّرف أو ذاك، أو يجاري قِيما وأذواقا بعينها وينافي أخرى.
د.عزالدين عناية
-
بات عالم اليوم عنوانا بارزا لتسارع الأحداث وتداعي الآراء والفكرانيّات والتّوجّهات المتنافسة. كما أضحى مجالا خصبا للتّحولات الاجتماعيّة والثّقافيّة والقيميّة العميقة التي تقودها وتوجّهها رهانات مفتوحة واعتبارات تخضع لمنطق التّقريب تارة، ولمنطق التّوفيق تارة أخرى، بل في أحايين محدّدة يكون المنطق السّائد فيها هو منطق التّلفيق أو التّغليب والحسابات والإملاءات وضبط التّوازنات. والتي لم يعد في خضمها لعين الرّقيب سلطان نافذ ولا مقدرة جامعة على احتوائها واستيعابها، وخاصّة إذا ما أخذنا بالحسبان وقْع تلك التّغيّرات وآثار تلك التّحوّلات المجتمعيّة على أنماط الاجتماع والتّفاعل، وضروب التّواصل وأشكال مختلف العلاقات القائمة بين أفراد المجتمع. ولعلّ قضيّة الأسرة ونظامها ليس بمنأى عما ذكرناه، تحديدا إذا أعدنا طرح سؤال الوظائف المنوطة بها -على المحكّ- في مجتمعات إسلاميّة يبدو أنّها متردّدة وحائرة في حسم مستقبل الانتماء وشكله والتموقع الهويّاتي في غمرة التّجاذبات والتّدافعات في مضمار القيم والأنماط الحضاريّة بخاصّة؛ فمجتمعاتنا -واقعاً - لا تزال تتحسّس الخطى وتلتمس الوجهة رويدا رويدا لرسم معالم نمط عيش حديث، وبلورة مشروع مجتمعي من منطلق منظور بات بين مطرقة الانشداد إلى التّراث والهويّة الدّينيّة التي لا مناص منهما، وسندان ذيوع الحداثة والتّحديث بما أفرزته وتفرزه من قيم ومفاهيم ونظم وتطلّعات تعيد رسم الحدود وتعيين المفاهيم حينا، وتعيد توزيع الأدوار وبيان أشكال التّرابط والتّلاحم الاجتماعي حينا آخر.
صفاء بنتاويت
-
تبحث هذه الدّراسة التي ننشرها على أربع حلقات رسم خارطة انتشار الإسلاميين في تونس وتفكيك مقالاتهم والبحث في المسكوت عنه في مواقفهم وأفعالهم وأقوالهم في فترة العشر سنوات التي تلت أحداث ثورة 2010-2011. انطلقنا في الحلقة الفارطة - بعد أن قدّمنا قراءة موجزة في المفاهيم والمصطلحات - في استعراض الخطاب الإسلامي في المؤسّسات الرّسمية التّونسيّة وتحليله. ونخصّص هذه الحلقة والتي تليها لتّحليل خطاب التّيارات الفكريّة والجماعات الدّينية والأحزاب السّياسيّة الإسلاميّة، فنهتم في هذه الحلقة بتحليل خطاب الحركة الإسلاميّة الإحيائيّة (النهضة)، والتّيار الإسلامي السّلفي، وحزب التّحرير ، ثمّ سنقوم في الحلقة القادمة بتحليل الخطاب الإسلامي الحداثي وخطاب اليسار التّونسي في المسألة الإسلاميّة. أمّا الحلقة الأخيرة فسنخصّصها لمبحث خاص بالخطاب الإسلامي في مراكز البحث والدّراسات (مركز الإسلام والدّيمقراطية، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث)، مع خاتمة نلخّص فيها النتائج.
د. محمد شكري المرزوقي
-
اتفقت كلمة المفسّرين أنّ المقصود من التّصوير في القرآن الكريم هو الخلق والإبداع، والمتأمّل في آيات القرآن الكريم يلاحظ أنّ كلماته أيضا خلق وإبداع، ولئن كان تصوير الإنسان هو خلق اللّه الماديّ، فإنّ كلام اللّه خلق لصور أبهرت أهل اللّغة والفصــاحة والبيان..وقد ذكر القرآن الكريم صورا عديدة لحال الكفّار وضلالهم وحال المؤمنين وفلاحهم، وقد تعرضنا إلى بعض الصور التي استعملها القرآن لوصف المؤمنين، فكيف تبدّت الصّور الخاصّة بالكفّار وبوصف قبح أعمالهم وشناعة تصرفاتهم؟
جلال صميده
-
بعد أن تعرّفنا في المقال السابق (1)على «نيكولو مَاكيَافيلِّي» وبماذا تميّز عصره وما هي مهنته أو ما هي الوظائف والمسؤوليّات التي تقلّدها، نحاول في هذا المقال أن نعرّف القارىء على فلسفة «مَاكيَافيلِّي» من خلال كتابه الشهير «الأمير».
حسن الطرابلسي
-
رأينا فيما أنف من حلقات - بعد المقدّمات التّحريريّة - تطبيقات كثيرة لفقه الميزان في القرآن الكريم وفي السّنّة النّبويّة وفي عمل الصّحابة.
هذه الحلقة مخصّصة لبيان أنّ الميزان قيمة أصوليّة. وهو ما يعني أنّ الميزان ليس إختراعا بشريّا ولا آلة يلجأ إليها لتوفير العدل والقسط فحسب. بل هو مكوّن هيكليّ من مكوّنات العقل الإسلاميّ وبدونه يغدو التّفكير أحْول والعمل أعور.
الهادي بريك
-
في عالم تسوده التّحديات والصّراعات، يأتي مفهوم القوّة كأحد الرّكائز الأساسيّة لتحقيق الأمن والاستقرار، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وقد أشارت الآية الكريمة: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾(الأنفال: 60) إلى أهمّية الاستعداد وامتلاك القوّة كوسيلة لحفظ الحقوق وردع الظّلم. من هنا، نستلهم «قانون القوّة»، الذي يُعَدُّ إطارًا عامًّا لفهم كيفيّة بناء القوّة واستخدامها بشكل متوازن وفعّال في مختلف جوانب الحياة.
محمد أمين هبيري
-
حصر أغلب القدماء الضّروريات في خمسة أصول، هي: «حفظ الدّين، والنّفس، والمال، والعقل، والنسل،وقد قالوا إنّها مراعاة في كلّ ملّة». وأضاف بعضهم مقصد حفظ العرض. وتوسّع المحدثون في أنواعها فأضاف بعضهم مقصد حفظ البيئة. وبإقامة هذه الأهداف والمحافظة عليها من جانب الوجود، وجانب العدم، يتحقّق بناء الإنسان والمجتمع. وجدير اتخاذها معالم طريق في الرّسالة القيميّة الاستشرافيّة التي توضع لتصحيح مسار المجتمع وفق المنظور الإسلامي الأصيل، ولتوفير شروط الإقلاع الحضاري من جديد، في ضوء الإمكانات المتاحة والظّروف المحيطة.
د.علي رابحي
-
إنّ نعم اللّه على عباده أكثر من أن تحصى، فقد أعدّ اللّه لهم كلّ ما يحتاجون إليه في معاشهم وجميع أحوالهم من كلّ ما سألوه وما لم يسألوه، وقد اخبر اللّه تعالى عن عجز العباد عن تعداد هذه النّعم فضلا عن القيام بشكرها، فقال:﴿ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾(إبراهيم: 34). ولقد وعد اللّه عزّ وجلّ الشّاكرين لأنعمه الحامدين لفضله بزيادة أنعمه عليهم، فقال:﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ..﴾(إبراهيم: 7)، تشير الآية الكريمة إلى حقيقة زيادة النّعمة بالشّكر وأنّ اللّه سبحانه وتعالى يجازى من رضى بقضائه بأن يزيده من نعمه ورزقه، فالشّكر مجلبة للزّيادة والرّضا يجلب الخير وهذه الحقيقة تطمئن إليها قلوبنا سواء أدركنا الأسباب أو لم ندركها لأنّها وعد من اللّه صادق فلابدّ أن يتحقّق على أيّة حال، فلا نخشى نفاد النّعمة وذهابها، فالمنعم موجود والنّعمة بشكره تزكو وتزيد وقد قطع اللّه عزّ وجلّ بالمزيد مع الشّكر مع كونه وقف أشياء كثيرة على مشيئتـه، ففي الإغناء قال تعالى:﴿.. فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ..﴾(التوبة: 28) وفي الرّزق قال:﴿.. يَرْزقُ مَنْ يَشَاء..﴾(البقرة: 212)، وفي المغفرة قال:﴿ ..وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ..﴾(النساء: 116) وفي التّوبة قال: ﴿.. وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ..﴾(التوبة: 15)،وفي الدعـاء قال:﴿ ..فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ..﴾(الأنعام: 41)
أشرف شعبان أبو أحمد
-
بعد أن تطرّقنا إلى الكبائر التي ورد ذكرها في السّور المدنيّة بصيغة «التّحريم»: أكل الميتة والدّم ولحم الخنزير، وما أهلّ به لغير اللّه، وصيد البرّ (للمحرم)، وأكل الرّبا، وزواج المحارم(1). ثمّ أتبعناها بالكبائر التي وردت في السّور المدنيّة بصيغة «لا تقربوا»: حدود اللّه، والصّلاة في حالة سكر أو جنابة، والنّساء في المحيض، والمشركين للمسجد الحرام(2). ثمّ التي وردت بصيغة «اجتنبوا»: الأَوْثَان، وعبادة الطّاغوت(3)، وكَثِيرًا مِنَ الظَّنّ، والْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ (4)، ثمّ التي تنتج عن عدم الاستجابة إلى ما ورد بصيغة الأمر «إنّ الله يأمر» : صلة الرّحم(5) وعدّة الطّلاق وإتيان المرأة من قبلها(6)0 نواصل -في هذه الحلقة والتي تليها- الحديث عن الكبائر التي ورد ذكرها بصيغة «النّهي»: البغي (الاختلاف في الدّين)/النّجوى/تولّي المشرك أوالكافر
م.لسعد سليم
-
حين عُرضت الأمانة على السّماوات والأرض والجبال أبين أن يحملنها وأشفقن من ثقلها، بينما تقدّم الإنسان – هذا المخلوق الضّعيف – ليحملها ظانّاً أنّه أهل لها، مؤمناً بقدرته على الوفاء بعهد ربّه، فكان ذلك موضع الاختبار الأكبر في رحلة الوجود.
شكري سلطاني
-
تمثّل حدسيّة «بوانكاريه»إحدى أشهر المسائل في الرّياضيّات وأعمقها، طرحها «هنري بوانكاريه» عام 1904، تحدّى بها العقول الرّياضية لأكثر من قرن، إلى أن حلّها العالم الرّوسي المنعزل «جريجوري بيرلمان» في سلسلة من الأوراق البحثيّة الثّوريّة في عام 2002، باستخدام أدوات من هندسة التّدفّق.
أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
-
مواكبة للحراك الشّبابي الذي ملأ شوارع العاصمة المغربيّة وأزعج حكومتها، بقطع النّظر عن الدّوافع السّياسيّة وإلى أي مآل سيؤول، لا يمكنني شخصيّا وأنا على أعتاب شيخوخة سابق لهذا الجيل الغاضب المسمّى «جيل زد 212» إلاّ الإنصات والانتباه والإعجاب لا بما ينتجه هؤلاء الشّباب من أفكار فقط، بل بقدرتهم على التّواصل والتّحرّك في انسجام وتنسيق بالاعتماد على أدوات حذقوا إعمالها واستخدامها دوننا بعد أن تدرّبوا عليها خلسة خلف الأبواب المغلقة خوفا من إرهاب آبائهم. ومن الغباء أن نتوقّف عند الإعجاب ولا نحرّك ساكنا. والأغبى أن نرهب من لم نتمكّن من فهمهم وبدوا مختلفين، فلم نسع لمساعدتهم على الاستفادة من وجودنا بقدر ما سعينا للاستفادة منهم وعوّلنا على وجودهم بيننا.
م.رفيق الشاهد
-
سأظل أنتظر...
متشبّثاً بأرضي،
ألْتَحِفُ السّماء ،
أركضُ...،
أسعى... ،
أقفزُ... ،
أجري خلفَ مطالبي،
د. محمّد فوضيل
-
الدكتور «عبد السلام المسدّي»، من مواليد 26 جانفي 1945 بصفاقس، عاصمة الجنوب التونسي، وهو مفكر وناقد ولساني تونسي بارز، يُعد أحد أهم رواد اللّسانيّات الحديثة (Linguistics) في العالم العربي. وهو أستاذ جامعي، وعضو في عدّة مجامع لغويّة (كتونس ودمشق وبغداد)، كما شغل مناصب سياسية ودبلوماسيّة(1). ويُعدُّ واحدا من النّقاد القلائل الذين ترسّخت أسماؤهم في حركة النّقد الأدبي ليس في تونس فقط بل في العالم العربي. زاول تعليمه الابتدائي والثّانوي بصفاقس ثمّ انتقل إلى العاصمة تونس ليواصل دراسته الجامعيّة التي توّجها بالحصول على الإجازة في اللّغة العربيّة والآداب عام 1969 ثمّ على دكتوراه الدّولة منذ 1979، وارتقى إلى أعلى درجة جامعيّة عام 1984.
التحرير الإصلاح
-
أيّها المُؤَزَّل فينا والمُطلق الدّيْـمـــومْ
متى اقتحامُ العَقَبة وانجلاءُ الغُيُـــومْ؟
أَسْعِفْنا يا ذا المَدَد فالقلوبُ أضحـت
مَراجــلَ للغَيــظ ولا أحــد معـصـومْ
الشاذلي دمق