الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحيّة العدد 195
 مرّت علينا منذ أيام ذكرى عزيزة علينا ألا وهي ذكرى مولد حبيبنا ورسولنا وقدوتها محمد ﷺ، وقد احتفلت بالذّكرى شعوب العالم الإسلامي منذ أيام - كلّ حسب تقاليده- تعبيرا منها على محبّتها لخاتم النّبيين والمرسلين. فقرّرت أن أخصّص إفتتاحية هذا العدد للحديث ولو بصفة موجزة عن هذه الذكرى. لا تعنيني مسألة إباحة الاحتفالات بمولده من عدمها، فهذا موضوع لافائدة ترجى من الخوض فيه. وإنّما يعنيني - والأمّة الإسلاميّة قاطبة تعيش أزمات أخلاقيّة واقتصاديّة واجتماعيّة خانقة وركودا وتخلّفا  لا مثيل لهما- أن أذكّر بأنّ حبّ الرّسول ﷺ شرط من شروط الإيمان، فـ «لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبَّ إليه من أهله وماله والنّاس أجمعين». وحبّه ﷺ لا يُعبّر عنه بالاحتفال بذكرى مولده، ولكن يعبّر عنه بالاقتداء به واتِّباع هديه واقتفاء سَنَنه، ومحجّته، وعَدم مخالفته. أن تحبّه ﷺ يعني أن تكون ذا خلق حسن، في بيتك وفي الشارع وفي موقع عملك، تحسن عشرة النّاس فلا تؤذيهم، توقّر الكبير وترحم الصّغير. أن تحبّه ﷺ يعني أن تترك التواكل وتعمل بجدّ وكدّ وإخلاص. أن تحبّه ﷺ يعني أن تعمل بإخلاص وتفان من أجل الإصلاح والخروج من واقع الجهل والتخلّف والتبعيّة. أن تحبّه ﷺ يعني أن تنصر الضَّعِيف، وَتقف مع المَظْلُومِ، وَتطعم المسكين، وتعين المحتاج، وتفشي السّلام.أن تحبّه ﷺ يعني ألاّ تخون الأمانة ولا تنقض العهد، تنشر المحبّة بين الناس وتعفو وتصفح وتدعو إلى الحوار ولا تدعو إلى التفرقة والتناحر. أن تحبّه ﷺ يعني أن تقوم بواجبك على أحسن وجه أينما كان موقعك ولا تنتظر من النّاس جزاء ولا شكورا. هكذا نحبّه ﷺ وهكذا يكتمل إيماننا.