مالك الشعبوني
في سابقة هي الأولى بعد الثورة، استبيان طلابي وطني حول التعليم العالي : 93 - 2015/10/16
لقد أتت الثورة لتبشرنا بعهد الإصلاحات الجذرية والجوهرية في شتى المجلات، إصلاحات لم نر منها الشيء الكثير، ولم تتجاوز في حال وجودها الإجتهادات الفردية المسقطة المفتقدة لكل تشاور وانفتاح على المقترحات. ولعل ذلك، بالإضافة إلى الأسباب المرتبطة بالسلط والإرادة السياسية التي قد تحضر وقد تغيب، يعود إلى غياب قوة إقتراح مبنية على معطيات واضحة وعلمية. ومن ذلك، فقد بقي الطالب التونسي يرى ما يعجبه و لا يعجبه في محيطه الجامعي فيتحرك تارة ويحتج أخرى، ويحاول ما إستطاع أن يغير واقعه.
اقرأ المزيد
حوار مع الأديبة والكاتبة التونسية الشابة الدكتورة خولة حمدي : 89 - 2015/08/20
من مواليد 1984 بتونس العاصمة، أستاذة جامعية في تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود بالرياض، متحصلة على شهادة في الهندسة الصناعية والماجستير من مدرسة «المناجم» في مدينة سانت إتيان الفرنسية سنة 2008، متحصلة على الدكتوراه في بحوث العمليات (أحد فروع الرياضيات التطبيقية) من جامعة التكنولوجيا بمدينة تروا بفرنسا سنة 2011، رغم اختصاصها العلمي فقد أبدعت في كتابة القصّة حيث أصدرت روايتها الورقية الأولى «في قلبي أنثى عبرية» في العام 2012 وقد لاقت رواجا كبيرا في أوساط الشباب، ربّما لأنها تكتب بروح الشباب وتعيش أحاسيسهم ومشاغلهم . التقينا بها وأجرينا معها الحوار التالي :
اقرأ المزيد
محال على التقاعد : 76 - 2015/02/20
قليل فقط من أهل الحي يعرفونه... بعضهم يخال أن بيته مهجور من فرط عزلته... لم أكن لأعرفه لو لم تردني اخباره من الحاج عمر، مؤرخ حينا المسن. هناك من الرجال من ترى في عينيه الخصاصة، هناك من تسعد بمجرد النظر إلى وجهه، من الرجال من يضرب به المثل في الشجاعة... أما هذا فغير ذلك، هو رجل مأساة في حدّ ذاته.
اقرأ المزيد
بوادر انقشاع الضباب و الإعداد للإياب : 72 - 2014/12/25
«السبسي» رئيسا لتونس...على لسان الجميع هذا الأسبوع، بين سعيد و حزين و داع لثورة جديدة. تقبّل الخبر كان صعبا على أنصار المرزوقي، معلنا بداية حقبة جديدة من تاريخ تونس ستطوي ربّما صفحة الثّورة أو تعود إلى الكتاب القديم. نداء تونس «عزوزة القايلة» من الصدف أن يعاير الحزب كصاحبه بالسّن فنعتبره عجوزا أيضا والحال أنّه لم يمض على تأسيسه أو على إعادة إحيائه سوى سنتين. والحقيقة أنّ هذا الوصف يستند إلى التّراث الشّعبي. شعبنا الطّفل في عالم الحريّة، يخاف من «عزوزة القايلة» ولا يستطيع أن يعرف إن كانت حقيقة أم خيالا، وسيناريو التّحول في البال. فعلا، لا أحد يدري أيّ تمش سيختار جماعة النّداء اليوم، نهج الدّيمقراطية أم نهج العودة إلى المنظومة السابقة. الخيار الدّيمقراطي سيتطلّب منهم تغيير عقلية متجذرة في أغلبهم وأيضا في جزء لا يستهان به ممّن انتخبهم. فإذا اعتبرنا أنّ الحزب الحاكم قد تغيّر، فكيف له أن يفرض هذا على أناس وخلايا ولوبيّات انطلقت في التّعدي على الغير والتوعّد بمجرّد فوز مرشّحه؟ طبعا هذا دون أن ننسى أن ما بادرت به قيادة الحزب لا يبشّر بأيّ خير: خروقات عديدة للدّستور، إنشاء لجنة لتعديله، الدّعوة إلى حلّ الأحزاب المساندة للمرزوقي، شيطنة كلّ مساند للخصم و حشره في زمرة العنف والإرهاب، والوعيد الطّاغي على الخطاب المقدّم... من ناحية أخرى فإنّ العودة إلى الإستبداد لن تكون سهلة خاصّة في ظلّ الإضطرابات جنوبي البلاد والتي تمثّل إنذارا استباقيّا سيأخذه بعين الإعتبار كل من يريد إعادة نظام البوليس.
اقرأ المزيد
على هامش «السلام» في أيام قرطاج السنيمائيّة : 71 - 2014/12/11
ها قد مرّت الدّورة 25 لأيام قرطاج السّينمائية، وزّعت الجوائز، وعاد الضّيوف إلى بلدانهم فرحين مسرورين، ودخلت السّينما التّونسية في سباتها الشّتوي. المرض العضال، الذي ألمّ بتونس وعاد من جديد مستغلاّ برد الشّتاء الإنتخابيّ، تجلّى هاته المرّة في وزارة الثقافة المعلولة. فهاهو السّيد الوزير يقمع فيلم «صراع» ويمنعه من المهرجان لأنه ببساطة غسيل داخليّ، لا يليق أن يعرض أمام ضيوف الخضراء، بلد الأمن والأمان وحقوق الإنسان. إنتظرت أن تتمّ محاكمة المخرج السّيد المنصف بربوش بتهمة الخيانة العظمى والتخابر مع جهة أجنبيّة لتشويه النّظام، أو بالأحرى صورة تونس! ولكن رحمة السّيد الوزير منعته من تطبيق القانون العرفي المتداول. في حقيقة الأمر، وكما الحال في كل المجالات، كشف البرد عن خور السّينما التّونسية، الذي لا يخفى على جلّ الشّعب التونسي ولكنه مسكوت عنه. إسأل أيّ تونسيّ عن الفنّ السّابع في بلاده. سيذكره بكل خير. سينما فاجرة، يستحي المرء أن يشاهدها لوحده فضلا عن مشاهدتها مع العائلة. للأسف، الأفلام التونسيّة الهادفة والمشرّفة تعدّ على أصابع اليدين إن لم نقل اليد الواحدة. إحتكار جعل هذا الفنّ غائبا عن السّاحة. فنّ «نخبويّ»، بل فئوي، يناقش مستنقعات الإنحطاط الأخلاقي وينظر لإجتثاث الهوية، إلا من رحم ربي.
اقرأ المزيد
الجامعة التونسية و التمثيل الطلابي: فشل السياسات و غياب الإصلاحات : 70 - 2014/11/27
السرطان أو « المرض المشوم» ، هو آفة تصيب بدن العبد فتحوّل خلاياه إلى كائنات مجنونة تثير فيه الفوضى وتتكاثر لتنخر الجهاز أو العضو المصاب ثم تقفز إلى بقيّة الجسد. هكذا فعل التّجمع بالبلاد التونسيّة عندما إستفحل الفساد منطلقا من الدكتاتوريّة السّياسية ليستشري في جميع المجالات. أتت الثورة فكانت كالعمليّة الجراحيّة التي اقتلعت الورم الأصلي السياسي. وكان من الضروري إستعمال الأدوية الكيمياويّة «الشيميو» للتأكد من إستئصال كل الخلايا السّياسيّة الفاسدة، ثمّ المرور إلى إصلاح ما فسد من بقية البدن. ولكنّ هذا لم يحدث. وضرب صقيع الخريف الإنتخابيّ الجسد المريض فاستغلت الخلايا السّرطانيّة الفرصة لتعود بقوّة. و كذلك حدث في العديد من الأعضاء، ومنها وزارة التّعليم العالي المنهكة. فها هو السيد الوزير يتلخبط في تحديد توقيت انتخابات ممثّلي الطّلبة في المجالس العلمية فيجعلها في قلب الحملة الإنتخابيّة الرئاسيّة ثم يلغيها، لا أعلم لأيّ سبب بالضّبط، أبسبب إحتجاج إتّحاد الشغل، أم بسبب ضغط الهيئة العليا المستقلة المزعوم، أم ماذا...
اقرأ المزيد
ارحام : 66 - 2014/10/02
لم يكن ينقص سالما في هذه الليلة سوى أن يتعالى صوت أغنيته المفضّلة معلنا إتصالا من رقم مجهول... ندم أنّه لم يغلق جهازه. فضّل في تلك اللحظة أن لا يكلّمه صديقه ليوقظه في الصّباح وأن يضيع العقد الذي سيمضيه غدا مع حريفه. و لكن هيهات! قام متثاقلا، لم يغادر الصّداع رأسه، رفع الجوّال إلى أذنه فأتاه صوت غريب يخبره بما لم يتوقعه أبدا!! لم يكد ينه المكالمة حتى حمل مفتاح السّيارة وخرج، نسي أنّه بثياب نومه. تذكّر ذلك عندما لمح هيئته في زجاج السّيارة العاكس لضوء القمر. عاد متشنّجا ليغير ملابسه. لم يكن يعرف لماذا يذهب بالضّبط. ربّما كانت صدمة أيقظت فيه غريزة وئدت دون ذنب.
اقرأ المزيد