د.عزالدين عناية
الغرب وقانون الشّعوب : 207 - 2024/10/04
لو شئنا تلخيص فحوى هذا الكتاب، الضّروري ليفتح العرب أعينهم على العالم ولإدراك سير العالم، للخّصناه في ثلاثة أسئلة: هل من الممكن إيجاد قانون دولي قادر فعليّا على تعزيز العدالة دون أن يكون أداة لمشروعات «إمبرياليّة»؟ وهل يمكن أن يكون هناك قانون دولي عالمي حقّا على أساس المبادئ التي تُستقى من تعدّدية الحضارات والنّظم القانونيّة؟ وأخيرا، هل تشكّل محاولةُ توسيع الحكم الرّشيد (حقوق الإنسان والدّيمقراطية) لتشمل بلدان العالم الثّالث التّحولَ المعاصر؟ فعلى النّحو الآتي يستهلّ الإيطالي «جوستافو جوتسي» كتابه المترجم إلى العربيّة «القوانين والحضارات.. القانون الدّولي تاريخه وفلسفته» (ترجمة: حسين محمود /مراجعة: عزالدّين عناية : طال أمد تأليف هذا الكتاب، وزاد مشقّة، ذلك أنّ مشروعه الأول لم يكتب له أن يستمرّ، وتمّ استبداله بمنظور جديد هو الذي يرافقنا في جميع مراحل العمل الآن.
اقرأ المزيد
الترجمة وقضايا العالم : 206 - 2024/09/06
لا شكّ أنّ العالم اليوم يواجه جملة من القضايا المتنوّعة، آثارها جليّة على البشريّة جمعاء منها: مستحقّات التّعدّدية، بوجهيها الدّيني والثّقافي، ومستوجَبات السّلم في العالم، ومراعاة الأقليّات في مجتمعاتها الأصيلة، واحترام نظيرتها في المجتمعات التي طرأت عليها الهجرة، وغيرها من القضايا. وهي قضايا لا يمكن التّعاطي معها بمثابة أخبار عابرة، في وسائل الإعلام؛ بل ينبغي تطارح آثارها وأبعادها بعمقٍ، وإمعان النّظر فيها وحولها بالبحث والدّراسة والتّرجمة.
اقرأ المزيد
تقفّي آثار الاستعراب الإيطالي : 205 - 2024/08/02
ضمن تفرّعات التّخصّصات الدّراسيّة الجامعيّة في إيطاليا، أطلّ في العشريّة الأخيرة من الألفيّة الميلاديّة الثّانية مسمّى «الاستعراب» (arabismo)، بمدلول اقتصر على فئة المعنيّين بدراسة وتدريس العربية وآدابها حصرا، وهو ما لم تخض القواميس الإيطاليّة في تفصيلاته كثيرا. حتّى وإن تحدّر كثير من هؤلاء «المستعرِبين» في تكوينهم من مشارب دراسيّة متنوّعة: دينيّة، أو اجتماعيّة، أو مجالات ذات صلة بالمخطوطات والفنون العربيّة أو غيرها من التّفرّعات المنضوية تحت الدّراسات الشّرقيّة عموما. ولم تشمل فئةُ المستعرِبين الأساتذةَ والباحثين والدّارسين من مختلف التّخصّصات الأخرى، المشتغلين بالثّقافة العربيّة والمجتمعات العربيّة والتّاريخ العربي، مثل علماء الاجتماع، والمؤرّخين، وخبراء القانون الإسلامي، وعلماء الآثار، ومتتبّعي سائر الفنون والعلوم وغيرهم.
اقرأ المزيد
في الحاجة إلى علم الأديان : 202 - 2024/05/03
كشفت حالة الفوران التي تشهدها الظّواهر الدّينيّة عن تخبّط في الوعي بحقل المقدّس وقضاياه في البلاد العربيّة. وهو تخبّط يعود في عمقه إلى عدم تطابق أدوات المعرفة مع حقل المعرفة. حيث يستحضر «العقل الخامل» أدوات معرفيّة لاغية أو محدودة الأثر، متوهّماً قدرتها على فهم «الكائن المتديّن» وحلّ إشكاليّاته العصيّة. فما الذي فات الدّارس العربي ليلج طور الحداثة في فهم الدّين والتّحكّم بتشظيات المقدّس والإحاطة بتحولاته؟
اقرأ المزيد
علم الأديان وعلم اللاهوت الاتصال والانفصال (2/2) : 200 - 2024/03/01
انطلقنا في الجزء الأول من المقال إلى تعريف مفهوم الظّاهرة الدّينيّة واستنتجنا ضرورة إدراج الموضوع ضمن مبحث عام ألا وهو «الظّواهريّة الدّينيّة»، بوصفه الإطار الأشمل والأعمّ لاختبار الظّواهر وباعتباره مبحثا ليس قاصرا على متابعة العيني والمرئي فقط. ثمّ تطرقنا إلى توضيح معالم التمايز بين المنهجين اللاّهوتي والعلمي ونقاط التمايز بينهما، ومن ثمّ الحديث عن آفاق التّكامل بينهما. ونخصص الجزء الثاني والأخير للحديث عن إشكالية اللاّهوتي والعلمي في السّياق العربي.
اقرأ المزيد
علم الأديان وعلم اللاهوت الاتصال والانفصال (1/2) : 199 - 2024/02/02
ضمن ما سأتطرّق إليه بشأن بيان حدود الاتصال والانفصال بين المنهج العلمي والمنهج اللاّهوتي في معالجة الظّاهرة الدّينيّة، أستهلّ حديثي بكلمة قالها الفرنسي «ميشال مسلان» في كتاب «علم الأديان»: «أن نتابع الحفر في خندقنا مع إلقاء نظرة بعيدا صوب الحقول الأخرى». بهذا الشّكل يتجنّب دارس الظّاهرة الدّينيّة الانحصار داخل رؤية ضيّقة، ويثري أدواته برؤى خارجيّة. ومن جانب آخر تدفعني مقولة البولندي «زغمونت باومان» بشأن سمة «السّيولة» التي تطبَعُ عالمنا اليوم: «المجتمع السّائل»، و«الحداثة السّائلة»، إلى إدراج الدّين ضمن هذا الواقع السّائل، الذي بات عصيّا على الفهم ضمن إطار محدّد. فـ «الواقعة الدّينيّة»، و«التّجربة الدّينيّة»، و«الكائن المتديّن»، و«المقدّس» عامّة، هي مظاهر نابعة من معين واحد، وهي في أمسّ الحاجة إلى تنويع المناهج وتوحيدها، في الآن نفسه، لسبر غور تلك التّشظيات.
اقرأ المزيد
كتاب حوارات مع عالم الأديان : 192 - 2023/07/07
منذ أكثر من ثلاثة عقود عوّل عالم الأديان التّونسي عزالدين عناية(1) على انتهاج نهج مغاير في تفهّم قضايا الدّين والأديان، مستلهما منهج علم الأديان بتفرّعاته التّاريخيّة والسّوسيولوجيّة والمقارنة التي تنأى عن المنهج اللاّهوتي. يرى عناية أنّ جانبا كبيرا من ورطة العرب الدّينيّة تعود إلى غياب الوعي العلمي بالدّين وانحصارهم داخل منظور لاهوتي مغلَق. يدفعه في ذلك حافز قويّ ألا وهو تطوير الدّراسات العلميّة للدّين والأديان في الأوساط الثّقافيّة العربيّة. وفي هذا العمل الجديد نجد مجموعة من الحوارات معه بشأن هويّة الدّراسة العلميّة للأديان وخصائصها.
اقرأ المزيد
الأديان الإبراهيمية قضايا الراهن : 188 - 2023/03/03
ضمن ما يشغل عالم الأديان التّونسي عزالدين عناية، المدرّس بجامعة روما (إيطاليا)، صدر له كتاب جديد بعنوان: «الأديان الإبراهيميّة.. قضايا الرّاهن»(1)، وهو كتاب يعيد النّظر في مفهوم الأديان الثّلاثة، اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام، في ظلّ تحدّيات العالم الرّاهن. إذ يعيش التّراث الإبراهيمي أزمة بين الورثة، وتتوه الدّعوة الإبراهيميّة في وعثاء السّياسة، وليس من الهين لمّ شمل الورثة، وهو ما يضعنا أمام سؤال ما الذي تبقّى من الإبراهيميّة الحنيفيّة؟ إذ لم يتسنّ للأديان الإبراهيميّة، حتّى عصرنا الرّاهن، رسم خطّة مشتركة في التّعايش والاحتضان بين بعضها البعض. خطّة تتواضع بمقتضاها على حضور أتباع الدّين الآخر بين ظهرانيها، دون أن يلحقهم أذى أو ترهقهم ذلّة. وإن كانت حصلت معالجات منفردة لهذه المسألة، اختلفت تفاصيلها من دين إلى آخر، دون بلوغ أسس جامعة. فمن الأديان الثلاثة من يملك تشريعات في الشّأن، غير أنّها تقادمت، أو هُجرت، أو داهمتها التّبدلات الاجتماعيّة الهائلة، دون أن يتعهّدها أهلها بالتّهذيب والتّنقيح، على غرار مؤسّسة أهل الذّمة، أو مفهوم أهل الكتاب في الإسلام؛
اقرأ المزيد
المسيحيّة والإسلام في ظلّ العولمة : 187 - 2023/02/03
عمل جديد صدر لعالم الأديان التونسي عزالدين عناية(1) بعنوان «المسيحيّة والإسلام في ظلّ العولمة». وهو كتاب يتركّز بالأساس على متابعة آثار العولمة على الدّين، وتحديدا على المسيحيّة والإسلام. فما كانت قضايا التّجاور والتضايف والتعايش مطروحةً على الأديان بهذا الإلحاح، كما هو عليه الحال اليوم. فالذات المؤمِنة أمام تساؤلاتٍ تمليها التبدّلات الجارية في العالم الراهن، تحثُّ أتباع الأديان على إعادة النظر في تمثُّلِهم للعالم وفي حضورهم فيه، بعد أن عصفت بالحدود التاريخية تبدلات عميقة. تَراجَع التباعد إلى مستوى، غدت فيه الحدود وطيئةً ورخوةً بين التقاليد الدينيّة.
اقرأ المزيد
فتنة المسيحيّة المعاصرة : 186 - 2023/01/06
كُتِبت المقالات الواردة في هذا المؤلَّف على فترات متقارِبة نسبيّا، ونُشرت على أعمدة الصّحف المغاربيّة والمشرقيّة، وبالمثل في جملة من الصّحف الخليجيّة والصّحف العربيّة اللّندنيّة. كما أنّ المقالات كافة نُشرت في أكثر من بلد وتوزّعت على أكثر من صحيفة، مثل «اليوم» و«الخبر» و«البصائر» (الجزائر)، و«الصباح» و«الصحوة» (تونس)، و«فبراير» (ليبيا)، و«الأسبوع» و«الشروق» (مصر)، و«النهار» و«السفير» و«المستقبل» و«اللواء» (لبنان)، و«العراق اليوم» و«العالم» (العراق)، و«السياسة» (الكويت)، و«الاتحاد» (الإمارات العربية)، و«الشرق» (قطر)، و«عُمان» (عمان)، و«القدس العربيّ» و«الزمان» (إنجلترا).
اقرأ المزيد
الإمام والكردينال ومعارج الإيلاف : 185 - 2022/12/02
مثّلَ الانشغال بقضايا اللّاهوت المسيحيّ، وبأشكال حضور الدّين في المجتمعات الغربيّة محورَ اهتمامي، على مدى العقديْن السّالفيْن. فقد كان لِعامل العيش في مجتمع كاثوليكي الدّور البارز في تيسير الوعي من الدّاخل بالواقع الدّينيّ الغربي، وفي التّنبّه إلى قوّة نفاذ المؤسّسات الكَنَسيّة فيه، بعد أن كنتُ أحسبها وهنت، بفعل الغشاوة المضلِّلة لمقولة تَعلْمُن المجتمعات الغربيّة.
اقرأ المزيد
قصّتي مع الترجمة : 184 - 2022/11/04
قيل في التّرجمة الكثير، وفي عرفي، كما نقول في تونس، هي «صنعة اللّي ما عندو صنعة»، أي «عمل لا طائل من ورائه». لماذا أقول ذلك؟ أذكر قبل ثلاثة عقود خلت، لمّا تخرّجت من الجامعة الزّيتونيّة وكنت أبحث عن شغل، اقتربت منّي الوالدة وقالت ماذا تفعل؟ فقلت: أترجم من الفرنسي إلى العربي، فلم تع قولي. فأوضحت «أقلب الكلام من السّوري إلى العربي»، و«السوري» في الدّارجة التّونسيّة هو مرادف الفرنسي، فردّت ساخرة «صنعة اللّي ما عندو صنعة».
اقرأ المزيد
حوار مع د. عزالدين عناية الأستاذ بجامعة روما : 182 - 2022/09/02
عز الدين عناية (ولد 1966، سوسة)، هو كاتب ومترجم تونسي متخصّص في علم الأديان، أستاذ جامعي في جامعتيْ روما لاسابيينسا والأورينتالي في نابولي. حصل على الأستاذيّة والدّكتوراه من جامعة الزّيتونة في تونس في اختصاص الأديان والمذاهب. له العديد من المؤلفات والتّرجمات، يكتب مقالات ودراسات في الدّوريات والصّحف العربيّة تتناول الظّواهر الدّينيّة في اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام.
اقرأ المزيد
غرشوم شوليم والصّهيونيّة الثّقافيّة : 181 - 2022/08/05
يُعدّ «شوليم» من أعلام الفكر اليهوديّ (1897-1982)، وقد خلّفَ أثرًا واضحًا في مسار الدّراسات اليهوديّة المعاصرة، بفضل أبحاثه التّأصيليّة في الموروث الصّوفيّ العبريّ، وفي الثّقافة اليهوديّة المعاصرة بشكل عامّ. لكنّ الإسهام الأكبر لشوليم في مشاركته في قيام الجامعة العبريّة في القدس، وفي تمثيله للصّهيونيّة الثّقافيّة النّقديّة على مدى فترة حاسمة.
اقرأ المزيد
الإيلاف الثقافي جدل الشرق والغرب : 180 - 2022/07/01
في هذا المؤلف الجديد(1) يعالج الكاتب التّونسي الإيطالي عزالدين عناية (2) جملة من القضايا ذات الصّلة بموضوع الثّقافة والمثقَّفين، سواء في البلاد العربيّة أو في الغرب، وما يصحب ذلك من آمال معلَّقة على المثاقَفة، بقصد إيجاد مؤتلَف جامع. هذا وقد جاء تناوُلُ تلك القضايا على شكل مواضيعَ مستقلّةٍ، يمكن قراءتها على نحو متّصل أو منفصِل. يتعقّب المؤلّف من خلالها قضايا على غرار التشوّف الثقافيّ نحو الغرب، ومعوّقات الاستِعْرَاب النّاشئ في الجامعات الغربيّة، ومستلزَمات التعدّدية الثّقافيّة داخل الاجتماع وما شابهها من قضايا، ضمن مراجَعات في منهج التّناظر وتقفّي التّحوّلات الجارية لدى الجانبين، العربيّ والغربيّ، بفعل ترابط الوقائع والمصائر.
اقرأ المزيد
هل البابا فرنسيس مدعاة للفُرقة؟ : 177 - 2022/04/08
في هذا المؤلَّف الصّغير الحجم والعميق المضامين، الصّادر باللّغة الإيطاليّة من تأليف أحد أبرز الوجوه الإعلاميّة في الأوساط الكاثوليكيّة، الكاتب والصّحفي جان فرانكو سفيدركوتسكي، رئيس تحرير صحيفة «لوسّرْفاتوري رومانو» الأسبق، اللّسان النّاطق باسم حاضرة الفاتيكان، يحاول المؤلّف تقديم حوصلة للسّنوات الخمس من بابويّة حبر الكنيسة «خورخي ماريو برغوليو» المعروف بفرنسيس. مستعرضًا صاحب الكتاب فلسفة البابا القادم من أقاصي جنوب العالم من الأرجنتين، ومبرزًا مدى نجاحه وإخفاقه. لقد ورث البابا الحالي «فرنسيس» تركةً ثقيلة خلّفها البابا المستقيل «راتسينغر»، كنيسةً ترهقها البيروقراطيّة ويحاصرها الجمود ويستشري فيها الفساد. قدِم هذا البابا محمَّلا برسالة ثقيلة، تتلخّص في خوض إصلاحات عاجلة داخل الكنيسة قبل الغرق، وهو ما بدأت تلوح نُذره.
اقرأ المزيد
أوروبا صانعة التحول في العالم : 176 - 2022/03/04
يتمحور كتاب «أوروبا صانعة التّحوّل في العالم»(1) حول المسألة الاقتصاديّة، وتحديدا حول الرّيادة الأوروبيّة في هذا المجال الحيوي والحاسم في التّطوّر الحضاري. حيث تحاول أستاذة التّاريخ الاقتصادي الإيطاليّة «فيرا زامانيي» تفسير تلك الرّيادة من خلال تتبّع التّطوّرات الحاصلة في هذه القارة على مستوى تنامي القوّة الاقتصاديّة، ومن ثَمّ تسرّب تلك التّحوّلات التّنمويّة وانتشارها في كافة أرجاء العالم. ومقارنة تلك الرّيادة بما حصل من محاولات مماثلة في حضارات أخرى، لم يسعفها الحظّ في تحقيق انتشار واسع أو بسط هيمنة فعليّة، وكذلك لم تكن مغرية حتّى تُقلَّد أو تُحتَذى خارج مجالها الذي تشكّلت فيه. إذ ثمّة تساؤل مطروح في الأوساط العلميّة ألا وهو لماذا حصلت الثّورة الصّناعية في أوروبا دون غيرها من الفضاءات، مثل آسيا أو إفريقيا، برغم وجود حضارات عريقة وغنيّة حازت تقدّما تقنيّا وعسكريّا في زمانها؟ «فيرا زامانيي» في إجابتها عن هذا السؤال تدعم أطروحتها حول ريادة أوروبا بإبراز محوريّة التّطوّر الحاصل على مستوى المؤسّسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، ولا سيما على مستوى القيم التي تمثّل الدّافع المتين المتواري لتلك التّحوّلات. حيث تضافَرَ التقدّم في أوروبا مع اقتراب من تحقيق مطلب العدالة الاجتماعيّة(الحقوق) وترسيخ مبدأ المساواة الاقتصاديّة (الرّفاه الاجتماعي).
اقرأ المزيد
العلم اللّدني الإسلامي : 175 - 2022/02/04
يحظى التصوّف الإسلامي بتقدير لافت في مجال الدّراسات الغربيّة المعاصرة، وهو تقدير نابعٌ بالأساس من فرادة تعاليمه وممّا يطفح به نهجه من محبّة ورأفة واحتضان للخَلق أجمعين. وبوجه عام تترافق موجة الانجذاب للتّقاليد الرّوحيّة الإسلاميّة مع هدوء نسبي في دراسات الإسلام الحديث، بعد أن خفتت موجة النّظرة المتوتّرة والعُصابيّة، التي غالبا ما تحكّمت بمقاربة الدّارس الغربي لقضايا الإسلام السّياسيّة والتّاريخيّة. في غمرة هذه الأجواء المتداخلة يحضر التّصوّف مدخلا تصحيحيّا لتلك العلاقة المأزومة جراء القلاقل السّياسيّة. والمتابع لمسار اكتشاف العمق الرّوحي الإسلامي في الغرب يرصد مرور مقارَبة التّصوّف بعمليّات تصحيح، حتّى بلغ إلى ما هو عليه. نشير إلى أنّ جملة من الدّراسات الغربيّة المبكّرة، التي انشغلت بالتّصوّف الإسلامي، قد اعتبرتْ المبحثَ دخيلا عن المكوَّن الحضاري الإسلامي ولا يمتّ له بصلة؛ ولكن مع تطوّر الأبحاث، تراجعت تلك الأطروحة المنكِرة والجاحدة لتفسح المجال لرؤية أكثر اتّزانا.
اقرأ المزيد
ملامح الثّقافة العربية في إيطاليا : 174 - 2022/01/07
شهدت الدّراسات العربيّة في إيطاليا تحوّلات كبرى خلال العقود الأربعة الأخيرة، خرجت فيها من حيز الدّراسات النّخبويّة إلى رحابة الدّراسات المفتوحة، على مستوى تنوّع المقارَبات، وتعدّد المهتمّين، وتكاثر عدد الطّلاب. أتى ذلك التّحوّل جرّاء تغيّرات مسّت المنهج والعاملين في الحقل. فقُبَيل ذلك التّاريخ كانت الدّراسات العربيّة حكرًا على فئة معيّنة من الدّارسين وتُصنّف في عداد الاستشراق العامّ والمستشرقين المهتمّين بقضايا الشّرق. وقد كان شقٌّ من هؤلاء المعنيّين ينضوي تحت مؤسّسات الدّولة الإيطاليّة، الجامعيّة منها والبحثيّة، وشقٌّ آخر يشتغل في المؤسّسات الحِبريّة العائدة بالنّظر إلى حاضرة الفاتيكان.
اقرأ المزيد
الحضارة والسّلطة في السّوسيولوجيا الخلدونيّة : 173 - 2021/12/03
وِفق التّقليد الغربي، شهدَ النّصف الأول من القرن التّاسع عشر ميلادَ تخصّص علم الاجتماع. وهي فترة عرفت تحوّلات تاريخيّة عميقة أيضا، وصادفَ أن رافقتها صياغة الأُطر النّظريّة لأوغست كونت الذي يُنسَب إليه نشأة هذا العلم في الغرب. بَيْدَ أنّ عبد الرحمن ابن خلدون، ومنذ العام 1377م، قد صاغ مؤلَّفا متفرّدًا بعنوان «المقدّمة»، حدّد فيه أصول علم جديد، لم يسبق التّطرّق إليه من قبل. هَدَف فيه إلى التّحليل العلميّ والصّارم للماضي، وإلى بناء إطارٍ يستوعب الحاضرَ ويستشرف المستقبلَ. نشير أنّ «كتاب المقدّمة» قد جرت ترجمته إلى اللّسان الفرنسي إبّان الفترة التي شهدت وَلعًا بهذا العلم في الأوساط الغربيّة. كما يبقى المفكر الإنجليزي «أرنولد توينبي» من أوائل الغربيّين الذين أشادوا بريادة ابن خلدون في صياغة فلسفة للتّاريخ الاجتماعي لم يسبقه فيها أحد في أي مكان وفي أي زمان.
اقرأ المزيد
هزيمة الغرب في أفغانستان.. ذهب الجمل بما حمل : 172 - 2021/11/05
بحلول شهر أكتوبر تكون قد اِنقضت تسع عشرة سنة على شنِّ أوّل هجوم جويّ أمريكي على أفغانستان، اِستهدف معاقل حركة طالبان، بدعوى القضاء على بؤرة الإرهاب العالمي المتمثّل في تنظيم القاعدة وحلفائه. تطلّبت عمليّة هدم بؤرة الإرهاب زهاء العقديْن، حتّى بدأنا نعيش بشكلٍ حازمٍ مراجَعات لذلك النّهج العنيف في تسوية الأمور، تمثَّلَ في خوض مفاوضات علنيّة بين طرفيْ الصّراع الفعليَيْن: الولايات المتّحدة وحركة طالبان.
اقرأ المزيد
الهجرة غير الشرعيّة للمخطوط العربي : 171 - 2021/10/01
حين ساقني القدر إلى إيطاليا في تسعينيّات القرن الماضي، لمتابعة دراسة الأديان والحضارات، تبيّنَ لي مبكّرًا أنّ أوضاع الثّقافة العربيّة في هذا البلد ليست على النّحو الذي عليه في فرنسا أو أنجلترا أو ألمانيا أو هولندا، أو غيرها من البلدان الأوروبيّة التي تعجّ بالمهاجرين العرب والمثقّفين والطّلاب الوافدين. كنّا مجموعة ضئيلة من الطّلاب العرب في روما، ممّن لهم انشغال بالعلوم الاجتماعية والإنسانيّات واللاّهوت المسيحي، نعرف بعضنا البعض، منهم من أقفل راجعا إلى بلد المأتى أو غيّر الوجهة نحو بلد آخر، والنزر القليل رابطَ في إيطاليا تعلّقا بالهمّ الثقافي، رغم شظف العيش. لم يتطوّر الأمر كثيرًا بعد السّنوات الطوال، فلا زال عددُ الدارسين العرب والمتعلّمين للّغة الإيطاليّة ضئيلا، وهو ما انعكس على واقع النّهوض بالتّراث الجامع بين الثّقافتين العربيّة والإيطاليّة، أكان في مجال التّرجمة، أو نشر المخطوطات، أو إنجاز الأبحاث. فما زلتُ ألمس الصّعوبات نفسها التي تحُول دون تطوّر هذا القطاع، حيث قلّة من طلّابي من أصول عربيّة في تخصّص الدّراسات الشّرقيّة، أكان في جامعة روما أو في جامعة الأورينتالي، ممّن وفدوا إلى إيطاليا لإتمام دراساتهم الجامعيّة، أنهوا مشوارهم بنجاح أو تخصّصوا في مجال من مجالات المثاقَفة الحضاريّة، رغم ثراء الحقل الثّقافي الإيطالي.
اقرأ المزيد
مسلمو أوروبا والخيار الثّقافي : 170 - 2021/09/03
تهزّ أوروبا أزمات دوريّة في علاقتها بمسلميها، متنقّلة من بلد إلى آخر ومتحوّلة من قضيّة إلى أخرى. وهي في الواقع أزمات نابعة من طغيان الخواء الثّقافي، وتدنّي حضور المثقّفين العاملين وسط هذه الجموع المسلمة، أو لنقل إشراكهم في تقييم الأمور وطرح حلول عمليّة لها. إذ ينبغي أن نقرَّ أنّ العنصر الثّقافي وسط ملايين المسلمين المقيمين والمستوطنين في دول القارّة، البالغ عددهم زهاء الثّلاثين مليونا، ضئيل وباهت، بفعل فتور التّعويل على ذلك الجانب الرّمزي أو الاستثمار فيه. فهناك دول قاحلة، بالمعنى الثّقافي، في ما له صلة بالثّقافة العربيّة، وهو ما انعكس ضبابيّة، وأحكاما مسبقة، وخوفا، وريبة، ونفورا، بين المكوَّنات الاجتماعيّة «الدّخيلة» و«الأصيلة».
اقرأ المزيد
ماذا فعلت الإنترنيت بالدين؟ : 169 - 2021/08/06
بين أوّل دراسة علميّة جادّة حول المعبد الإلكتروني (1998)، أنجزتها اللاّهوتية الأمريكيّة «جينيفر كوب»، وما نعيشه اليوم من تطوّرات في مجال العالم الافتراضيّ الدّينيّ، جَرت مياهٌ كثيرةٌ في النّهر. فعلى غرار الاقتصاد والسّياسة والثّقافة ومجالات حيويّة أخرى، بات الدّين أيضًا عُرضة للتّأثّر بوسائل التّواصل الاجتماعيّ، والتّفاعل مع الشّبكة العنكبوتيّة، بما تمليه من أوضاع مستجدّة على البشر، وبالمثل ما تُتِيحهُ من إمكانيّات. فلا شكَّ أنّ علاقةَ الحداثة بالأديان، قَبل ظهور الشّبكة العنكبوتيّة، كانت إشكاليّةً، لكن بُعيْد اكتساح وسائل التّواصل الاجتماعيّ المجال الحياتيّ، حَدثت مراجَعات في علاقة الدّين بأدوات الحداثة، جاءت في معظمها هادئة وصامتة. وقد زادت جائحةُ كورونا الأديانَ تمعّنًا في توظيف العنصر الافتراضي في التّواصل الدّيني، وفي تيْسير أداء الفعل الطّقسي، وهو ما يكشف عن قدرة للدّين على التّأقلم مع الطّوارئ والمستجدّات، بخلاف ما يُرمى به أحيانا من نعوت الجمود والتكلّس.
اقرأ المزيد
الجوسسة قديمًا.. من أرض الميعاد إلى آشور : 168 - 2021/07/02
يحسب المرء التجسّسَ، كنشاط منظَّم تابع لأجهزة سياسيّة وأمنيّة، ظاهرةً حديثةً رافقت أوضاع العالم الرّاهن، سيما بعدما شهده التّاريخ المعاصر من تدافع حادّ بين الكتلة الاشتراكيّة والكتلة الرأسماليّة، وما خلّف ذلك من تنافس محموم على الفوز بمعلومات حسّاسة عن الخصم في شتّى المجالات. وقد زاد من إلحاق الظّاهرة بالتّاريخ الحديث الضّجيج المرافق لوقائع أنشطة التّجسّس في الإعلام وداخل أقبية السّياسة فضلا عن ندرة الأبحاث في الموضوع في عهود سابقة. فالتّاريخ السّياسي الحديث، في الشّرق أو في الغرب، مطبوعٌ بسلسلة من الدّورات المتلاحقة لأنشطة المخابرات، متنوّعة الأشكال والتّداعيات، تبلغ أحيانا حدّ العصف بعلاقات الصّداقة والوئام بين الشّعوب لأثرها البالغ في تعكير صفو العلاقات بين الدّول. ولعلّ أشهر أجهزة المخابرات والجوسسة في التّاريخ المعاصر: «السي آي ايه» في أمريكا، و«الدُّوزيام بيرو» (المكتب الثاني) في فرنسا، و«السيم» في إيطاليا، و«الكا جي بي» في روسيا، و«الموساد» في إسرائيل، و«السافاك» في إيران البهلويّة، وإن غلبت على مرادف أنشطة تلك الأجهزة في بلدان أخرى من عالمنا تسمية «البوليس السّياسي».
اقرأ المزيد
الترجمة المُرابِطة : 167 - 2021/06/03
تُشكّلُ التّرجمة في السّياق العربي الرّاهن دعامة نهضويّة لا غنى عنها. يتوسّل الفكر من خلالها رفد النّشاط الثّقافي بخطاب حافز للذّات وشاحذ للعقل. ومن هذا المنظور يقتضي المقام أن تكون التّرجمة فعلا ثقافيّا واعيّا وهادفا. فليس ثمّة ترجمة لغرض التّرجمة، خالية من دواعيها ومقاصدها، إذ لكلّ واقع ثقافي استراتيجيّة خاصّة به في التّرجمة، واستراتيجيّة التّرجمة المرابِطة في الواقع العربي تتلخّص في نشدان التّواصل مع الفكر العالمي بُغية تكثيف سُبُل إثراء الذّات وربطها بحراك الفكر العالمي، من هنا كان المقصد التّنويري مضمَرا ومعلَنا في مشروع التّرجمة.
اقرأ المزيد
الكاتب العربي ووَهْم العالمية : 166 - 2021/05/06
يحرص لفيفٌ من الكتّاب على نقلِ أعمالهم الإبداعيّة إلى اللّغات الأجنبيّة، طمعًا في كسب وجاهَة في الدّاخل وأَلمعيّة في الخارج، أو كما لخصّ لي أحدهم الأمر «لِنيْل الشّهرة وبلوغ العالميّة، وقد بلغها من هو دونه باعًا وأبخس إنتاجًا». وكأنّ اللّغة التي صاغ بها الكاتب نصّه عرجاء لا تفي بالغرض، ما لَم تتلحّف بألسنِ الأعاجم حتّى يشقّ صاحبها غمار العالميّة. الواقع أنّ في استبطان العربيّة، أو غيرها من اللّغات محدوديّة، مع بعض الكتّاب، تكمن علاقة مضطربة وغير سويّة للكاتب مع ثقافته، ومع لسانه. تقوم على أساس تهميش ذاتي، ينبني على إعادة تدوير ثقافيّة بائسة لمفهوم المركز والهامش، يضع فيها الكاتبُ لسانَه وإبداعَه في خانة الألسن والإنتاجات الوضيعة. والحال أنّ الإبداع بأيّ لغة كانت، ينبغي أن يُثمَّن ويُقدَّر على ما هو عليه، بوصفه استجابة طبيعية لنداء باطني. واختيار أيّ لغة للكتابة، ليس مدعاة للفخر ولا هو سبب للنقيصة، لأنّ الإيمان باللّسان الحامل للإبداع هو أوّل شروط التّعامل السّويّ. حيث يتصوّر الكاتب الواقع تحت إغراء العالميّة، أنّ النصَ المدوَّن بلغات غربيّة تحديدًا، أو في مستوى آخر المترجَم إلى تلك اللّغات، من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه أمام صاحبه لارتقاء المنابر العالية، وهي تهويمات خاطئة تتطلّب التّفكيك والدّحض.
اقرأ المزيد
*إله واحد وأرباب متفرّقون : 165 - 2021/04/01
لا تزال مسألة التّوحيد في الدّيانة الأخناتونيّة (أواخر القرن الرّابع عشر قبل الميلاد) مثار تساؤلات عدّة في أوساط مؤرّخي الأديان، وذلك لخروجها عمّا هو مألوف في التّقاليد الدّينيّة المصريّة القديمة المحكومة بالتّعدّد والتّجسيم في قضيّة الألوهيّة، ما جعل العديد من الدّراسات الحديثة تسلّط الضّوء مجدّدا على هذه الدّيانة بقصد تفسير ذلك الحدث. وبهذا المفهوم تُعدّ الإخناتونيّة الموحِّدة ديانة متفرّدة ضمن التّقليد التّعدّدي للتّراث الدّيني المصري، دفعت البعض إلى ربطها بالتّراث الإبراهيمي وإن لم يفصح التّراث الكتابي عن ذلك.
اقرأ المزيد
الشرق الأوسط وسُبُل الخروج من الفوضى : 164 - 2021/03/03
يحاول الباحث الفرنسي «جيل كيبل»، أبرز المتابعين الغربيّين للإسلام المعاصر والحركات الدّينية السّياسيّة، في كتابه(1) تتبّعَ بؤر الفوضى التي نشطت، على مدى الفترة المتراوحة بين سبعينيّات القرن الماضي والعشريّة الرّاهنة، في منطقة شمال إفريقيا والشّرق الأوسط. وضمن مسْحٍ للأحداث، يرصد الانتفاضات والحروب والاغتيالات والمعارك السّياسيّة، وغيرها من الأحداث التي هزّت المنطقة، دون غوصٍ في دوافعها العميقة أو تأمّل في آثارها البعيدة. فقد عرفت البلاد العربيّة وما جاورها تحوّلات لافتة في تلك الفترة، كان لها أثر كبير على مساراتها السّياسيّة وعلى أوضاعها الاجتماعيّة، معتبِرا صاحب الكتاب البترولَ العنصر الجوهري الأوّل في صنع تلك الأحداث.
اقرأ المزيد
اليهوديّة بعيون مسيحيّة : 162 - 2020/12/31
يدور مدار هذا الكتاب حول موضوع مهمٍّ على صلة بالأصول الدّينيّة للمسيحيّة في علاقتها باليهوديّة وبإرث العهد القديم تحديدا، ومن ثَمّ حول البناء اللاّهوتي للدّين المسيحي، ألا وهو كيف اشترك دينان توحيّديان (اليهوديّة والمسيحيّة) في مرجع كتابيّ واحد، وهو العهد القديم، وكيف اختلفتِ القراءة وتباينتِ الرّؤية بينهما إلى حدّ الفراق والتّغاير، وربّما شارفت في مراحل تاريخيّة مستوى من العداء المكشوف؟ فقد ساد على مدى عهود جفاء بين الدّينين بلغ مستوى القطيعة؛ لكنّ مع التّحولات المعاصرة وما شهدته العلاقة من تطبيع بين الدّينين، سيّما في أعقاب مجمع الفاتيكان الثّاني (1962-1965)، استلزم الأمر نظرا مستجدّا في الرّؤى اللاّهوتيّة بقصد تنقيتها من الغلوّ والأخطاء، ومن كلّ ما يسيء للعلاقة بين الطّرفين.
اقرأ المزيد
الأديان والعوْلمة : 161 - 2020/12/03
تضع ظاهرةُ العولمة الأديانَ أمام مستجدّات متنوّعة، بفعل تقارب إلزاميّ بات مفروضا على الجميع. فهذا التّقارب قد يدفع أحيانًا إلى مزيد من الانعزال في أوساط المؤمنين، وقد يحفّز بالمثل على البحث عن سُبلٍ للتّأقلم مع الأوضاع الجديدة، والانطلاق في مراجعات بشأن التّعايش في العالم الرّاهن. لا يتوقّف الأمرُ عند ذلك الحدّ، بل قد تساهِم الأوضاع الجديدة في تعزيز انفتاح الأديان على المجالات العلميّة والاجتماعيّة والبيئيّة المستحدَثة، وقد باتت تسائل المؤمنين بإلحاح، بما يضع الأديان أمام قضايا مستجدّة مطروحة بفعل المسار العولمي المتدفّق. تقريبا وبشكل إجماليّ هذا ما يتناوله كتاب أوغو ديسّي «مدخل إلى الأديان والعولمة»(1). نشير إلى أنّ المؤلِّفَ باحث متخصّص في قضايا الدّين والعولمة، سبق له أن أصدر جملة من الأبحاث في الشّأن، نذكر منها: «الأديان اليابانيّة والعولمة» (2013)، «الأديان اليابانيّة في مجتمع معوْلم» (2017).
اقرأ المزيد
التصوّف الإسلاميّ : 160 - 2020/11/05
على مدى العقود الأربعة الأخيرة، طغى على دراسات الإسلام في الغرب طابع اجتماعيّ سياسيّ، كانت بُغية الطّلب فيه تفسير التّحولات التي تشهدها المجتمعات العربيّة والإسلاميّة واستشراف مصائرها. وقد صاغت دراسات الإسلام تفسيراتها للظّاهرة الإسلاميّة وتطوّراتها من خلال إرث المدرسة الاستشراقيّة الذي هيمنت عليه رؤية فقهيّة تشريعيّة كلاميّة، مشفوعة ببحث مرفولوجي في منشأ الإسلام، وما تخللته من أطروحات متنوعة. والملاحظ في مسار محاولات استيعاب أصول الإسلام المبكّرة والتّأسيسيّة داخل الاستشراق، بقاء الحقل الرّوحي أقلّ الحقول متابعةً، بموجب غلبة الرّؤية المؤسّساتيّة الصارمة على النظر للإسلام وطغيان المنظور التّشريعي المنهجي في قراءة الظّاهرة الإسلاميّة عموما. حتّى أنّ مجالا مهمّا من مجالات التّراث الإسلامي، ونقصد التّصوّف، لم يشهد اهتماما مركّزا سوى في مرحلة لاحقة، ولم يولّه الاستشراق المبكّر واللاّحق سوى عناية متناثرة وعابرة. ولو دقّقنا تاريخيّا في انشغالات الاستشراق، نلحظ أنّ الاهتمام بالتّراث الرّوحي الإسلامي في الدّراسات الغربيّة قد تبلور مع لويس ماسينيون (1883-1962) في دراساته المرجعيّة عن التّصوّف عامّة وعن الحلاّج خاصّة، وهو متأخّر نوعا ما. مع ذلك لم يشكّل ذلك الاجتراح تحويرا في مسار النّظر الغربي للظّاهرة الإسلاميّة باتجاه مقاربات تُعنى بالتّراث الرّوحي، ولم يحصل تطور في الاشتغال بالتّصوّف، سواء من ناحية تحليل المقولات الصّوفيّة أو من ناحيّة نقل المصنّفات المرجعيّة في المجال عبر التّرجمة، سوى في العقود الأخيرة.
اقرأ المزيد
التصوّف المسيحيّ : 159 - 2020/10/01
تُعدّ الأعمال الصّادرة باللّغة الإيطاليّة حول تاريخ التّصوّف في الغرب قليلةً، وإن تعدّدت الأعمال التي تتطرّق إلى شخصيّات وتجارب روحيّة محدّدة. ومن هذا الباب يُعدّ كتاب الإيطالي ماركو فَنّيني (من مواليد 1948) المختصّ بالظّواهر الرّوحيّة مرجعا لا غنى عنه لدارسي ظاهرة التّصوّف في الغرب، بقصد الإحاطة بأهمّ منابعه وروّاده وصولا إلى تطوّراته في الفترتين الحديثة والمعاصرة. مؤلّف الكتاب مترجم قديرٌ أيضا، سبق وأن نقل من اللاّتينية والألمانيّة إلى الإيطاليّة كافّة أعمال المعلّم إيكهارت، ناهيك عن أعماله الصّادرة في المجال مثل: «دين العقل» (2007)، و«التّصوّف والفلسفة» (2007)، و«التّصوّف في الأديان الكبرى» (2010)، و«قاموس التّصوف» (2013).
اقرأ المزيد
صقليّة.. عود على بدء : 158 - 2020/09/03
تبدو الانطلاقة من صقليّة ضروريّة للحديث عن الإسلام في إيطاليا، وبشكل ما «وُلِدت» صقليّة مع الإسلام، أو بالأحرى مع العرب، الذين منحوا الجزيرة تاريخا وفخرًا، ثراء ماديّا وفنيّا خارقين؛ بالتّأكيد ليس أقلّ قيمة ممّا خلّفه الإغريق من آثار. كما لاحظ الكاتب ليوناردو شاشا، «بدون شكّ بدأ سكان جزيرة صقليّة يسلكون مسلك الصقليّين بعد الفتح العربيّ». سابقا، وفي العموم كانت الأوضاع فاقعة، على الأقل كما يصفها المؤرّخ ميكيله أماري: «صارت صقليّة بيزنطيّة في الدّاخل والخارج؛ اختلّت جرّاء الدّاء الذي أَلمّ بالإمبراطوريّة السّائرة في طريق السّقوط؛ منشغلة بأوضاعها البائسة، لا يروعها الفتح الإسلامي الذي هزّها وجدّدها». بقيت آثار الفاتحين العرب المسلمين في العوائد، في اللّغة، في أصول الكلمات، في الحضارة المادّية: إنّهما قرنان من السّيطرة، فضلًا عن التّأثير الثّقافي الواسع جرّاء انفتاح بلاط النّورمان على المساهمات العربيّة، التي لم تذهب سدى.
اقرأ المزيد
العرب في كالابريا : 157 - 2020/08/03
يشكو البحث التّاريخي المتعلّق بالفترة الإسلاميّة في إيطاليا- بوجه عامّ- حالة غبنٍ، متأتّية بالأساس من وهن التّكوين اللّغوي في اللّسانين العربي والإيطالي من الجانبين، وهو ما مثّل ساترا وحائلا بين الطّرفين. لكن إيطاليا يبدو أنها فطنت هذا العَوَر بشكل يفوق ما عليه الحال من الجانب العربي، وتسعى جاهدة لتفادي هذا النّقص، وذلك عبْر ما نشهده من تشجيع موجة الاستعراب الإيطالي، لاسيما في أوساط جيل الشّباب الذي بدأ يشقّ طريقه بإصرار في تعلّم العربيّة، سواء أكانت ضمن التّكوين الجامعي أم خارجه، وهو ما لم يخل من مصاعب وأحكام مسبقة ترهق الدّارس أحيانا.
اقرأ المزيد
موسوليني والإسلام : 156 - 2020/07/02
جاء اعتلاء الزّعيم الفاشي بنيتو موسوليني كرسي السّلطة، عام 1922، ثمرةَ تسويات بين الحركة الفاشيّة والقيادات السّياسيّة التّقليديّة المتنفّذة في إيطاليا، فقد كانت سمات الائتلاف لنظام سياسي يقوده موسوليني بارزة المعالم حتّى نهاية عام 1925. وفي تفسير الظّاهرة الفاشيّة التي اجتاحت إيطاليا في ذلك العهد، اعتبر المؤرخُ رينْسو دي فِليتشي الفاشيةَ تعبيرا عن تطلّعات جارفة لـ «فئات اجتماعيّة متوسّطة» و«شرائح بورجوازيّة صغيرة» على الأغلب، والتي استمرّ صعودها إلى حين تشكّل طبقة اجتماعيّة وقوّة جديدة في المجتمع. ومواكبة لذلك التّطوّر سعت الفاشيّة كحركة، لوضع يدها على الأوضاع الجديدة. ومن هذا الباب يمكن اعتبار الفاشيّة حركة ثوريّة ارتبطت بحراك جماهيري داخل نسيج المجتمع وتحوّلاته، استطاعت الاستيلاء على الدّولة وتوجيهها.
اقرأ المزيد
وَرَثة ماو أو كيف نفهم الصين المعاصرة؟ : 154 - 2020/05/07
يحاول كتاب «وَرَثة ماو» الإجابةَ عن سؤال محوري وهو كيف نفهم نهضة الصّين الاقتصاديّة اليوم؟ حيث يسلّط الكتاب الضّوء بالأساس على العقود الثّلاثة الأخيرة من تاريخ الصّين المعاصر. وبوضوح ودقّة يتتبّع الإيطالي «إيغناسيو موزو» الثّلاثين سنة الأخيرة من تاريخ الصّين وما تضمّنته من إصلاحات اقتصاديّة جوهريّة، وهي فترة ما بعد الزّعيم «ماو تسي تونغ» التي جعلت من الصّين في عهد «شي جين بينغ» قوّة اقتصاديّة، وإن تخلّلتها جملة من التّناقضات على المستويين الاجتماعي والسّياسي.
اقرأ المزيد
الإسلام السياسي وقضايا الديمقراطية : 153 - 2020/04/07
يحوز الإسلام السّياسي في البلاد العربيّة وما جاورها بالغ الاهتمام في مراكز الأبحاث والجامعات الغربيّة، بفعل ما تشكّله طروحاته من هواجس قد تغيّر من معادلات المصالح الغربيّة في المنطقة، وما قد ينجرّ عنها من تهديد أمني للغرب. ونظرا لتنوّع ملامح الإسلام السّياسي، يحظى بمتابعة حثيثة تتناول أنشطته من عدّة أوجه، اجتماعيّة ودينيّة وسياسيّة. وتمثّل علاقة الإسلام بالشّأن السّياسي وبمسألة الدّيمقراطيّة الموضوع الأثير الذي تتكثّف المعالجات حوله في العقد الأخير. يأتي كتاب ريكاردو ريدايللي «الإسلام السّياسي وقضايا الدّيمقراطية»، الصادر في أواخر العام المنقضي ضمن سلسلة متتالية من الأبحاث صدرت في الشّأن باللّغة الإيطالية تقارب الظّاهرة وتدفع بمعالجة المناحي السّياسية إلى الصّدارة، مثل كتاب «هل يتلاءم الإسلام مع الدّيمقراطيّة؟» لِرينزو غولو، و«تاريخ الإسلام السّياسي العربي وتطوّراته» لِلاورا غوازوني، و «الإسلام والسّياسة» لماسيمو كامبانيني.
اقرأ المزيد
الاِستهْواد العربي في مقاربة التراث العبري : 152 - 2020/03/05
شكّل الارتباط المتين للنصّ القرآني بالنصّ التوراتي، سواء في المجالات العقديّة أو التّشريعيّة، ‏إضافة إلى تجارب التّعايش الاجتماعي المبكّرة بين أبناء الملّتين، الإسلاميّة واليهوديّة، مرجعيّة ‏ثريّة للفكر الإسلامي الكلاسيكيّ وللفكر العربي الحديث في معالجة الظّاهرة اليهوديّة. وبفعل ‏ثقل التّاريخ واستفزاز الوقائع، وما نجم عنهما من تطوّرات، جرّاء تغيّر بنية الخارطة السّياسيّة ‏للعالم العربي، بتأسّس دولة عبريّة تستلهم وجودها الحضاريّ من المقاصد العامّة للتّراث التّوراتي، يأتّى انشغال الفكر العربي المستجدّ باليهوديّة واليهود. فكان الاهتمام بهذا المعطى، بالقدر ‏الذي يثيره الماضي فإنّ الحاضر يستلزمه، انجرّ عن ذلك تراكم قائمة مرجعيّة دراسيّة هامّة في ‏المكتبة العربيّة، انشغلت بهذا الحقل، تمازج فيها الإيديولوجي بالعلميّ والدّينيّ بالسّياسيّ.‏
اقرأ المزيد
غرامشي في العالم العربي : 151 - 2020/02/06
ثمة تقاربٌ للحدود بين العالم العربي في جناحه المغاربي وإيطاليا، وبالمقابل ثمّة تباعد بين ‏الثّقافتين العربيّة والإيطاليّة. ليس المراد بتباعد الثّقافتين اختلاف الرّؤى وتباين المفاهيم، بل ندرة ‏التّواصل وقلّة التّثاقف سواء عبر التّرجمة أو عبر الإلمام بالثّقافة الأخرى من كلا الجانبين. فلا ‏تتجاوز حصيلة التّرجمات من الجانبين، العربي والإيطالي، الألف عمل في كافة المجالات، على ‏مدى تاريخ اللّغتين العربيّة والإيطاليّة، بناءً على دراسة إحصائيّة أُعدّت في جامعة روما. ‏فالاستشراق الإيطالي المعاصر المعني بالعالم العربي يشكو وهنًا، حتّى أنّه لا يكاد يقدر على ‏عرض الثّقافة العربيّة ضمن رؤى واقعيّة وموضوعيّة، داخل وسط غربي مشحون؛ وبالمثل لا ‏يبالي العرب كثيرا بما تنتجه إيطاليا ثقافيّا رغم الثّراء والتّنوع في ذلك الوسط، مع أنّ أقسام ‏تدريس اللّغة الإيطاليّة أضحت موجودة في جملة من الجامعات العربيّة، بَيْد أنّ كثيرا من ‏مناهجها عقيم من حيث الإلمام بالزّخم الثّقافي في إيطاليا. لتنتشر على الضفّتين أحكام جاهزة ‏وقوالب مغرضة باتت تعمّق الهوة بين العالمين.‏
اقرأ المزيد
المثقّفون في تونس: أيّ دور ؟ أيّ رهان؟ : 150 - 2020/01/02
شهدت السّاحة الثّقافية في تونس تحوّلا هائلا منذ اندلاع الثّورة، تجلّى ذلك في تعدّد ‏الخطابات واختلاف زوايا النّظر، وإن لم يرتقِ ذلك إلى مستوى الانتظارات الحقيقيّة، حيث لم ‏يواكب الحدث فعلٌ ثقافيّ مؤثّر في مستوى الحراك العام الذي شهده بلدنا. فما يلوح جليّا ‏ارتهان المثقّف إلى لوثة السّياسة الطّاغية على مخياله وهو عائق فعليّ، جراء حساسيّة اليومي ‏الذي يعيشه التّونسي. حيث يعجز المثقّف عن التّسامي بتأمّلاته، وإبداعه، وإنتاجه المعرفي عن ‏مؤثّرات السّياسة المباشرة. ناهيك عن تجذّر إرث سابق، مؤسّساتي وسلوكي، ما فتئ يحول دون ‏تشكيل خطاب ثقافي نهضوي: يتعالى من جهة عن الشّللية المقيتة السّائدة في أوساط المثقّفين، ‏ويتحرّر من أوهام النّظر المهجوسة بالتّصور الغربي، ومن ثمَّ بالخلاص المصنَّع في الخارج، ومن ‏جهة أخرى يكفّ عن التّكسّب بالعمل الثّقافي من هذا الحزب أو ذاك. الأمر الذي حوّل ‏المثقّف إلى داعية إيديولوجي منساق ضمن موجة انجذاب عام، وهو مناخ صعب يحول دون ‏خلق حراك ثقافي جماعي يسند التّحولات المجتمعيّة والسّياسية لبلدنا.
اقرأ المزيد
اللاهوت المسيحيّ وعَقبات التجديد : 149 - 2019/12/05
يشكّل مطلب «الأَجُورْنامِنْتو» (التّجديد) تحدّياً عويصاً للمسيحيّة المعاصرة، بوصفه الرّهان ‏الملحّ لإخراج اللاّهوت من ربقة البراديغم القروسطي وولوج عصر الحداثة، بعد أن باتت ‏الكنائس خاوية والسّاحات عامرة، كما يتردّد في أوساط المراقبين للشّأن المسيحي. فمنذ اعتلاء ‏البابا بنديكتوس السّادس عشر (جوزيف راتسينغر) كرسي البابويّة، وإلى حين تخلّيه المباغت ‏والصّادم عن مهامه في الثّامن والعشرين من فيفري 2013، تمحورَ هاجسُه في الإلحاح على ‏خوض غمار تحوير مؤسّسة الكنيسة. بقصد تحريرها من براثن المؤسّساتية الطّاغية وجهازها ‏البيروقراطي الجاثم، الذي يوشك أن يخنق روح الدّين، كما أوضح «راتسينغر» في كتابه «نور العالم» ‏‏(روما، 2010)
اقرأ المزيد
علاقة الكاثوليكية باليهودية في التاريخ المعاصر : 148 - 2019/11/07
تُعدّ «نوسترا آيتات» -‏Nostra aetate‏- أو «مجلس الحوار مع الأديان غير المسيحيّة» ‏المؤسّسةَ الأهمّ التي أنشئت عقب مجمع الفاتيكان الثّاني (1962-1965)، بوصفها المرجع ‏النّظري والعملي لعلاقة الكاثوليكيّة مع الأديان والتّقاليد غير المسيحيّة. وضمن هذا السّياق ‏حازت اليهوديّة موضعا متقدّما في علاقتها بكنيسة روما. في الفترة الأخيرة، وبمناسبة مرور ما ‏يزيد عن نصف قرن على حصول ذلك التحوّل في الكاثوليكيّة، جرت حوصلة لتلك التّطورات ‏مع الجانب اليهودي وردت في عرض صادر من قِبل الكردينال «كورت كوش» والمونسنيور «بريان ‏فارل» ورجل الدّين «نوربارت هوفمان» على أعمدة صحيفة «الأوسرفاتوري رومانو» لسان حاضرة ‏الفاتيكان، نورد فحواه كالآتي:‏
اقرأ المزيد
انخرام الأخلاق وانهيار الأحزاب في تونس : 147 - 2019/10/03
خرجَت الممارسة السّياسية في تونس من طور عقيم قبل الثّورة إلى آخر سقيم بعد الثّورة، ‏وإن رُوعيت في العمليّة الأخيرة مقتضيات الدّيمقراطية الشّكليّة. مع أنّ الممارسة السّياسية ‏الصّائبة يُفتَرض أن تحتكم بوجهٍ عام إلى قواعد اللّعبة الدّيمقراطيّة، وما تقتضيه من أخلاقيّات ‏مدنيّة وفضائل حضاريّة، وهي كما نعرف شأن جديد لم يأْلفه العقل السّياسي العربي الحديث، ‏لِما ألَمّ به من تقليد سلطويّ تسلّطيّ، ومن إدمان لممارسة الحكم الغشوم، ومن مصادَرة لإرادة ‏الخَلْق ووصاية على عقولهم وأرواحهم، جعلت الناس بمثابة «السّبايا».‏
اقرأ المزيد
الديمقراطية تقارع الرّصاص.. درس إيطاليا إلى تونس‏ : 145 - 2019/08/01
تُعرَف الفترة التي تنامت فيها ظاهرة الإرهاب في إيطاليا، والمتراوحة بين 1968 و1984، ‏بـ «سنوات الرّصاص» (‏Gli anni di piombo‏)، وهي السّنوات التي شهدت فيها الدّولة ارتباكا ‏سياسيّا وتبدّلا متسارعا للحكومات، كان بعضها يدوم أيّاما معدودة، تأتي غيرها على أمل ‏إخراج البلاد من الأزمة لتقع في المطبّات ذاتها. تهدّدَت في أعقابها السلم الاجتماعية بشكلٍ ‏مؤذٍ، ومع ذلك لم تنحرف ظاهرة الإرهاب بالمسار السّياسي العام للبلد، ولم تزد الأوضاعُ ‏الصّعبة القوى السّياسيةَ المجمعةَ على نبذ العنف والمؤمنة بالتّنافس الدّيمقراطي السّلمي، سوى ‏مزيد من الإصرار على دعم مسار الدّيمقراطية الفتيّة.‏
اقرأ المزيد
تاقت نفسي إلى خلاصك (من مزامير داود)‏ : 144 - 2019/07/04
تُطرح في أوساط المهتمّين بالقضايا الدّينية‎ ‎تساؤلات بشأن‎ ‎الدّور الوظيفي للمخزون الرّوحي‎ ‎للأديان في‎ ‎بثّ السّكينة في مجتمعات تعاني من حالات‎ ‎الثّوران،‎ ‎وذلك في ظرف‎ ‎مشوب‎ ‎بالارتباك والاضطراب.‏‎ ‎فهل بوسع نهج التّصوف وسائر التّجارب الرّوحية،‎ ‎الإسهام في تخفيض ‏منسوب القلق والخوف والعنف الذي يجتاح عالمنا؟ صحيح أنّ التّجارب الدّينية متنوّعة، ولكن ‏يبقى التطلّع الجوهري لمختلف أصنافها‎ ‎متلخّصا في السّعي لدحض القلق العميق الذي يكتنف ‏عالم الإنسان، أو بحسب تعبيرة «هايدغر» لتخفيف‎ ‎وطأة الوجود‎ ‎الذي قُذف فيه وأُسلم للموت.‏
اقرأ المزيد
المسلمون في إيطاليا جامع روما.. منارة مشعّة لجالية كادحة : 155 - 1970/01/01
في الواحد والعشرين من شهر جوان/يونيو 1995 دُشِّن بشكل رسميّ الجامع الكبير بمونتي أنتانّي في روما. تدشينٌ فخمٌ، جرى بحضور كبار ممثّلي الدّولة وشخصيّات دينيّة مرموقة؛ لحدث بالغ القيمة ثقافيّا وسياسيّا، بشكلٍ ما يطغى طابعه السّياسيّ على طابعه الدّينيّ. ويغلب طابعه الدّيني طابعَه الرّوحيّ. بدون شكّ جليّة قيمته التّاريخيّة والرّمزيّة.
اقرأ المزيد