أهلا وسهلا!

مجلّة الاصلاح هي محاولة "الكترونية" للتأسيس لدوريات سياسيّة فكرية ذات منحى إصلاحي .. نريد من خلالها المشاركة في بلورة فكرة وسطيّة تتفاعل مع محيطها وتقترح عليه الحلول لمختلف مشاكله الفكرية والسياسية والاجتماعية. نريدها حاضنة لأفكـار ورؤى تناضـــل من أجل بناء دولة فلسفتها خدمة المواطن، ومجتمع مبني على التعاون والتآزر والعيش المشترك في كنف الحريّة والمساواة . نريدها منبرا للتحليل واقتراح البديل من دون تشنّج إيديولوجي ولا تعصّب لفئة دون أخرى. نحلم أن نواصل مـــا بدأه المصلحـــون، دون تقديـــس لهم أو اجتـــرار لأفكارهم. ننطلق من الواقـــع الذي نعيــش فيــه، متمسكين بهويتنا العربيـــة الاسلاميــــة ومنفتحيــن علــى العصـر وعلى كل فكرة أو مشروع يؤدّي إلى الإصلاح .
مجلّة الاصلاح هي دورية نصف شهرية توزّع مجّانا عبر البريد الإلكتروني.

لتحميل العدد

الافتتاحيّة

الصراع مع العدوّ الصّهيوني ليس الحرب العسكريّة التي تدور رحاها منذ شهور في غزّة، فهذا وجه من وجوه الصّراع، ونتائجه لن تحسم الأمر لصالحنا أو لصالح العدوّ، بل هو صراع شامل في مختلف السّاحات الاقتصادية والسّياسية والثّقافيّة. وهو صراع لا يهمّ الفلسطينيّين لوحدهم وإنّما يهمّ كلّ من يؤمن بالقيم الإنسانيّة العليا ويدافع عنها. إنّها معركة بين ثقافتين متناقضتين في الأهداف والوسائل، ثقافة شيطانيّة مادّية أهدافها الهيمنة والابتزاز والسّيطرة على الثّروات، ووسائلها القتل والتّخريب والدّمار، والكذب على ذقون النّاس بشعارات لا تمتّ إلى الواقع بصلة، مع تشويه متعمّد ومتواصل للثّقافات المخالفة وخاصّة الثّقافة الإسلاميّة التي تقف في الطّرف المقابل بأهداف إنسانيّة نبيلة تحقّق قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا... ﴾، ووسائل ترتكز على القدوة الحسنة واحترام حقوق الإنسان والعدل، وتجسّد قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...﴾.
اقرأ المزيد

لتحميل الكتاب الجديد

المقالات

  • مع احتدام الصّراع في غزّة بين قوى المقاومة وجيش الكيان الصّهيوني، وتمادى الصّهاينة في غيّهم وتدميرهم وجوه الحياة في القطاع بقتلهم الأطفال والنّساء وتخريب ممتلكات الغزّاويين من مبان وأراض زراعيّة، يزداد حزننا وألمنا كمسلمين لحال إخوتنا في فلسطين، وعجزنا عن مساعدتهم على وقف العدوان عليهم، وتضيق صدورنا وتتسرّب إلى قلوبنا مشاعر الهزيمة، لكنّ عقولنا تأبى قبول ذلك، فنهرع إلى كتاب اللّه نتدبّر آياته ونبحث فيها عن بشائر تعدّل مشاعرنا وتجعلنا نأمل بغد أفضل، فنعمل من أجل الوصول إليه، ألم يقل اللّه عزّ وجل: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾(الإسراء:9)؟.. فتدبّر سور القرآن وآياته يجعلنا نهتدي حتما إلى أقوم السّبل التي تخرجنا ممّا نحن فيه، ويبشّرنا إن عملنا الصّالحات (أي كلّ عمل لا يدخل في خانة الفساد في الأرض) أن يكون لنا أجر كبير في الدّنيا وذلك بالنّصر والعزّة والحياة الكريمة، وفي الآخرة بالفوز بالجنّة والنّجاة من النّار.
    فيصل العش
  • تميز أحمد فرديد (1) بموهبةٍ وذكاء نادر، وتكوينٍ وخبرةٍ ممتازة في اللّسانيات والفيلولوجيا، وبراعةٍ في ابتكارِ ونحتِ المصطلحات، والتقاطِ ألفاظ من مجالٍ تداولي وزجّها في مجال مغاير. هذا ما منح خطابَه وأحاديثَه حساسيةً لغويّة فائقة، وجاذبيّةً فريدة وقع في شراكها كثيرٌ ممن أصغوا إليها. تحرّرتْ مصطلحاتُه من الألفاظ والكلمات المستنزَفة بالاستعمال المكرّر المبتذل حدّ الإنهاك. غواية لغته بهرت أبرزَ مثقفي عصره، وأغوتهم بالإنصاتِ لصوته المميز والتلقّي منه، والإدمانِ على حضور ندوته الأسبوعية «الحلقة الفرديديّة».
    أ.د.عبدالجبار الرفاعي
  • كان لافتاً للنّظر في إحدى جلسات «المؤتمر القومي العربي» الذي عُقد في 31 أيار/ ماي – 2 حزيران/ جوان 2024، وبعد أن قدَّم أصحاب الأوراق أوراقهم، وبعد أن أتمّ المُعقّبون تعقيباتهم، وردّ أصحاب الأوراق عليها، أن يقوم مدير الجلسة قبل إعلان نهايتها بإبداء ملاحظة ينتقد فيها ما ذكره أحد أصحاب الأوراق، أنّ معركة «طوفان الأقصى» عزّزت المشروع الإسلامي لفلسطين؛ وحاول المدير نفي الصّفة «الأيديولوجيّة» عن المعركة، وأنّ حماس هي حركة تحرّر وطني، محذّراً من تعزيز البعد الإسلامي أو إبرازه. وختم الجلسة دون أن يتيح لصاحب الورقة حقّ التّوضيح والردّ!!
    أ. د. محسن محمد صالح
  • ليست الأخلاق هي تلك الصِّفات التي يجب أن تظهر في السُّلوك، ولا حتىَّ في الفضاء الاجتماعي فيما يذهب النّاس ويجيئون، إنّها لا تنحصر هنا فقط؛ بل إنّ ثمَّة منطقة في الإنسان لم تمسسها الأخلاق بشكل فعلي وتأسيسي، وأقصد بذلك منطقة الذَّات المُفَكِّرة أو الأنا الباحثة عن المعرفة والمُهتمَّة بالبحث العلمي في مجالاتها وميادينها، لذلك؛ فإنَّ القيم الأخلاقيّة قد انحصرت في السُّلوك وفي الفضاء العام، ونسي الإنسان الباحث عن المعرفة أنّ هذه القيم شرط في قوّة المعرفة وفي التّحقّق بالمعايير العلميّة التي تثمر في البُحوث النّوعيّة وتؤثّر في مجرى الأحداث.
    أ.د. عبدالرزاق بلقروز
  • بعد أن تطرّقنا في سلسلة من ثمان حلقات متتالية ( من العدد 187 إلى العدد 194) إلى بناء الكون في المنظور القرآني، ثمّ خصّصنا سلسلة أخرى من ست حلقات ( من العدد 195 إلى العدد 200) للحديث عن بناء العالم في المنظور القرآني، وبيّنا من خلال آيات القرآن الكريم شبكة التّفاصيل المتعلّقة ببناء هذا العالم من أجل أن يكون صالحاً للمسعى البشري، قديراً على الاستجابة لتحديّاته وبإرادة الله ومشيئته التي مكّنت الكرة الأرضيّة من استقبال الإنسان، وفتح الطّريق أمامه واسعاً عريضاً لأداء مهمّته الاختباريّة التي خلق العالم من أجلها، نسعى ضمن هذه السّلسلة من المقالات الجديدة (أربع حلقات) إلى مناقشة مسألة نهاية الكون أو نهاية التاريخ كما يحلو للبعض تسميتها، من خلال عرض موقف النّظريات المادّية بشقيّها الماركسي والرأسمالي ونقدها، وتبيين إفلاسها وبطلانها (الحلقة الأولى والثانية) ونبيّن للقارئ كيف تعمل تلك النّظريات على تجريد العالم من بطانته الرّوحيّة، والوجود من تجذّره في الغيب، وتمنح السّلطة المطلقة للاقتصاد، وتتّخذه إلهاً وتسعى إلى فرض ذلك على شعوب العالم كلّه. وفي الحلقة الثالثة سنستعرض مع القارئ الكريم كيف يرى الفيزيائيون والفلكيّون نهاية الكون وبالتّالي نهاية التاريخ، لنختم في الحلقة الرابعة والأخيرة بعرض نهاية التّاريخ كما يعرّفها كتاب اللّه. ونذكّر أنّ هذا البحث الذي يسعى لجعل اللقاء بين العلم والدّين لقاء حميميّا على عكس ما تسعى إليه النّظريّات الغربيّة، لا يعدو ان يكون تمهيداً لبحوث شاملة نرجو أن تنفذها مجموعة من الباحثين المختصّين بالعلوم القرآنيّة وبعلوم الفيزياء والكيماء وغيرها من العلوم لتبيّن للعالم البطانة الرّوحية للعالم المنظور وأهمّية الخبرة الدّينيّة وضرورتها للحياة البشريّة، فيلتقي بذلك العلم ثانيةً مع الدّين !!
    أ.د.عماد الدين خليل
  • عرضنا، من خلال ما نشرناه على أعمدة مجلة «الإصلاح» في عددها السّابق(1) ، مُستوى الفقر من خلال تمثيله بدالّة مفادُها أنّ مُستوى الفقر يتغيّر بتغيّر ثلاثة عوامل، بعبارة أخرى أنّ مُستوى الفقر يُحدِّده مضمون المُقاربة المُعتمدة والنّظرة للإنسان المُنبثِقَة عنها وكذلك سُلوك هذا الأخير كمُتغيِّرات، وبتغيّرها يتغير مُستوى الفقر، فما هي المُقاربات المُعتمدة وما أثر مضمون كلّ منها على مستوى الفقر؟ هذا ما سنهتم به في هذا العدد، على أن نخصّص المقال الموالي لاستقراء النّظرة المُنبثِقَة عن كلّ مقاربة للإنسان ونخصّص الذي يليه لتحليل سُلوك الإنسان وأثره على مستوى الفقر.
    نجم الدّين غربال
  • إنّ اللّغة الّتي تُمثّل أكثر الأشياء التصاقا بحياة الإنسان، مرّت لامحالة بمراحل تشهد بمدى تعلّق الإنسان بها وتعقّله لها صوتا ولفظا ومعنى، حتّى تبلورت في هذه المستويات علوم ونظريّات. وقد انطبعت اهتمامات المسلمين بجانبيْ التّلفّظ والإفادة بطابع الإعجاز إبرازا لقيمة الكلام الإلهي. وفي كلّ الأحوال الّتي تجلّت فيها العلوم اللّغويّة والتّفسيريّة ظلّت ثنائيّة اللّفظ والمعنى هي اللّبنة الأساسيّة الّتي يتمّ منها الانطلاق. وهكذا يجدر بالدّارس قبل الخوض في مفهوم التّرادف وما ينجرّ عنه من مسائل، أنْ يُشير إلى الإطار العامّ الّذي يتنزّل فيه كلّ ذلك، وهو مجال العلاقة بين العلامة اللّغويّة والمعنى الّذي تتضمّنه. وهو ما يُطلق عليه في التّراث اللّغوي بثُنائيّة اللّفظ والمعنى.
    د.ناجي حجلاوي
  • يقوم التّفسير الحيَوِيُّ النّاجح للنُّصُوص على مُعَادَلَةِ التَّوَازُنِ بين الذّات والموضوع؛ ذلك أَنَّ كُلّاً منهما مشروع ومسموح به في تفسير النّص واستقباله ما دام لا يطغى على الآخر، أو يستبعده، أو يَسْتَبِدُّ هُوَ وحده بهذا النّشاط المعرفي الهامّ. والذّات معناها إحساس المفسِّر بالمعاني، وشعورهُ تِجاهها، وما تركته في نفسه من أثر، أو أَوْحَتْ إليه من أَفْكَارٍ وَمَشَاعِرَ، وما استطاع أن ينفُذَ إليه منها ممّا لا يَسْتَطِيعُ أن يَنْفُذَ إليه غَيْرهُ. وهذه الذّاتُ حاضرةٌ عند التَّعامُلِ مع النّصوص عادةً، وقد يمكن أن نُعَبِّرَ عنها -بِلُغَةِ النّقد الأدبي الحديث- بِأُسْلُوب التَّلَقِّي أو أُسْلُوب قِرَاءَةِ النّص واستقباله.
    أ.د.وليد قصاب
  • خرج الفنّان المغربي «نعمان لحلو» بتصريح شاذّ وغريب عن مسيرته الفنّية، وإن كان مسايرا فيه موجة تغيير البوصلة الهوياتيّة التي تتفاعل في المنطقة، حين قال في مقابلة مع أحد المواقع الإلكترونيّة المحلّية بأنّه ضدّ العروبة(1)، وأنّ المغاربة لا علاقة لهم بالمشرق. وهذا القول وإن بدا في ظاهره عفويّا، خاصّة بعد الانتقادات التي طالته في مواقع التّواصل الاجتماعي وطالت نقده للفنّانين المشارقة مثل «محمد عبد الوهاب»، فإنّه عدّ جزءا من مسار طويل لقطع المغرب عن عمقه العربي الإسلامي واعتقاله في حدوده المكانيّة، مع ما يفرضه ذلك من ضرورة بناء أسطورة الذّات المتميّزة والمزايلة، وإسقاط المتخيّل الجماعي على الفضاء والمكان.
    فؤاد بوعلي
  • نهدف من وراء هذه السلسلة من المقالات الى تدبر عدد من الآيات التي تشير لظاهرة اللّيل والنّهار. افترضنا وجود مفهومين قرآنيين واحد لليل وآخر للنّهار بعد قراءة علميّة لآيتين ورد فيهما لفظ الضّحى حيث تبيّن لنا أنّهما تعطيان التّفسير العلمي لظاهرة النّهار. استعملنا هذين المفهومين كموجّهين للبحث، وتوصّلنا بهما الى استخراج الدّلالات العلميّة التي تختزنها الآيات التي تشير إلى غشيان اللّيل للشّمس وللنّهار وإخراج النّهار وتجلّيه وتجليته للشّمس وسلخه من اللّيل وغيرها. ومن الآيات التي أفردناها في هذه السّلسلة ببحث خاصّ آية تكوير اللّيل على النّهار وتكوير النّهار على اللّيل لأنّها تشير صراحة الى شكل الأرض الذي بات معلوما وبدقّة عالية من طرف البشريّة.
    نبيل غربال
  • دعنا نحيط بما أنف ذكره لعلّنا نظفر بخلاصات صحيحة لا خلاف عليها، ثمّ نتفرّغ لما هو مختلف فيه. لعلّ أوّل تلك الخلاصات في قضيّة الرّبا بصفة خاصّة هي : أنّ التّشديد الأعظم من الإسلام قرآنا وسنّة معا هو على أكل الرّبا. وهذا معلوم بالعقل إذ أنّ آكل الرّبا لا يقع تحت أيّ ضرورة عدا غريزة سبعيّة كاسرة عليه التعفّف منها. أمّا مؤكل الرّبا (رغم الإختلاف في من هو المؤكل : هل هو قياسا على الرّائش في المشهد الإرتشائيّ أي الوسيط، وهو ما أرجّحه ولو بغلبة ظنّ، أو هو الشّريك المباشر في المشهد الرّبويّ أي معطي الرّبا) فهو معذور بالضّرورة ـ بل بالحاجة التي تنزل منزلة الضّرورة كما سطّر ذلك الفقهاء دون لجاجة ولا إعتراض ـ ما لم يكن مقيسا هنا على الرّائش. ولكنّ يظل السّؤال الذي لا ينجو منه مسؤول ممّن يسألون من المسلمين هو : «ما هي الضّرورة؟» ذلك أنّ بعضا ممّن سبق قيّدوها : بعضهم بالكلّيات الخمس أو الستّ المعروفة. ولا ضرورة في مجال الحاجيّات والتّحسينيات على عادة النّاس دوما في التّوسيع والتّضييق. وهل أنّ الضّرورات تتغيّر من عصر إلى عصر ومن مصر إلى مصر أم هي ثابتة؟
    الهادي بريك
  • التّعليم والتّربية ظاهرتان ملازمتان للمجتمع في كلّ عصر وفي كلّ مصر، وقد شهدت الإنسانيّة في العصر الحالي أهمّية متزايدة لفلسفة التّربية وأهدافها ومناهجها، حيث تعاظم الاهتمام بدور المدرسة وعلاقتها بالمجتمع، وما من شكّ في أنّ دور المعلّم ووظائفه ومسؤوليته، قد تزايد في المجتمع ما يستوجب إعادة تأهيل المدرّسين لمواكبة التّغيّرات المستمرة في كلّ المجالات، ولعلّ المعلّم النّاجح هو الّذي يتميّز بالشّخصيّة القوّية، وبالذّكاء والموضوعيّة، والعدل والحزم، والتّعاون والحيّوية، وأنْ يكون متسامحًا ليّنًا في غير ضعف، وقوّيًا في غير عنف، ومع كلّ ذلك يجب أن يكون واسع الأفق مطّلعًا على أهمّ منجزات النّظريّة التّربويّة، وأنْ يكون صاحب أداء متميّز، وأنْ يكون محبًّا لعمله، مخلّصًا له ومتحمسًا للقيام بواجباته. وإذا كانت مكوّنات الفضاء المدرسي تتجاوز المدّرس إلى الإطار المؤسّساتي العامّ، فإنّ من أوكد شروط النّجاح التّعليمي والتّربوي هو توفير المعدّات واللّوازم التّربويّة الضّروريّة لإنجاز العمليّة التّعليميّة في أحسن الظّروف، ومن ثمّ يُقدّر المعلّم حقّ قدره لأنّه يُساهم في صناعة الذّوات البشريّة وتنميتها بالوعي والعلم والرّعاية، ما يُوفّر جيلاً فعّالاً وإيجابيًّا يُعمّر الأرض بأخلاق قويمة وقيم رفيعة يُجنّب الحرث والنّسل العنف والتّشدّد اللّذيْن لا يُبْقيان ولا يذران في الحياة أمرًا إيجابيًّا إلاّ وقضيا عليه. وما من شكّ، في أنّ الاستعانة بالخبراء النّفسيّين والاجتماعيّين عامل جوهري في تطوير العملية التّربوية وربط المدرسة بفضائها الاجتماعي، ولمعالجة كلّ هذه القضايا تطرقنا في الجزء الأول من مقالنا (العدد 203، جوان 2024 ) هذا إلى المستويات التّالية: التّعليم والقدوة، والنّتائج المنجرّة عن غياب القدوة الحسنة، ونخصّص هذا الجزء الثاني والأخير للحديث عن الأخصائي الاجتماعي كشرط للسّلامة التّربوية، وعن المعلّم القائد الكاريزمي وكلّ ذلك بأسلوب تحليلي نقدي.
    د.أشواق طالبي المصفار
  • يُعتبر فعل الرّحلة ممارسة معرفيّة بامتياز حيث تتداخل فيه الرّغبة في الاكتشاف والانهمام في التّصنيف الحضاري، سواء تحقيريّا أو تفضيليّا، مع إبراز دائم للرّهانات السّياسيّة والماديّة والنفسيّة للرحّالة نفسه كفاعل اجتماعيّ. وقد مثّلت البلاد التونسيّة، لفترات تاريخيّة طويلة، وجهة مفضّلة للرّحلة سواء العلميّة أو الترفيهيّة. ولهذا زارها عدد كبير من الفرنسيّين مباشرة بعد انتصاب الحماية الفرنسيّة. وقد وصل الرحّالة محمّلين برهاناتهم، فمنهم من نظر للبلاد التونسيّة كمخبر للتّجارب الحضاريّة في سياق نظريّة عبئ الرّجل الأبيض، ومنهم من تمثّلها باعتبارها مشروعا اقتصاديّا (فلاحة، صناعة...) ناجحا، كما عُدّت البلاد التونسيّة مجالا حيويّا للجغرافيا السّياسيّة الفرنسيّة من خلال موقعها في المتوسّط أو لمجاورتها للجزائر. نبتغي من هذا المقال (الذي يأتيكم في حلقتين) تبيّن دور الرّحلة في ابتكار الذّواكر التّاريخيّة التّونسيّة أو إعادة إحيائها، وقد تخلّل مُجمل العمل اشكاليّة أساسيّة هي: ما هي علاقة الرّحلة الفرنسيّة للبلاد التّونسيّة خلال المرحلة الأولى للاستعمار بإعادة ابتكار أجزاء من التاريخ التونسي وإنتاجه؟ وما هي طبيعة علاقة مؤسّسة الاستعمار بذلك؟
    د. محمد البشير رازقي
  • يمثل التّعارف مبدأ أساسيّاً يحثّ على التّواصل الإيجابي بين النّاس، مرتكزا على القيم التّربويّة الأصيلة والتي تعزّز التّسامح والتّعاون بين أفراد المجتمع. ينبغي أن نتفهم أنّ التّعارف لا يقتصر فقط على التّعرّف السّطحي على الآخرين، بل يتضمّن أيضاً فهماً عميقاً لهم ولثقافاتهم واحترام حقوقهم وقيمهم.
    محمد أمين هبيري
  • من شدّة وطأة الصّدمة الحضاريّة القويّة، التي أوقدتها شرارة الانبهار بتقدّم الغرب، استيقظ الفكر الإسلامي من سباته العميق، فكان البدء، وكان أول الفعل حديثا عن سبيل خروج الأمّة من وضعيّة الانتظار واللّحاق بركب المدنيّة الحديثة، فتعالت الأصوات، ونصبت المنابر، وتشكّلت التّيارات، فتأسَّس الفكر الإصلاحيّ على سؤال مركزي هو: «لماذا تأخَّر المسلمون وتقدَّم غيرهم؟» [الذي استعاره الأمير شكيب أرسلان عنوانا لواحد من كتبه]؛ وهو سؤال النّهضة الذي انطلقت منه كافّة المدارس والمذاهب الإصلاحيّة على تعدّدها وتنوّعها واختلاف اختياراتها وتوجّهاتها.
    د.علي رابحي
  • كما وعدناكم في مقالنا السابق بمجلّة الإصلاح: «فاحشة الزّنا في القرآن الكريم»(1) نتطرّق في هذا البحث إلى «فاحشة الشّذوذ الجنسي في القرآن الكريم». وقد فضّلنا استعمال مصطلح «فاحشة الشّذوذ الجنسي» على «فاحشة قوم لوط» حتّى يقع ترسيخ «واقعيّة» هذه الجريمة، ولا ينظر إليها كأنّها قصّة تاريخيّة (مرّ عليها الزّمن)، إلاّ أنّه لا يصحّ بأيّ حال من الأحوال استعمال مصطلح «اللّواط» لأنّ اسم الرّسول «لوط» أشرف من أن يكون مصدرا لهذا الفعل الشّنيع، ولولا «تعويم» مصطلح الفاحشة في تراثنا الفقهي، حيث صارت الفاحشة تطلق على عدّة أمور، من التعرّي إلى القول الفاحش، لكان استعمال مصطلح الفاحشة (معرّفا) كافيا لتعريف هذه العلاقة المشينة، كما ورد في القرآن الكريم.
    لسعد سليم
  • لا تنهض الأمم إذا لم يكن لأبنائها على اختلاف مستويات أعمارهم شغف بالسّؤال المعرفي والذي تستتبعه همّة فولاذيّة تحفر في كلّ شيء لاستكشاف إجابة منطقيّة صحيحة على التّساؤل، ومن ثمّ السّهر على تطبيق ذلك الكسب المعرفي للاستفادة منه في مناحي الحياة المختلفة. أحد هذه الأسئلة ما يلي:
    أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
  • يقدم هذا الكتاب بين يدي القارئ العربي بحثا صريحا لا نفاق فيه حول طبيعة الإنسان وتأثرها بطائفة من المفكّرين الأفلاطونيّين الذين لهم أسلوب في التّفكير يحاكي أسلوب الواعظين، لأنّهم يكثرون من الوعظ اعتقادا منهم بأنّهم يستطيعون بذلك تغيير سلوك الإنسان وتحسين أخلاقه. إنّهم دأبوا على هذا من مئات السّنين، والنّاس أثناء ذلك منهمكون في أعمالهم التي اعتادوا عليها ولا يتأثّرون بالموعظة إلا حين تُلقى عليهم، فنرى الواعظين يتباكون في مجلس الوعظ ، ثمّ يخرجون منه كما دخلوا لئاما . ولقد جرى مفكّرونا اليوم على أسلوب أسلافهم القدماء، لا فرق في ذلك بين من تثقّف منهم ثقافة حديثه أو قديمة، كلّهم تقريبا يحاولون أن يغيّروا بالكلام طبيعة الإنسان .
    مريم الخالدي
  • “I’ll Be So Glad When the Sun Goes Down” «سأكون سعيدًا جدًا عندما تغرب الشّمس»، هذا مطلع أغنية من «البلووز» مشهورة يغنّيها السّود في أمريكا. أرأيتم؟ مدى معاناة الشّعوب المضطهدة؟ لمّا يستبشر النّاس العاديّون بطلوع الشّمس، ينتظر آخرون ساعة الخلاص في غروبها!.
    رفيق الشاهد
  • الصّبر قيمة مُثلى ثابتة يحتاجها الإنسان في حياته للتّوازن والإعتدال والمداراة ومسايرة نسق زمانه والثّبات عند المصائب . والصبر عون للإنسان، فليست حياة الإنسان كلّها رخاء ورفاهيّة، فلا تثبت على حال واحدة، بها منخفضات ومرتفعات ومطبّات ومنعرجات وطريق سويّ أحيانا .
    شكري سلطاني
  • هذا البحث الذي قمت به على مدار ما يقارب خمس سنوات، هو ثمرة لقاءاتي مع الكثير من كبار السّن من قرى ومدن فلسطينيّة كثيرة، ومن مهجرين ولاجئين كثيرين، حيث استمعت للهجات كثيرة من مختلف القرى والمدن التي سكنوها بعد تهجيرهم عام 1948، ممّا شجّعني على البحث والكتابة في هذا الموضوع. وممّا لا شكّ فيه، فأنّني لم أقم بعرض جميع اللّهجات الفلسطينيّة المتداولة قديما وحديثا، لكنّني حاولت قدر الإمكان إبراز أهمّيتها في هذا البحث الذي نقدّمه للقراء في أربع حلقات متتالية: في الأولى (العدد 202 ماي 2024)، وبعد مقدّمة استعرضنا فيها خصائص اللّهجة الفلسطينيّة، تطرّقنا إلى مفهوم التّراث والتّراث الشّعبي، وفي الثانية (العدد 203 جوان 2024) تحدثنا عن أهمّية التّراث الفلسطيني وواجب الأفراد في حفظه، وفي هذه الحلقة سنتحدّث عن محاولة الكيان الصّهيوني طمس تراث الشّعب الفلسطيني ولهجته، لنختم في الحلقة القادمة والأخيرة بإبراز واجبنا تجاه هذا التّراث.
    خالد إغبارية
  • جدّد شباب الإسلام فى القرن الثامن الهجري وأصبح مرجعاً لكل الفقهاء المجدّدين فى العصر الحديث.. تتلمذ على كتابات العزّ بن عبدالسلام والإمام الغزالى والإمام مالك. قال إن غرض الشريعة هو الحفاظ على المقاصد الخمسة وهى الدّين والنّفس والنّسل والعقل والمال.. وأكّد أنّ الحفاظ عليها هو تطبيق للشّريعة. إنّه عالم الأندلس الإمام أبو اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطى، الشهير بالشاطبى، وكنيته التى عرف بها «أبوإسحاق».
    التحرير الإصلاح
  • صَرَخَـتْ هُدى، نــادَتْ بِأَعْـلى صَوْتِها: أُمّـي... أَخـي... أُخْتـي... أَبـي... لَمْ تَسْتَجِبْ إِلاَّ مِياهُ الْبَحْرِ تَلْطِمُ خَدَّها. أَسَفاً عَلى فُقْدانِ مُعْتَصِمِ الْعَرَبْ!
    رشيد سوسان

إشترك في المجلة

إشترك بالنشرة الالكترونية
* :أدخل بريدك الإلكتروني
تسجيل

موقع التواصل الاجتماعي