الإصلاح والانبعاث والارتقاء والبحث عن كلّ السّبل المؤدّية إلى ذلك كلّه، وكذلك التّجديد والتّجدّد، كلّ ذلك سلوك مستمرّ لا يتوقّف، أو بالأحرى هو فعل متواصل لا ينبغي أن يتوقّف لأنّ ذلك هو ضامن التّفاعل ومجريات الواقع وعلّة الاستفادة من اللّحظة التّاريخيّة إيجابا، وهو ما يمدّ الصّلاح والإصلاح بما يلزم من الطّاقة اللاّزمة المؤدّية حتما إلى الوقوف في الصّفوف الأماميّة للشّهود الحضاري. وتوقف طلب التّجديد والتّجدّد هو المسار المؤدّي حتما إلى الجمود المؤدّي بدوره إلى توقّف حيويّة المجتمع ـ كلّ مجتمع ـ عن مدّ المجتمع الإنساني كلّه بكلّ أسباب الارتقاء والتّفاعل الإيجابي وكلّ مكوّنات هذا الوجود الفسيح. ذلك لأنّ هذا التّفاعل الإيجابي هو مفتاح التّسخير البنّاء لمكونات هذا الوجود في أبعاده المختلفة بما يخدم الصّلاح والإصلاح ويضمن الحياة المطمئنّة لأرقى المخلوقات التي تعيش على كوكب الأرض. لقد اقتضت السّنن الكونيّة أنّ عدم التّجدّد وعدم الحركة والعمل والتّفاعل الإيجابي والفعال يؤدّي حتما إلى الموت، وكذلك كانت الحضارة وماتزال هي ومشعلها تنتقل من يد إلى يد ومن مكان إلى آخر دولا بين النّاس، وسيبقى الحال كذلك ما بقي الإنسان، ومفتاح ذلك يكمن بين توقّف التّفاعل والحركيّة وبين سريان روح التّجديد والتّجدّد والإصلاح والصّلاح.
|