الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 196
 يصدر العدد 196 من مجلّة الإصلاح بعد شهر عن العمل البطولي لكتائب القسّام وما تبعه من اعتداءات وحشيّة للعدو الصّهيوني وقصف عشوائي مستمرّ إلى اليوم على سكان غزّة المدنيّين، وما ترتّب عنه من قتل للأبرياء من الأطفال والنّساء والشّيوخ. العالم كلّه ينتظر نهاية هذه الحرب لتحديد المنتصر فيها والمنهزم. أمّا نحن فقد حسمنا موقفنا منذ 7 أكتوبر واعتبرنا أنّ نصرا كبيرا قد تحقّق ليس للفلسطينيّين فحسب بل للأمّة الإسلاميّة جمعاء. وسيكبر هذا النّصر ويزداد أهمّية كلّما استمرّ صمود الغزّاويين وثباتهم. 
أهمّ إنجاز تحقّق بعد 7 أكتوبر هو عودة الرّوح إلى مفهوم «المقاومة» بعد أن ظنّ الجميع أنّه تلاشى واضمحلّ وانتهت صلوحيّته وأصبح التّطبيع مع الصّهاينة واقعا ملموسا ومصير كلّ عربّي ومسلم. غير أنّ هذه العودة لن يكتب لها الاستمرار إذا لم تتلقفها النّخب العربّية وتؤمن بها وتحوّلها إلى ثقافة تغرسها في الشّعوب.
وفلسفة المقاومة لا تتضمّن التّصدّي للمعتدي عسكريّا فحسب، بل تتضمّن أيضا التّصدّي لكلّ مظاهر التخلّف والجهل ومظاهر الاستبداد والظّلم، والتّصدّي لمخطّطات الغرب في بثّ الفتن بين الشّعوب وزرع ثقافة الاستسلام والتّبعيّة. 
إنّها لحظة تاريخيّة فاصلة سيكون ما بعدها مختلف عمّا قبلها، فهل ستنجح النّخب هذه المرّة في التقاط الرّسالة أم ستفشل كما فشلت من قبل في استثمار الرّبيع العربي؟