أهلا وسهلا!

مجلّة الاصلاح هي محاولة "الكترونية" للتأسيس لدوريات سياسيّة فكرية ذات منحى إصلاحي .. نريد من خلالها المشاركة في بلورة فكرة وسطيّة تتفاعل مع محيطها وتقترح عليه الحلول لمختلف مشاكله الفكرية والسياسية والاجتماعية. نريدها حاضنة لأفكـار ورؤى تناضـــل من أجل بناء دولة فلسفتها خدمة المواطن، ومجتمع مبني على التعاون والتآزر والعيش المشترك في كنف الحريّة والمساواة . نريدها منبرا للتحليل واقتراح البديل من دون تشنّج إيديولوجي ولا تعصّب لفئة دون أخرى. نحلم أن نواصل مـــا بدأه المصلحـــون، دون تقديـــس لهم أو اجتـــرار لأفكارهم. ننطلق من الواقـــع الذي نعيــش فيــه، متمسكين بهويتنا العربيـــة الاسلاميــــة ومنفتحيــن علــى العصـر وعلى كل فكرة أو مشروع يؤدّي إلى الإصلاح .
مجلّة الاصلاح هي دورية نصف شهرية توزّع مجّانا عبر البريد الإلكتروني.

لتحميل العدد

الافتتاحيّة

إذا غاب الوعي بمدلول عبادة الصّوم وانتفى فهم الحكمة منها، أصبحت عادة وطقوسا وبذلك يتحوّل شهر رمضان من شهر العبادة إلى شهر العادات وهو ما نلمسه في واقعنا المعيش حيث يصوم أغلب النّاس من باب العادة الاجتماعيّة، لهذا لا نرى للصّوم أثرا إيجابيّا واضحا على المجتمع وحراكه، حتّى إذا مرّ شهر رمضان وانقضى، عاد النّاس إلى ما كانوا عليه وكأنّ أمرا لم يكن، بل ربّما حصل أثر سلبي في الفرد والمجتمع خاصّة من الجانب الاقتصادي حيث تُنهك ميزانيّة الفرد والدّولة نتيجة المصاريف المخصّصة في هذا الشّهر لتوفير المأكل والمشرب والملبس بالإضافة إلى مستلزمات السّهرات سواء داخل البيت أو خارجه.
اقرأ المزيد

لتحميل الكتاب الجديد

المقالات

  • بدأنا الكتابة في هذه السّلسلة التي خصصناها لتسليط الضوء على الأعمدة الأساسيّة لبنيان الكيان الصّهيوني والشّعب الغزّاوي يعاني ـ وهو صابر ـ من همجيّة الصهاينة المجرمين الذين لم يتركوا شكلا من أشكال العنف والتخريب والإرهاب إلاّ واستعملوه، في الوقت الذي كانت فيه المقاومة تثبت لجميع العالم بصمودها في غزّة وإنجازاتها البطوليّة على الميدان أنّ «النّصر صبر ساعة» وهو آت لا محالة، وأنّ باستطاعتها هزم الجيش الذي لا يقهر وإن أمدّه العالم كلّه بالدّعم المادّي والمعنوي. وها نحن نختم بحول الله هذه السّلسلة وقد تحقّقت توقّعاتنا على الميدان حيث رضخ العدوّ أخيرا إلى شروط المقاومة بعد سنة وربع السّنة من الدّمار والتّخريب وتجريف الأراضي وتدمير المباني على رؤوس أصحابها وقتل الأبرياء. انتصرت المقاومة لكنّ انتصارها كان بالنّقاط، وهذا ما أكّدناه منذ الحلقة الأولى، وذكرنا أنّ الانتصار سيبقى هشّا وقد يتحوّل بمرور الأيام إلى هزيمة ما لم يكن مصاحبا بمقاومات أخرى تهدف إلى تفكيك الأعمدة الأساسيّة لبنيان الكيان الصّهيوني. وذكّرنا في كلّ مناسبة بأنّ عمليّة تفكيك هذه الأعمدة ليست من مهام الشّعب الفلسطيني وحده حتّى وإن كان رأس الحربة في هذا المشروع وهو الذي يقود هذا الصّراع في بعض مراحله (كما يحدث اليوم في غزّة)، بل هي مهام كلّ العرب والمسلمين وأحرار العالم. وقد انطلقنا منذ العدد 207 (أكتوبر 2024) في الحديث عن هذه الأعمدة فسلطنا الضّوء على عمودين يقومان على فكرتين مرتبطتين بالشّعب وهما «التميّز أو الحصريّة» و«الاستبعاد»، ثمّ تطرّقنا إلى عمودي «التّوسّع المستمر»، و«فرض الأمر الواقع» في العدد 208 (نوفمبر 2024)، ثمّ خصّصنا مقال العدد 209 (ديسمبر 2024) لعرض عمود مهمّ وهو «الأمّة المسلّحة»، وفي العدد ٢١٠ (جانفي ٢٠٢٥) استعرضنا عموديّ «أسلوب الحرب الخاطفة خارج الحدود» و«مجمّع استخباراتي قوّي»، وخصّصنا المقال الخامس في العدد ٢١١ (فيفري ٢٠٢٥) للحديث عن عمود «الدّعم الخارجي»، نختم بحول الله بالحديث عن عمودي « احتكار النّووي» و«الهيمنة الإقليميّة».
    م.فيصل العش
  • الحُبّ المؤطّر بإطار أخلاقي معلِّم يهب الإنسان قدرةً استثنائيّة لمنح مَن يحبّه الحقّ في الاختلاف، والحقّ في الخطأ، والحقّ بالاعتراف بالخطأ، والحقّ بالاعتذار. الحُبّ يمكن أن يكون طاقة توليديّة تزوّد الإنسان بما يغتسل به قلبه ويتطهّر من الكراهيّة، ويتحرّر من دوافع الانتقام والثّأر. عندما يملأ الحُبّ قلب الإنسان، فإنّه يُعيد تشكيل نظرته للعالم، ويعيد بناء علاقاته بالآخرين، ويجعله أكثر دفئًا وعطفًا ورقّة ورحمة، وتصير شخصيّته منبعًا للصّفح. هذا التّغيير ينبع من طبيعة الحُبّ بوصفه عاطفة فعّالة تحفّز على العطاء والغفران، بدلاً من التّشبّث بالأحقاد والإحن والضّغائن.
    أ.د.عبدالجبار الرفاعي
  • ما أشدّ غرابة الفلسفة! في منشئها وصيرورتها وراهنها، وما لا تفقده الفلسفة في هذه المسارات إنّما هو غرابتها وغُربتها؛ فهي على التّحقيق سؤال الغريب عن روح عصره. فبالرّغم من أنّ المناحي الوضعيّة في التّفكير تعتقد بأنّ تاريخ الفلسفة هو تاريخ تراجعاتها، وأنّ العقل العلمي هو الذي يعقُب العقل التّأمّلي؛ إلاّ أنّ الفلسفة ما انفكت تذكّر حفّاري قبرها بأنّهم لن يستطيعوا الاستغناء عنها؛ فأسئلة القلق الفلسفي والمعنى والقيمة بالرّغم من سطوة أنظمة المعرفة العلميّة قد انبعثت فيها الحياة من جديد، وماذلك إلاّ لأنّ الإنسان المعاصر قد أضحى يفتّش عن إمكانات للحياة جديدة، بعد أفول الأمان الوجودي واغتراب الوعي الفردي في عصر الصّناعة.
    أ.د. عبدالرزاق بلقروز
  • يجب الانتباه ابتداء أنّ خطّة ترامب تجاه غزّة ومقاومتها مرتبطة بسقفين أو مستويين: الأول: مستوى أعلى يتحدّث عن استملاك غزّة وتهجير أهلها وإيجاد حالة ضغط هائل على أهل غزّة وعلى مصر والأردن للتّعامل بواقعيّة معها، وقبول ما يمكن قبوله وتنفيذ «الخروج الطوعي» بقوّة الأمر الواقع. الثّاني: مستوى وسيط مستهدف بشكل أكثر جدّية، ويرى ترامب والاحتلال الإسرائيلي أنّه ممكن التّحقيق وأكثر واقعيّة، وسيجد له صدى إيجابيّاً في البيئة العربيّة، ولدى سلطة رام اللّه. وهو تحقيق ما فشل فيه الاحتلال في أهدافه المعلنة من سحق حماس ونزع سلاح المقاومة، وإخراجها ليس فقط من إدارة القطاع، وإنّما من المشاركة، هي وتيارها المقاوم، في المؤسّسات والحياة المدنيّة، كما حدث في الضّفة الغربيّة. فإذا لم يتحقّق المستوى الأوّل، يتمّ «التّنازل» للمستوى الثّاني، ليبدو الأمر وكأنّ الدّول العربيّة حقّقت «انتصاراً»، بينما تتمّ محاولة تبليع الفلسطينيّين «الطُّعم»، بدفعهم للاستجابة للمستوى الثّاني!!
    أ. د. محسن محمد صالح
  • بعد أن حصرنا أُولَى احتياجات رفع التّحدّيات التّنموية في مُقاربة تنموية بديلة تكون ذات أثر نفعي عالمي توحيدي، وبآليات تشاركيّة جماعيّة تشاوريّة وتهدف تغيير ما بالأنفس وتحرير العقول، ومن ثمَّةَ التّحرّر من النّظرة المزدوجة العنصرية للإنسان وإعادة النّظر في دوره في الوجود ككائن مستخلف فيما سخّرَ الخالق له لحمل أمانة الحفاظ على كرامته وإعمار الأرض والصّلاح فيها وتغيير نوعية العلاقة التي تربطه بأخيه الانسان، من علاقة استضعاف وبخل وعدوان الى علاقة تسخير وعطاء وبرّ، وكذلك تغيير نوعيّة علاقته بالأشياء من إهمال وتطويع وإفساد الى علاقة إحاطة وتأقلم وإصلاح بالإضافة إلى إعادة النّظر في المُمَكِّن وفي نهج التّمكين والمعنيين به(1).
    نجم الدّين غربال
  • تهزّ أوروبا أزمات دوريّة في علاقتها بمهاجريها العرب، متنقّلة من بلد إلى آخر ومتحوّلة من قضيّة إلى أخرى. وهي في الواقع أزمات نابعة من طغيان الخواء الثّقافي، وتدنّي حضور المثقّفين العاملين وسط هذه الجموع المستوطنة، أو لنقل إشراكهم في تقييم الأمور وطرح حلول عمليّة لها. إذ ينبغي أن نقرَّ أنّ العنصر الثّقافي وسط ملايين العرب المقيمين والمستوطنين في دول القارة، والبالغ عددهم زهاء العشرين مليونا، ضئيل وباهت، بفعل فتور التّعويل على ذلك الجانب الرّمزي أو الاستثمار فيه. فهناك دول قاحلة، بالمعنى الثّقافي، في ما له صلة بالثّقافة العربيّة، وهو ما انعكس ضبابيّة، وأحكاما مسبقة، وخوفا، وريبة، ونفورا، بين المكوَّنات الاجتماعية «الدّخيلة» و«الأصيلة».
    د.عزالدين عناية
  • يجدر بنا أن نلاحظ أنّ المنطلق الأصليّ الدّاعي إلى القول بالإعجاز في القرآن هو أنّ اللّه صاحب علم مطلق كاشف، وعلم الإنسان نسبيّ، وقدرة اللّه على احتواء الدّلالات والمعاني هي المعجزة لطاقة الإنسان على استنباط هذه المعاني فلا منطق، حينئذ، في تحدّي الخالق لعباده(1) وقد خلقهم وأودع فيهم قدرة محدودة بحدود الزّمان والمكان. ولعلّ المقصد الأوفى، من وراء هذا التّحدّي، هو شحذ الأذهان إلى الإقناع بالطّاقة الإيحائيّة والاقتناع بما ورد في كلام اللّه من تعاليم انطلاقا من العلامات اللّغويّة، لأنّ معرفة يرد بها الكلام هي أرقى أنواع المعارف وألطفها، واللّغة هي الضّامنة للوصف والتّعبير والدّفع بالذّهن إلى إدراك المقاصد والمرامي. فالمعاني الّتي تدرك بالعقول هي غالبا ما يتسنّى للمرء أن يعبّر عنها بجلاء ووضوح. أمّا ما تعلّق بالإعجاز، فهو يندّ عن ذلك ولكنّ علامته وإن استحلاها الذّوق فإنّ المرء لا يستطيع تحديدها لأنّها من لطائف الكلام ومحاسنه الخفيّة(2). وفي هذا المستوى، نُشير إلى أنّ لطائف الكلام وغوامضه تمثَل دعوة ملحّة لمزيد التدبّر وإعمال النّظر، وهو ما ورد في أربع آيات تدعو إلى هذا التّدبّر. وقد وردت صيغ فعل التّدبّر في المُضارع لتُحيل على أنّه فعل مفتوح على الصّيرورة الزّمنيّة كشْفا لغوامض الكلام وتقليصا لدوائر الإعجاز وإضعافا لمدارات العجز.
    د.ناجي حجلاوي
  • تستمدّ دراسة الخطاب وجاهتها من خطورته في الحياة البشريّة باعتباره الأساس في التّواصل بين النّاس وإنشاء العلاقات الإنسانيّة وتكوين الهيئات الاجتماعيّة، وتتراءى أقصى درجات خطورته في نوعه الدّينيّ بحكم استناده إلى المقدّس (الوحي الإلهيّ المتعالي)، فلا غرو أن ينصرف إلى هذا الضّرب منه نظرُنا، بناء على فرضيّة خلاصتها أنّ الخطاب الإسلاميّ الشّعائريّ تعتريه في الوقت الرّاهن أزمة أظهَرُ تجلّياتها تضاؤل قوّته التّأثيريّة، وشأن هذه الفرضيّة أن تبعث على التّساؤل عن الأسباب الّتي أفضت إلى ضعف فاعليّة ذاك الجنس من المنتَج الخطابيّ. وتتطلّب معالجة هذا التّساؤل تشخيصا لواقع الخطاب الدّينيّ المعاصر ينجلي عن القضايا الّتي يدور عليها ومنهجه في طرحها. ونظرا لأهمّيّة الخطبة الجمعيّة بصفتها مناسبة أسبوعيّة قارّة ارتأينا أن تكون الشّكل الّذي نعتمده في معالجة الإشكاليّة المطروحة، وقد اعتمدنا في دراستنا هذه مدوّنة الشّيخ «محمّد الأخوة» وهو شخصيّة يتقاطع فيها التّديّن التّقليديّ والتّديّن الاحتجاجيّ. وقد التزمنا في دراستنا لخطب الشيخ بترتيب ثلاثيّ للمحاور الّتي خضنا فيها، وقوامه على أبعادِ ثنائيّةِ الدّينِ والتّديّنِ، وهي: الاعتقادات والعبادات والمعاملات. أمّا المحاور فأربعة، يتمثّل أحدها في القضايا ذاتها، ويتعلّق الثّاني بالصّيغ التّركيبيّة المعتمدة في إثارتها،وهذا ما تطرّقنا إليه في الجزء الأول من المقال ، ويدور الثّالث على المفاهيم المؤسّسة للمتّصل بها من المنجَز الخطابيّ، ويقتصر الرّابع على الاستراتيجيّات الخطابيّة المتوسَّل بها إلى معالجتها وهو ما سنتطرق إليه في هذا الجزء.
    د.عبدالسلام الحمدي
  • هذا المقال الذي نقدّمه في حلقتين متتاليتين هو مقاربة لوضع مرتكزات انتقال الدّولة السوريّة الجديدة إلى دولة تنمويّة، من الناحيتين النّظريّة والعمليّة. تطرقنا في الجزء الأول (العدد 211 من المجلّة - شهر فيفري 2025) إلى الإطار المفاهيمي لأهمّ المصطلحات في المقاربة، ثمّ إلى مظاهر إخفاقات التّنمية في سوريّة التي مهّدت للإعلان عن أنّها دولة فاشلة بعد سنة 2011، ووصلنا في نهايته إلى عرض أهمّ التّحديات التي ستواجه التّنمية بعد التّغيير الذي حصل. أمّا هذا الجزء فسنخصّصه للحديث عن المؤشّرات العامّة لتحديات التّنمية بعد التّغيير وكيفيّات انتقال سورية إلى دولة تنمويّة وسوف نركّز في هذا الشأن على ضرورة عمليّة الانتقال السّياسي ثم نجيب عن التساؤل حول دور الدّولة المعاصرة في التّنمية التّشاركيّة لنؤكّد في الخاتمة بأنّ تفعيل سياسات تنمويّة تشاركيّة مرهون بإنجاز عمليّة الانتقال السّياسي ومدى استجابة سوريّة المستقبل لمتطلبات مجتمع واقتصاد المعرفة.
    د.عبدالله التركماني
  • نهدف من وراء هذه السلسلة من المقالات الى تدبر عدد من الآيات التي تشير لظاهرة اللّيل والنّهار. افترضنا وجود مفهومين قرآنيين واحد للليل وآخر للنّهار بعد قراءة علميّة لآيتين ورد فيهما لفظ الضّحى حيث تبيّن لنا أنّهما تعطيان التّفسير العلمي لظاهرة النّهار. استعملنا هذين المفهومين كموجّهين للبحث، وتوصّلنا بهما الى استخراج الدّلالات العلميّة التي تختزنها الآيات التي تشير إلى غشيان اللّيل للشّمس وللنّهار وإخراج النّهار وتجلّيه وتجليته للشّمس وسلخه من اللّيل وغيرها. ومن الآيات التي أفردناها في هذه السّلسلة ببحث خاصّ آية تكوير اللّيل على النّهار وتكوير النّهار على اللّيل لأنّها تشير صراحة الى شكل الأرض الذي بات معلوما وبدقّة عالية من طرف البشريّة.
    د.نبيل غربال
  • ظهرت منذ سنوات عملة « البيتكوين» وغيرها. وشُغل النّاس كثيرا بالتّسوّق الشّبكيّ وبالمعاملات الماليّة الإفتراضيّة بسبب سيادة الفضاءات الإلكترونيّة وما تتيحه من يسر وسرعة وعدم الكشف عن الهويّة الحقيقيّة، وما تتيحه كذلك من سبل الغشّ والخديعة. وكعادتنا مع كلّ جديد يتهافت صنفان منّا تهافتا عجيبا : يتهافت كثيرون للسّؤال عن الشّرعيّة الدّينيّة لهذه المعاملات، وكثيرون منهم لا يحتاجون إلى ذلك، ولكنّه الفراغ القاتل. ويتهافت بالتّوازي مع ذلك كثيرون من المتقلّدين للقب الإفتاء - بحقّ وبغير حقّ - على حشر أنوفهم فيما لم ينضج بعدُ وتتّضح معالمه وفيما لا يحسنون.
    الهادي بريك
  • يُعدّ العلاّمة الشّيخ عبد الحميد بن باديس أحد العلماء المبرزّين في الإصلاح الاجتماعي والدّيني والتّربوي والوطني، إن لم يكن أهمّهم ورائدهم، وكان لجهوده العلميّة والتّربويّة دور كبير وعميق في النّهوض بالشّعب الجزائري ونيله لاستقلاله عن فرنسا بعد ثورة كبرى استمرّت سبع سنوات، وكان لابن باديس وتعاليمه وتلاميذه دور مهمّ وفعّال في تفجير هذه الثّورة والسّير بالبلاد نحو الاستقلال سنة 1962م...
    عبدالقادر رالة
  • منذ القرون الوسطى، ابتكر العلماء والفلاسفة العديد من النّظريّات لفهم التّغيّرات في العالم، سواء على المستوى الجغرافي، أو التّاريخي، أو الفكري. ومن بين هؤلاء العلماء الذين ساهموا في صياغة تلك النظريّات الكبرى، يبرز «ابن خلدون»(1) الذي أسهم في فهم التّاريخ والحضارة بوجه عميق من خلال عمله المعروف «المقدّمة»، والذي يُعتبر أحد أهمّ الأعمال في علم الاجتماع والتّاريخ.
    محمد أمين هبيري
  • قال اللّه تعالى:﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً﴾ (البقرة: 30)، فخلق الإنسان بصفات ومميّزات تحكمه حتّى يكون صالحا للخلافة في الأرض، وهي صفات أرضيّة حيوانيّة، كالأكل والشّرب من أجل الحياة، والجنس من أجل الاستمراريّة، والمشاحنة من أجل التّدافع. وفي مقابل هذه الصّفات هناك صفات الصّلاح للْمَلَإِ الْأَعْلَى بجانب اللّه، كصفة الرّوح التي فيها إضافة إلى اللّه ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾ (الحجر: 29)، وصفة العقل التي ميّزه اللّه بها عن سائر المخلوقات، وصفة العلم ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا﴾(البقرة: 31)، وصفة الأخلاق والفضائل وهي صفات فطريّة ملائكيّة. والارتقاء في الإنسانيّة يكون بالصّفات النّورانيّة، إلاّ أنّ الصّفات الأرضيّة مطلوبة في إطار الحدود الشّرعيّة.
    د.علي رابحي
  • تشاركت، في سابقة فريدة، سيّدتان في جائزة «نوبل» للكيمياء عام (2020)، فمُنحت للبروفيسورة الفرنسيّة «إيمانويل شاربنتييه»(1)، وللبروفيسورة «جينيفر دودنا»(2). وذلك لتطوير طريقة للتّحرير الجيني، ولاستحداثهما تقنية (CRISPR-Cas9) أو «المقصّ الجيني» لتحرير الجينوم (Genome). ففي يونيو(جوان) 2012 نشرتا ـ مع آخرين ـ بحثاً في مجلة «العلوم» بعنوان: Programmable Dual-RNA–Guided DNA Endonuclease in Adaptive Bacterial Immunity. ثمّ كان إنجازهما الرئيس ببرمجة «كريسبر»، و«كاس9» لتعديل سلاسل الحمض النّووي الرّيبوزي (المرتبطة بصفات معيّنة) في الخلايا، والكائنات العضويّة. مما يُصلح الجينات المعطوبة، واستبدالها بأخرى سليمة أو معدّلة. واكتُشف «كريسبر» لأوّل مرّة عام 1987 من باحثي جامعة «أوساكا»باليابان، في بكتيريا «الإشيريشيا القولونيّة» E. coli. ومع تطوّر تقنيات التّحليل الجيني، وجد باحثون تتاليات «كريسبر» في ميكروبات أخرى. وكان «فرانسيسكو موخيكا»(3) ، أوّل الواصفين لخصائص «كريسبر» بعد أن ذُكر اسمه لأوّل مرّة في مقال بمجلة الميكروبيولوجيا الجزيئيّة لـ «رود جينسن» من جامعة «أوتريخت» عام 2002. وهناك تطوير لتقنيات أخرى مشابهة مثل «تالينز» (TALENs)، و«نوكليزات أصابع الزّنك» (Nucleases Zinc-finger)، الخ لتحقيق الأمر ذاته.
    أ.د. ناصر أحمد سنه
  • لن تستقيم معاملة العبد مع ربّه إلاّ باتباع قواعد سلوكيّة قويمة ونبيلة، تهدف إلى نيل رضا اللّه تعالى. ولن تكون عبادة العبد نافعة أو مُحدثة تغييرًا إيجابيًا في نفسه إلّا إذا تحلّى بأوصاف العبوديّة الحقيقيّة، وقدّم قلبه سليمًا خالصًا لخالقه. فالعبد الحقّ هو الذي يستسلم لمولاه، راضيًا بقضائه، صابرًا على بلائه، شاكرًا لنعمه الظّاهرة والباطنة. هو عبد مطيع لا يشكّ ولا يرتاب، ولا يُجادل في أمر اللّه، بل يلتزم بآداب العبوديّة وحقوقها بكلّ إخلاص.ومن القواعد السّلوكيّة التي تُعين العبد على تحقيق عبوديّته لربّه، والتي نذكرها على سبيل المثال لا الحصر:
    شكري سلطاني
  • أعلم أنّ عنوان المقالة «القانون الأوّل لنيوتن ليس قانونا» عنوان صادم للقرّاء، لكنّه في الحقيقة كذلك، فالقانون الأوّل لنيوتن ليس قانونا فعلا وإنّما حدسا. بل إنّ معظم قوانين الفيزياء ليست قوانين بالمعنى الحرفي لكلمة قوانين، لكنّها تقريبات لقوانين ليست معروفة. وبالتّالي فهي حدوس.
    أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
  • كم يدفع المواطن الحريف من صبر ثمن تقاعس عون في موقع عمله وخموله؟، علم اللّه كم من الصّبر هو أيضا تكبّد أو أيّ عمولة باهظة قدّمها رشوة ليشغل خطّة حدّد هدفها خدمة المستحقّين وإرضاءهم، وضبطت مشمولاتها وطرق العمل وآلياته مسبقا، فإذا بالعون يفرض سلطانه الذي أصبح نظام عمل عوض دليل إجراءات.
    م.رفيق الشاهد
  • يعدّ ضيف هذا الرّكن عالم لغات ومؤرّخ، ويعدّ من كبار المترجمين في عصره ومن أشهر علماء العرب في طبّ العيون، وهو من العلماء الذين أثروا الحياة العلميّة بكتبهم ومؤلّفاتهم واختراعاتهم، وكان لهم الفضل في تغيير الحياة البشريّة، وما كانت نهضة الغرب أن تبدأ إلاّ بالاعتماد على أمثاله من العلماء وجهودهم ومؤلّفاتهم. إنّه العالم العربي الشّهير «أبو زَيْد بن إسحق العِبَادي» المعروف بـ «حُنَيْن بن إسحق العِبَادي» نسبة إلى قبائل «العبّاد» وهي قبائل من بطون العرب اجتمعوا على المسيحيّة بالحيرة، وكانوا قد هاجروا إليها، مع قبائل عربيّة أخرى مثل «بنو شيبان وإياد وأسد»، راحلين من اليمن، في القرن الثّالث للميلاد خاصّة بعد خراب سدّ مأرب وأمسى العيش صعبا في بعض أنحاء اليمن .
    التحرير الإصلاح
  • مِن وراء تُروس الوعي ومِن خَلف مَنافذ الصَّحْو .. وفي غفلة المُحاذِر، وسِنَة الوَسْنان اِجتاحني الإعصار واكتسحتْ أنواؤه ضِفافيَ المَحْظيّة.
    الشاذلي دمق
  • هذي جرائم ذا المحتل تحتدم*** ولا كلام كأن الكل قد بكموا صم وبكم أرانا الله مصرعكم*** حتى يقوم جريح الحرب يبتسم
    عبد الله الرحيوي
  • يقول اللّه عزّ وجل في سورة البلد : ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ(11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ(13)أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍِ(16)﴾. تعالج هذه الآيات الكريمة قضيّة الحرّية والعدالة الاجتماعيّة، فعبارة «اقتحام العقبة» يعادلها في المصطلحات الحديثة عبارة «التحدّي» وعبارة «فكّ رقبة» تعادلها عبارات «محاربة الفقر والجهل والقضاء على البطالة بإحداث مواطن شغل والإحاطة الاجتماعيّة والصّحيّة لمختلف طبقات المجتمع وخاصّة الأيتام والمساكين»، فمن يرفع التّحدّي ويكسب الرّهان يستحق أن يفتخر بالانتساب إلى بلده ويدافع عن إنتمائه له. وهذا ما تؤكّده الآيات الواردة في مقدّمة السّورة :﴿لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ(1)وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ(2)﴾.وبالرغم من إجماع المفسّرين على أنّ «هذا البلد» هو مكّة المكرّمة، فإنّنا إذا أخذنا بعين الاعتبار مبدأ «العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب»، وطبقنا العبارة المأثورة « اقرأ القرآن وكأنّه عليك أنزل»، لنعيش مع آيات هذه السّورة ونتفاعل معها كأنّما أنزلت علينا، فإنّنا نستنتج أن خطاب اللّه في هذه السّورة موجّه لكلّ إنسان مهما كان البلد الذي يسكنه والوضع الاجتماعي الذي يعيشه. وهو في هذه السّورة يقدّم الوصفة الصّحيحة للانتماء للبلد ﴿وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ﴾ والاعتزاز بذلك في الدّنيا، و الفوز بالجنّة في الآخرة.
    علي عبيد

إشترك في المجلة

إشترك بالنشرة الالكترونية
* :أدخل بريدك الإلكتروني
تسجيل

موقع التواصل الاجتماعي