حديقة الشعراء

بقلم
د.حسن الأمراني
غداً تحلّق العصافير
 

أنا ما نسيتُك أيّها العلـــمُ

الصفح ثوبُك والسّيوف دمُ
يا وردة طلعَتْ بشاشتهــا
بين الخلائقِ حين تبتســـمُ
ناولتَني كــأس المــودّة إذ
كان اللقاءُ، وضمّنا الحـرمُ
مــا بلْبــلٌ إلا وألزمــــه
بالكعبة الغرّاءِ ملتـــــزمُ
فاسٌ غدتْ لوْحاً تزيّنهـــا
مما بذلتَ من الهوى الحِكمُ
بسطتْ ذراعيها لنوركَ مـا
قد شيّدتْ فهْرٌ وما نظمـوا
وتطيّبَتْ بالذكْر جيرتُهـــا
لمّا هتفْتَ (الوِردُ وِرْدكــمُ)
(يا رَبِّ ألّـفْ بين أفئـــدة)
هي تُهمَةٌ عجبتْ لها التّهمُ
غنّيتَ والإعدامُ مشرعـــةٌ
أسيافهُ، والموتُ يقتحـــِم:
ستحلّق الأطيارُ في غدنـــا
أرأيت نور الله ينهــــزمُ؟
فتمدّدي ما شئت في بلــدي
فالفجر آت أيها الظّلَــــمُ
إني أرى الأطفـال قد كبِروا
وعلى أكفّهم زها العلَــــمُ
ومآذن التكبير إنْ صدحَـتْ
خُضْرُ السنابل سوف تلتئم
يا أيّها الزاهي بصولتــــه
أغمدْ حُسَامك إن شدا القلمُ
ما تبتني عسْفاً سينهــدمُ
أمّا المدادُ فليْس ينهــــزمُ
أو كلّما منْ وارثٍ صــدرَتْ
دِيَمٌ، نبَتْ عنْ أرضنا ديَـمُ؟
كم من أمينٍ قومُهُ سخـروا
منه، فأدْركَ زرعَهُم عَـــرمُ
يا صاحِ، قد تتقاربُ السِّيمُ
جدّا، وكم تتباين الشِّيّـــمُ
ما بين ساريةٍ وساريــــة
بونٌ، وسرّ المنتأى الهِمَمُ(1)