-
رضخ العدوّ أخيرا إلى شروط المقاومة بعد سنة وربع السّنة من الدّمار والتّخريب وتجريف الأراضي وتدمير المباني على رؤوس أصحابها وقتل الأبرياء. فلم يكن ذلك كافيا ليحقّق أهدافه المعلنة، بل ثبت بصمود المقاومة في غزّة وإنجازاتها على الميدان أنّ «النّصر صبر ساعة» وهو آت لا محالة، وأنّ باستطاعتنا هزم الجيش الذي لا يقهر وإن أمدّه العالم كلّه بالدّعم المادّي والمعنوي. انتصرت المقاومة الفلسطينيّة الباسلة كما توقّعنا، لكنّ انتصارها كان بالنّقاط وسيبقى هشّا أو قد يتحوّل بمرور الأيام إلى هزيمة ما لم يكن مصاحبا بمقاومات أخرى تهدف إلى تفكيك الأعمدة الأساسيّة التي يقوم عليها الكيان الصّهيوني. وبالرّغم من أنّ الشّعب الفلسطيني هو رأس الحربة في مشروع تفكيك الكيان الغاشم وهو الذي يقود هذا الصّراع في بعض مراحله (كما يحدث اليوم في غزّة) فإنّ خلخلة هذه الأعمدة وتدميرها ليس مهمّة الفلسطينيّين وحدهم بل هي مهام كلّ العرب والمسلمين وأحرار العالم، وبنيان الكيان الصّهيوني يقوم على عدد من الأعمدةبعضها فكريّ مبدئيّ عقائدي مرتبط بالشّعب والأرض، وأخرى ذات طابع عسكري وأمني بالإضافة إلى أعمدة تتعلّق بالدّبلوماسيّة والعلاقات الخارجيّة. وقد انطلقنا منذ العدد 207 (أكتوبر 2024) في الحديث عن هذه الأعمدة فسلطنا الضّوء على عمودين يقومان على فكرتين مرتبطتين بالشّعب وهما «التميّز أو الحصريّة» و «الاستبعاد»، ثمّ تطرّقنا إلى عمودي «التّوسّع المستمر»، و«فرض الأمر الواقع» في العدد 208 (نوفمبر 2024)، ثمّ خصّصنا مقال العدد 209 (ديسمبر 2024) لعرض عمود مهمّ وهو «الأمّة المسلّحة»، وفي العدد ٢١٠ (جانفي ٢٠٢٥) استعرضنا عموديّ «أسلوب الحرب الخاطفة خارج الحدود» و«مجمّع استخباراتي قوّي»، ونخصّص بحول الله هذا المقال الخامس للحديث عن عمود رئيسي يقوم عليه بنيان الكيان وهو «الدّعم الخارجي»، وسنختم هذه السّلسلة في العدد القادم إن شاء الله بالحديث عن عمودي « احتكار النّووي» و«تجزئة المنطقة والهيمنة الإقليميّة».
م.فيصل العش
-
السّلفيّة حالة متفشّية في كلِّ الأديان والفرَق والمذاهب، ليس هناك فرقٌ نوعيٌّ بين الاتجاهات السّلفيّة للأديان والفرَق والمذاهب، سواءٌ أكانت سماويّة أو أرضيّة. تتنوّع الأقنعةُ السّلفيّة وتتعدّد إلاّ أنّ المضمونَ المتشدّد واحدٌ أيًّا كان دينُ السّلفي ومعتقده. السّلفيّة كالأصوليّة والتّراثيّة، مهما تنوّعت التّسميات، تعكس تصوّرًا لازمانيّاً للعلوم والهويّة والمعارف الدّينيّة، ورؤية خاصّة للعالَم، وبنيةً فكريّة وعاطفيّة وسيكولوجيّة، وقراءةً حرفيّة مغلقة متشدّدة للنّصوص الدّينيّة. الإسلام السّلفي المتشدّد أغلق العقل، وأطفأ جذوة الرّوح، وعبث بذائقة القلب.
أ.د.عبدالجبار الرفاعي
-
تشهد الفلسفة المعاصرة نشاطا مخصوصا في مساءلاتها وتفكّراتها ومساراتها، هذه المخصوصيّة تتأتّى من التّحوّلات التي مسّت نماذج الفهم ومقولات التّفكير، خاصّة تلك التي صاغتها عقلانيّة الحداثة الفلسفيّة مع لحظة التّأسيس الذّاتي الدّيكارتيّة وتوابعها المعرفيّة والتّاريخيّة: الإصلاح الدّيني والثّورة العلميّة والثّورة السّياسيّة وعصر النّهضة وعصر الأنوار وصولا إلى الإغلاق الفلسفي مع هيجل Hegel، إنّه إغلاق لأنّه رفع هذه المعقوليّة بمحدّداتها المشهورة : الحقّ في النّقد، الحرّية، استقلال العمل، المنزع المثالي في الفلسفة، رفعها إلى مرتبة الوعي المطلق بالذّات، هذا الوعي تعدّ الحرّية ملمحا جوهريّا عليه في عناصر الثّقافة الغربيّة المختلفة: السّياسة، القانون، الأخلاق، الفلسفة، الدّين...
أ.د. عبدالرزاق بلقروز
-
هي صفقة لا كالصّفقات!! إذ يَندُر في التّاريخ أن تضطرّ قوّة إقليميّة كبرى مدعومة بقوى عالميّة كبرى، للموافقة صاغرة على شروط عدوّها، الذي تراه (ويراه العالم وفق الحسابات المادّية) ضعيفًا منهكًا مدمَّرًا جائعًا محاصَرًا، لا يؤبه له في الحسابات الإقليميّة والدّوليّة. فقد كان يُفترض أن يحتل الجيش الإسرائيلي قطاعَ غزّة في بضعة أيام؛ كيف لا، وقد سبق له احتلال القطاع وهو تحت حكم أقوى دولة عربيّة في يوم أو يومين سنة 1956، ثمّ في سنة 1967.
أ. د. محسن محمد صالح
-
التّنمية الشّاملة لا ترتكز حصرا على النّمو الاقتصادي بل تتعدّاه لاعتماد النّمو الشّامل باعتباره أسّ من أسس سياسات تعميم التّنمية الّتي تهدف الى أن يستفيد منها الجميع وأساسا الذين تمّ إقصاؤهم منها اقتصاديّا وماليّا
وللسّياسات الهيكليّة مُتعدّدة الأبعاد، النّاجعة والنّاجزة دور حاسم لإقامة موازين الاقتصاد والسّوق والماليّة العموميّة، ولعلّ المُنطلق لذلك يكمن في إعادة النّظر في هيكلة ميزانيّة الدّولة، والاقتصاد والسّوق بعيدا عن الارتماء في أحضان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
نجم الدّين غربال
-
الكتاب هو مسعى للإحاطة بما يعتمل في العقل الغربي المعاصر تجاه الأديان، ولا سيّما منها الأديان الإبراهيمية. إذ ثمّة منظور ديني ينظر منه الغرب إلى العالم، لا يخلو من طرافة وعمق. وفي هذا الكتاب رصدٌ لقضايا متشعّبة، مثل النّظر إلى مدينة القدس، ومسارات الفكر اليهودي، وعلاقة الدّين بالسّياسة في الغرب وفي العالم العربي، وكذلك حضور مؤسّسة الكنيسة في المجتمع، والتّصوّف في الأديان الإبراهيميّة، وغيرها من القضايا ذات الصّلة.
د.عزالدين عناية
-
إنّ القرآن يستمدّ إعجازه من خلال استناده إلى التّراكيب النّحويّة ومعانيها، ومن إعرابه عن المفاهيم الّتي يريد تبليغها، لإجراء نظمه المخصوص من أجل إظهار المقاصد الكامنة فيه. والقرآن، وإن ركّز على الدّفق العقديّ والمحتوى الرّوحيّ، فإنّه واءم بين هذا المحتوى والشّكل الفنّيّ الخارج عن المعتاد. وقد جرى ذلك في منتهى الخروج عن المألوف. فتشكّل تعارض ظاهريّ بين المقصد الرّساليّ الكامن في المضامين، وهو المحتوى، وبين الأشكال التعبيريّة.
د.ناجي حجلاوي
-
تستمدّ دراسة الخطاب وجاهتها من خطورته في الحياة البشريّة باعتباره الأساس في التّواصل بين النّاس وإنشاء العلاقات الإنسانيّة وتكوين الهيئات الاجتماعيّة، وتتراءى أقصى درجات خطورته في نوعه الدّينيّ بحكم استناده إلى المقدّس (الوحي الإلهيّ المتعالي)، فلا غرو أن ينصرف إلى هذا الضّرب منه نظرُنا، بناء على فرضيّة خلاصتها أنّ الخطاب الإسلاميّ الشّعائريّ تعتريه في الوقت الرّاهن أزمة أظهَرُ تجلّياتها تضاؤل قوّته التّأثيريّة، وشأن هذه الفرضيّة أن تبعث على التّساؤل عن الأسباب الّتي أفضت إلى ضعف فاعليّة ذاك الجنس من المنتَج الخطابيّ.
د.عبدالسلام الحمدي
-
هذا المقال الذي نقدّمه في حلقتين متتاليتين هو مقاربة لوضع مرتكزات انتقال الدّولة السوريّة الجديدة إلى دولة تنمويّة، من الناحيتين النظريّة والعمليّة. نتطرق في الجزء الأول إلى الإطار المفاهيمي لأهمّ المصطلحات في المقاربة، ثمّ إلى مظاهر إخفاقات التّنمية في سوريّة التي مهّدت للإعلان عن أنّها دولة فاشلة بعد سنة 2011، لنصل في نهايته إلى عرض أهمّ التّحديات التي ستواجه التّنمية بعد التّغيير الذي حصل. أمّا الجزء الثاني الذي نقدّمه في العدد القادم فسنخصّصه للحديث عن المؤشّرات العامّة لتحديات التّنمية بعد التّغيير وكيفيّات انتقال سورية إلى دولة تنمويّة وسوف نركّز في هذا الشأن على ضرورة عمليّة الانتقال السّياسي ثم نجيب عن التساؤل حول دور الدّولة المعاصرة في التّنمية التّشاركيّة لنؤكّد في الخاتمة بأنّ تفعيل سياسات تنمويّة تشاركيّة مرهون بإنجاز عمليّة الانتقال السّياسي ومدى استجابة سوريّة المستقبل لمتطلبات مجتمع واقتصاد المعرفة.
د.عبدالله التركماني
-
نهدف من وراء هذه السلسلة من المقالات الى تدبر عدد من الآيات التي تشير لظاهرة اللّيل والنّهار. افترضنا وجود مفهومين قرآنيين واحد للليل وآخر للنّهار بعد قراءة علميّة لآيتين ورد فيهما لفظ الضّحى حيث تبيّن لنا أنّهما تعطيان التّفسير العلمي لظاهرة النّهار. استعملنا هذين المفهومين كموجّهين للبحث، وتوصّلنا بهما الى استخراج الدّلالات العلميّة التي تختزنها الآيات التي تشير إلى غشيان اللّيل للشّمس وللنّهار وإخراج النّهار وتجلّيه وتجليته للشّمس وسلخه من اللّيل وغيرها. ومن الآيات التي أفردناها في هذه السّلسلة ببحث خاصّ آية تكوير اللّيل على النّهار وتكوير النّهار على اللّيل لأنّها تشير صراحة الى شكل الأرض الذي بات معلوما وبدقّة عالية من طرف البشريّة.
د.نبيل غربال
-
لَكَمْ فينا من حَوَلٍ وعَوَرٍ، إذ أغوانا الغرب وأذنابه فينا، ونفث فينا أنّ نظامنا التّوريثيّ غير مأمون إذ يجعل نصيب المرأة أدنى من نصيب الرّجل. قصدا غضّ طرفه عن كلّ حسنات ذلك النّظام وحشر أنفه في مسألة لا يمكن حسن فهمها عدا بنظر موضوعيّ جامع غير مبتسر. وما كان ينبغي لأذنابه فينا إلاّ أن تهشّ له بأذيالها كما يهشّ الكلب إذ يستقبل صاحبه، وإنطلت الحيلة على كثيرين منّا. وكثيرون شحذوا أسلحة دفاعهم وأضحت شريعتنا في قفص الإتهام. ذلك هو مصير كلّ نظر موضعيّ لا موضوعيّ ومجتزإ لا جامع.
من يستقرىء نظامنا التّوريثيّ يخلص بيسر إلى أنّه موضوع لأجل مقاصد عظمى لا تقوم حياة كريمة بدونها :
الهادي بريك
-
أودع اللّه تعالى سننا كونيّة تسيّر نظام الحياة، وهي قوانين لا تحابي أحدًا بغض النّظر عن مكانته أو وضعه. فالأضداد مثل الخير والشّر، الصّلاح والفساد، والإصلاح والإفساد، والعدل والظّلم، كلّها محاور أساسيّة في حياة الإنسان الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والسّياسيّة. والتّعامل معها بمنهج صحيح يتماشى مع الفطرة السّليمة والشّرع يؤدّي إلى السّعادة والفلاح، بينما الانحراف عنها يقود إلى الشّقاء والانحدار.
د.عبدالله البوعلاوي
-
يتعامل الإنسان مع وجوده الدّنيوي ويتصرّف سالكا درب الحياة، متوجّها ساعيّا حاملا لمقاربة تُحدّد وجهة تفكيره وسلوكه وتصرّفه وكيفيّة تعامله مع واقعه. فما هو مفهوم المقاربة؟ وما هي أصنافها؟ وما هي الأسباب والعوامل التّي تؤثّر في إعتقاد الإنسان وإتّخاذه مقاربة دون غيرها من المقاربات؟ وهل هناك مقاربة فكريّة وسلوكيّة أجدى وأنفع للإنسان في حياته؟
شكري سلطاني
-
من بين أعظم العقول التي سطعت في سماء الفكر الإنساني، يتلألأ اسم ابن خلدون ببريق لا يضاهى. فقد كانت إسهاماته الفذّة في فهم تاريخ الحضارات وتفسير ظواهر انهيارها وتكوّنها لا تضاهى. ومن بين أفكاره التي برزت بوضوح وأثّرت في الفكر السّياسي والاجتماعي، فكرة «العصبيّة» تبرز كأحد الرّكائز الأساسيّة التي بنى عليها نظريّته الشّاملة لتكوّن الدّول وسقوطها .
محمد أمين هبيري
-
تتناول هذه الدّراسة (التي نقدّمها لقرّاء المجلة في خمس حلقات متتالية) إعادة النّظر في فكر محمد أركون بوصفة مفكّراً علمانيّاً وذلك من خلال تسليط الضّوء على مفهومه للعلمانيّة ومشروعه، فهو يقدّم رؤية نقديّة للعلمانيّة في الفكر الإسلامي، حيث يعتبرها أداة لتحرير العقل المسلم من القيود الإيدولوجيّة وتحقيق توافق بين الدّين والحداثة.
كما يدعو إلى إعادة قراءة التّراث الإسلامي بعقل نقدي وتحديث مناهج الفكر لتتناسب مع متطلّبات العصر، مشدّدا على أنّ العلمانيّة ليست معادية للدّين، بل تهدف إلى تعزيز حرّية الفكر وتعدّديّة المجتمعات. ويرى أنّ العلمانيّة ضروريّة لبناء مجتمع منفتح قادر على التّكيّف مع المتغيّرات العالميّة والحوار مع الآخر دون فقدان هويّته الثّقافيّة والدّينيّة، مع التّركيز على قيم الحرّيّة والعدالة والمساواة، ويؤكّد أنّ العلمانيّة، كما يراها، هي أداة لتحقيق التّقدّم الاجتماعي والإنساني.
مليكي مروى
-
بعد أن تطرقنا في مقال أوّل إلى الكبائر الثّلاث: الشّرك باللّه، وقتل النّفس، و إتيان الفواحش، وهي أول ما ذكر الله من الكبائر و التي وعد سبحانه و تعالى مقترفيها بالخلود في العذاب و ّذلك من أول بعثة الرّسول (ﷺ) (سورة الفرقان، السنة 3 من البعثة)، وتناولنا في مقال ثانٍ ثمّ ثالث بالدرس كبيرتي «عقوق الوالدين»، و «أكل مال اليتيم»، ثمّ كبيرتي «عدم توفية الكيل و الميزان» و «عدم الوفاء بالعهد».وهذه الكبائر الأربعة أضافها الله سبحانه لأوّل مرّة في سورة الأسراء بصفة «القضاء» ومن بعدها في سورة الأنعام بصفة «التّحريم» مع إعادة التّذكير في كلّ مرّة بالكبائر «المركزيّة» الثّلاث (الشّرك بالله-قتل النّفس-إتيان الفواحش) والتّأكيد عليها. وفي المقال الرابع تطرّقنا بالتحليل كبيرتي «التقوّل على الله عزّ وجلّ» و«شهادة الزّور»، فكان المجموع تسع كبائر، وفي هذا المقال الخامس نختم بثلاث كبائر وهي «عدم إقامة الصلاة» و«عدم إيتاء الزكاة» و«السرقة» ليكتمل بحثنا في الكبائر «الأساسية» الاثني عشر .
م.لسعد سليم
-
شرف الإنسان نبل أخلاقه وسموّ عقله وجميل أفعاله، والنّضال شرف، فهو حركة إنسانيّة حاضرة حضور الإنسان المجبول على التّلاقي والتّعارف من أجل التّرقّي والاستمرار، وأيضا التّدافع والمقاومة عند الاقتضاء من أجل البقاء، والشّاهد على ذلك وقائع التّاريخ وأحداثه والتّراكم الحضاري المشهود.
د.علي رابحي
-
ما دفعني إلى تحرير هذه الأسطر القليلة، هو جزء بسيط ممّا راكمته خلال الأيام الماضية من طريق بعض النّقاشات التي خضتها مع بعض الأصدقاء تخصّ السّياق العربي والإسلامي، وما تعرفه بعض الجغرافيّات من تحوّلات اجتماعيّة وقيميّة، خصوصا منذ مرحلة «طوفان الأقصى» إلى يوم النّاس هذا. وقد ارتفعت حدّة النّقاش حتى وصلت إلى حدّ السّجال بعد هروب الدّيكتاتور بشّار الأسد.
الخامس غفير
-
يُعتبر روجيه غارودي (1913 ـ 2012)- والمعروف أيضا برجاء غارودي- من المفكّرين الفرنسيّين الكبار، وهو رجل سياسي كان ينتمي الى الحزب الشّيوعي الفرنسي.
اشتهر في بلده فرنسا، وفي العالم بكتاباته الغزيرة المتنوعة التي جعلت منه ألمع الكتّاب الفرنسيّين... كتب حول الشّيوعيّة والصّين والهند وحوار الحضارات، والسّلام العالمي، وأوروبا ما بعد الحرب العالميّة الثّانية...وكان في كتاباته يُعلي من قيم التّسامح والعدالة الاجتماعيّة ...
عبدالقادر رالة
-
قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: «نحن قوم أعزّنا اللّه عزّ وجلّ بالإسلام، فمهما ابتغينا العزّة في غيره أذلّنا اللّه». والواقع والتّاريخ يشهدان بذلك. فما من زمان ومكان نحيا فيهما بالإسلام وللإسلام إلاّ وكنّا في عزّة ورفعة وإباء وفي صدارة الأمم، وما من وقت ومقام نعيش فيهما بغير الإسلام ولغير الإسلام إلاّ وكنا في موضع مهانة وهوان وفي مؤخّرة الأمم.
أشرف شعبان أبو أحمد
-
تنشأ الجاذبيّة من فعل الكتلة بالفضاء، وكلاسيكيّا يُعرف مجال الجاذبيّة على أنّه المنطقة المحيطة بالكتلة «مصدر المجال» التي يظهر فيها تأثيرها، فماذا لو كان هذا المجال يتغيّر مع الزّمن بشكل مطلق، أي أنّ التّغيّر مع الزّمن ليس ناتجا عن دوران الكتلة غير متجانسة الكثافة. فلو تصوّرنا توقّف الأرض عن الدّوران سواء حول نفسها أو حول الشّمس، أو أيّ دوران آخر وكان المجال متغيّرا مع الزّمن، ماذا كان سيحدث؟ هذا المقال ليس معدّا للإجابة على هذا التّساؤل بل للإجابة على تساؤل تغيّر المجال مع الزّمن النّاشئ عن الدّوران، وهو أقلّ بكثير من التّساؤل الأول، والذي ربّما نحاول الاقتراب منه بالفحص في مقالات قادمة.
أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
-
محمود دروش من أكثر الشّعراء استثمارا للقرآن الكريم.
وإن هو كان قد زلّ في طريقة التّعامل مع كتاب اللّه جلّ وعلا، في مرحلته الأولى، وساير ما كان شائعا عند اليسار من انتهاك لقدسيّة النصّ القرآني، كما هو الشأن في قصيدته: التّسجيليّة: «مديح الظّل العالي»، التي تعود إلى عام 1983، فإنّه ما لبث أن استقام على الطّريقة، واستثمر القرآن العظيم بشكل إيجابي.
د.حسن الأمراني
-
«إذا الشّعب يوما أراد الحياة *** فلا بدّ أن يستجيب القدر»(1).
لكلّ فرد عقيدة وضمير، وبعضهم يلتقون حول أهداف مشتركة تجمعهم على اختلاف مللهم وتشعّب مذاهبهم على قلب رجل واحد. هكذا اليهود والنّصارى، لن ترضى حتّى نتّبع ملّتهم. وهكذا المسلمون لا في صدّهم لهذه الرّغبة فقط، بل في نشر تعاليم الإسلام واتساع رقعته. وهكذا الشّعوب باختلاف دياناتهم وعقائدهم تلتقي حول أهداف بعيدة المدى تعزّز ميزان القوى النّاعمة والخشنة، لتتصدّر الأممّ وتخضعها لسلطانها، فتقودها لما يزيدها تحصينا وقوّة.
م.رفيق الشاهد
-
إذا كنت لا تعرف اللّه فلا تصلح أن تكون أمينا على خلقه. وإذا لم تلبس أقنعة الصّبر اخترقتك السّهام وأوجعتك الأورام والأسقام واتهموك بما ليس في الحساب. عندما يحتاج اليك من هو أعلى رتبة منك، فاعلم أنّه يريد أن ينقذ نفسه ويورطك.وإذا صاحبت الكلب تعلّمت النّباح وحلاك ببعض طباعه، وإذا داعبته تجرأ عليك ولعق خدّك.
محمد المرنيسي
-
ضيفنا في هذه الحلقة هو «أبو الريحان محمد بن احمد البيروني»، ولئن كان البيهقي والشهرزوري ينعتانه بأنّه من أجِلَّاء المهندسين، فإنّه ليس رياضيًّا قُحًّا، كسَلَفِه الخوارزمي أو أبي سعيد السجزي أو سواهما، بل يتقاطع مع قُطْب الرّياضيات والفلك قطبٌ آخر، هو التّاريخ والحضارات والأنثربولوجيا، ثمّ ما يستتبع تقاطعهما من مباحث تجريبيّة أبدع فيها البيروني، هي الجغرافيا والجيولوجيا والمعادن وأيضًا الطب والصيدلة. فلا ننسى الطابع الموسوعي للعالم في العصر الوسيط. الفلك والرياضيات أولًا وقَبْل كل شيء، والتاريخ والحضارة ثانيًا، ثم العلوم الطبيعية التجريبية، تلك هي مقاطعات علم البيروني.
التحرير الإصلاح
-
بكفّ يطهو الدّفء في قدر الحنين
وكفّ يلاعب النّار كي يصنع العجيب
وكلاهما في تناغم ويعطيان شيئا
واحد يحضن اللاّشيء
نجوما تضيء سمائي
يا من نسجتِ درع الأمان
بهاء الحامدي
-
إن رُحتَ تسألُ عن رجالْ في غزّةٍ تلقَى الــرّجـالْ
وإذا سألـــتَ عــن الألــى قد أُلـبٍسوا ثوبَ الجلالْ
أو أذهــلــــوا الدّنيـا بـمـا كتبــوه في سِفرِ المِحالْ
أ.د.وليد قصاب
-
مـا لذّة النّصر الاّ مـن لــه وشـــم *** في عزّ معركة الطّوفــان يا صنـــم
كم حرّكت صرخات الطّفل أفئـــدة *** وأنت منشغــل باللّهــو تبتســــم
عبد الله الرحيوي
-
عن أبي ذر الغفاري - رضي اللّه عنه - عن النّبي ﷺ فيما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ أنّه قال : «يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما فلا تظالموا»(1). نصّ هذا الحديث على تحريم الظّلم بين العباد، وهو من أعظم المقاصد التي جاءت الشّريعة بتقريرها. وقال ﷺ : «اتقوا الظّلم، فإنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة،»(2) كان النّبي ﷺ حريصًا على إرشاد المؤمنين إلى محاسن الأخلاق وتحذيرهم من مساوئها، ويخبرنا ﷺ في هذا الحديث عن الظّلم ويحذّرنا منه بصوره وأنواعه، إذ إنّ عواقب الظّلم وخيمة في الدّنيا والآخرة، وأنّ الظالم يعود ظلمه عليه يوم القيامة بالظّلمات التي ستحيط به فلا يهتدي بسببها.
علي عبيد
-
شهدت البشريّة كوارث عدّة، سواء طبيعيّة أو كان الإنسان سببًا فيها. وما تاريخ الإنسان إلاّ تاريخ الحروب، والغزوات، والثّورات، والدّمار، وأيضًا تاريخ الإصلاح والبناء. بناء عالم وحضارات متقدّمة، لها رصيد غنيّ يظهر جليًّا، سواء في الجانب المادّي الآلي أو الجانب القيمي الأخلاقي المحلّي الخاصّ بها.
إنّ أيّ إصلاح وبناء معيّن يأتي من المدرسة والتّربية؛ تربية النّشء والطّفولة على القيم التي نريد، بشرط ألاّ نقوم بأدلجتها لصالح جهة معيّنة لتسود قيمها، بل لصالح الوطن وبناء الأمّة وفي سبيل التّقدّم الحضاري بشقّيه المادّي والأخلاقي. ولنا أمثلة في التّاريخ، سواء في الماضي البعيد أو القريب.
سعيد بنجرادة