الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 187
 مع كلّ عدد جديد، يكبر عمر مجلّة الإصلاح ويتوسّع مجال انتشارها على المستوى العربي، وتخلع بذلك المجلّة شيئا فشيئا رداءها القطري لترتدي رداء الأمّة بأكملها. فبعد أن كانت عند بداياتها تجمع أقلاما تونسيّة صرفة تناقش هموم هذا الوطن لا غير، أصبحت اليوم خيمة يجتمع تحت سقفها كتّاب وباحثون من أقطار عربيّة وإسلاميّة عدّة، ليتدارسوا هموم الأمّة بكاملها، ويقترحون حلولا للارتقاء بواقعها والدّفع بها نحو إعادة مجدها التّليد. أصبحت أسرة تحرير المجلّة تتضمّن كتّابا وباحثين متطوّعين من تونس والجزائر والمغرب وليبيا ومصر وسوريّة وإن كان المغاربة والتّونسيّون الأكثر عددا. وبعد أن شرّفنا منذ عددين الدّكتور محمد عمر الفقيه الأكاديمي الأردني المختصّ في علوم التربية، بتأثيثه ركن «شذرات» الذي يشير فيه بأسلوبه السّهل الممتنع إلى بعض القضايا التي تشغل بال المسلمين ويضع إصبعه على مكامن العطالة في فكر الأمّة وسلوكيّاتها، يسرّنا اليوم أن تلتحق بنا قامة عربيّة إسلاميّة كبيرة من بلاد الرّافدين، إنّه الأستاذ الدكتور عمادالدّين خليل الكاتب الموسوعي والمؤرّخ والأديب العراقي، الذي أهدى المجلّة وقرّاءها بحثا هامّا (في ثمان حلقات، أوّلها ينشر ضمن هذا العدد) بعنوان «مدخل إلى بناء الكون في المنظور القرآني». والدّكتور عماد الدّين خليل من مواليد الموصل (1941م)، متحصّل على الدّكتوراه في التّاريخ والحضارة الإسلاميّة من جامعة عين شمس بالقاهرة، وأستاذ متمرّس في كلّية آداب جامعة الموصل بالعراق الشّقيق. له مؤلّفات عديدة في التّاريخ ومناهجه وفلسفته وله مؤلفات كثيرة في الفكر والأدب الإسلاميين.
في هذا العدد يعود إلينا الأستاذ أيمن الديماسي«مراقب دولة عام برئاسة الحكومة التونسيّة ومكوّن وباحث في مجال الصّفقات العموميّة» ليعالج في حلقتين متتاليتين ملف «الصّفقات العموميّة بالمنشآت العموميّة» ويقترح علينا وعلى القرّاء الكرام ورقة سياسات عامّة حول إشكاليّات هذه الصّفقات. 
الأستاذ محمد الدرداري من المغرب الشّقيق يكتب في بحثه عن أسباب أزمة الحقل التّعليمي بصفته مربّيا عن «البنية التّحتية للمدرسة وأهمّيتها في تجويد الفعل التّربوي». ولئن كان المقال موجّها إلى بلده المغرب، ويتحدّث عن الحقل التّعليمي المغربي، فإنّ ما جاء فيه ينسحب على جميع الدّول العربيّة وخاصّة المغاربيّة منها.
وفي هذا العدد  تتواصل المسيرة مع الأساتذة، من تونس: د. احميده النيفر ود. ناجي الحجلاوي ود. سعيد شبلي و د. محرز الدريسي والشّيخ الهادي بريك والمهندس رفيق الشاهد، ومن الجزائر الفيلسوف الدّكتور عبدالرزاق بلعقروز و من المغرب د.عثمان مصباح ود.جواد أحيوض ود.أحمد الإدريسي في سلسلة مقالاتهم الفكريّة التي نأمل أن تلبّي رغبات القراء الأعزّاء وتكون لهم غذاء للعقل ومتعة مع الفكر.
قراءة ممتعة