قبسات من الرسول

بقلم
الهادي بريك
من هو محمّد صلّى الله عليه وسلّم؟ ( قراءة في خلقه وخصائصه وسيرته ) الحلقة التّاسعة : ما هي مهمّته وم
 مهمّة محمّد ﷺ
أوّلا : البلاغ. أي إبلاغ رسالة اللّه سبحانه إلى النّاس أجمعين. وقع الحديث ـ ولو باقتضاب ربّما ـ عن مهمّة البلاغ في الحلقة الرّابعة من هذا الكرّاس. وذلك بمناسبة الحديث عن نبذ صفات الوكالة والحفظ والقهر والجبر والسّيطرة عنه ﷺ. صفة البلاغ هناك تعني نبذ تلك الصّفات التي تجعل من الإسلام نظاما تيوقراطيّا على شاكلة ما توارثته أوروبا القيصريّة لقرون خلت. ولكن تظلّ مهمّة البلاغ هي المهمّة الأوسع له ﷺ. قال سبحانه: ﴿هَٰذَا بَلَٰغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوٓاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ﴾(1). وقال كذلك:﴿فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾(2). ومعلوم أنّ مهمّة البلاغ تقتضي تلبّس النّذارة بالبشارة منهاجا تربويّا جامعا يدغدغ الأفئدة لعلّها تستيقظ من بعد غفلة كما يدغدغ الماء الأرض الخاشعة فتزهر وتنبت الكلأ.
ثانيا : التّبيين. وليس البيان كما ورد منسوبا إليه سبحانه في قوله: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾(3). البيان أعمّ من التّبيين. والتّبيين أخصّ من البيان. وردت مهمّة التّبيين منسوبة إليه ﷺ مرّات في القرآن الكريم تناهز عدد أصابع اليد. قال سبحانه: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾(4).
تبيين القرآن الكريم هو أوّلا ضرب من ضروب البيان من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنّ التّبيين يتولاه ﷺ قولا وعملا وإقرارا وصفة وغير ذلك ممّا علق بسيرته العامّة. إذ هو قرآن يمشي على الأرض كما قالت عنه زوجه الكريمة عائشة عليها الرّضوان. ومعلوم أنّ فقهاء الأصول إجترحوا لذلك التّبيين صورا منها أنّه ﷺ يفصّل ما جاء مجملا في القرآن الكريم من مثل تفصيل الصّلاة بهيئاتها وأوقاتها وأقوالها وأفعالها وكلّ ما يتعلّق بها، ومثل ذلك في سائر العبادات الجذعيّة العظمى من مثل الزّكاة والصّيام والحجّ والأضاحي والنّذور والأيمان والكفّارات وما يتعلّق بالمنطقة الدّينيّة من الرّسالة الإسلاميّة. كما إجترحوا من التّبيين تخصيص بعض العموم ممّا ورد في القرآن الكريم أو تقييد بعض ما ورد فيه من مطلقات. ومن ذلك أنّه ﷺ منع القاتل من الإرث لئلاّ يستعجل كلّ وراث مال مورّثه فيهمّ بقتله بصورة أو بأخرى. ونهى أن تتجاوز الوصيّة في الحالات العاديّة الثّلث حتّى لا ينتقم مورّث من بعض ورثته في مرض موته فيحرمهم من أنصبتهم ويوصي بها إلى غيرهم. وغير ذلك ممّا هو مبسوط في كتب الفقه وليس هنا مجال تفصيله. كما ينتمي إلى التّبيين ما فسّره ﷺ من مواضع قليلة من القرآن الكريم من مثل أنّ الظّلم في بعض المواضع هو الشّرك. وأنّ إتيان بعض آيات ربّك هو طلوع الشّمس من مغربها. وغير ذلك ممّا هو تبيين لا مناص فيه من وحي. وهو قليل لا يكرّ على أكبر صفات القرآن الكريم الذي إفتخر مرّات أنّه بلسان عربيّ مبين. إبانة لفظه ومعناه لا تتعارض مع تولّيه ﷺ تبيين بعض ما لا مناص من تبيينه سيما في المستوى العلميّ التخصّصيّ
ثالثا:التّلاوة والتّزكية والتّعليم. وردت هذه المهمّات الثّلاث كذلك بعدد أصابع اليد في القرآن الكريم وهي في الحقيقة تفصيل لمهمّة التّبيين آنفة الذّكر. التّلاوة يبيّن بها ﷺ كيف يقرأ هذا القرآن الكريم حرفا وحدّا معا سيما مع إختلاف القراءات والرّوايات. ذلك أنّ النّاس لم يكونوا ـ ولن يكونوا كذلك حتّى يوم القيامة ـ خلفه ﷺ أو خلف إمام يقرأ قراءة صحيحة لأسباب معيشيّة وغيرها. ومن ذا تلا ﷺ في الصّلاة الجهريّة وفي غيرها الكتاب كاملا ومرّات كثيرات على النّاس ليبلّغوا عنه ذلك. إذ قال ﷺ :«بلّغوا عنّي ولو آية».
أمّا التزكية فهي عادة ما تكون عمليّة. وهي تزكية روحيّة قلبية تطهّر الأفئدة ممّا يعلق بها من زينة الدّنيا المحرّمة. وتزكية فكريّة تبني العقول على المنهاج الإسلاميّ الأقوم ليكتسب توازنه وإعتداله. ولذلك إجترح ﷺ محاضن تربويّة وخلايا فكريّة للنّاس. ولم يحل دونه ودون ذلك حتّى القهر المغلّظ. إذ إجترح لأصحابه محضن دار الأرقم وهو وإيّاهم في يمّ المطاردات القاسية. وجاءت سنّته كلّها تلبّي غرض التّزكية روحيّا وفكريّا. ومن ذلك محطّات الصّلاة التي هي معراج تطهيريّ صحيح وسائر العبادات وساعات المقاومة والجهاد والثّبات والصّبر والشّكر وغير ذلك. 
أمّا التّعليم فهو تعليم مزدوج. تعليم الكتاب وتعليم الحكمة. تعليم الكتاب يكون بالتّلاوة نفسها من جهة كما يكون بالتّبيين آنف الذّكر حتّى لا يلتبس محكم على متشابه ولا قطعيّ على ظنيّ ولا خاصّ على عامّ ولا مخاطب به على مخاطب آخر ويظلّ منتظما في إتّجاه واحد حتّى وهو متنوّع المستويات الإخبارية والتّشريعية وغير ذلك ممّا أطنب فيه فلاسفة التّشريع ومهندسو المنهاجيّات. 
أمّا تعليم الحكمة فهو يعني تعليم الميزان الذي أنزل مع الكتاب جنبا إلى جنب كما ورد في سورتي الشّورى ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ﴾(5) والحديد ﴿وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ﴾(6). إذ الحكمة التي يعلّمها ﷺ النّاس هي ذلك الميزان الذي يحسن فهم القرآن الكريم نفسه وفهم السنّة كذلك فهما صحيحا من جهة ويحسن تنزيلهما على الواقع المراد إصلاحه أو علاجه تنزيلا يثمر القسط. إذ قال أنّ الغرض من الميزان ملازما للكتاب هو إقامة القسط ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾(7). والقسط هو أعلى مقاصد الإسلام علاقة مع الله ومع النّفس ومع النّاس كلّهم. الآية التي ضمّت كلّ تلك الأمور (التّلاوة والتّزكية وتعليم الكتاب والحكمة معا) هي قوله سبحانه: ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾(8) وقد وردت هي الأخرى تقريبا بعدد أصابع اليد. عدا أنّه يقدّم التّزكية حينا أو يؤخّرها بحسب السّياق صبغة القرآن الكريم في تصريف مواضع آياته.
رابعا : الحكم. مهمّة الحكم مزدوجة كذلك. فهو يحكم بين النّاس بإذن اللّه سبحانه فيما إختلفوا فيه سيّما إذا إختلف الدّين. إذ كانت الحزازات بين أهل الكتاب وغيرهم شديدة. وهو يزاول الحكم كذلك بمعنى القضاء بين النّاس سواء انتموا إلى دين واحد أو لأديان مختلفة. وسواء كان ذلك الحكم نسبة إلى كتابهم السّالف أو إلى الكتاب الخاتم. كما أنّه ﷺ يحكم بالمعنى السّياسيّ الإداريّ العامّ بتعبيرنا المعاصر. أي أنّه شيّد أمّة وبنى دولة متكاملة الأركان من أرض وشعب ودستور وغير ذلك. وهو الأمر الذي لم يكن متاحا من قبله إلاّ لعدد صغير من الرّسل. عدا الرّسل الملوك الذين أوتوا ذلك هبة من السّماء وبلا جهد بشريّ من مثل داوود وإبنه سليمان عليهما السّلام. وهو يحكم كذلك بالمعنى العسكريّ ضمن نطاق الدّولة الجديدة ذات ثروة معلومة مصادرها وقوّة عسكرية وعلاقات وحدود وغير ذلك. ومن ذلك أنّه شيّد أوّل دولة إسلاميّة لتكون دولة العدالة ودوحة الحرّية التي تحتضن كلّ مقهور بغضّ النّظر عن دينه ولونه ولسانه وعرقه. وهي أوّل دولة في التّاريخ حرّرت موادّ دستوريّة خاصّة باللاّجئين والغرباء والمستضعفين وذوي الإحتياجات الخاصّة. وهي أوّل دولة في التّاريخ ساوت بين النّاس على أساس البشريّة وليس على أيّ أساس آخر ولو كان أساس الدّين نفسه وساوت بين الرّجال والنّساء على ذلك الأساس نفسه. هي دولة القيم الإنسانيّة الأصيلة بحقّ وجدارة. وهو يحكم ﷺ كذلك بالمعنى الدّبلوماسيّ والعلاقات الخارجية إذ أرسل الرّسل والكتب المختومة رسميا إلى الدّول المجاورة لتحرير الشّعوب والقبائل والأمم التي يقهرها الأباطرة والفراعنة بإسم الدّين تارة وبإسم العرق النّقيّ تارة أخرى. وبذلك بنى الدّولة الإنسانيّة ذات الآفاق التحّرّرية ولم يشعر أحد أنّ ذلك يتنافى مع أنّ الإسلام هو القلب المحرّك لتلك الدّولة. وما ذلك سوى لأنّهم أدركوا منذ الوهلة الأولى أنّ الإسلام نظام تحرّريّ وقيمة إنعتاقيّة بالمقام الأوّل. قال تعالى في معنى الحكم: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّه﴾(9). وآيات أخرى كثيرة ومواضع من سنّته وسيرته تبيّن ذلك
مكانة محمّد ﷺ
أوّلا : مكانته عند ربّه سبحانه. تعرّضنا لها في حديث سابق وحلقات سابقة ناهيك أنّه يصلّي عليه سبحانه وملائكته على مدار الحياة، وأنّه خلع عليه من الأوسمة ما لا يكاد يتصوّره عقل: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾(10) وأنّه يشفّعه فيمن شاء يوم القيامة وغير ذلك.
ثانيا : مكانته في الرّسالة وبين النّاس. هنا تكون أبرز عناوين مكانته هي : الرّسالة وختمها من جهة، وأنّ طاعته من طاعة اللّه دون ريب ولا جدال، وأنّ ذلك عامّ لكلّ النّاس حتّى يوم القيامة، وأنّ سنّته ملزمة مثلها مثل القرآن الكريم لا فرق عدا في تفاصيل يعلمها أهل العلم. قال سبحانه ﴿محمّد رسول اللّه﴾. وأكّد رسالته مرّات كثيرات، كما أكّد أنّه النّبيّ الخاتم بما يجعل رسالته منفتحة على العقل الذي يتولّى قياس الحديثات على المنصوصات وعلى الإجتهاد في محاله المعلومة أن تأسن الحياة. وقال سبحانه في ذلك: ﴿وخاتم النّبيين﴾. وختم الشّيء شرف كختم العمل بالحسن، إذ الأعمال بخواتيمها. فهو اللّبنة التي أكملت صرح البنيان الإسلاميّ. أليس مفتاح الإسلام مقرونا بإسمه الكريم «أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه»؟ فلا قبول إلاّ بذكر إسمه المرفوع في الأرض كلّها وفي السّماء حتّى تطوى السّماء طيّ السّجلّ للكتب. كما وردت آيات كثيرات تؤكّد أنّ طاعته هي من طاعة اللّه. بل إنّ آيات أخرى كثيرات بوّأت طاعته مباوئ الإستقلال التّشريعيّ وذلك في آية دستوريّة عليا عظمى هي أوّل بنود كلّ دستور إسلاميّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾(11). وحتّى عند التّنازع والإختلاف فإنّه ـ ﷺ ـ يظلّ مرجعا وموئلا لقوله سبحانه: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾(12). وقال سبحانه: ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾(13). وقال ﴿إِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾(14) وغير ذلك ممّا يؤكّد أنه هو آخر إنسان يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق ولكنّه بإذن اللّه وحده سبحانه يتكلّم بإسم اللّه وبإسم الحقّ وبإسم الإسلام وبإسم الهدى الذي ليس بعده إلاّ الضّلال. هذا المسلك لو تقمّصه أيّ إنسان غيره ـ حتّى لو كان في ميزان أبي بكر وعمر ـ فإنّه يكون حكما تيوقراطيّا بغيضا حقّه المقاومة والجهاد وليس الطّاعة حبّة خردل. ولكنّه في حقّه هو ﷺ عين الحقّ وذات العدل بسبب أنّه معصوم وأنّه فوق شهوات البشر. إذ لا معنى لإله يؤمن به النّاس إلاّ أن يختار ما يشاء من رسله ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾(15) فإذا شارك النّاس ربّهم في إختيار رسله فلا هو إله جدير بالعبادة ولا هم بشر يعتريهم النّقص مهما كملوا. خصوصيته إذن ـ ﷺ ـ هي التي جعلت منه ما نسمّيه نحن اليوم ناطقا رسميّا أخيرا بإسم اللّه سبحانه. وبعده هو فلا ينطق بإسم اللّه عدا كتابه وسنّة نبيّه محمّد ﷺ. وما تكافل عليه النّاس من بعد ذلك من إجتهادات وتقديرات تظلّ نسبيّة خاضعة للنّقض في كلّ حين وأوان.
ثالثا : الإتّباع المشوب بالحبّ. لم نؤمر ولو إيماء من بعيد بتقليده ﷺ رغم أنّه خير من يقلّد. عدا أنّ الإسلام الذي جاء بتكريم الإنسان شنّ حملة ضارية ضدّ التّقليد كائنا من كان المقلّد (إسم مفعول). ومن ذا أمرنا بالإتّباع. والفرق بينه وبين التّقليد هو بون شاسع وأمد واسع. قال سبحانه: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ﴾(16). وما أنزل هو القرآن الكريم يحمله محمّد ﷺ ، وهو من يبيّنه كما أنف الذّكر ويحوّله إلى واقع ملموس. وقال كذلك سبحانه: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾(17). وبذا تلازم إتّباعه مع حبّه تلازم الرّوح مع الجسد والعبق الشّذيّ مع زهرته. الإتّباع هو ترجمان الطّاعة. إذ حذّر سبحانه كثيرا عمّن يندّ عن طاعته ﷺ. وليس معنى ذلك نبذ الهوى أو الشّهوات المتلبّسة بالإنسان فطرة، ولكن معنى ذلك إتّباع الصّراط المستقيم الذي جاء به في معالمه الكبرى ومعاقده العظمى. وما ينبو منّا جميعا من هنا وهناك فبلسمه التّوبة والإستغفار. الحّب ينشأ من الإيمان والطّاعة والإتّباع ضرورة. وحبّه ﷺ ينشأ كذلك من حبّ اللّه سبحانه «أحِبوا اللهَ لما يغْذوكم من نعَمِه ، وأحِبُّوني بحُبِّ اللهِ ، وأَحِبُّوا أهلَ بيتي بحُبِّي» (18).وبذلك تكتمل معالم أركان مكانته بين النّاس : إيمانا به رسولا خاتما وإتّباعا وطاعة وحبّا. وكلّ ذلك من مشكاة هذا العنوان : «أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه».
خلاصة عامّة
عنوان مهمّته ﷺ تحرير الإنسان عقلا ونفسا وبدنا وفردا وجماعة. ويكون ذلك بالإخراج من الظّلمات إلى النّور كما ورد في قوله سبحانه: ﴿لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾(19) تبيينا للكتاب وتعليما له وللحكمة وتزكية وبلاغا ودعوة إلى الخير والمعروف. كما قال سبحانه في وصف رسالته في موضع آخر :﴿يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾(20). أمّا عنوان مكانته ﷺ فهو الإيمان به رسولا خاتما وهاديا إلى الحقّ بإذن ربّه ومطاعا ومتبوعا وحاكما يقضي بالحقّ والعدل في كلّ شأن ومؤسّسا لأمّة جديدة عنوانها القيم الإنسانية العظمى وليس الإنتماءات الجاهلية أو الولاءات الشّرقية أو الغربية.
الهوامش
(1) سورة إبراهيم - الآية 52
(2) سورة الأحقاف - الآية 35
(3) سورة القيامة - الآية 19
(4) سورة النمل - الآية 44
(5) سورة الشورى - الآية 17
(6) سورة الحديد - الآية 25
(7) سورة الحديد - الآية 25
(8) سورة الجمعة - الآية 2
(9) سورة النساء - الآية 105
(10) سورة القلم - الآية 4
(11) سورة النساء - الآية 59
(12) سورة النساء - الآية 59
(13) سورة النساء - الآية 80
(14) سورة النور - الآية 54
(15) سورة الانعام - الآية 124
(16) سورة الأعراف - الآية 3
(17) سورة آل عمران - الآية 31
(18) رواه الترمذي في سننه عن ابن عباس (3789)
(19) سورة إبراهيم - الآية 1
(20) سورة الأعراف - الآية 157