د.أشواق طالبي المصفار
ظاهرة التّصفيح بين سلطة التّقاليد وحرّية الجسد (2-2) : 216 - 2025/07/04
تحتوي الثٌّقافة الشّعبية على ظواهر عديدة تعبّر عن العقلية السّائدة في فترة من الفترات، و التي لا تزال سائدة ومنها ما يتّصل بالمعتقدات والتّصوّرات المتعلّقة بالمسائل الصّحيّة أو الاجتماعيّة. ومن هذه الظّواهر ظاهرة التّصفيح التّي يُعتقد من ورائها صيانة الشّرف لدى الفتيات، والحال أنّ هذا السّلوك في جوهره تخلّ عن الحصانة العلميّة والأخلاقيّة والتّربويّة التّي تبني الذّات الإنسانيّة. ارتأينا تسليط الضّوء على ظاهرة تدخل في مجال المسكوت عنه، مسألة عقدة الجسد في الموروث العربي الإسلامي وتحديدا جسد المرأة الذي ابتدعت فيه العقليّة الشّعبيّة طرقا للحفاظ على شرفها من خلال ممارسة قهريّة على الجسد تتمثّل في سحر التّصفيح. تطرقنا في الحلقة الفارطة (العدد 215) إلى تعريف التّصفيح وكشف مراحل هذا الطّقس، والادوات المعتمدة لإنجازه، ثمّ تحدثنا عن رمزيّة العناصر المكوّنة للبنية النّسقيّة للتّصفيح وما تمثلّه هذه الظّاهرة على المستوى الاجتماعي، وتأثيراتها على المرأة والأسرة، وكيف خرجت هذه الظاهرة من مفهوم الحماية الرّمزيّة والعفّة الأخلاقيّة لتتّخذ لبوسا ذاتيّا يعبر عن تحرّر المرأة من قيود المجتمع الأبوي، ويساهم في الانفلات الأخلاقي والانفلات الاجتماعي.. وفي هذه الحلقة نستعرض صورة المرأة في الإسلام من جهة ودور التّربية الجنسيّة ودور الدّولة في حماية المرأة من جهة ثانية ، ثمّ ومن خلال بحث ميداني لفهم رموز هذه الممارسات الطّقوسيّة وتأويل التّصوّرات والتّمثّلات،اعتمد على تقنية المقابلة المفتوحة لتجميع المعلومات، قدّمنا بعض الاستنتاجات المتعلّقة بظاهرة التصفيح واقترحنا بعض البدائل والحلول.
اقرأ المزيد
ظاهرة التّصفيح بين سلطة التّقاليد وحرّية الجسد (1-2) : 215 - 2025/06/06
تحتوي الثٌّقافة الشّعبية على ظواهر عديدة تعبّر عن العقلية السّائدة في فترة من الفترات، و التي لا تزال سائدة ومنها ما يتّصل بالمعتقدات والتّصوّرات المتعلّقة بالمسائل الصّحيّة أو الاجتماعيّة. ومن هذه الظّواهر ظاهرة التّصفيح التّي يُعتقد من ورائها صيانة الشّرف لدى الفتيات، والحال أنّ هذا السّلوك في جوهره تخلّ عن الحصانة العلميّة والأخلاقيّة والتّربويّة التّي تبني الذّات الإنسانيّة. ارتأينا تسليط الضّوء على ظاهرة تدخل في مجال المسكوت عنه، مسألة عقدة الجسد في الموروث العربي الإسلامي وتحديدا جسد المرأة الذي ابتدعت فيه العقليّة الشّعبيّة طرقا للحفاظ على شرفها من خلال ممارسة قهريّة على الجسد تتمثّل في سحر التّصفيح. تندرج هذه المقاربة ضمن سوسيولوجيا اليومي أي علم اجتماع الحياة اليوميّة وما تحبل به من طقوس حاملة لرموز. هذه الطّقوس تتدخّل بثقلها في صياغة الواقع الاجتماعي للأفراد وتختزل معاني نظرة الجماعة للكون، وتترجم عن انتماء لثقافة ومعتقد جماعي. وسنناقش من خلال هذا الطّقس، أيضا، المسألة الجنسيّة وجوهريّة اللّجوء إلى طقس التّصفيح وعلاقته بجسد المرأة ( بين القهر و الحرّية) وعلاقتها بالدّين الإسلامي والطّب وتأثيره الاجتماعي.مع ذكر أمثلة من الشّواهد الحيّة؛ من خلال بحث ميداني اعتمد على تقنية المقابلة المفتوحة لتجميع المعلومات التي تفيد في فهم رموز هذه الممارسات الطّقوسيّة وتأويل التّصوّرات والتّمثّلات، التي تراوحت بين من تصف طرق التّصفيح وتصوّر أهدافه الظّاهرة وأهدافه الضّمنيّة، وبين من تصف التّجربة الجسديّة وانعكاساتها النّفسيّة والصّحيّة وطريقة التّعامل مع هذه التّجربة، وبين من يعتبر هذه الظّاهرة ضرباً من السّحر لا علاقة لها بالعلم أو الشرف. كما ساهمت ظاهرة التّصفيح، في جانب آخر، في ظهور الانفلات من الرّقابة العائليّة و خداع المجتمع.
اقرأ المزيد
المدرسة بين القدوة و القيادة (2-2) : 204 - 2024/07/05
التّعليم والتّربية ظاهرتان ملازمتان للمجتمع في كلّ عصر وفي كلّ مصر، وقد شهدت الإنسانيّة في العصر الحالي أهمّية متزايدة لفلسفة التّربية وأهدافها ومناهجها، حيث تعاظم الاهتمام بدور المدرسة وعلاقتها بالمجتمع، وما من شكّ في أنّ دور المعلّم ووظائفه ومسؤوليته، قد تزايد في المجتمع ما يستوجب إعادة تأهيل المدرّسين لمواكبة التّغيّرات المستمرة في كلّ المجالات، ولعلّ المعلّم النّاجح هو الّذي يتميّز بالشّخصيّة القوّية، وبالذّكاء والموضوعيّة، والعدل والحزم، والتّعاون والحيّوية، وأنْ يكون متسامحًا ليّنًا في غير ضعف، وقوّيًا في غير عنف، ومع كلّ ذلك يجب أن يكون واسع الأفق مطّلعًا على أهمّ منجزات النّظريّة التّربويّة، وأنْ يكون صاحب أداء متميّز، وأنْ يكون محبًّا لعمله، مخلّصًا له ومتحمسًا للقيام بواجباته. وإذا كانت مكوّنات الفضاء المدرسي تتجاوز المدّرس إلى الإطار المؤسّساتي العامّ، فإنّ من أوكد شروط النّجاح التّعليمي والتّربوي هو توفير المعدّات واللّوازم التّربويّة الضّروريّة لإنجاز العمليّة التّعليميّة في أحسن الظّروف، ومن ثمّ يُقدّر المعلّم حقّ قدره لأنّه يُساهم في صناعة الذّوات البشريّة وتنميتها بالوعي والعلم والرّعاية، ما يُوفّر جيلاً فعّالاً وإيجابيًّا يُعمّر الأرض بأخلاق قويمة وقيم رفيعة يُجنّب الحرث والنّسل العنف والتّشدّد اللّذيْن لا يُبْقيان ولا يذران في الحياة أمرًا إيجابيًّا إلاّ وقضيا عليه. وما من شكّ، في أنّ الاستعانة بالخبراء النّفسيّين والاجتماعيّين عامل جوهري في تطوير العملية التّربوية وربط المدرسة بفضائها الاجتماعي، ولمعالجة كلّ هذه القضايا تطرقنا في الجزء الأول من مقالنا (العدد 203، جوان 2024 ) هذا إلى المستويات التّالية: التّعليم والقدوة، والنّتائج المنجرّة عن غياب القدوة الحسنة، ونخصّص هذا الجزء الثاني والأخير للحديث عن الأخصائي الاجتماعي كشرط للسّلامة التّربوية، وعن المعلّم القائد الكاريزمي وكلّ ذلك بأسلوب تحليلي نقدي.
اقرأ المزيد
المدرسة بين القدوة و القيادة (1-2) : 203 - 2024/06/01
التّعليم والتّربية ظاهرتان ملازمتان للمجتمع في كلّ عصر وفي كلّ مصر، وقد شهدت الإنسانيّة في العصر الحالي أهمّية متزايدة لفلسفة التّربية وأهدافها ومناهجها، حيث تعاظم الاهتمام بدور المدرسة وعلاقتها بالمجتمع، وما من شكّ في أنّ دور المعلّم ووظائفه ومسؤوليته، قد تزايد في المجتمع ما يستوجب إعادة تأهيل المدرّسين لمواكبة التّغيّرات المستمرة في كلّ المجالات، ولعلّ المعلّم النّاجح هو الّذي يتميّز بالشّخصيّة القوّية، وبالذّكاء والموضوعيّة، والعدل والحزم، والتّعاون والحيّوية، وأنْ يكون متسامحًا ليّنًا في غير ضعف، وقوّيًا في غير عنف، ومع كلّ ذلك يجب أن يكون واسع الأفق مطّلعًا على أهمّ منجزات النّظريّة التّربويّة، وأنْ يكون صاحب أداء متميّز، وأنْ يكون محبًّا لعمله، مخلصًا له ومتحمسًا للقيام بواجباته. وإذا كانت مكوّنات الفضاء المدرسي تتجاوز المدّرس إلى الإطار المؤسّساتي العامّ، فإنّ من أوكد شروط النّجاح التّعليمي والتّربوي توفير المعدّات واللّوازم التّربويّة الضّروريّة لإنجاز العمليّة التّعليميّة في أحسن الظّروف، ومن ثمّ يُقدّر المعلّم حقّ قدره لأنّه يُساهم في صناعة الذّوات البشريّة وتنميتها بالوعي والعلم والرّعاية، ما يُوفّر جيلاً فعّالاً وإيجابيًّا يُعمّر الأرض بأخلاق قويمة وقيم رفيعة يُجنّب الحرث والنّسل العنف والتّشدّد اللّذيْن لا يُبْقيان ولا يذران في الحياة أمرًا إيجابيًّا إلاّ وقضيا عليه. وما من شكّ، في أنّ الاستعانة بالخبراء النّفسيّين والاجتماعيّين عامل جوهري في تطوير العملية التّربوية وربط المدرسة بفضائها الاجتماعي، ولمعالجة كلّ هذه القضايا سنتطرق في الجزء الأول من مقالنا هذا إلى المستويات التّالية: التّعليم والقدوة، والنّتائج المنجرّة عن غياب القدوة الحسنة، ونخصّص الجزء الثاني للحديث عن الأخصائي الاجتماعي كشرط للسّلامة التّربوية، وعن المعلّم القائد الكاريزمي وكلّ ذلك بأسلوب تحليلي نقدي.
اقرأ المزيد
البيروقراطية: فساد وغياب لقيم العمل (2/2) : 184 - 2022/11/04
في هذا الملف ارتأينا تسليط الضّوء على ظاهرة الفساد من منظور سوسيولوجي وتحديدا ضمن علم الاجتماع الإداري (1)بالتّركيز على البيروقراطيّة والنّظم الإداريّة التي حلّ بها الفساد، ومحاولة التّعرّف على منشئه وعلاقته بقيم العمل، وآثاره على الفرد والمجتمع، وسبل محاربة هذا السّلوك المنحرف. وهو عمل يتوزّع على ثلاث حلقات تطرّقنا في الحلقة الأولى بالعدد السّابق (183 ـ أكتوبر 2022) إلى تعريف البيروقراطية وعلاقتها بالفساد الاجتماعي، ثمّ إلى مفهوم الفساد الإداري وأسبابه. وسنتعرّض في هذه الحلقة إلى آثار الفساد على الفرد والمجتمع، مسلّطين الضّوء على الحالة التونسيّة كمثال. ثمّ نختم بتقديم بعض الأفكار و المقترحات لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة على الفرد وعلى المجتمع و علاجها.
اقرأ المزيد
البيروقراطية: فساد وغياب لقيم العمل (1/2) : 183 - 2022/10/07
يندرج عملنا هذا ضمن علم الاجتماع الإداري الذي يعدّ فرعا من فروع علم الاجتماع العام. ويدرس الأنظمة الإداريّة التي ترتكز عليها الدّولة أو الحكومة أو السّلطة التّنفيذيّة أو الوظيفة العموميّة في أداء خدماتها ومشاريعها وإنجازاتها، وممارسة سلطتها المرفقيّة، وإصدار القرارات الخاصّة بكلّ واقعة إداريّة على حدة.
اقرأ المزيد