-
ذكرنا في المقال السّابق أنّ سنة كاملة من الدّمار والتّخريب وتجريف الأراضي وتدمير المباني على رؤوس أصحابها وقتل الأبرياء لم تكن كافية ليحقّق الصّهاينة أهدافهم المعلنة، بل أثبتت بصمود المقاومة في غزّة وإنجازاتها على الميدان أنّ «النّصر صبر ساعة» وهو آت لا محالة، وأنّ باستطاعتنا هزم الجيش الذي لا يقهر وإن أمدّه العالم كلّه بالدّعم المادّي والمعنوي. وذكرنا أنّ المقاومة الفلسطينيّة الباسلة ستنتصر حتما، لكنّ انتصارها سيكون بالنّقاط ما لم يكن مصاحبا بمقاومات أخرى تهدف إلى تفكيك الأعمدة الأساسيّة التي يقوم عليها الكيان الصّهيوني. وأكدنا أنّه بالرغم من أنّ الشّعب الفلسطيني هو رأس الحربة في مشروع تفكيك الكيان الغاشم وهو الذي يقود هذا الصّراع في بعض مراحله (كما يحدث اليوم في غزّة) فإنّ خلخلة هذه الأعمدة وتدميرها ليس مهمّة الفلسطينيّين وحدهم بل هي مهام كلّ العرب والمسلمين وأحرار العالم، وذكرنا أنّ بنيان الكيان الصّهيوني يقوم على عدد من الأعمدةبعضها فكريّ مبدئيّ عقائدي مرتبط بالشّعب والأرض، وأخرى ذات طابع عسكري وأمني بالإضافة إلى أعمدة تتعلّق بالدّبلوماسيّة والعلاقات الخارجيّة.وانطلقنا في المقال السابق بتسليط الضوء على عمودين يقومان على فكرتين مرتبطتين بالشّعب وهما «التميّز أو الحصريّة» و «الاستبعاد»، ونواصل في هذا المقال تسليط الضّوء على عمودين آخرين وهما «التّوسّع المستمر»، و«فرض الأمر الواقع» على أن نواصل التّطرّق إلى بقيّة الأسس والأعمدة الأخرى في حلقات قادمة.
فيصل العش
-
الدّهشة بصيرة الفلاسفة، يندهش الفيلسوفُ بالأشياء التي تحسّها هامشيّةً وبسيطة وعابرة، ليغوص فيها ولا يخرج منها إلاّ بأسئلةٍ مجهولة وإجابات ذكيّة. تنبعث الفلسفةُ لحظةَ إيقاظ العقل وانبعاثِ الأسئلةِ العميقة في الوعي. الإنسان الذي يندهش، وينقد، ويتأمّل، ويتساءل أسئلةً كبرى، لديه استعداد لأن يكون فيلسوفًا. لا معنى للفلسفة من دون الأسئلة الكبرى والنّقد العميق، الفيلسوف يمارس النّقد العقلي بلا قيود وحدود، تتوالد أسئلتُه في سياق النّقد، كما يتوالد نقده في سياق أسئلته. يلبث الفيلسوفُ يفكّر في جواب لا ينتهي إليه إلاّ بعد تأمّل، وتمحيص، ونقض الإجابات المتهافتة المختلفة. النّقد بوابةُ الدّخول للتّفكير الفلسفي، نشر فيلسوفُ الأنوار كانط أعمالَه الأساسيّة، وهو يصدّرها بكلمة نقد: «نقد العقل الخالص»(1781)، و«نقد العقل العملي»(1788)، و«نقد ملكة الحكم»(1790)، على التوالي، وخلص من هذه الأسفار العقلية الصبورة إلى نشر كتابه الثمين: «الدين في حدود العقل»(1793).
أ.د.عبدالجبار الرفاعي
-
لم يكن الوعي الفلسفي المعاصر يصحو ويفكّر في إمكان شقّ دروب أخرى من التّفكير في حقبة هيمنة إرادة التّظنّن(1)، التي أمسكت بروح الفكر وأضحت بمفردة «ميشال فوكو» نظامًا معرفيًّا وبنية لا شعوريّة ترسم خطوط الفكر ونواتج التَّفلسف. إذ هيمنت التّظنّنيّة ليس على الخطاب الفلسفي فقط، وإنّما امتدّت لكي تتمظهر في عناصر الثّقافة برمتها: في الفنّ وفي الأخلاق وفي السّياسة وراهنًا في الصَّحافة، هذا الامتداد يجد مبرّره في جذريّة النّقد وإقامته في المناطق الخضراء للفكر الفلسفي، والمقصود بالمنطقة الخضراء: قيم الفكر الفلسفي وأدواته الرَّاسخة كالقول بإمكانيّة بلوغ الحقيقة، وقدرة العقل على استكناه جوهر الحقيقة القُصوى، وقيمة المعرفة، وسمو نظام القيم الأخلاقي.
أ.د. عبدالرزاق بلقروز
-
يبدو أنّ الصّهاينة لا يفهمون (ولا يريدون أن يفهموا) حركة التّاريخ، ولا يستوعبون سنن اللّه في الكون والأمم والجماعات.
أَنْ تقتل قائدا أو رمزا لحركة عقائديّة، متجذّرة وسط شعبها وأمّتها، وفي بيئتها الاستراتيجيّة، وهو مقبلٌ غير مدبر، مقاتلٌ في الميدان وفي الصّف الأول، باذلا روحه ودمه حتّى آخر قطرة، فإنّك أحببت أم كرهت، شئت أم أبيت، ستضع مسمارا في نعشك..!! فهذه ليست فقط الشّهادة التي يتمنّاها، وليست فقط مَعْبَره إلى أعلى درجات الجنّة، وإنّما أيضا شهادة المصداقيّة والثّقة بفكرته وحركته ومنهجه وسط شعبه وأمّته، ومصدر الاحترام والتّقدير والإلهام لأحرار العالم.
أ. د. محسن محمد صالح
-
رغم تعطّل مُحرِّكات التّنمية المستدامة واقعا، من نموّ اقتصادي وحدّ لمستويات الفقر واستدامة بيئيّة، الاّ أنّ الأمل سيظلّ قائما في تحقيق الاستدامة، استدامة البيئة في نظافتها ودورها في ضمان صِحّة سليمة للنّاس كافة، واستدامة الهواء في جودته، واستدامة سلامة الموارد، وكذلك استدامة التّنمية الاقتصاديّة حتّى لا تتعرّض قدرة النّاس على تحقيق الكفاية للخطر وحتّى تُحْمى المزايا الماليّة في المستقبل من المخاطر أيضا، وأخيرا استدامة التّنمية الاجتماعيّة بما يضمن حصول الجميع على الضّروريّات اللاّزمة لتحقيق مستوى عالٍ من الإشباع الاجتماعي، بما في ذلك القضاء على الفقر والجوع، ورفع مستوى الرّعاية الصّحيّة والتّعليم، وتحسين الصّرف الصّحي وجودة المياه.
نجم الدّين غربال
-
لقد تنزّلت اللّغة من حياة الإنسان منزلة الضّرورة الّتي تميّزه عن كلّ الكائنات الأخرى في هذا العالم. وهذه القضيّة تعود جذورها إلى زمن جهّز اللّه فيه آدم بجهاز التّصويت ونفخ فيه من روحه، فأضحى بذلك قادرا على التّصويت والمحاكاة والفصل بين الدّالّ والمدلول، وذلك بما أوتيه من قدرة على التّجريد. ومن هذا المنطلق، أضحى الاستدلال بالبيان، وإظهار المعاني، حجّة تبرهن عن هذه الميزة المتفرّدة في الإنسان.
د.ناجي حجلاوي
-
حين أصدر عالم الاجتماع الإيطالي «سابينو أكوافيفا» كتاب «أفول المقدّس في الحضارة الصّناعيّة» (1961)، بدا حينها بمثابة النّعي للدّين في مجتمعات أوروبيّة تحثّ الخطى نحو «اللاّتدين» و«العلمنة». ولكن تداعيات العولمة على أوروبا في الزّمن الرّاهن أملت إعادة النّظر في صيغة العلاقة ومضامينها بين دائرة الإيمان الخصوصيّة ودائرة السّياسة العموميّة. لتلوح بوادر رهان على وظائف مغايرة للدّين في مجتمعات تشرّبت العلمانيّة، وتعيش في أجواء مناخات ما بعد العلمانيّة. وهو جوهر ما تطرّق إليه كلّ من «شارل تايلور» و«يورغن هابرماس» في حقبتنا الحاليّة، عن شيوع نمط جديدٍ من التّعايش بين الدّين والعلمنة يتغاير مع ما ساد سلفًا. بما يحثّ على تجاوز النّظر «العلمانوي» للحداثة، جرّاء حضور الدّين في الفضاء العمومي الذي أضحى واضحا وجليّا.
د.عزالدين عناية
-
نهدف من وراء هذه السلسلة من المقالات الى تدبر عدد من الآيات التي تشير لظاهرة اللّيل والنّهار. افترضنا وجود مفهومين قرآنيين واحد للليل وآخر للنّهار بعد قراءة علميّة لآيتين ورد فيهما لفظ الضّحى حيث تبيّن لنا أنّهما تعطيان التّفسير العلمي لظاهرة النّهار. استعملنا هذين المفهومين كموجّهين للبحث، وتوصّلنا بهما الى استخراج الدّلالات العلميّة التي تختزنها الآيات التي تشير إلى غشيان اللّيل للشّمس وللنّهار وإخراج النّهار وتجلّيه وتجليته للشّمس وسلخه من اللّيل وغيرها. ومن الآيات التي أفردناها في هذه السّلسلة ببحث خاصّ آية تكوير اللّيل على النّهار وتكوير النّهار على اللّيل لأنّها تشير صراحة الى شكل الأرض الذي بات معلوما وبدقّة عالية من طرف البشريّة.
نبيل غربال
-
هذا موضوع له من الحساسيّة الدّينيّة بمثل ما للرّبا. وقد تقدّم في الحلقات المنصرمة أنّ المشكلة ليست في تعاليم الدّين التي يتباهى كتابها دوما بأنّها آيات مفصّلات. ولكنّ المشكلة في الفهم الصّحيح الذي يجعل التّنزيل سقيما إعوجاج ظلّ عود أعوج.
لا خلاف على أنّ الرّشوة ـ التي فيها حديث صحيح سنعرض إليه هنا بحوله سبحانه ـ هي ضرب واحد من ضروب كثيرة من أكل أموال النّاس بالباطل. لا تجد في الإسلام كلّه عنوانا أوسع من ذلك العنوان المتعلّق بحرمة الإنسان في ماله (أكل أموال النّاس بالباطل) حتّى إنّ بعضهم قال ـ نظرا سياقيّا صحيحا ـ أنّ أكبر الكبائر ـ بعد الشّرك باللّه سبحانه ـ هو أكل أموال النّاس بالباطل بسبب أنّ آية البشرى والرّجاء في سورة النّساء ـ التي أخبرت بأنّ إجتناب الكبائر فحسب مفض إلى مغفرة السّيئات ـ ذكرت أكل أموال النّاس بالباطل في ذلك السّياق نفسه(1). ولكنّ أكل أموال النّاس بالباطل له صور كثيرة لم يذكر منها التّشريع عدا ما هو شائع خاصّة أيّام التّنزيل (2)، ولكنّ العبرة ليست بالصّورة المذكورة أو غيرها. إنّما العبرة بذلك العنوان الأصليّ الحاكم المتبوع الذي يمكن أن يستحدث له النّاس ألف صورة وصورة.
الهادي بريك
-
في عالمنا المعاصر، تأتي أهمّية علم الأعصاب في فهم طريقة تشكّل العادات وتأثيرها على سلوك الإنسان في مختلف جوانب حياته. ويعتبر مبدأ الألفة، الذي يعتمد على تكرار الأفعال أو الأقوال لتشكيل عادة متجذّرة في الفرد، نتيجة للعمليّات العصبيّة التي تحدث داخل المخّ وتؤثّر في التّصرفات والتّفكير. تظهر الدّراسات الحديثة في علم الأعصاب أنّ العادات تتشكّل بفعل الأنماط المعقّدة للإشارات العصبيّة في الدّماغ، وهذه العمليّات العصبيّة تتغيّر وتتطوّر بناءً على التّكرار.
محمد أمين هبيري
-
يحتوي القرآن الكريم على حقائق علميّة تستدعي النّظر والبحث لاكتشافها واستغلالها لتحقيق المنافع الإنسانيّة وتعزيز التّمكين العلمي والحضاري. فهو لا يقتصر على الجانب السّلوكي والأخلاقي فحسب، بل يفتح الأفق للنّظر في الكون وفهم سننه وقوانينه، ليجمع بين خيري الدّنيا والآخرة. ثُمّ إن الرّؤية القرآنيّة تتميّز بخصائص الوسطيّة والواقعيّة في التّشريع والتّطبيق، حيث تجمع بين القيم التّعبديّة والأخلاقيّة لمعالجة ما علق بالنّفس البشريّة من أدران وتشوّهات، وتساهم في تطوّر العلوم وتقدّمها.
عبد الله البوعلاوي
-
لا ينكر إلاّ جاحد أنّ مجتمعنا الإنساني لا يزال يحتفظ في الضّمير العام بقيمه التّراحميّة المنتظمة في مجموعة من المفاهيم الأخلاقيّة كالتّعاون والتّآزر والتّضامن والتّكافل، المبنيّة على خاصّيات إنسانيّة ودينيّة وعرفيّة. ولا جدال أنّنا لا ولن نستطيع أن نعالج المشكلات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة المعاصرة، من قبيل الجهل والفقر والفرقة، بدون استدعاء مثل هذه القيم الأخلاقيّة، من النّبع الصّافي الكامن في عمق الإنسان، ليعيش الفرد في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة الفرد.
د.علي رابحي
-
تتناول هذه الدّراسة (التي نقدّمها لقرّاء المجلة في أربع حلقات متتالية) إعادة النّظر في فكر محمد أركون بوصفة مفكّراً علمانيّاً وذلك من خلال تسليط الضّوء على مفهومه للعلمانيّة ومشروعه، فهو يقدّم رؤية نقديّة للعلمانيّة في الفكر الإسلامي، حيث يعتبرها أداة لتحرير العقل المسلم من القيود الإيدولوجيّة وتحقيق توافق بين الدّين والحداثة.
كما يدعو إلى إعادة قراءة التّراث الإسلامي بعقل نقدي وتحديث مناهج الفكر لتتناسب مع متطلّبات العصر، مشدّدا على أنّ العلمانيّة ليست معادية للدّين، بل تهدف إلى تعزيز حرّية الفكر وتعدّديّة المجتمعات. ويرى أنّ العلمانيّة ضروريّة لبناء مجتمع منفتح قادر على التّكيّف مع المتغيّرات العالميّة والحوار مع الآخر دون فقدان هويّته الثّقافيّة والدّينيّة، مع التّركيز على قيم الحرّيّة والعدالة والمساواة، ويؤكّد أنّ العلمانيّة، كما يراها، هي أداة لتحقيق التّقدّم الاجتماعي والإنساني.
مليكي مروى
-
تطرّقنا في الجزء الأول(1) إلى الكبائر الثّلاث: الشّرك باللّه، وقتل النّفس، والفواحش، التي وعد اللّه سبحانه وتعالى مقترفها بالخلود في العذاب، وذلك منذ السّنة الثّالثة من بعثة الرّسول ﷺ (سورة الفرقان): ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾(الفرقان:68-70).
ثم نزلت سورة الأسراء ومن بعدها سورة الأنعام(2)، ليؤكّد اللّه جلّ جلاله على هذه الكبائر الثّلاث: «الشّرك باللّه، وقتل النّفس، والفواحش» مع إضافة أربع كبائر أخرى لأوّل مرّة، وهي: «عدم الإحسان بالوالدين، وأكل مال اليتيم، وعدم توفية الكيل وَالْمِيزَانَ، وعدم الوفاء بالعهد» وذلك بصيغة القضاء في سورة الأسراء وبصيغة التّحريم في سورة الأنعام :
لسعد سليم
-
إذا نظرت إلى السّماء ليلًا فسترى عددًا لا يحصى من النّجوم، وقد تكون شاعرا فتتغزّل، وقد تكون فنّانا فترسمها لوحة فنّية فريدة، أو تصوغها لحنا عذبا، وقد تكون عالما فترصد وتتأمّل وتسجّل بياناتها وتنمذج تفاعلاتها وحركتها وكلّ هذا لتتنبأ بمستقبلها، والذي بمعرفته ستصوغ حضارتك الأرضيّة، فالسّماء بالنّسبة للعالم هي المعمل الأول الذي أنشأه اللّه له ليدرس فيه ويتعلّم ويستنبط القوانين العامّة التي سيعمّر بها الأرض بعد ذلك. ولا ينكر أحد ما لكتاب المبادئ الرّياضيّة للفلسفة الطبيعيّة من أهمّية بالغة على مجمل الحضارة البشريّة الحديثة، حيث صاغ نيوتن قوانين الحركة وحساب التّفاضل والتّكامل من دراسته لمدارات الكواكب (1). فهل فكّرت يوما في ماهية هذه النّجوم التي تزيّن السّماء فوقك وتتلألأ في الأيّام المظلمة الصّافية، أو التي يغيب عنك بريقها حين تتلبّد السّماء بالغيوم أو بالتّلوث الضّوئي؟.
أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
-
يُعتبر عباس محمود العقاد من أعظم رجال الأدب في التّاريخ الحديث، وله تأثير عميق وقويّ في الأدب العربي المعاصر، وقد تخصّص في أدب التّراجم، فأبدع وأجاد، ولا تكاد تخلو أيّ مكتبة من تلك التّراجم وبالأخصّ العبقريّات الإسلاميّة، تلك التي تناولت سيرة الرّسول ﷺ والخلفاء الرّاشدين وبعض الشّخصيّات الهامّة من الصّحابة رضي اللّه عنهم.. «ولقد اشتهر العقّاد بسعة الاطّلاع وكثرة القراءة في مختلف المجالات من فنون وآداب وفلسفة، وكان يُفضّل كتب فلسفة الدّين وكتب التّاريخ العام ودواوين الشّعر وتراجم الشّعراء»(1) ..
عبدالقادر رالة
-
تتواصل حرب الإبادة على شعبنا العربي الفلسطيني واللّبناني، ويواصل الكيان الصّهيوني مجازره أمام صمت عالميّ رهيب، وتخاذل وسلبيّة مقيتة من حكومات عربيّة غالبيتها مُطبّعة خائنة للقضيّة العادلة، وشعب عربي يتفرّج، يواصل حياته العاديّة بلا حول ولا قوّة.
النّقطة المضيئة في هذا الواقع المرير والدّهليز المظلم، صبر أهلنا تحت القصف والموت، وتمسّك رجال الميدان حاملي السّلاح بشعارهم الذي رفعوه « إنّه لجهاد: نصرٌ أو إستشهاد»، وهو الفيصل في مقارعة العدوّ، ومداواته بدائه، إذ لا يفلّ الحديد إلاّ الحديد، فلا عدل إلاّ إذا تعادل الإرهاب بالإرهاب.
شكري سلطاني
-
توثيقًا للتاريخِ والرّعاية الشّفويّة قبل اندثارها، أصدر الكاتب والباحث سمير أبو الهيجاء ابن قرية عين حوض المهجّرة، كتابه الحادي عشر تحت عنوان «روايات أجدادنا عن نكبة بلادنا» الذي يوثق به شهادات وروايات شفويّة من رجالٍ ونساء عايشوا النّكبة الفلسطينيّة، بعد مقابلتهم ولقائهم وتوثيق مشاهداتهم كلٌ من قريته ومدينته، في الدّاخل والشّتات.
خالد إغبارية
-
استوقفتني فقرة مقتبسة عن المفكر الفيلسوف «آرثر شوبنهاور» في كتابه: «فن العيش الحكيم»، واستدرجتني الفكرة للاشتغال عليها قليلا.
يقول شوبنهاور: «إنّ المرء يقتنع اقتناعاً راسخاً بخيار العزلة بعد تأكّده بالبراهين المتتالية من أنّ الحياة العقليّة والأخلاقيّة للغالبيّة العظمى من النّاس شديدة البؤس والانحدار. وأسوأ ما فيها نواقصهم العقليّة والنّفسيّة التي تتجمّع لتُخرج إلى حيز الوجود ظواهر بشريّة تشمئز منها النّفوس، وتقشعر لها الأبدان، وتجعل أيّ اختلاط بهم أمراً لا يُطاق»
رفيق الشاهد
-
ألمعي في دارسته وعمله، عبقريّ في شاعريّته ونظمه، شاعر الأمل في حِلّه وغربته، إنسانيّ في تعبيره وضميره. يُعدّ الشّاعر الأديب «محمد عاكف آرصوي» (Mehmet Âkif Ersoy) (1873 -1936) من أعظم الشّعراء والأدباء الأتراك المعاصرين. صاحب نشيد الاستقلال التّركي، الذي أرسى دعائم الشّعر والأدب والثّقافة التّركيّة الحديثة. نُفي إجباريّاً، فذاق مرارة الغربة، ممّا جعله مثقّفًا صادقاً، وشاعرًا عبقريّاً خلدت كلماته ومواقفه عبر العصور. ولد «آرصوي» في 20 ديسمبر من عام 1873 في إسطنبول، ووالدته «أمينة شريف هانم»، تنحدر عائلتها من «بخارى»؛ أمّا والده «محمد طاهر أفندي» فولد في «كوسوفا»؛ وكان من معلّمي جامع «الفاتح». أسماه والده «راغيف» وفقاً للحساب الأبجدي المُعبّر عن تاريخ ولادته ولكن لصعوبة اللّفظ أطلقوا عليه اسم «عاكف».
أ.د. ناصر أحمد سنه
-
هو محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، ولد في مدينة «قرطبة» بالأندلس سنة 520 هجري(1126 م)، وهي سنة وفاة جده الذي كان قاضي القضاة فيها، ولذا يعرف بابن رشد الحفيد، وهو من أسرة كبيرة مشهورة بالفضل والرياسة. عرفه الأوروبيّون معرفة كبيرة، وأطلقوا عليه اسم (Averroes)
درس ابن رشد الفقه والأصول والطّب والرّياضيات والفلسفة، وبرع في علم الخلاف، وتولى القضاء سنوات عديدة في إشبيلية ثم في قرطبة. ومن أقواله: «من اشتغل بعلم التّشريح ازداد إيمانا باللّه تعالى». وكان طبيباً لبعض الخلفاء ثمّ في الفلسفة، فاهتم بدراسة المنطق والبحث عن الحقيقة وذلك بدرس «أرسطو» وشرحه.
التحرير الإصلاح
-
يأتي ..
أو لا يأتي ..
يكون ..
أو لا يكون ..
وَعْدٌ مثل العِهْن
فُقاعةُ هُراء على خارطة الوهم
تُحلِّقُ وتجوبْ
الشاذلي دمق
-
منذ سقوط الخلافة العثمانيّة وتقسيم تركة الرّجل المريض بين الدّول الاستعماريّة الأوروبيّة حسب اتفاقيّة سايس بيكو نشأت فكرة الدّولة القطريّة وتزامنت مع هجمة استعماريّة شرسة مزّقت أوصال الأمّة وجعلت شعوبها تعيش تحت وطأة الامبرياليّة الغربيّة.
علي عبيد