د. مصطفى حضران
الجوامع والجامعات الإسلامية الكبرى دراسة في عوامل الانحطاط والتراجع (2/2) : 156 - 2020/07/02
في هذا الجزء الثاني من المقال نعرض إستشعار المصلحين في المغرب والمشرق، خطورة الحالة التي وصلت إليها هذه الجامعات، من تقهقر وتخلف واضطراب في طرق التّدريس وضياع الفلسفة العامّة التي قامت عليها، ورغبتهم الجامحة في تصحيح مسارها إيمانا منهم بأنّ صلاح هذه الجامعات هو صلاح للفكر وللإنسان، وأنّ مكمن الدّاء الذي يهدّد أوطاننا بعد الاستعمار الغربي هو التّخلف المعرفي والفكري.
اقرأ المزيد
الجوامع والجامعات الإسلامية الكبرى دراسة في عوامل الانحطاط والتراجع (1/2) : 155 - 2020/06/04
لقد احتلّ المسجد مكانة هامّة في المجتمع الإسلامي أهّلته ليكون مصدر التّوجيه الرّوحي والتّأهيل العلمي، ومنارة للعلم والتّعليم، ومركزا للتّربية والتّزكية، ولعلّ السّبب الذي جعل المسجد مكانا للتّعليم، ارتباط مواد التّدريس بالقرآن والحديث قراءة وحفظا، ومع تطوّر الزّمان أصبحت الدّروس تشمل موضوعات متنوّعة: كالتّفسير واللّغة والتّاريخ، وهكذا استمر المسجد في العطاء والتّطور جيلاً بعد جيل، ليؤدّي مهامه في صناعة الحياة ليصبح جامعات ومنارات علميّة وفكريّة رائدة في مختلف العلوم، يروي السّيوطي أن: «دروسا مختلفة رتّبت في الجامع الطّولوني وقد شملت التّفسير والحديث والفقه على المذاهب الأربعة والقراءات والطّب والميقات»(1) ، كما ذكر ابن أبي أصيبعة أنّ موفق البغدادي كان يدرس الطبّ في الجامع الأزهر طوال مدّة إقامته في مصر، حيث يقول: «وكان يسرّني في هذه المدّة أنّني أُقرئ النّاس بالجامع من أوّل النّهار إلى نحو السّاعة الرّابعة، ووسط النّهار يأتي من يقرأ الطّب وغيره، وآخر النّهار أرجع إلى الجامع الأزهر فيقرأ قوم آخرون، وفي اللّيل أشتغل مع نفسي»(2) .
اقرأ المزيد
سؤال الهوية في الرؤية الإسلامية : 151 - 2020/02/06
الإسلام دين عالميّ يتّجه برسالته إلى البشريّة جمعاء،‎ ‎وعالميّة الإسلام هذه، تجعل الثّقافة ‏الإسلاميّة منفتحة ومتجاوبة مع ثقافات الشّعوب الأخرى. فالإسلام يرفض مقولة «الهويّة الضّيقة» ‏أو «الهويّة العضويّة» التي تهدف إلى طمس هويّات الشّعوب، وتنميط عاداتهم وثقافاتهم في قالب ‏ثقافيّ ومعرفيّ واحد، بل نجده يؤسّس «للهويّة الجامعة» أو«الهويّة الفضفاضة والممتدّة»، التي بفضلها ‏تستطيع كلّ الجماعات المنضويّة والمكوّنة للمجتمع الإسلامي، من الاحتفاظ بخصوصيّتها والتّعبير عن ‏ذاتها. فالحقيقة التّاريخية تؤكّد أنّ الإسلام احترم كلّ الهويّات التي ارتضى أصحابها طوعا العيش ضمن ‏نسيجه الاجتماعي، دون إقصاء أو تمييز بسبب اللّغة أو الجناس أو الدّين . ‏
اقرأ المزيد