الأولى

بقلم
فيصل العش
الحرية في القرآن الكريم رؤية علال الفاسي
العلامة علال الفاسي هو أحد أعلام الحركة الإسلاميّة الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين، ومن أبرز علماء الغرب الإسلامي المعاصرين، ويعدّ أحد علمَي الفكر المقاصدي المعاصر، إلى جانب الطّاهر ابن عاشور. شخصيته تجمع بين العالم المجدّد والمفكر الناقد المبدع والسياسي المجاهد والمقاوم للاستعمار. اختار علال الفاسي السّلفية إطارا لعمله الفكري، متقصّيا سبيل رموزها الكبار دون أن يتحرّج عن نقدهم خاصّة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده اللذين تركا فيه جميل الأثر وأمدّاه بقوّة في الفكر وفي النّضال. 

ما يهمّنا في هذا المقال ليس الحديث عن مناقب هذه الشّخصيّة وإنّما علاقته بالقرآن الكريم وآراءه في مبحث الحريّة. ففي مقدّمة كتابه «المدخل لعلوم القرآن والتفسير» حدّد الفاسي عناصر المعرفة الأولى في الإسلام «في القرآن الكريم الذي هو الأصل الأصيل، وفي العلوم التي تكونت لخدمته، والعلوم التي استهدفت تفسيره»(1). فالقرآن بالنّسبة للفاسي هو المرجع الأول للإسلام وهو المنبع الذي نستقي منه الحلول لمشاغلنا. ولكن كيف؟. يجيبنا علال الفاسي بأنّ التفاعل مع الوحي (النّص القرآني) يتمّ عبر استثمار المنهج المقاصدي في مقاربة النّص القرآني، والاجتهاد. فمقاصد الشّريعة في نظره هي «المرجع الأبدي لاستقاء ما يتوقّف عليه التشريع والقضاء في الفقه الإسلامي، وأنَّها ليست مصدراً خارجياً عن الشرع الإسلامي، ولكنَّها من صميمه، وليست غامضة غموض القانون الطبيعي الذي لا يعرف له حد ولا مورد ولكنها ذات معالم وصوى كصوى الطريق» (2): أمّا الاجتهاد فهو : «العلم الذي وضعه الإسلام ليشرك به المجتهدين من الأكفاء في التّشريع، وفي تفسير الخطاب الإلهي، وهو ما يجعل الشّريعة الإسلاميّة قابلة للتّطوّر والدّوران مع المصلحة العامّة والخاصّة، في جميع العصور وفي جميع الجهات»(3)ويوضح علال الفاسي طريق الوصول إلى معرفة المقاصد والوسائل المعينة على ذلك قائلا: «والشريعة أحكام تنطوي على مقاصد، ومقاصد تنطوي على أحكام، فهي  نظر بالعقل في إطار أصول عامّة يهتدي به المكلف بذلك النّظر إلى اكتشاف أسرار الشّريعة، ومقاصدها عن طريق اللّفظ، والمدلول الخاصّ والعام» (4)***انشغل الفاسي باعتباره مفكّرًا مقاصديّا بتأصيل القيم الفلسفيَّة الرّاهنة للإنسان المعاصر وحاجته المعنويَّة وضروراته القيميَّة ومن بينها الحرّية، وهذا ما دفعه إلى تناول مبحث الحرّية في مؤلفاته بشكل عميق، ووضعِ رسمٍ واضحٍ لمفهومها مع الإحاطة بمضامينها، وهو ما تجلّى خاصّة في «النّقد الذاتي» و«الحرّية»  و«مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها». الحرّية عند علال الفاسي هي الحياة، إذ يقول: «إنّ حياة بدون حرّية لهي الموت المحض، وإن وجودا من غير فكر حرّ لهو العدم، وإنّ مدنيّة لا تقوى على التّحرّر والتّبصّر لهي الوحشيّة الأولى ولو كانت في أحدث طراز» (5)فلسفيّا يرفض الفاسي النّظرة الوجوديّة التي ترى أنّ الحرّية هى قَدَر الإنسان. فالإنسان محكوم عليه بالحرّية لأنّ الحقيقة الإنسانيّة لا يمكن تعريفها إلاّ فى حدود الإمكان والحريّة، ويرفض النّظرة الماركسيّة التي ترى أنّ الحرّية غريزة وأنّ الإنسان جبل عليها. ويرى أنّ «الحرّية هي جعل قانوني يتّفق مع إنسانيّة الإنسان وفطرته، وليس حقّا طبيعيّا يستمدّ من غريزة الرّجل المتناقضة، فالإنسان ما كان ليصل لإدراك حرّيته على الوجه الذي أراده الإسلام لولا نزول الوحي؛ ولولا الرّشد الديني الذي جاء به القرآن (...) فالإنسان لم يخلق حرّا وإنّما خلق ليكون حرّا. الحرّية خلق وليس غريزة، ولو كانت غريزة لما استطاع أحد التّفويت فيها» (6) فالإنسان البدائي حسب الفاسي كان عبدا للطّبيعة، ثمّ عبدا للطّغاة والأسياد حتّى غدا الاستعباد واقعا اجتماعيّا، فأصبح الرّقيق  يؤمنون بصفتهم تلك وأنّ عبوديتهم حقّ، فـ « الحرّية معدومة بالنّسبة للعبد ولن تصبح لديه شيئا موجودا حتّى يؤمن بأنّه مكلّف بإزالة ذلّها عن نفسه وعن شخصه؛ وإيمانه بذلك هو تحرّره فكريّا»(7)  لذا يربط الفاسي حرّيّة الإنسان بقوّة إرادته ورفضه جميع أنواع العبوديّة لغير اللّه.فـ «الحرّية الذّاتية هي الأساس الأوّل للحريّة التي نادى بها الإسلام وأقرّها ..والحرّية في الإسلام تنظر إلى المعنى الأصيل في اللّغة العربيّة للحرّية. فالحرّ ضدّ الزّائف، فهنالك جوهرة حرّة وهنالك حجارة تعطي شكل الجوهرة، والإنسان الحرّ ليس هو الذي لا يملكه أحد، لأن ذلك جزء من الكرامة التي يجب أن يتمتّع بها الإنسان. ولكنّ الإنسان الحرّ هو غير الزائف أي الذي تتصوّر فيه الفطرة الإنسانيّة متغلّبة على الطّبيعة الحيوانيّة... فالحرّية إذا خلق ذاتي وشخصي للإنسان تتجلّى آثاره في أعمال الإنسان الصادرة عن شعوره بالتّكليف».(8) والحرّية هي «نتيجة تجاوز الموضوع بالذّات. إنّها انبثاق استقلاليّة ذاتيّة ناشئة عن حركيّة واجبة الوجود (…) وبذلك فالحرّية واجبة الوجود كحرّية حرّة؛ لأنّها لا يمكن ألَّا تكون حرّة. ولو فرضنا ذلك ممكنًا لكان اختيارها هي إذن وستبقى حرّيتها إثباتًا لوجودها».(9)«إنّ أول مظهر للحريَّة هو الإرادة، وتاريخ الإنسانيَّة كلّه هو تاريخ الحريَّة، وما كان كفاح قوم  إلاّ من أجل الحريَّة؛ لأنَّها الغاية التي تسعى لتحقيقها جميع الأمم وتتطلَّع إليها، وبذلك فهي مرادفة للمدنيَّة التي تعني اطّراد التقدّم وتتَّجه في مسيرتها نحو إنسانيَّة تزداد وعيا بذاتها»(10)*** ركّز الفاسي على أهمّية الحريّة الفكريّة وضرورتها ودعا إلى نشرها حتّى لا تظلّ وقفا على طبقة معيّنة أو حكرا على فئة خاصّة، ووضع لذلك شعارا : «لا مسؤولية بغير حرّية، ولا حرّية بغير تفكير»(11). فالفكر بالنسبة إليه لا يمكن أن يكون مجديا إلاّ في مناخ الحرّية، وبدون حريّة لن يكون إلاّ فكرا زائفا وعقيما. وليس هناك حدود لحرّية التّفكير، لأنّ الإسلام «جعل النّظر شرطا في المعرفة، التي هي أوّل واجب على المكلف ومعنى ذلك أنّه لم يجعل في الأرض ولا في السّماء منطقة محرّمة على الفكر أن يدخلها بكلّ حرّية وإخلاص»(12) وتقدُّم المعرفة رهين بحريَّة الفكر، لأنّ العقل وسيلة للمعرفة و«لا يسمَّى العقل عقلا إذا كان يفكِّر بإرغام من الخارج؛ لأنّ العقل لا يميِّز الخير من الشّر إلاّ بذاته، لا بإلزام خارجي، وإلاّ فليس هو بعقل»(13).ولا فائدة ترجى من حرّية التّفكير إلاّ إذا صاحبتها حرّية التّعبير والبيان. يقول الفاسي: «إنّ الفكر حرّ لا يستطيع أحد أن يقيّده، ولم يجعل اللّه لأحد سلطانًا على حركة الإنسان الدّاخليّة، هكذا تعوّد النّاس أن يقولوا، ولكنّ هذه الحرّيّة التي يحمدون اللّه عليها لا قيمة لها إذا لم يكن لها الحقّ في أن تظهر للنّاس، أي في أن نعطي لصاحبها حقّ التّظاهر بما يعن له من فكر والإعراب عمّا يخطر بباله من فكر. إنّ عدم الإعراب عن أفكارنا من أهمّ أسباب خنق هذه الأفكار، وإذا فهو من أعظم وسائل الغصب لحرّية التّفكير»(14). ويردّ على الذين يَضيقون ذرعا بحرية التّعبير ويريدون كبحها، بدعوى أنّ الذين يتحرّرون «أكثر من اللاّزم»، قد يأتون بأفكار قد تحدث من الضّرر بالمجتمع أكثر ممّا تحدثه سرقة سارق، قائلا: «الحقيقة بعكس هذا، لأنّ الأفكار يمكن أن تقاومها الأفكار، والقول يدفعه القول، فليس من الضّروري أن تستعمل القوّة لكتم أفواه النّاس، إنّ كلّ الأفكار التي تُبتكر تظهر غريبة لأوّل وهلة، ولكنّها إذا استطاعت الصّمود لمقاومة خصومها والانتشارَ في وسط واع تصبح مألوفة ومعترفًا بها، وقد تؤدّي لمصالح عظيمة وتطوّرات جليلة، والوسط الذي يمنع المفكّرين من أن يظهروا بآرائهم يظلّ دائم الجمود غير قابل للتطوّر ولا للارتقاء» (15). ويضيف جازما «أنّ دواء الحرّية صعب ولكنّه وحده الدّواء المفيد»(16)ويدافع الفاسي - من باب تأييد الحرّية ونشر دعوتها - عن حقّ التّيارات المختلفة الأخرى في نشر أفكارها والدّعوة إليها فيقول  : «إن واجبنا يقضي علينا بتأييد الحرّية ونشر دعوتها، ولذلك لا يمكننا أن نكبت أيّ تيار من التّيارات أو نمنع الاستماع لدعوة من الدّعوات، وواجبنا نحو التّفكير يرغمنا على ترك النّاس ينظرون بأنفسهم ويتدبّرون في كلّ ما يعرض من الآراء أو يعنّ من النّظريات» (17)وحرّية الفكر تقود إلى حرّية المعتقد، ذلك أنّ الإسلام حسب الفاسي «أراد وأعلن حرّية الإيمان للإنسان وليس لأحد أن يجبر أحدا بوسيلة من وسائل الإجبار أو الضغط على الإيمان بشيء لم يصل إليه بقلبه أو بعقله (...) إنَّ حريَّة الإيمان أو ما يُسمَّى بحريَّة العقيدة مضمون لا يمكن لأحد أن ينال منه أو يتعرَّض إليه بمحو أو إثبات؛ لأنَّه يتعلّق بوجدان الإنسان وضميره ومن المستحيل التحكُّم فيهما»(18). ويستدل في ذلك بالعديد من الآيات القرآنيّة كـ ﴿... فَمَن شَآءَ فَليُؤمِن وَمَن شَآءَ فَليَكفُر﴾(الكهف: 29)، ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ﴾(البقرة: 256)، ﴿وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ﴾(ق: 45)، ﴿فَذَكِّر إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر لَّستَ عَلَیهِم بِمُصَیطِرٍ﴾(الغاشية: 21-22)والفاسي بهذا الموقف من حرّية المعتقد يتوافق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في مادّته الثّامنة عشرة، لكنّه يعارضها في نقطة واحدة ممّا تنص عليه وهي حريَّة تغيير الدّيانة أو العقيدة أو ما اصطلح عليه إسلاميّا بالردّة. ممّا يجعلنا نستنتج أنّ حرّية العقيدة المضمونة عند الفاسي تعني فقط حريَّة الحفاظ على المعتقد الأصلي أيَّاً كان، من دون أن يكون للمرء الحقّ في استبداله بغيره.يقول علال الفاسي : «وقع إجماع المسلمين منذ نشوء المذاهب الفقهية على قتل المرتد، مستدلين بحديث من بدّل دينه فاقتلوه، ولكنّهم لا يعتبرون قتله عقابا له على كونه لم يعد مسلما وإنما يعتبرون ذلك نتيجة خيانته للملّة الإسلاميّة التي انخرط في عداد أفرادها ثمّ غدرها، فلو ستر كفره لم يتعرّض إليه أحد (...) والمسألة دقيقة، ولكن الذي لا شكّ فيه أن الذين يقولون بقتل المرتدّ وهم عامّة الفقهاء غير المعاصرين إنما يقصدون بذلك حماية الطائفة الإسلاميّة لا المساس بحرية الإيمان الذي هو شيء باطني لا يتحكم فيه أحد» (19)***لم يقف الفاسي في معالجته لمبحث الحرّية عند المستوى النّظري والفلسفي وإنّما - بحكم طبيعته كمفكر مصلح وسياسي- قام بتنزيل ماهيّة الحرّية إلى المجال التّطبيقي الميداني مبيّنا أنواع الحرّيات الأساسيّة ومدافعا عنها كالحرّية الوطنيّة والحرّية الفرديّة والحرّية السّياسيّة وحرّية البحث العلمي والحرّية الاقتصاديّة وحرّية الملكيّة ومختلف الحرّيات الأخرى التي بدون تحقيقها في أرض الواقع لا يمكن مواجهة مختلف العقبات والصّعاب التي تعترض المجتمع في طريق التّحرر والتّقدم وتجاوزها. يقول الفاسي:« إنَّ الحريَّة التي تضمن للنّاس أن يتعايشوا فيما بينهم في حدود القانون في دائرة التّضامن العام، إنّها ليست حريَّة النّفس المطلقة لأنّها خاصّة بالفكر وعلاقته بالإرادة وبالواقع، ولكنّ الحريَّة المدنيَّة التي مناطها الحياة الاجتماعيَّة هي أصل كلّ الحرّيات الأساسيَّة؛ لأنّها تتعلَّق بحياة الإنسان وترجع إلى إثبات قيمته وضمان كرامته كفرد، وهي التي تتيح له أن يتقدَّم نحو الحريَّة الكاملة، كمثلٍ أعلى»(20) يهتمّ الفاسي كثيرا بصفته مقارعا للاستعمار بالحرّية الوطنيّة التي يعرّفها بكونها «الحرّية التي تأتي في الاعتبار الإسلامي بعد حرّية الإيمان، فلكلّ أحد أن يستقرّ في وطنه موفور الكرامة كامل الحرّية محميّا من كل إذاءة أو إضرار، ولا حقّ لأحد  في أن يستعلى عليه أو يستعبد بلاده أو يخضعها لحكم لا ترغب فيه ولا يقبله أهلها، ويسمّى الإسلام المقهورين في وطنهم بالمستضعفين، وجعل الجهاد في سبيل تحريرهم نوعا من الجهاد في سبيل اللّه» (21)ويحرص بشكل مكثّف على إنارة شعبه المغربي بأهمّية الحرّية وعلى تعميم حاجة التّفكير بين سائر أفراده لأنّ «تعميم التّفكير في الأمّة هو سبيل نهوضها وتحريرها»(22) داعيا كلّ المثقفين والمفكرين للانخراط في هذه المهمّة، فالحرّية «لا تتحقّق إلاّ إذا عرف الشّعب حقيقة نفسه وأدرك مراميها ثمّ اختار من بين التجارب الانسانية ما يساعده على الاحتفاظ بنجاح تجربته هو ككائن حي مستقلّ، وليس صورة مكررة لغيره»(23) ويقول أيضا:«إنّ الحرّية وحدها هي السّلوى الصّادقة لكلّ نكبة، والغذاء اللّذيذ لكلّ بلوى، فيجب أن نُشبع روح الشّعب بالتّطلع لهذه الغاية الجميلة، والعمل على نيل وصالها حتّى يستمتع بلذّاتها هو وإخوانه ويصبح له من عالمها مثل سليم ينير له السّبل ويفتح أمامه الآفاق، إنّ الكفاح من أجل الحرّية هو الذي يجب أن يشغل الفكر العام المغربي، وأنّ المغرب الحرّ الذي يتمتّع به مغاربة أحرار لهو الغاية الأولى التي يجب أن يعمل لها الجمهور وأنّ على العقلاء أن يوجّهوا من بعيد الفكر العام المغربي هذا الاتجاه الصحيح»(24) ***لقد عمل علال الفاسي رحمه اللّه بحكم اشتغاله بمقاصد الشّريعة على نقلها من الجانب النّظري إلى الجانب التّطبيقي، حيث قام بتفعيلها في مختلف جوانب الحياة، و إدخالها في أمور الإنسان والمجتمع والأمّة، فكان أن جعل من الحقّ في الحرّية مقصدا شرعيّا بنى عليه اجتهاداته في مجال الحرّية ودعوته إلى تحرير الإنسان بصفة عامّة وتمكينه من حرّياته الاساسيّة (حرّية التفكير، حرّية العقيدة، حرّية العمل، حرّية الفرديّة،....) واعتبار النّضال في سبيل تحرير المستضعفين جهادا في سبيل اللّه. كما أكّد على أهمّية الحرّية في أي مشروع وطني يهدف إلى تجاوز العقبات أمام التقدّم والنموّ، ذلك أنّ نجاح أي مشروع مرتبط بوعي المنظّرين له (المفكرين والمثقفين) والقائمين عليه والمساهمين فيه (أفراد الشّعب، السياسيين والإعلاميين ...) ولا يكون هذا الوعي صحيحا إلاّ إذا كان نتيجة تفكير حرّ ولا يكون التّفكير حرّا إلاّ في مناخ تسوده الحرّية. واستمات الفاسي في الدّفاع عن حرّية الإيمان والعقيدة باعتبارها شرطا للتّكليف، ولكنّ موقفه من حكم الردّة حدّد منها، فجعلها لا تتجاوز حرّية الحفاظ على العقيدة فحسب.الهوامش(1) علال الفاسي، المدخل لعلوم القرآن والتفسير، إعداد وتصحيح: عبد الرحمن بن العربي الحريشي، مؤسسة علال الفاسي، المقدّمة(2) علال الفاسي، مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها، دار الغرب الإسلامي، الطبعة 5، 1993، ص 55 - 56 .(3) نفس المرجع، ص 168 - 169 .(4) نفس المرجع، ص 47 .(5) علال الفاسي، النقد الذاتي، المطبعة العالمية القاهرة ط.1 ، 1952، ص 86 .(6) مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها، مرجع سابق، ص 248 - 249 .(7) نفسه، ص 249 . (8) نفسه، ص 251 . (9) علال الفاسي: الحرّية، منشورات مؤسّسة علال الفاسي، الرباط 2013، ص 16. (10) نفسه، ص 8 . (11) علال الفاسي، النقد الذاتي،مرجع سابق، ص 59 .(12) نفسه، ص 47 .(13) علال الفاسي: الحرّية، مرجع سابق، ص 9-10 .(14) علال الفاسي، النقد الذاتي،مرجع سابق، ص 45 .(15) نفسه، ص 51 .(16) نفسه، ص 54 .(17) نفسه، ص 62 .(18) مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها، مرجع سابق، ص 251-252 (19) نفسه، ص 255. (20) علال الفاسي: الحرّية، مرجع سابق، ص 56.(21) علال الفاسي: مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها، مرجع سابق، ص 255-256.(22) علال الفاسي، النقد الذاتي،مرجع سابق، ص 44 .(23) نفسه، ص 91 .(24) علال الفاسي: الحرّية، مرجع سابق، ص 42.