تضافرت العديد من الأسباب التي أدت في النهاية إلى المصير الدرامي لمشروع جماعة الإخوان المسلمين بعد عام من وجودها في القصر الرئاسي سواء سوء إدارة النظام الحاكم للدولة باعتماده على فصيل واحد، أو وجود مقاومة من قبل بقايا النظام السابق وعجز النظام عن التعامل معها وتحجيمها. وكمثال على حالة التأزم التي تعانيها الجماعة ومؤسسة الرئاسة هو إدارتها لحدث الثلاثين من يونيو(جوان) وهو الحدث الأبرز الذي حسم بقاء النظام، فنتيجة لفشله المتتالي في إدارة البلاد باعتماده على الشرعية الانتخابية في مرحلة انتقالية تتطلب وجود توافق مع مختلف القوى السياسية، برزت دعوات للتظاهر من حركة تمرد التي قامت لسحب الشرعية من الرئيس محمد مرسي بعد تجربة في الحكم لم تستمر سوى عام واحد.
تفاعل الجماعة/الرئاسة مع الأزمة يعتبر امتدادا للاستراتيجية التي اتبعتها في مثل هذه الأحداث والقائمة على تجاهل كافة الانتقادات الموجهة لها والتقليل من شأنها، فحتّى اللّحظات الأخيرة كانت هناك محاولة الايحاء بأن الأمور مفتعلة في إطار ضغوط الدّولة العميقة وظهر ذلك في تصريحات قيادتها العليا على أن الأمور طبيعية جدا ولا يوجد ما يقلق بالدعوة للخروج والذي اعتبر جزءًا من المؤامرة التي تحاك ضد الرئيس من بقايا النظام السابق والقوى العلمانية. وأدّى سير الأحداث إلى اصدار الجيش لبيان عزل مرسي.
|