ترنيمات

بقلم
حَرَائرُ الأرض
 يا قارئ الكَونِ في المِخيال والكُتبِ 
اقرأ كتابَ حيَــاةِ النّــاسِ واقتَــرِبِ
يبدو الوجودُ لِذي وَهمٍ مدَى صُـــوَرٍ
وزَحمةً تنتشي باللّغـط والصّخَــبِ
يُقَارعُ اليَأسَ بالشّكْوَى يُعَاقِرُهــــا
ويَصرِفُ العُمرَ بينَ الرّغْبِ والرّهَـــبِ
ويَنسِجُ الوَعـــدَ أشجَانًـــا وأبْخِــرَةً 
مِنَ التّمَنّي، ولَا يَسْعَى إلَــى الطّلَــبِ
ومَا الحَياةُ سِــوَى عَــزمٍ ومَلحَمـــةٍ
تُغنِي عنِ الوَصفِ والتّنويهِ والخُطبِ
هَذي مَلامحُهــا تَحْـــدو مسافتهــــا 
وترسُمُ الخطوَ في حزمٍ وفي نَصَـــبِ
يا أيّهـــا الخامــلُ المهــزومُ ملتمِســًا 
لمقعدِ العجـــزِ، ألوانــا مـن السّبَــبِ
تحَاورُ الصّمتَ مَشـدُودًا إلى حُلــــمٍ
لا يَسْتَقيمُ، معَ الأضْغَـاثِ والتّعَـــبِ
قُم للكفاح خجـــولا، إنّهــا امـــرأةٌ 
تأتيكَ بالدّرس، فافهَم آيةَ الحَطـــبِ
لَم تَنتظِر أحَـدًا، خَطّــت مَسِيرَتَهـــا
كَريمَةَ النّفسِ والوجدَانِ والنّسَـبِ
حَرَائرُ الأرضِ لا يَخفِضنَ أجنِحَـــةً
رَغمَ الوجِيعَةِ والأثقَـــالِ والسّغَــبِ
هَا أنّهَــا تَحضُــنُ المَعنَـــى وفِلذَتَهَـــا
وتَقطَعُ الدّربَ مَشيًا دُونَمَــا شَغَـــبِ
فَاقرأ كتابَ نضَـالٍ لـم يمــدَّ يـــدًا 
للأمنياتِ ولم يركَـن إلــى العتَــبِ