الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحيّة العدد 200
 بهذا العدد من مجلّة الإصلاح نكون قد أنهينا سلسلة أخرى من المجلّة، وأغلقنا السّنة الثانية عشرة من عمرها، ونستعدّ لفتح سنة جديدة نأمل أن ننجح خلالها في المحافظة على استمرارية صدور المجلّة والثّبات على المبادئ التي اعتمدنا عليها كأرضيّة نبت على أساسها هذا المشروع الذي بدأ صغيرا كردّة فعل على ما عاشه الواقع الفكري والإعلامي في تونس من رداءة طيلة عقود، وأصبح مع مرور السّنين مشروعا ذا خصائص وأهداف واضحة. 
تصدر«الإصلاح» عن خلفيّة عروبيّة إسلاميّة تجديدية وتنويريّة، ترى أنّ بناء الإنسان الحرّ القادر على الابداع لا يكون بالتنكّر لهويّته والانسلاخ عنها وإنّما بالانطلاق منها والاستفادة من مخزونها الثقافي والفكري الغني بقيم الإسلام الخالدة وتعاليمه السّمحة. شعارها«إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت» اقتبسناه من القرآن الكريم، كاشفين من خلاله منذ صدور العدد الأول عن نوايانا، وأهدافنا، معترفين في نفس الوقت بأنّ الإصلاح عمل جبّار يتطلّب كثيرا من الجهد، وطريقه طويل لا يسلكه إلاّ المناضلون الصّابرون. 
انطلقت المجلّة تونسيّة صرفة وغدت اليوم منبرا عربيّا إسلاميّا، مفتوحا على أفكار «الإصلاحيين» من كلّ الأقطار. وبهذه المناسبة يسرّنا أن نتقدّم بجزيل الشّكر إلى كلّ من ساهم في تأثيث الأعداد المائتين من المجلّة، ونحيّي فيهم التزامهم بالمشاركة بالرّغم من الصّبغة التّطوّعيّة للعمل، فبارك اللّه في عقولهم المنتجة لتلك الأفكار، وجعل اللّه مساهماتهم في ميزان حسناتهم.