الحبيب المعلول
الأسرة نعمة لابدّ من صيانتها . : 51 - 2014/03/06
يقول الله تبارك وتعالى في الذكر الحكيم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا»(النّساء:1) ويقول أيضا: «وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ»(النّحل :72). مماّ تقدّم من هذا الذكر الحكيم يتبيّن أنّ الله عزّ وجلّ يلفت نظر عباده جميعا إلى نعمة من أعظم نعمه على عباده ألا وهي نعمة «الأسرة والعائلة» والتي تضمّ الأبناء والأحفاد. ففي الأسرة تتحقّق السّكينة والمودة والرحمة والتّعاون بين كافّة أعضائها، فيها يجد الزّوج راحته في كنف زوجة إن نظر إليها سرّته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وولده وماله، وهي بدورها تجد راحتها وهناءها في كنف زوج يرعاها ويحميها ويسترها. ففي الأسرة تعاون بين الزوجين على تحمّل أعباء الحياة ومتاعبها، وينتقل هذا التّعاون إلى كافّة أفراد الأسرة حيث الأبناء يعينون الآباء على مسؤوليات الحياة وأعبائها.
اقرأ المزيد
هل تستغني أدلّة الشريعة اللفظية عن معرفة المقاصد الشرعية؟ : 50 - 2014/02/20
بيّنّا في مقالنا السابق بهذه المجلّة الغرّاء في عددها الثّامن والأربعين، والذي جاء تحت عنوان «القواعد التي تراعى لفهم النصوص الدينية» أنّ لفهم نصّ القرآن والسنّة قواعد منطقية تتعلّق بطرق استخراج المعاني من الألفاظ والتّراكيب، تمنع من التّعسّف في تحميل النّص ما لا يحتمل من المعاني وتهدف إلى تحقيق الموضوعية في استنتاجها واستنباط الأحكام الشرعية منه. وفي مقالنا هذا، نجيب عن السّؤال الذي تولّد عن عرض ما تقدّم: «هل أدلّة الشريعة اللفظيّة تستغني عن معرفة المقاصد الشرعيّة»؟ في الحقيقة، هذا سؤال كان قد عرضه الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله في كتابه مقاصد الشريعة وبيّن في الجواب عنه أنّ أدلّة الشريعة اللفظيّة لا تستغني عن معرفة المقاصد الشرعية.(1) ومن قبله يعدّ الإمــــام أبو حامد الغزالـــي(ت:505هجـــري) أوّل من تنبّه إلى وجوب معرفــة مقاصــــد الأدلة الشرعيّــــة حين صرّح أنّه لا يمكن أن نفهم النصّ في غير سيـــاق مقصده الشرعـي.(2) ويعـدّ أبو إسحاق الشاطبي الغرناطي(ت:790هجري) في كتابه «الموافقات» المعلم الأوّل في علم مقاصد الشريعة (3) وقد أحببنا في مقالنا هذا أن نقدّم جوابنا عن هذا السؤال مستندين إلى ما أورده ابن عاشور وغيره في سبيل إيضاح هذه المسألة المهمّة التي تتعلّق بتحقيق الفهم السليم والمستنير لنصوص الشريعة الإسلامية.
اقرأ المزيد
القواعد التي تراعى في فهم النصوص الدينية. : 49 - 2014/02/06
إنّ الذي يتلو ما عرضته في المقال السّابق بهذه المجلّة الغرّاء، في عددها السادس والأربعين، هو مقالي هذا الذي يتناول القواعد التي أكّد عليها علماء أصول الفقه(1) لفهم النصوص الدينية واستنباط الأحكام الشرعية منها. وإنّ من أبرز هذه القواعد ما نجده ضمن مبحث «دلالة الألفاظ على المعاني» وهو في أصله يستند إلى علم المنطق(2). فقد قسّم علماء المنطق دلالة الألفاظ على المعاني إلى ثلاثة أقسام. سمّوا الأوّل:دلالة المطابقة، ويعنون به دلالة اللفظ على تمام ما وضع له. وسمّوا الثاني: دلالة التّضمّن، ويعنون به دلالة اللّفظ على جزء ممّا وضع له. وسمّوا الثالث: دلالة الالتزام، ويعنون بهذا القسم دلالة اللّفظ على لازم ذهني لا ينفكّ عن معناه. كما ذهبوا في سياق التعريف بهذه الأقسام الثلاثة إلى بيان أنّ دلالة المطابقة لا يلزم منها دلالة التضمن ولا دلالة الالتزام. لكن يلزم في المقابل من دلالة التّضمّن أو دلالة الالتزام دلالة المطابقة، لأنّ الجزء لا بدّ له من كلّ، واللاّزم لا بدّ له من ملزوم.
اقرأ المزيد
أهميّة القراءة للنص الدّيني . : العدد 46 - 2013/12/27
الحمد لله الذي جعل الدعوة إلى الهدى والدلالة على الخير والنصيحة للمسلمين من أفضل القربات وأهم المهمات في الدين.وصلّى الله وسلّم على محمد الرسول الأمين، خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه المخلصين الصادقين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أمّا بعد، فإنّ الـــذي يتلــو ما عرضته في مقالي السابق بالعدد الثاني والأربعين من مجلّة «الإصلاح» الغــرّاء والمتعلّق ببيان قوله تعالــى:( اقرأ باسم ربّك ) هو مقالـــي هذا حـــول «أهميـــة قراءة النصّ الدّيني». فما المقصــود من قراءة النص الدينـــي؟ وما أهمّية هذه القراءة؟ *جوابا عــن السّـــؤال الأول، فإنّ المقصــود بالنصّ الدّينــي هو القرآن والسنّة النبوية. نعني بالقران «كلام الله تعالى المعجز، المنزّل على النبي محمد صلـــى الله عليـــه وسلّم باللغة العربيـــة، المكتـــوب في المصاحـــف، المنقول بالتواتــر، المتعبّد بتلاوتــه». ونعني بالسنّة النبويــة: «ما أثـــر عن رســـول الله صلى الله عليه وسلــم من قـــول أو فعل أو تقرير»، فالسّنن القوليّة هي أحاديثه التي قالها صلى الله عليه وسلم في مختلف الأغراض والمناسبات. والسنن الفعلية هي أفعاله صلى الله عليه وسلم مثل أدائه الصلوات الخمس بهيئاتها وأركانها وأدائه مناسك الحج وغير ذلك من الأفعال.أمّا السنــن التقريريــة فهي تشمل ما أقرّه الرسول صلى الله عليه وسلم، ممّا صدر عن بعض أصحابه من أقوال وأفعال بسكوته وعدم إنكاره أو بموافقته وإظهار استحسانه. هذه السنّة بأنواعها الثلاثة مجموعة في عدّة مصادر مثل الجامع الصحيح للبخاري (ت:256هجري) وصحيح مسلم (ت:261هجري)وموطأ مالك (ت:179هجري) وسنن الترمذي (ت:270هجري) وسنن أبي داود (ت:275هجري) وسنن ابن ماجة (ت:273هجري) وسند أحمد بن حنبل (ت:240هجري) وسنن البيهقي (ت:458)وغيرهم.
اقرأ المزيد
اقرأ باسم ربّك الذي خلق : 42 - 2013/11/01
لا شكّ أنّ حدث نزول الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد مثّل حدثا مضيئا في حياة الإنسانية التي اختارها الله عز وجل دون سائر خلقه للخلافة في الأرض، فلا بدّ إذن من الحديث عن حقيقة هذا الحدث، واستخلاص بعض العبر منه. وعليه فإن العناصر التي يقتضيها موضوع مقالنا يتناول العناصر الآتية: أوّلا:شرح عنوان المقال واستعراض أبعاده. ثانيا:كشف مدلول القراءة وبيان أهمّيتها. ثالثا:بيان ملامح القراءة المرجوّة. شرح عنوان المقال واستعراض أبعاده بخصوص العنصر الأول، فان عبارة «اقرأ باسم ربك الذي خلق» هي في الأصل الآيـــة الأولـــى من أوّل خطاب الهـــي إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلــم، والذي يضمّ خمس آيات، أي من أول سورة العلق إلى قوله تعالـــى: «ما لم يعلـــم».وسميت السورة المشتملة لهذا الخطاب بسورة «العلق» في كلّ المصاحف وأغلب التفاسيـــر، وعنون الإمام البخـــاري هذه السورة بعبـــارة «اقرأ بسم ربك الذي خلق» وذكر العلامة التونسي الشيخ محمد الطاهر بن عاشور –رحمه الله- أن هذه السورة قد اشتهرت في عهد الصحابة والتابعين باسم سورة «اقرأ باسم ربـــك».وتحتوي هذه السورة الكريمة تسع عشرة آية، وهي أول سورة نزلت في القـــرآن، وكان نزول الآيات الخمسة الأولى منها على النبي صلى الله عليه وسلم بغار حراء بمكة المكرمة ليلة سبعــــة عشـــرة من رمضـــان، من سنــــة أربعين بعد الفيـــل أي سنة610 ميلادي.
اقرأ المزيد