أهلا وسهلا!

مجلّة الاصلاح هي محاولة "الكترونية" للتأسيس لدوريات سياسيّة فكرية ذات منحى إصلاحي .. نريد من خلالها المشاركة في بلورة فكرة وسطيّة تتفاعل مع محيطها وتقترح عليه الحلول لمختلف مشاكله الفكرية والسياسية والاجتماعية. نريدها حاضنة لأفكـار ورؤى تناضـــل من أجل بناء دولة فلسفتها خدمة المواطن، ومجتمع مبني على التعاون والتآزر والعيش المشترك في كنف الحريّة والمساواة . نريدها منبرا للتحليل واقتراح البديل من دون تشنّج إيديولوجي ولا تعصّب لفئة دون أخرى. نحلم أن نواصل مـــا بدأه المصلحـــون، دون تقديـــس لهم أو اجتـــرار لأفكارهم. ننطلق من الواقـــع الذي نعيــش فيــه، متمسكين بهويتنا العربيـــة الاسلاميــــة ومنفتحيــن علــى العصـر وعلى كل فكرة أو مشروع يؤدّي إلى الإصلاح .
مجلّة الاصلاح هي دورية نصف شهرية توزّع مجّانا عبر البريد الإلكتروني.

لتحميل العدد

الافتتاحيّة

بهذا العدد نكون قد أنهينا سلسلة أخرى من مجلّة الإصلاح، وأغلقنا العام الحادي عشر من عمر هذه المجلّة، ونستعدّ بذلك لإشعال شمعة جديدة مع صدور العدد القادم إن شاء اللّه. بدأت حلما وتحوّلت إلى حقيقة، وانطلقت كردّة فعل على ما عاشه الواقع الفكري والإعلامي في تونس من رداءة طيلة عقود، فأصبحت مع مرور الأيام والسّنين مشروعا ذا خصائص وأهداف واضحة. صدر العدد الأول سنة 2012 تونسيّا صرفا وغدت اليوم منبرا عربيّا إسلاميّا، مفتوحا على أفكار «الإصلاحيين» من كلّ الأقطار، فتجد في العدد الواحد مقالات من المغرب ومن تونس ومن الجزائر والعراق وسوريا ومصر وغيرها من الدّول العربيّة الإسلاميّة.
اقرأ المزيد

لتحميل الكتاب الجديد

المقالات

  • الثّقافة السّائدة في المجتمعات العربيّة ثقافة هجينة ليس بمقدورها احتضان صحوة كالتي حدثت قبل عشر سنوات، ولا يمكنها المساعدة على استثمارها لتحرير الشّعوب من التّبعيّة والتخلّف. لهذا فشلت الثّورة السّياسيّة الاجتماعيّة الأخيرة وأصيبت في مقتل، وانقلبت إلى مأساة وجراح قد يطول البحث عن بلسم لها. إن تغيير واقع الإنحطاط الذي تعيشه أمّتنا أمر في غاية الصّعوبة والتّعقيد، والخروج من نفق التّخلّف لا يمكن أن يحصل إلاّ عبر إحداث تغيير كبير في ثقافة مجتمعاتنا حتّى تتحرّر من العوامل المكبّلة لعمليّة نهوضها. لكنّ عمليّة الإصلاح الثّقافي المرغوب فيها ليست عمليّة يتمّ إنجازها في مخبر معزول عن العالم وليست ملفا تتمّ دراسته نظريّا والبحث فيه في غرف مغلقة، وإنّما هي فعلُ تفكيرٍ وتنفيذٍ داخل المجتمع نفسه بتركيباته المعقّدة وفي واقع يتأثّر بما حوله باستمرار. ولهذا فإنّ عمليّة الإصلاح الثّقافي تتطلّب إلماما بمختلف المؤثّرات السّلبيّة والإيجابيّة الممكنة، التي حددناها في أربعة عناصر، وتطرّقنا إليها في الأعداد السّابقة (183 ـ 184 و 185). كما تتطلّب عمليّة الإصلاح هذه العمل عبر مراحل أساسيّة ثلاث واعتماد وسائل ذات فعاليّة وتأثير. وبعد أن استعرضنا في العدد الفارط (187) هذه المراحل ومحاورها الأساسيّة، نكمل بحثنا هذا بالحديث عن الوسائل التي يجب استغلالها لنجاح عمليّة الإصلاح الثقافي وذلك بصفة مقتضبة على أن نعود إليها بالتفصيل في الحلقات القادمة إن شاء الله.
    فيصل العش
  • تحت عنوان «حتى يأتيك اليقين» كتب الأستاذ عبد السّلام المسدي(1) ذات مرّة في «العرب» مقالا متميّزا عن اندحار الأوضاع الفكريّة على أيدي بعض الجامعيّين التّونسيّين الذين يسعون إلى «تجفيف منابع الهويّة» بالحلول الاستئصاليّة. لم يذكر الكاتب في مقاله اسما واحدا من أسماء هؤلاء الذين أعرضوا عن إقامة معيار «ضبط حرّية الفكر بين خطاب العلم وخطاب الانتماء»، لأنّه ما كان يرمي فيما كتب إلى التّشهير بأحدٍ بقدر ما كان هدفه إيضاح موقفه من توجّه يعمل أصحابه من أجل التّألق عن طريق ادعاء القدرة على فصل الجامعة عن الهويّة باسم «ثوريّة حرّية الإنسان الفرد». الأمر يتجاوز أشخاصا بأعيانهم إلى نوع من التّكوين الفكري القائم على الانغلاق على معارف ومقولات لا يمكن إعادة النّظر فيها، أي أنّ صميم المسألة يتطلّب فهم الظّاهرة ودرسها وتشريح دوافعها أكثر من الحاجة إلى اتهام أشخاص أو شتمهم فضلا عن تكفيرهم.
    احميده النيفر
  • لقد سميت هذا البحث الذي سنقدّمه إن شاء الله في ثمان حلقات متتاليّة مدخلاً إلى بناء الكون في المنظور القرآني، وهو لا يعدو ان يكون تمهيداً لبحوث شاملة ينفذها مجموعة من الباحثين المختصين بالعلوم القرآنية وبعلم الفيزياء الكونية (الكوزمولوجي)، وأحسب أن المعهد العالمي للفكر الإسلامي يقوم بمهمة كهذه من أجل ملء الفراغ في هذا الموضوع الذي تفرّقت به السبل ... هذا إلى تناوله من قبل العديد من الباحثين في سياق الفكر الإسلامي المعاصر. إن أية مقارنة جادة بين معطيات القرآن الكريم بخصوص بناء الكون وبين كشوفات العلوم الفيزيائية والرياضية المعاصرة لابدّ أن تضع في حسبانها مبدأ إحالة هذه الكشوف على المعطيات القرآنية، وليس العكس بحالٍ من الأحوال، ذلك أن علم الله الخالق والمالك جلّ في علاه، هو غير معطيات الباحثين من علماء الفيزياء والرياضيات ... في الحالة الأولى نجدنا قبالة حقائق مطلقة يتحتم التسليم بها، وفي الثانية قبالة علوم تزداد بمرور الوقت قدرةً على تجاوز ظنّيتها، والالتحام الجاد بالحقائق الكونية ... وفي هذه الحالة، كما أكد هذا البحث مراراً وتكراراً، سيكون اللقاء الحميم بين الدين والعلم ... بين ما أكده كتاب الله، وما كشفت عنه العلوم المعاصرة بعد رحلة متطاولة في فيزياء الكون.
    د.عماد الدين خليل
  • لاشكّ بأنّ الصّلة الموجودة بين الثّقافة والفكر والمعرفة صلة حيويّة، فالفكر يتأثّر بالثّقافة كما يتأثّر الإنسان بخصائصه الجينيّة البيولوجيّة، وقد ميّز أهل الفكر دوما بين الأفكار الطّبيعيّة والأفكار الصّناعيّة، وقصدوا بالأولى ما يتشرَّبُه الفرد من الحاسوب الثّقافي الكبير، أي من محيطه الثَّقافي الأصلي؛ وقصدوا بالثّانية أي الصّناعيّة، التصرُّف في هذه الأفكار الطَّبيعيّة الأصليّة؛ بلغة علميّة وتقنيّة اصطلاحيّة خاصّة، وكأنّ الأفكار الطّبيعيّة أفكار للجمهور، والأفكار الصّناعيّة أفكار للنّخبة، والفرق بينهما ليس فرقا نوعيّا، وإنّما هو فرق في اللُّغة التي تَسْتَخْدمها النّخبة من خلال اصطلاحاتها وأشكال تواصلها؛وابن خلدون في مقدّمته لفت انتباهنا؛ إلى أنّ المنطق الذي يتداوله المناطقة «علماء المنطق» بقوانينه ومصطلحاته، ما هو إلاّ تصرُّف في أفعال الفكر الأصليّة؛ «فالمنطق أمر صناعي مُساوق للطّبيعة الفكريّة ومنطبق على صورة فعلها» (ابن خلدون،).
    عبدالرزاق بلقروز
  • يعطي اللّه تعالى أولويّة مطلقة للعقل (الخليفة)، على النّفس (أرض الخلافة)، و يؤكّد تعالى أنّ الإنسان (العقل) هو صاحب نفسه وعمدتها ولو ادّعى خلاف ذلك ﴿بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرهُ﴾(1).
    سعيد الشبلي
  • تروم هذه الدّراسة الى الوقوف على معالم وأسس «المقاربة الائتمانيّة» التي جاء بها طه عبد الرحمان كعلاج للمشكلة الفلسطينيّة في صراعها مع الكيان الإسرائيلي من خلال كتابه «ثغور المرابطة» وإبراز جانبها الفلسفي المبدع الذي ادّعى فيه طه أنّه باب غير مطروق لم يسبقه إليه أحد، محاولين بذلك الكشف عن هذا «المشروع الإئتماني النّوعي» وما يملكه من سلطةٍ روحيّة وعُدّةٍ مفاهيميّة تجديديّة، قادرة على مواجهة هذا التّحدي الإسرائيلي الذي تعدّى الاعتداء على الأرض المقدّسة الى الاعتداء على الشّعوب العربيّة الإسلاميّة بالتّطبيع. تطرّقنا في الحلقة الأولى (العدد 185) إلى إشكاليّة الدّراسة وطبيعتها ووضعناها في إطارها الزّمكاني مع إبراز أهمّية كتاب «ثغور المرابطة» للدّكتور طه عبدالرحمان باعتباره المرجع الأساسي الذي ترتكز عليه هذه الدّراسة. أمّا الحلقة الثّانية (العدد 186)،فقد خصّصناها إلى التّعريف بمعالم النّظريّة الاتمانيّة وعلاقتها بطبيعة الإنسان المقدسي ومكانة أبعاد بيت المقدس الدّلاليّة الحضاريّة في طرح طه عبدالرحمان، وكيفيّة تطبيق نظريّته لتشخيص طبيعة الإيذاء الاسرائيلي. وفي الحلقة الماضية (العدد 187) تعرّفنا على «البعد الفاعل في المقاربة الائتمانيّة» المتمثّل في «المرابطة المقدسيّة». وفي هذه الحلقة الأخيرة سنبرز أهمّية «المقاربة الائتمانيّة» ونتوقّف عند أهمّ ثغرة فيها، المتعلّقة بالجوهر الفاعل فيها، وهو «المرابط المقدسي»، لنختم في الأخير بعرض خلاصة بحثنا وأهمّ نتائجه.
    جواد أحيوض
  • الهروب إلى أعماق الذات منجاة من ضغط اللّحظة وتفاهتها. رحلة يختار فيها الوجدان الغياب الطّوعيّ عن الواقع، ترميما للذّات وصيانة لها من التّشظّي والتّيه في تفاصيل اليوميّ.
    سالم المساهلي
  • أصدر الحاخام اليهودي يتسحاق شابيرا رئيس المدرسة الدّينية اليهوديّة كتابا باسم «توراة الملك» تضمّن فتوى دينيّة تجيز قتل غير اليهود حتّى لو كان طفلا أو رضيعاً طالما يشكّل خطرا على الكيان الصّهيوني، وقد سُبقت هذه الفتوى بتصريحات سابقة للحاخامات الصّهاينة يستندون فيها إلى أحكام التّوراة، وذلك تشجيعا منهم لجنودهم وقادتهم لإبادة الفلسطينيّين ومن تطاله أيديهم.
    د.محمد عمر الفقيه
  • إنّ النّاظر في البناء اللّغوي للنّصّ القرآني انطلاقا من سورة الفيل يُلفي أنّ الخطاب يركز على دور المتلقّي «ألم تر». وبغض النّظر عن تحديد هذا المخاطب هل هو الرّسول أم المؤمن في كلّ عصر وفي كلّ مصر. فإنّ الملاحظ هو أنّ المشتغلين بالدّراسات القرآنيّة قديما وحديثا يعكسون الأمر ويركّزون على الباثّ ومقاصده ويهملون المتلقّي، وما يصدر عنه من تصوّرات وإمكانات في الفهم. ولمّا كان الوحي ناهضا على التّصوّر الرّمزي وضرب الأمثال واعتماد القصّة بما هي أداة في التّواصل مع المخاطب، فإنّ هذه الأدوات تحمل أكثر من إمكان تأويليّ. وما الجنوح إلى الاقتصار على مصداق واحد إلاّ تضييق من الآفاق الواسعة الكامنة وراء هذه الشّفرات اللّغوية المتعدّدة.
    ناجي حجلاوي
  • كان لوط -كما قرّرنا سابقا- المؤمن الوحيد في قوم إبراهيم، ورفيقَه الأوحد في الهجرة إلى الأرض المباركة، وهاتان حقيقتان لا ينبغي لمن يؤمن بالقرآن أن يشكّ فيهما وإن تمالأ أهل الأرض جميعا على الخلاف، ﴿وَمَنْ ‌أَصْدَقُ ‌مِنَ ‌اللَّهِ ‌حَدِيثًا﴾(1). وفي الأرض المباركة سيؤسّس المهاجران العظيمان حياة جديدة، بلغ من نجاحهما فيها أن صار أهل الأرض يعتبرونهما جزءا لا يتجزأ من اللّحمة القوميّة، فتحقّق بذلك الشّرط الاجتماعي للنّبوة، وحسبك شاهدا على ذلك قوله تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ ‌أَخُوهُمْ ‌لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾(2)، فقد صار القومُ قومَ لوط، وصاروا يعتبرونه أخا لهم، وتبوّأ فيهم منزلة أهّلته لأن يكون نذيرهم المبين، وناصحهم الأمين. فأنّى بمثل هذا لرجل كان منبوذا في قومه السّابقين؟ وما هي أهمّ وقائع نبوّته؟
    د.عثمان مصباح
  • ضمن ما يشغل عالم الأديان التّونسي عزالدين عناية، المدرّس بجامعة روما (إيطاليا)، صدر له كتاب جديد بعنوان: «الأديان الإبراهيميّة.. قضايا الرّاهن»(1)، وهو كتاب يعيد النّظر في مفهوم الأديان الثّلاثة، اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام، في ظلّ تحدّيات العالم الرّاهن. إذ يعيش التّراث الإبراهيمي أزمة بين الورثة، وتتوه الدّعوة الإبراهيميّة في وعثاء السّياسة، وليس من الهين لمّ شمل الورثة، وهو ما يضعنا أمام سؤال ما الذي تبقّى من الإبراهيميّة الحنيفيّة؟ إذ لم يتسنّ للأديان الإبراهيميّة، حتّى عصرنا الرّاهن، رسم خطّة مشتركة في التّعايش والاحتضان بين بعضها البعض. خطّة تتواضع بمقتضاها على حضور أتباع الدّين الآخر بين ظهرانيها، دون أن يلحقهم أذى أو ترهقهم ذلّة. وإن كانت حصلت معالجات منفردة لهذه المسألة، اختلفت تفاصيلها من دين إلى آخر، دون بلوغ أسس جامعة. فمن الأديان الثلاثة من يملك تشريعات في الشّأن، غير أنّها تقادمت، أو هُجرت، أو داهمتها التّبدلات الاجتماعيّة الهائلة، دون أن يتعهّدها أهلها بالتّهذيب والتّنقيح، على غرار مؤسّسة أهل الذّمة، أو مفهوم أهل الكتاب في الإسلام؛
    عزالدين عناية
  • لن يسلك إمرؤ طريق العبادة المؤمّنة لسعادة الدّارين حتّى يمتلئ تعبّؤا أنّ الإسلام كلّه من أوّله إلى آخره هو دين معلّل مقصّد معقول مفهوم. وذلك على معنيين : المعنى الأوّل هو أنّ كلّ النّاس حياله ـ فهما وفقها وعلما وسلوكا ـ سواء. فلا يفضل هذا ذاك ولا تلك هذه إلاّ بفضل الوعي. وليس بفضل المرتبة الدّينية التي لا وجود لها أصلا في الإسلام. المعنى الثّاني هو أنّ هذا الدّين إنّما ضمن إشعاعه وتجدّده وردّة النّاس إليه ـ حتّى عندما يكون في أتون الحرب المشنونة عليه من كلّ صوب وحدب ـ بسبب ما حواه من معقولية في تعاليمه، ومعان في أوامره ونواهيه وحكم لقصصه. ومقاصد لقيمه. لا تندّ عن ذلك عقيدة قال فيها الله نفسه مريدا تعليلها: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾(1). ولا إماطة أذى عن طريق بما يبثّ قيم الجمال والزّينة من جهة أولى على تضاريس الطّبيعة ومحالّ إقاماتنا. وبما يجعل النّاس متكافلين متضامنين كأنّهم جسد واحد من جهة أخرى. فيمهّد بعضهم لبعض مسالك العبور عفوا من الأذى والمعوّقات.
    الهادي بريك
  • يمكن شرح المبدأ الطّبيعي «أقل فعل» «The principle of least action» بما يُعرف بمسار الحديقة «Garden path»، ليست هذه ترجمة الكلمتين السّابقتين بل ترجمتها عند أهلها المتاهة، مثلما تسير داخل متاهة ثمّ تفاجأ بأنّ الطّريق مسدود، فتعود لتختار طريقا آخر. ومثل قاعدة الإبهام «Rule of thumb» وليست هذه أيضا ترجمة شبه الجملة السّابقة بل ترجمتها عند أهلها من واقع الخبرة. والآن جرّب الجملة التّالية: «Fruit flies like banana». التّرجمة الأولى ستكون: (الفاكهة تطير مثل الموز)، واضح أن هذا طريق مسدود، لقد فسّرت الكلمة الأولى على أنّها اسم، والثّانية فعل، والثّالثة حرف، ستعود حتما لتختار مسارا جديدا. التّرجمة الثّانية: (ذباب الفاكهة يحبّ الموز). هذا تفسير نحوي مختلف تماما، لقد جعلت الكلمة الأولى اسما جاريا مجرى الصّفة، والكلمة الثّانية اسما لا فعلا، والكلمة الثّالثة فعلا لا حرفا. ما تفسير هذا؟ لماذا تختار عقولنا المسار غير الصّحيح أوّلا في مثل هذه المسائل؟
    فوزي أحمد عبد السلام
  • وجدتني على صهوة الزّمن فكنت من حينها... مشروع قلم شهِدت نبض دمي لحظة بلحظة وفي لحظة ... نفد الحبر وتعطّل سيل الحروف عن البيان
    رفيق الشاهد
  • أحيي صديقي الأستاذ سمير أبو الهيجاء على نشاطاته وجهوده التي تُعتبر كنزا مهمّا في ثقافتنا وتراثنا الفلسطيني، حيث يوثّق فيها رواياتٍ وشهاداتٍ حيّةً عن نكبة شعبنا في عام 1948 وما قبل أيضا، وبهذه المهمّةِ يدحضُ الكثيرَ من روايات من احتل شعبَا واغتصب أرضه وهجَّره من وطنه . فالكاتب والباحث سمير أبو الهيجاء قدّم لنا في ثمانية كتبٍ من اصداراته العشرةِ: «أنا من هناك ولي ذكريات(2013)، الترانسفير المقنّع(2016)، اللّجوء القسري(2017)، إلى فلسطين(2018)، الشّيخ الصّامد(2017)، عين حوض ستبقى تشهد(2020)، حرّاس الذّاكرة(2021)، لمّا إمّي تحكيلي(2022)، حكاية صمود(2016)، شموخ الأحرار(2020)»،شهاداتٍ ورواياتٍ إنسانيّة حيَّةٍ لمرحلةٍ تاريخيّةٍ عاشها الشّعب الفلسطيني قبل نكبة عام 1948 وخلالها، جمعها من خلال زيارات إلى عدد كبير من مخيّمات اللّجوء في الأردن وقبرص وتركيا والضّفة الغربيّة وقطاع غزة والدّاخل الفلسطيني، وكنت برفقته في أكثر من ثمانين بالمئة منها، حيث وثَّق تلك الروايات الشّفويّة كتابة وتسجيلا مرئيًّا.
    خالد إغبارية
  • في صبيحة اليوم الرّابع والعشرين من شهر رجب 1342 الموافق لغرّة مارس 1924، أي قبل تسع وتسعين سنة، اجتمع حشد من الرّجال والنّساء والأطفال في ساحة سوق البلدة ينتظرون قدوم البطل ليزفّوه شهيدا للوطن. اقتاده الجنود مكبّل اليدين واتجهوا به نحو المنصّة، خيّم السّكون على المكان، تقدّم الضّابط الفرنسي نحو السّجين ذي الأربعين سنة بعصابة ليضعها على عينيه، لكنّه رفضها بشدّة متوجّها بكلمات ثابتة نحو زوجة أبيه التي كانت بمثابة أمّه قائلا:«لا تخشي عليّ يا أمي، فإنّي لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني..اللّه أكبر وللّه الحمد..» كلمات نزلت كالصّاعقة على آذان الجنود الذين اصطفّوا ليمطروا جسده بالرّصاص، لكنّها كانت بردا وسلاما على الحاضرين، زغردت زوجة الأب لمشهد موت السّجين وهو يكبّر وهتفت عاليا، مباركة شجاعته والشّرف الذي نالها منه. إنّه الشّهيد البطل «محمد الدّغباجي» أحد زعماء المقاومة الباسلة التي أَقَضَّت مضجع الاستعمار الفرنسي في تونس والإيطالي في ليبيا.
    التحرير الإصلاح
  • قصيدة تأبينا لشهداء الزلزال الأخير وعزاء لمصابيه ومنكوبيه رفع الله به درجاتهم وجعله آخر أحزانهم وعوضهم خيرا.. ..
    عبدالمجيد بلبصير

إشترك في المجلة

إشترك بالنشرة الالكترونية
* :أدخل بريدك الإلكتروني
تسجيل

موقع التواصل الاجتماعي