الأولى
بقلم |
![]() |
م.فيصل العش |
أعمدة «الكيان» وكيفيّة هدمها 5. «الدعم الخارجي» |
1. العمود الثامن : «الدّعم الخارجي»
من بين الأعمدة الأساسيّة التي يرتكز عليها بنيان الكيان الغاصب، الدّعم الخارجي، ويمكن تحديده في أربعة أنواع: الأول دعم الولايات المتحدة الأمريكيّة، والثّاني دعم الدّول الأوروبيّة والثّالث دعم الأنظمة العربيّة خاصّة المطبّعة معه، وأخيرا دعم الجالية اليهوديّة في العالم. وتختلف هذه الأنواع الأربعة من حيث طبيعتها والأسس التي تقوم عليها والأسباب التي تفرضها وتقوّيها.
1.1 الدّعم الأمريكي
يشمل الدّعم الأمريكي للكيان المحتل جميع المجالات الحيويّة خاصّة المجال العسكري والأمني والسّياسي والعلمي، حيث يعدّ الكيان أكبر متلقّ للمساعدات الخارجيّة الأميركيّة منذ الحرب العالميّة الثانيّة، ووفقا للمؤشّرات الرّسميّة الأميركيّة، فقد بلغت مساعدات الولايات المتّحدة للكيان الغاصب منذ عام 1948 نحو 186 مليار دولار، دون احتساب معدل التّضخّم(1). ومعظم هذه المساعدات تذهب إلى القطاع العسكري(2)،
وإضافة إلى الدّعم المالي، تشارك الولايات المتحدة الكيان في عمليّات متبادلة رفيعة المستوى، تشمل التّدريبات العسكريّة المشتركة والبحوث العسكريّة وتطوير الأسلحة والاطّلاع على معلومات مخابراتيّة لا توفّرها لحلفائها في حلف شمال الأطلسي (النّاتو)، وتتجاهل حيازة إسرائيل للسّلاح النّووي.
أمّا الدّعم السّياسي، فقد كانت الولايات المتّحدة أوّل من اعترف بالكيان كـ «دولة مستقلّة»، ثمّ أخذت على عاتقها مهمّة دعمه سياسيّا في نزاعه مع العرب، ودعم سياسة الاستيطان التي يفرضها على أرض الواقع في فلسطين وبعض الدّول العربيّة، وذلك بالضّغط على الأنظمة العربيّة أو باستخدام حقّ الفيتو لإحباط مشاريع قرارات تدين إسرائيل، أو تطالبها بالانسحاب من الأراضي المحتلة(3). ولم يتأثّر الدّعم الأميركي السّياسي والدّبلوماسي للكيان بتغيّر الحزب الحاكم في الولايات المتّحدة أو في أوقات الخلاف أو التّوتّر بينهما، باعتبار أنّ هذا الدّعم قضية ترتبط ارتباطا وثيقا بالإستراتيجيّة العامّة للولايات المتّحدة؛ لذلك نجد من النّادر انتقاد إسرائيل من قبل المسؤولين الأميركيّين مهما كانت ارتباطاتهم الحزبيّة.
كما ساندت الولايات المتّحدة بقوّة الكيان خلال مفاوضاته مع العرب أو ما عُرف باسم «عمليّة السّلام»، ولم تبذل جهدا للضّغط عليه للقبول بالحقوق العربيّة، رغم أنّها كانت هي الرّاعي لهذه المفاوضات، فنتج عن ذلك «اتفاقات سلام» أهملت الحقوق العربيّة ومنحت الاحتلال مزيدا من السّيطرة والتمدّد.
وتاريخيّا، كان الكيان بالنّسبة للإدارات الأميركيّة المتعاقبة حليفا إستراتيجيّا اعتمدت عليه خلال السّتينات في حماية مصالح أمريكا في مواجهة السّوفيات وحلفائهم من القوميّين والثّوريّين العرب، وبعد حرب عام 1973 وما رافقها من أزمة في النّفط، ثمّ قيام الثّورة الإسلاميّة في إيران، وظهور الحركات الإسلاميّة المعاصرة، زادت أهمّية «إسرائيل» لدى الإدارة الأمريكيّة بصفتها أداة للسّيطرة على المنطقة وحماية الموارد البتروليّة وتأمينها، بالإضافة إلى تشكيل خطّ دفاع متقدّم ضدّ الشّيوعيّة وقمع «الحركات الإسلاميّة الرّاديكاليّة». وبعد انتهاء الحرب الباردة لم تتغيّر أولويّات أميركا في المنطقة، بل زادت في أهمّية الدّور الوظيفي للكيان في إضعاف دول المنطقة وتغذية الخلاف السّنّي الشّيعي.
إن استثمار الولايات المتّحدة في الكيان الصّهيوني استثمارا استراتيجيّا يحقّق عائدا إقتصاديا غير مباشر، فالمساعدات التي تقدّمها للكيان هي أقلّ بكثير من تكلفة حماية المصالح الأمريكيّة في حالة عدم وجوده، فهذا الأخير يعتبر أحد أعمدة الأمن الأميركي، فبدونه كانت الولايات المتّحدة ستضطر إلى التّواجد العسكري المباشر عبر تسخير عدد من حاملات الطّائرات في شرق البحر الأبيض المتوسّط، وهو ما سيكلّفها مصاريف تفوق قيمة الدّعم الذي تقدّمه للكيان. والجميع يذكر قولة بايدن الشّهيرة أثناء زيارته «التّضامنيّة » إلى تلّ أبيب بعد عمليّة طوفان الأقصى:«إنّ وجود إسرائيل مستقلّة وآمنة على حدودها ومعترف بها من قبل العالم هو في المصلحة الاستراتيجيّة العمليّة للولايات المتّحدة الأمريكيّة (...) لو لم تكن هناك إسرائيل، لكان علينا أن نخترع إسرائيل للتّأكد من الحفاظ على مصالحنا»(4). كما ساهم الدَّعْم الشَّعبيّ الأمريكيّ الذي يتَغَذَّى على ما يُنْتِجه اللُّوبي الصّهيونيّ من موادّ دعائيَّة وتَضْليل إعلاميّ مُمَنْهَج في تمتين تلك العَلاقة، فهذا الدَّعْم يَتَحَوَّل في كلّ مناسبة إلى ضَغْطٍ على الإدارة، التي تَتَّخِذ بدَوْرها سياسات داعمة للكيان.
2.1 الدّعم الأوروبّي
تختلف أوروبا(5) عن الولايات المتحدة في بعض أسباب دعمهما للكيان الغاصب وتشترك في أخرى، ولعلّ أهمّ هذه الاختلافات ما تَلْعبه مَزاعِم «الهولوكوست» من دَوْرٍ في هذا الالتزام الغربيّ بدَعْم الكيان الذي ساهمت أوروبا في إقامته على أنقاض فلسطين بشكل مباشر؛ إذ تَشْعر دُوَل عدَّة بالتزامٍ أخلاقيّ بضمان سلامة الشَّعب اليهوديّ ورفاهيته(6). فبات المساس بذلك الكيان خطّا أحمر لا يُغفر لمن يجتازه، مهما كانت المبرّرات. وكأنّها بذلك تحاول تعويض اليهود عن بعض ما فعلته بهم من جهة، وضمان عدم عودتهم إلى أوروبّا بعد أن تخلّصت منهم من جهة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ السّلوك الأوروبي الدّاعم للكيان سلوك عنصري طبيعي وجزء من الأخلاق والثّقافة الأوروبيّة، طالما أنّ الضّحايا مسلمين، والتّاريخ خير دليل على ذلك(7)، فالكيان الصّهيوني بالنّسبة للعديد من الدّول الأوروبيّة امتدادٌ للمشروع الغربي الاستعماري في المنطقة، وهو الضّامن الرّئيسي لبقاء المنطقة على ما هي عليه من تشتّت وصراع، والقادر في تصّورها على القضاء على كلّ نفس تحرّري والحيلولة دون قيام أيّ نظام حكم ديمقراطي في المنطقة العربيّة.
3.1 الدّعم العربي
رغم أنّ الكيان الصّهيوني لا يعتبره استراتيجيّا، فإنّ الدّعم العربي بالنّسبة له أمر مهمّ يعمل على تحقيقه بطرق مختلفة أهمّها التّطبيع والاتفاقيّات الثّنائيّة، ولقد أثبتت الأحداث بعد طوفان الاقصى أنّ العديد من الأنظمة العربيّة تعمل جاهدة لحماية الكيان الغاصب، في وقت يعمل فيه هذا الكيان ليل نهار على إبادة أهل غزّة، ومن ذلك - مثلا - تصدّى بعض هذه الأنظمة للمُسيَّرات والصّواريخ الإيرانيّة المتّجهة للكيان، وتدمير البعض الآخر للأنفاق التي تساعد أهل غزّة، وتقف أخرى لتمويل كلّ احتياجات الكيان. ومقابل ذلك التزمت أغلب هذه الأنظمة ببيانات الشّجب والإدانة والاستنكار والدّعوات للقمم والمنّ بقراراتها.
ليس العجز عن القيام بعمل عسكري يساند الشّعب الفلسطيني في غزّة ناجم عن عدم القدرة على تنفيذه، فهناك من الأنظمة العربيّة من قام بغزو دولٍ أخرى وشنّ الحرب عليها(8)، وهناك من هدّد صراحة بنيته غزو دولة عربيّة مجاورة له، وقَطَع علاقاته معها، وحاصرها لبضع سنوات(9). وليس العجز ناجما عن عدم القدرة على دعم المقاومة بالمال والعتاد، فهناك أنظمة عربية قد موّلت ومازالت تموّل حروبًا أهليّة، وانقلابات عسكريّة، وحركات انفصاليّة في دول عربية أخرى دون أن تحسّ بالحرج(10).ولكنّه نوع من الدّعم للكيان واصطفاف معه، لأنّ العديد من الأنظمة العربيّة تعتبر أنّ «حماس أسوأ من إسرائيل» بتعلّة أنّ حماس حركة إرهابيّة، وأنّه لا فائدة ترجى من الحرب مع إسرائيل.
فمن أهمّ أسباب دعم بعض الأنظمة العربيّة للكيان والتقرّب إليه التّهديدات المشتركة النّابعة من إيران وحركات المقاومة الإسلاميّة. وعليه فقد أصبحت «إسرائيل» بالنّسبة لهذه الأنظمة جزءاً من الحلّ العربي لمواجهة أعدائها والبحث عن نظام إقليمي جديد مريح للجميع تكون «إسرائيل» طرفا فعّالا فيه. لهذا هرول هؤلاء نحو الكيان للتّطبيع معه ودعمه طامعين في الحصول منه على دعمٍ مقابلٍ ينحصر في المسألة الأمنيّة التي تقلق هذه الأنظمة، خاصّة من خلال تكنولوجيا الرّقابة والتّشارك في المعلومات الأمنيّة قصد القضاء على الخصوم السّياسيين المحتملين، والمسألة الاقتصاديّة المتعلّقة بالتّنمية ونقل التكنولوجيا.
2. كيف نهدم عمود «الدّعم الخارجي»؟
تأكّد لنا أنّ الكيان الغاصب ما هو إلاّ كيان طفيليّ منذ البداية، غرس في مكان غير مكانه، أهمّ مقومات حياته ليست مرتبطة بما يحدث داخله وإنّما من خارجه، أي من خلال مختلف أشكال الدّعم الخارجي التي تحدّثنا عنها، ولا يمكن القضاء عليه إلاّ بإيقاف هذا الدّعم الخارجي الأمريكي الأوروبي العربي أو الحدّ منه، فكلّما تقلّص هذا الدّعم يُصاب الكيان بالعجز والوهن. فهل هناك من سبيل لتحقيق ذلك؟
الحلّ ليس بيد المقاومة الفلسطينيّة فلديها مهام أخرى هي بصدد تنفيذها على الميدان، وإنّما بيد القوى الدّاعمة للحقّ الفلسطيني من سياسيين ومفكّرين وناشطين حقوقيّين ومثقّفين. والحلّ له بعدان أحدهما خارجي والآخر داخلي. فأمّا الخارجي فهو موجّه أساسا للغرب بشقّيه الأمريكي والأوروبيّ، ويتمثّل في تعزيز الخطاب الحقوقي الإنساني الذي يركّز على جوانب العدالة وحقوق الإنسان بدل الخطاب الأيديولوجي، ويبرز الممارسات العنصريّة الاحتلاليّة القبيحة للكيان الصّهيوني ويفضحها. فالمسألة لا تتعلّق بصراع ديني وإنّما هو صراع ضدّ مستعمر ومستوطن غاشم تجاوز عبر ممارساته العنصريّة القمعيّة كلّ الخطوط الحمر لمنظومة القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة.
هناك في الغرب مجتمع مدني يهتمّ بالقيم والحرّيات وحقوق الإنسان، وتخرج منه مجموعات المناصرة للحقوق وتنشط فيه حركة المقاطعة الدّوليّة.. إذا ما رفعنا عنه غشاوة تعاطفه مع الكيان نتيجة عقود من الدّعاية الصّهيونيّة الكاذبة التي يلعب فيها الكيان دور الضّحيّة، وذلك عبر دعاية معاكسة تفضح ما يفعله الكيان في المدنيّين الفلسطينيّين الأبرياء من الأطفال والنّساء والشيوخ، فإنّه قادر عبر ضغطه المتواصل على الأحزاب السّياسيّة أن ينتج نسبيّا سياسات منصفةً وعادلةً ومنحازةً إلى الحقوق المبدئيّة، وبالتّالي مواقف رسميّة تنحاز إلى المبادئ وتدين الأفعال اللاّ أخلاقيّة. وقد رأينا مثال هذه المواقف في المؤتمر الأخير لحزب العمال البريطاني، وكذلك في فرنسا التي صوّتت في أفريل 2024 لصالح قرار مجلس الأمن بالاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضويّة في الأمم المتحدة؛ وبدا ذلك واضحا أيضا في الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين بين الدّول الأوروبيّة(إسبانيا وأيرلندا والنّرويج)، وهو اعتراف، رغم تحدّياته، يمثّل مكسبًا مهمًّا للقضيّة الفلسطينيّة ويشير إلى بداية تفكّك الدّعم المطلق لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي.
أمّا الدّاخلي فهو موجّه إلى الشّعوب العربيّة ونخبها، ويتمثّل في القيام بأي نشاط أو عمل في مختلف المجالات الفكريّة والثّقافيّة والسّياسيّة - وإن كان صغيرا أو بسيطا- هدفه الحدّ من تيّار التّطبيع مع الكيان الغاصب سواء بالضّغط في اتجاه إلغاء التّطبيع أو حتّى تجميده في حالة الأنظمة المطبّعة والضّغط في اتجاه منعه بالنّسبة للأنظمة العربيّة الأخرى، وإحراجها عبر فضح جرائم الكيان اللاّإنسانيّة في حقّ الشّعب الفلسطيني واعتبار صمتها تجاهه مشاركة له في الجريمة، أو القيام بأيّ عمل أو نشاط يؤدّي في نهايته إلى تقليص الفجوة بين الأنظمة العربيّة وتوحيد كلمتها في اتجاه مساندة القضيّة الفلسطينيّة ومعاداة الكيان الغاصب، ونشر الوعي لدى الشّعوب العربيّة وخاصّة الأجيال القادمة بمركزيّة القضيّة الفلسطينيّة وخطورة بقاء الكيان الصّهيوني وتوسّعه باعتباره عدوّا للأمّة جمعاء وليس للفلسطينيّين فحسب، ومن ثمّ المساهمة في البحث عن طرق تؤدّي إلى الوحدة ونبذ الصّراعات والتّشتت، لأن قوّة الكيان تكمن في ضعف العرب والمسلمين وتشتّت كلمتهم.
لن يتزعزع عمود الدّعم الخارجي للكيان بسهولة وبسرعة ولكنّ تكاثف الجهود والاستمرار في تنفيذ ماذكرنا سابقا، والصّبر والمرابطة في خندق المقاومة سيؤدّي حتما إلى نتيجة ولو بعد حين، وكما يقول المثل الشّعبي التّونسي «الدّوام ينقب الرّخام» و«بالقطرة تُملأ الوديان». فلنحاول جميعا مهما كان موقعنا، ولا يحتقرنّ أحدكم عمله ولو كان بسيطا، ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(التوبة: 105)
الهوامش
(1) عندما يتمّ تعديل هذا الرّقم لاحتساب التّضخّم، يقدّر بعض الخبراء قيمة المساعدات الإجماليّة بحوالي 310 مليارات دولار.وقد أنفقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية للاحتلال منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في غزة. (موقع عربي 21 بتاريخ 7/10/2024).
(2) بلغ حجم المساعدات الأميركية العسكرية للكيان فيما بين عامي 1946 و2023، بحسب التقديرات الأميركية الرسمية، نحو 114.4 مليار دولار، إضافة إلى نحو 9.9 مليارات دولار للدفاع الصاروخي.(ن.المصدر)
(3) وفقا للأرقام الرّسميّة للأمم المتحدة، فقد تمّ استخدام قرار حقّ النّقض «الفيتو»من طرف الولايات المتّحدة 89 مرّة، كان منها 46 مرّة لمنع إدانة حليفتها إسرائيل. ويعود استخدام أميركا الفيتو لصالح إسرائيل أوّل مرّة إلى عام 1972، وذلك في مشروع قرار يتضمّن شكوى بشأن عدوان الاحتلال على لبنان، وآخرها يوم 20 فيفري 2024 عندما قدّمت الجزائر نيابة عن جامعة الدّول العربيّة طلبا بوقف العدوان الإسرائيلي على غزّة.
(4) بايدن-إسرائيل-يجب-أن-تعود-مكانا-آمنا/ 18 / 10 / https://www.aljazeera.net/news/2023
(5) باسثناء بعض الدّول كاسبانيا وارلندا والسويد
(6) من أهمّ الدول الأوروبيّة الداعمة للكيان ألمانيا، فهي ثاني أهمّ شريك تجاري للكيان بعد الولايات المتحدة. إذ تبلغ صادرات ألمانيا للكيان نحو 2.3 مليار دولار سنوياً. وتواصل ألمانيا، منذ تأسيس علاقاتها مع الكيان في 12 ماي 1965، مده بأحدث الأسلحة ودعمه دوليّاً، والتّغاضي عن جرائمه في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة. وقد دفعت ألمانيا لغاية العام 2016 نحو 65 مليار دولار كتعويضات للنّاجين من المحرقة النّازية.
(7) الموقف الأوروبي المخزي من دعم الإبادة الإسرائيليّة لسكان غزّة ليس جديداً، بل هو متجذّر في ثقافتهم وأخلاقهم تجاه المسلمين، انظر ما فعلهوه خلال الحروب الصّليبيّة وفي فترة الاستعمار المباشر في شعوب المنطقة العربيّة من الخليج إلى المحيط وحتّى في العقود الأخيرة، فالجميع يتذكّر ما قام به الصرب والكروات بين مارس 1992 ونوفمبر 1995 من قتل لـ 100 ألف مسلم بوسني مدنيين وعسكريين في تطهير عرقي دموي استمر 3 سنوات و 8 أشهر بتواطؤ أوروبي وصمت مخز.
(8) على سبيل المثال التدخل العسكري في اليمن للائتلاف المكوّن من عدّة دول عربيّة ويشار إليه باسم «التّحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية»، الذي بدأ تنفيذ ضربات جوية على الحوثيين في 25 مارس 2015، تحت مسمى «عملية عاصفة الحزم» ثمّ «عملية إعادة الأمل»
(9) ما حدث لقطر من طرف الدّول الخليجيّة خاصّة المحيطة بها سنة 2017، حيث قررت كل من: السعودية، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، مصر، وتبعتها حكومة اليمن، وجزر المالديف، جزر القمر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.
(10) منها دولة الإمارات المتهمة بإشعال الحرب في السودان وتقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدّعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أفريل 2023.
|