الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحيّة العدد 197
 «طوفان الأقصى»، هكذا سمّى المقاومون القسّاميوّن عمليّتهم العسكريّة ضدّ الكيان الصّهيوني الغاصب، وكأنّهم أرادوا تذكير العالم بالطّوفان العظيم، الذي أصاب قوم نوح، وأنّ طوفانهم يشبهه في الكثير من الوجوه من بينها:
- الايمان الكبير بالنّصر الذي كان حاضرا لدى القسّاميين كما لدى سيدنا نوح، فلا غالب لمن يتوكّل على ربّ العالمين. كان القسّاميّون متيقّنين بأنّ النّصر آتٍ ولو طال زمن الحرب، والحقّ منتصر لاَ مُحَالَ، وهذا وعد اللّه وسنّته و﴿لَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾.
- المدّة التي استغرقها التّحضير للطّوفان، فسيدنا نوح بقي سنين طويلة وهو يصنع الفلك بلا كلل ولا ملل، منتظرا نصر اللّه الموعود، وكذلك القساميّون فقد أعدّوا العدّة كما يجب من دون تسرّع وهم صابرون، فطوفان الأقصى ما كان وليد لحظته بل عمليّة نوعيّة احتاجت تحضيرا كبيرا وصبرا أكبر.
- أنّ ما بعد الطّوفانين لا يشبه البتّة ما قبلهما، فكما غيّر الطوفان الأول جغرافيّة الأرض، فإنّ طوفان الأقصى سيغيّر موازين القوّة. وكما كان نوح يلحّ على النّاس ويدعوهم إلى ركوب الفلك معه﴿وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾، كذلك القسّاميون، كانوا قبل عمليّة الطّوفان وبعدها يخاطبون أحرار العالم أن اركبوا سفينة الحقّ، فلا نجاة لمن لا يركبها، و﴿لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ فمن يعتصم بغير اللّه ويرفض ركوب سفينة الحقّ فسينتهي كما انتهى ولد نوح، وسيلفظه التّاريخ جيفة بعد نهاية الطّوفان. فهل من مدّكر؟