الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحيّة العدد 199
 يصدر العدد 199  من مجلّة الإصلاح، ونحن نعيش على وقع زلزال «طوفان الأقصى» وما تبعه من عدوان صهيوني همجيّ على غزّة، قَتلَ الأطفالَ والنّساء، ودمّر المدارس والمساجد والمستشفيات، وحرم من تبقّى على قيد الحياة من أبسط مقومات الحياة من أكل وماء ودواء؛ عدوان استعمل فيه الكيان المجرم كلّ أنواع الأسلحة ووسائل الدّمار قصد تهجير الفلسطينيّين من أرضهم والقضاء على مقاومتهم الباسلة التي لقّنت - برغم قلّة العتاد- جيش الكيان درسا قاسيا لن ينساه، سيبقى وصمة عار على جبينه.
سينتهي العدوان على غزّة لا محالة، وسيكون النّصر بإذن اللّه حليف المقاومة الفلسطينيّة وشعبها الذي صمد رغم هول الدّمار وبشاعة جرائم الكيان، ورغم الدّعم اللامحدود لهذا الكيان بالعتاد والعباد من طرف دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتّحدة الأمريكيّة وغيرها من قوى الشرّ والطّغيان، ورغم صمت أغلب الحكّام العرب والتّواطؤ المفضوح لبعضهم مع الكيان. 
ليس هذا تكهّنا ولا قلبا للحقائق من أجل رفع المعنويات، إنّه الوعد الإلهي للمؤمنين الصّابرين المحتسبين، وهل هناك أكثر صبرا واحتسابا من أهل غزّة في هذه المحنة التي تجاوزت كلّ الحدود، يقول تعالى في كتابه العزيز: ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ (التوبة:14)، وقال أيضا: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾(الروم:47) ﴿... أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾(البقرة:214).