حديقة الشعراء
بقلم |
رشيد سوسان |
شهداء الأطلس |
لَثَموا الثَّرى، وَاستَسلَموا بِتَوَدُّدِ *** لِقَضاءِ رَبّ العالَمينَ الأَخْلَدِ نَـزَلوا ضُيوفاً، في رِضاً، وَتَرَجَّلوا *** عَن أَهلِهِمْ، وَتوَحَّدوا في المَورِدِ
سَقَطوا، بِلا طَوْعٍ، بِعُقرِ دِيارِهِم *** وَبِطَوعِهِم جَعلوا الدّيارَ كَمَعهَدِ
لَثَمتْهُمُ الجُدرانُ في حُبٍّ، وَهُم *** قَد عانَقوا، وَجْداً، قَضاءَ الأَوْحَدِ
هَبَّت منازِلُهُم، وَأَحرَم أُسُّها *** وَنَوى الأهالي فَرضَهُم بِتَهجُّدِ
طوبى لَهُم في حَلِّهِم وَرحيلِهِم *** فَقَد اصْطَفاهُم رَبُّهم لِلمَوعدِ
طوبى لهم في العالَمين، فَقَد رَقَوا *** شُهَداءَ، في شَوقٍ، لِحَوضِ مُحمّدِ
وَطني الأَعزّ، دِيارُنا في عِزّة *** سَتُنيرُ دَرباً لِلعُلا في سُؤدَدِ
لَبّيكَ يا وَطني الأَبِيّ فَشعبُنا *** في هِمّةٍ قَد هَبَّ يَبْني لِلغَد
يا أيُّها الشّعبُ المُرابِطُ في القُرى *** قَد كُنتَ في المَيدانِ أَعظَمَ مُنجِدِ
وَرسَمتَ للدُّنيا عَزائِمَ هَبَّةٍ *** نُسِجَت مَكارِمُ غَزْلِها بِتَفرُّدِ
فَعزاؤُنا، بَلَدَ الشّهادةِ، واحِدٌ *** بِالصّبرِ نَمْحو كُلَّ رُزءٍ أَنكَدِ
يا ربِّ فَارحَم مَن قَضى، واغْفِر لَهُم *** وَاجْعَل مُقامَهُمُ كَأهلِ الغَرْقَدِ |