أهل الاختصاص

بقلم
أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
البحث عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض
 تمهيد
مواضيع كثيرة تُثار من وقت لآخر تبدو في ظاهرها مواضيع علميّة أصيلة، لكنّها هي أشبه بالخيال العلمي إن أحسنّا الظّن، ومنها موضوع البحث في الكون عن كائنات أخرى ذكيّة غير الإنسان وربّما تتمتع بذكاء أكثر منه. تنسج حول هذا الموضوع آلاف القصص الهوليوديّة التي تغزو كلّ البيوت ويشاهدها ملايين الأطفال والشّباب والكهول، فتبني عقلا كامنا لا تخفي خطورته، وإن لم يقنّن بمنطق علمي رصين فسوف تكون العاقبة سيّئة جدّا على الأجيال القادمة. لهذا اخترنا أن نعالج هذا الموضوع بتقسيمه إلى عدّة محاور وسرد بعض الأفكار مع التّعليق المبدئي عليها والتي من الممكن أن تفتح نوافذ للنّقاش بشأنها.
المحور الأول: إمكانيّة الوجود 
لا يوجد مانع منطقي من القول بوجود كائنات أخرى ذكيّة في الكون غير الإنسان،  فاللّه على كلّ شيء قدير - يخلق ما يشاء ويختار - ويخلق ما لا تعلمون. ومن خلال نظريّة «ولم لا؟»،  يزداد اليقين «الرّياضي الإحصائي» بأنّ هذا الكون لم يخلق للإنسان وحده، وأنّ البشر ليسوا بمفردهم في هذا العالم المترامي الأطراف، وأنّ ثمّة كائنات أخرى، لا نعرف شكلها ولا طبيعتها ولا حجم تقدّمها، تعيش في مواقع أخرى من هذا الفضاء الكوني، ما زلنا نجهلها.
المحور الثّاني: إمكانيّة التّحقّق
من خلال التّكنولوجيا الموجودة حاليّا، لا يمكن التّحقّق من وجود كائنات أخرى، فالرّحلات الفضائيّة مازال يكتنفها مصاعب جبّارة، بدءًا من التّمويل مرورا بالنّماذج الرّياضيّة وإمكانيّة الحلّ وهل تحديد المواضع «الأماكن» المزمع الوصول إليها دقيق أم لا؟ إذ أن أبسط مسائل الميكانيكا السّماوية لم يتمّ حلها بالكامل، فأقصى ما نطمح إليه هي حلول تقريبية لها وعند الكلام عن التّقريب، تدخل آلاف الأسئلة المفتوحة التي تحتاج إلى أجوبة، وانتهاء بجدوى هذه الرّحلات إقتصاديّا. إذ أنّه بالإضافة إلى المشاكل العلميّة والعمليّة والمنهجيّة في النّظريّة، والتّكلفة الباهظة لاختبار فرضيّاتها وتجربتها، البعض يقول ما هو المبرّر لتسخيرِ موارد الأرض وعلم الإنسان في البحث عن مثل هذه الأشياء، وهي على الأقل تبعد عنا ما يقرب من 4.5 سنة ضوئيّة. أمِن أجلِ اختبار فرضيات قد ينتهي الأمر برفضها علمياً. أم أن الغاية هنا إثبات أن العلمَ بإمكانه أن يتحدى ويتجاوز قوانين الطبيعة وسنن الكون، مساهمةً في تراكم معرفي مُكْلِفٍ، لا يعرف حدوداً. مهما كانت الدوافع والحجج: أليس من الأفضل، تسخير هذه الموارد الضخمة والاستنزاف الجائر لإمكانات الإنسان العقلية والذهنية والعلمية، في ما يمكن أن يجعل من كوكبِ الأرضِ، أكثر سلاماً وأدعى ازدهاراً للجنس البشري، وللحياة نفسها وتنوعها الفطري.
المحور الثالث: إمكانية التّلاقي
 البعض يقول بإمكانيّة التقائنا بمخلوقات فضائيّة عاقلة في أيّ وقت في المستقبل. فرغم أنّ العلم لا يستطيع نفي هذا الأمر أو تأكيده، إلاّ أنّ البعض يقول أنّ «إذا» في قوله تعالى:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ﴾(الشوري: 29) تدل على الجزم بالمعنى دون المبنى أي أنّ الاجتماع بهم سوف يتحقّق، بخلاف «إنّ» التي تجزم المبنى ولا تجزم بالمعنى.
المحور الرابع: إمكانية التدافع
 البعض يشير إلى احتمال حدوث اتحاد بين الإنس والجنّ وعلومهما من طرف، وحدوث معركة في الكون تجمع بينهما في طرف واحد ضدّ الكائنات الأخرى، فتستعمل في هذه المعركة أسلحة ناريّة قريبة من القنابل النّووية وأسلحة مصنوعة من النّحاس، والغريب أنّ القرآن يكشف نتيجة المعركة مسبقاً حيث يخبرنا أنّ النّصر سيكون حليف تلك المخلوقات! وهذا يعطي إشارة أنّها أكثر تطوّراً وقوّة من الإنس والجنّ مجتمعين، ويفهم ذلك من قوله تعالى:﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا، لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾(الرحمن:33-36). مع أنّ علماء التّفسير كالطّبري يقولون أنّ ذلك سيحدث يوم القيامة.
المحور الخامس: من النّاحية الدّينيّة
الكثير من النّصوص الدّينيّة تحمل أكثر من معنى«فالقرآن حمّال أوجه» خصوصا أنّه يربط عالما فيزيائيّا بآخر غير فيزيائي «ميتافيزيائي»، وهنا تكمن مشكلة التّفسير، من ذلك قول اللّه عزّ وجل:﴿إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾(النمل: 82).‎ الحديث عن واقع فيزيائي تخرّب تماما، وأوشك على الاتصال بواقع ميتافيزيائي. وكذلك قوله:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ﴾(الشوري: 29). وقوله:﴿أَلَّا يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾(النمل: 25). بل وعندما سُئل ابن عباس رضي اللّه عنهما عن قوله تعالى :﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾(الطلاق: 12)، مَا هُوَ؟ سَكَتَ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ حَتَّى إِذَا وَقَفَ النَّاسُ, قَالَ لَهُ الرَّجُلُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُجِيبَنِي؟ قَالَ: «وَمَا يُؤْمِنُكَ أَنْ لَوْ أَخْبَرْتُكَ أَنْ تَكْفُرَ؟»، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي فَأَخْبَرهُ، قَالَ: «سَمَاءٌ تَحْتَ أَرْضٍ وَأَرْضٌ فَوْقَ سَمَاءٍ مَطْوِيَّاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ يَدُورُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ كَمَا يَدُورُ بِهَذَا الكِرْدَنِ الَّذِي عَلَيْهِ الْغَزْلُ، سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى». قال البيهقي عقب أن أورد ذلك الأثر: «إِسْنَادُ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صَحِيحٌ، وَهُوَ شَاذُّ بِمُرَّةَ، لَا أَعْلَمُ لِأَبِي الضُّحَى عَلَيْهِ مُتَابِعًا. وَرُوِيَ عَن عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ مُطَوَّلا بِزِيَادَةٍ ، غَيْرَ أَنَّنَا لَا نَعْتَقِدُ أن لذَلِكَ أصلا وأغلب الظنّ أنّ ذلك ممّا أخذه ابن عباس عن أهل الكتاب. وعلى فرض أنّ ذلك مما أخذة ابن عباس من بني إسرائيل فأصبح ينطبق على الكلام «لا تصدّقوه ولا تكذّبوه». ومن الممكن الكلام حول النّظريات الحديثة لعلم الكون المنبثق عن النظريّة النّسبيّة بالأكوان المتوازية وكلّها نظريّات كمّ عدم اليقين فيها كثير جدّا وتدخلها فلسفات عدّة، لكنّها من الممكن أن تستثمر في نواح أخرى كثيرة أيضا (اختبار بعض النّظريات الفيزيائيّة).
وقد اختلف أهل العلم كثيرا في موضوع السّبع أراضين، هل هنّ متفرّقات لكلّ أرض سماء وعالم مختلف أم أنّهن ملتصقات، وعلى ذلك تكون أرض واحدة بسبع طبقات، يؤيّد الرّأي الأول الحديث الصحيح الوارد في دعاء دخول البلدة « اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَرَضِينِ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ  ... الحديث» أي أنّ كلّ أرض تقلّ (أي تحمل) ناسها ودوابها وأشجارها وبحارها وجبالها ... إلى آخره. وأصحاب الرأي الثاني استدلّوا بالأحاديث الصّحيحة التالية: «من ظلم من الأرض شيئاً طوقه من سبع أرضين» و«من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقّه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين». «اتصال الطوق يدل علي التصاق السّبع أراضين» وتبني وجهة نظر واحدة في موضوع ميتافيزيائي «حتّى لو كان الموضوع ميتافيزيائي نسبي» أمر يضع العقل في مأزق، إذ أنّ كل الاحتمالات واردة. 
المحور السّادس: فليكن بحثا عن الحياة فقط
البحث عن كائنات حيّة فقط ربّما يكون بسيطا، ومع بساطتها فكلّها أيضا عبارة عن تفسيرات قد يثبت خطؤها لاحقا كما حدث بالفعل في تفسير قنوات شيباريللي على سطح المريخ على أنّها أنهار ماء ثمّ ثبت بعد أنّها ظلال للشّمس تظهر وتختفي حسب موقع الكوكب في مداره حول الشّمس. أمّا البحث عن حياة عاقلة من خلال تتبّع الإشارات الرّاديويّة القادمة من الفضاء الخارجي أمر لا يمتّ للواقع العلمي بصلة ولا يوجد له أدنى ظهور في الدوريّات العلميّة، من الممكن أن تجده في دوائر المخابرات وأجهزة الإعلام وصناعة السّينما بتوجيه من الجهازين السّابقين أو بغير توجيه فقط خيال علمي. من ذلك مثلا ربط حادثة اغتيال الرّئيس كندي عام 1963م بأنّه تقف وراءها كائنات فضائيّة عاقلة بحيث كان الرّئيس كندي ينوي إطلاع الرّأي العام الأمريكي على وجود اتصالات أمريكيّة مع كائنات فضائيّة. والكلمة المزعومة لنيل أرمسترونج «يا إلهي إنّها ضخمة يا سيدي، بالغة الضّخامة أعتقد أنّها محطة ثابتة وأنّهم يراقبوننا الآن».
المحور السّابع: هل سيكون الذّكاء الإصطناعي حلقة من حلقات التّطوّر
 بعض المهتمّين بالفلك مثل ستيوارت كلارك يقول:  «السّؤال الكبير هو ما إذا كان الذّكاء الإصطناعي سيستمر ليصبح وعياً وإدراكاً، ويحدّد أهدافه الخاصّة، ويقرّر أنّه لا حاجة للمخلوقات الحيويّة التي طوّرته من الأساس، وبالتّالي فمن الممكن ظهور ذكاء أعلى ممّا طوّره الإنسان على الأرض في مكان ما في  الفضاء» هذا طبعا بناء على نظرة الإنسان الغربي للإنسان على أنّه مادّة فقط، ووجهة نظري أنّه مهما طوّر الإنسان ذكاء صناعيّا فلن يكون بذكاء الإنسان أبدا لأنّه في النّهاية يسير وفق خوارزميّة وضعها الإنسان نفسه. عندما  اكتشف بيل جوسلين النّجوم النّيوترونيّة من خلال رصد لإشارات المتأرجحة الشدّة عام 1967، أطلق عليها فريق جامعة كامبريدج بشيء من المزاح اسم: «أل جي أم» ، اختصاراً لعبارة الرّجال الخضر قليلي الحجم «Little Green Men». واستثمر هذه التّسمية صناّع السّينما. ونقلت مجلة «نيتشر» عن العلماء الكنديّين قولهم إنّ النّظريات الكونيّة والفلكيّة المعروفة حتّى الآن عاجزة عن تفسير مصدر الإشارات، التي تتّصف بأمور غريبة مثل كونها نبضات لا سلكيّة قويّة قصيرة، ذات تشكيلة غريبة، تتكرّر كلّ 16 يوما أرضيّا، ويبعد مصدرها مسافة هائلة عن الأرض. وقال الفلكي الفيزيائي في جامعة نيفادا الأمريكية، جان بين، أنّ هناك 50 نظريّة تصف طبيعة الإشارات اللاّسلكيّة الكونيّة، تعجز جميعها عن إيضاح طبيعة تلك الإشارات المتكرّرة الغامضة. وأطلق العلماء على هذه الإشارات اسم «إشارات سكّان كواكب أخرى»، معلنين استمرارهم في العمل على حلّ لغزها وفهم محتواها، خاصّة أنّها باتت ظاهرة متكرّرة. حتّى إنّ شخصا مثل ستيفن هوكنج قال: «إذا جاءت الكائنات الفضائيّة لزيارتنا، فإنّ النّتيجة ستكون مشابهة إلى حدّ كبير لما حدث عندما وصل كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا، والتي لم تكن أمراً جيداً للسّكان الأصليين»، في إشارة إلى قيام الغربيّين بارتكاب مذابح واسعة ضدّ الهنود الحمر هناك، بهدف القضاء عليهم واحتلال الأرض.
المحور الثامن: وجهة نظر قابلة للتعديل
وجهة نظري أننا متفردون من بين مليارات الأصناف الحيّة على الأرض، الإنسان هو الكائن الوحيد الذي له خصائص فريدة جدّا لا توجد في أيّ كائن حيّ آخر، لي محاورات مع زملائنا في أقسام علم الأحياء أنّني أشكّ شكّا ذريعا أنّ الخليّة الحيّة «الحيوانيّة» هي التي يتكوّن منها جسم الإنسان، ظنّي أنّ هناك فوارق كثيرة بين الخليّة التي يتألّف منها جسم الإنسان وتلك التي يتألّف منها جسم الحيوان، أقول - وليس عندي دليل - أنّ هناك ما يسمّى الخليّة الإنسانيّة، وأنّ الرّوح التي في الإنسان ربّما تكون متمايزة عن تلك التي في الحيوان، فالإنسان خلقه اللّه على صورته كما ثبت عن الرّسول ﷺ في الصّحيحين أنّه قال: «إنّ اللّه خلق آدم على صورته، ونفخ فيه من روحه». بعض الأدلّة مثل دالّة كثافة التّوزيع للتّجمعات البشريّة تَفُوق بدرجة كبيرة ما يمكن أن يكون حالةً نموذجيّةً بالنّسبة لأيّ حيوان في حجمنا. كما أنّنا نعيش على امتداد نطاق جغرافيّ هائل، ونتحكّم في تدفّقات غير مسبوقة من الطّاقة والمادّة  ومن نقل الأفكار والخبرات، ممّا يجعل تأثيرنا العالمي لا تحيط به الشّكوك. 
وعندما نتأمّل أيضًا ما نتمتّع به من ذكاء، وقدرة على التّواصل، ومقدرة على اكتساب المعرفة ونشرها  إلى جانب ما تبدعه قريحتنا من أعمال فنيّة ومعماريّة وموسيقيّة رائعة (النّوتة الموسيقيّة في حدّ ذاتها عبقريّة فذّة في كتابة حروفها وإعادة تلحينها مع آخرين)، عندها سندرك أنّ البشر يبرزون كنوع مختلف تمامًا عن بقيّة الحيوانات. إنّ ثقافتنا تفصلنا، فيما يبدو، عن بقيّة الطّبيعة. الفائدة التي نجنيها من الكلام في مثل هذه المواضيع هو عدم إغلاق العقل أمام الأفكار الغريبة ومحاولة مناقشتها، وترك مساحة من التّسامح بشأنها، وعدم تبني عقيدة معينة «طالما لم تتأكّد من الشّرع» بشأنها حتّى يثبت إمكانيّة صياغتها في صورة معياريّة.