محمد حيدر النهدي |
عندما يستوطن الحزن القلب : 123 - 2017/10/05 |
جمعت غزالة الكون آخر خيوطها الذّهبيّة، وانحدرت مودّعة المكان والزّمان معلنة بداية فجر جديد. هنا.. وُجِـدت السّيّدة هاجر تتأمّل خرفانها وتحثّها على الاجتماع ومغادرة المكان في اتّجاه العودة؛ لكن للأسف شيء ما يمنع الخرفان من الاجتماع والالتحاق بالتّلة الموازية لمنزل السّيدة هاجر. شيء ما يمنعها من الرّجوع، وكأنّ غزالة الكون مازالت تبحث بنورها وتشجّعها على البقاء. نظرت السّيّدة هاجر نظرة المستغرب، وقالت : - «يكفينا نزهة، يا أحبابي، أريد الرّجوع إلى منزلي، تنتظرني عدّة أعباء». |
اقرأ المزيد |
الخالة مليكة : 122 - 2017/08/31 |
منذ الصّباح الباكر جلَسَتْ على الأريكة... بدأت تخاطب نفسها بصوت مرتفع: -« ماذا سأطبخ اليوم؟.. حبيبي سيأتي... وسيجد كلّ الأطباق الّتي ارتبطت ذاكرته بمذاقها والتي طالما انتشى بها واشتهاها وأحبّها: السّمك المشوي.. سلطة الفاصوليا... سأطبخ كلّ ما يريده عزيزي. سيأتي اليوم، معه أحبّتي الصّغار وعزيزة قلبه.. سيأتي اليوم.. آه يا عصب روحي الكليلة، كم اشتقت إليك.. إلى جلساتنا معا»... |
اقرأ المزيد |
وطني... لا تجعل القبح يتسرب إلينا : 117 - 2017/04/06 |
انا لا أتقن التّخاتل بل أتقن الإصداح...أنا لا أتقن التّكاذب بل أتقن التّصادق ...أنا لا أتقن القبح بل أتقن الجمال ...أنا لا أنظر للواقع بنظرة المشاهد السّاكت الصّامت ...لا بل أتحرك تحرّك المشارك النّاقد ...لأني منذ إزهاري علّمتني مدرستي أنّ العين النّاقدة كعين الطّبيب تشخّص الأمراض وتعالج المرضى، كذلك عين الناقدة ...تشاهد ...تتأمّل ...تتحسّس بمجسّات قلبها... الواقع...تنقده وتقدّم بدائلها من الأدوية... لهذا قلت أنا لا أتخاتل ولا أكذب ولا أتقن القبح ...فأنا لم أعد أنظر إلى وطني أرضا خصبة وجبالا شاهقة وجمالا ربّانيا مكتمل الصورة والماهية.. بحرا وشمسا يشفيان العليل ...لم أعد أنظر إلى وطني بعين الطفل الذي لا تسكنه الطفولة إلاّ... وقت التّهافت لأراجيح مدينة الألعاب... ولا الطّفولة التي يسلبها الحنين والاستمتاع (لــ و بــ) أيام العطل أو الإحتفال بأحد الأعياد... بل العكس إذ يكسبها مع الحنين والاستمتاع روح متحفّزة وعين ناظرة برؤية وعقل طفولي يانع يطرح على مشاهداته ألف سؤال وسؤال ...بمنهج المقارنة ...أين نحن منهم ؟ أين نحن وأين هم؟ ...لماذا يستوطن هذا الخوف الخارق مُهجنا ؟ ... لماذا هذا التّشاؤم المتوهِّج من شفاه وعيون سادتنا وقادتنا؟ لماذا يستمرّ هذا الحزن في السّكنى بين جوانحنا وعلى ثرى أفئدتنا؟ لماذا ينتشر الفقر كجزر مشتّتة أرخبيلها ومشتدّة الملوحة والحموضة على جلودنا؟... لماذا تريد النّخب بناء سدودَ الخوف أمام مجاري الحلم لدى طفولتنا من مآلات الغد القادم دون مراعاة الضّعف الجوهري في بنيتنا ؟... |
اقرأ المزيد |
أيقتل البرد؟ : 116 - 2017/03/02 |
أســدل اللّيل ستــاره، وبــات الجــوّ بــاردا جـــدّا يوحي بنزول المطـر وموجـة من الـبـرد كسائـر أيّام الشّتـاء في ربـوع الشّمـال الغربـــيّ، يبدو أنّ البرد في هذا اليوم أقسى، ويزداد عويل الذّئاب في الغابة المجاورة عويل تقشعرّ له الأجسام. فجأة شقّت صيحة عالية غمام السّماء، فمزّقت الظّلمة، وكأنّها البرق في يوم شتاء حالك. صوت من يا ترى؟ صيحة من هذه؟... |
اقرأ المزيد |