-
من بين أعظم لحظات التّاريخ الإنساني لحظة وقوف النّبي محمد ﷺ في حجّة الوداع على عرفات، ليُلقي خطبته الجامعة(1)، التي تُعدُّ وثيقة إنسانيّة خالدة، اختزلت مشروع رسالة الإسلام في مجموعة من المبادئ الكبرى تُشكِّل أساسًا لرؤية إسلاميّة لحقوق الإنسان، تستند إلى الكرامة الإنسانيّة والمساواة والعدالة الاجتماعيّة، وتصلح أن تكون إعلانًا مبكرًا لحقوق الإنسان، سبق في كثير من مفاصله ما تضمنته المواثيق الدّولية بقرون. وتمثّل هذه الخطبة (2) في جوهرها نواة لثقافة حقوقيّة إسلاميّة تجمع بين الكرامة والعدالة والتّكافل، تُسهم في بناء مجتمع عادل، يقوم على المساواة بين أبنائه، ويُحترم فيه الإنسان لذاته، وتُصان فيه حقوقه وكرامته.
م.فيصل العش
-
يجري في المقرّر المتعارَف دراستُه في معاهد التّعليم الدّيني اختزال الفلسفة في الإسلام بفلسفة ملا صدرا(1)، وشيءٍ من ابن سينا، وشيءٍ من شيخ الإشراق السهروردي(2) المقتول، وغالبًا ما يجري التّعرّفُ على بعض أفكارهما عبر ملا صدرا، فيما يغيب بنحوٍ تام أو يشحّ حضورُ تراثٍ فلسفي واسع، أنجزه فلاسفةٌ معروفون. كانت فلسفةُ ملا صدرا وما زالت محورًا للدّرس الفلسفي في معاهد التّعليم الدّيني، وتنامت دراستُها واتسعت في نصف القرن الماضي. التّقليد المكرّس في هذا الدّرس اليوم لا يهتم إلّا بفلسفة ملا صدرا الشّيرازي، وتلامذةِ فلسفته. وكأنّ الفلسفةَ في الإسلام تبدأ وتنتهي بملا صدرا.
أ.د.عبدالجبار الرفاعي
-
النّهضة التي لم تتحقّق والحلم المجهض والثّورة المغدورة والتّقدّم الذي تأخّر وخطاب الأزمة المأزوم، كلّها عناوين للفشل. الفشل في أن ننتمي اختيارا إلى معادلة الحداثة- الهويّة التي لا وجود لها في الوقت الحاضر في العالم العربي إلاّ كفرضيّة في أجندة فكر بعض النّخب المثقّفة.
لدينا قناعة بأنّ أسباب هذا الفشل لا توجد فقط ناحية مخطّطات أعداء أمّتنا من ليبراليّة متوحّشة وصهيونيّة متغطرسة. وهب أنّ الأمر كذلك، فهل نحن أمّة من الكرتون حتّى يفعل الأعداء بنا ما يريدون؟!
د.مصدق الجليدي
-
نظرا للأزمات السياسية الكثيفة في سياقاتنا؛ فإنَّ التغيير أصبح لا يُفهم إلا بكونه تغييرا سياسيا، تترسَّم خطواته في تغيير نظام الحكم، بالطرق المشروعة، لأجل ميلاد نظام سياسي جديد، يكون أكثر رشادة وحَكَامَة، لكنَّ هذا الإقرار على شهرته، ينسى بأنَّ الفعل السياسي ما هو إلاَّ فرع للأخلاق، فالسؤال الذي طرحه أرسطو : كيف يجب أن أعيش أو السؤال الكانطي : ماذا يجب علي أن أعمل؟ يستغرق الفعل السياسي، الذي بات تسكنه مفارقة غريبة : كيف أنَّه فرع من فروع الأخلاق وفي الآن نفسه يجنح إلى الخروج عن أوامرها وتعاليمها؟ لذا، فإننا نقر مع حنا أرندت، بأنَّ الثورة ليست مجرد عملية تغيير، يتم بمقتضاها قلب نظام الحكم السياسي، الثورة التي تحدث ينبغي أن تثمر ميلاد قيم جديدة تصبح سلوكا مرئيا في الفضاء العام، مثل الثورة الأمريكية التي أتت معها بقيمة المواطنة والحرية والإنسان الأمريكي وغيرها، أي أنَّ الثورة في روحها ليست مجرّد تغيير شكلي، بل إنَّها تغيير في ذات الإنسان وسحق لمظاهر الانحطاط وتجديد للنفسية الحضارية الفاترة؛ كي تشرع في الدخول إلى التَّاريخ ونثر المعنى على الأشياء.
أ.د. عبدالرزاق بلقروز
-
في سياق بحثنا عن ملامح نظام ماليّ قويّ ومنصف يضمن تدفّق الأموال، لتحريك النّشاط الاقتصادي ولتوفير فرص عمل لكلّ القادرين عليه، ومن ثمّة وضعَ حدٍّ لظواهر الإقصاء والتّهميش والعطالة، نتيجة الرّكود الاقتصادي، وصولا الى معالجة ظاهرة الفقر، المُستشري أبعاده والمُخطرة تداعيّاته.
نجم الدّين غربال
-
يبدو أن قيمة الطعام المهدَر الملقى في القمامة في سنة واحدة في بلادنا العربيّة، لا تكفي فقط لحلّ أزمة المجاعة في قطاع غزّة، أو إعادة إعماره، وإنّما تكفي لقطع أشواط كبيرة في تحرير القدس وفلسطين!! وذلك بناء على قراءة إحصائيّة موضوعيّة. فإذا كانت المقاومة البطوليّة التي أذهلت العالم على مدى أكثر من 470 يوماً، وتَسبَّبت بخسائر إسرائيليّة فادحة عسكريّة واقتصاديّة وسياسيّة...، لم تصل ميزانيّتها بأيّ حال إلى بضع مئات من ملايين الدّولارات؛ فإنّ قيمة ما يلقيه عالمنا العربي من الأغذية وبقايا الطّعام المهدَر في سلال المهملات بلغت نحو 150 مليار دولار أمريكي سنة 2024!! أي أكثر من 150 ضعفاً عمّا صرفته المقاومة.
أ. د. محسن محمد صالح
-
إنّ تطرّقنا بالدّراسة لحادثة الإفك يدخل في باب إعادة فهم ما يُشكّل الوعي الحالي، إنْ بصورة كلّية أو جزئيّة. ومن هذا المنطلق يتأكّد الحفر في صفحات عديدة من الموروث لإعادة بنائه عبر الفهم والنّقد والمقارنة والتّدقيق انطلاقا من عرض الرّواية على الرّواية، وإظهار ما تعمّدت الأعراف الثّقافيّة إخفاءه رغم ورود ما يدلّ عليه في المدوّنات والموسوعات. وليس أمام البحث العلمي إلاّ النّبش في الوثائق وتدبّر النّصوص من أجل إنتاج معارف جديدة وأفهام مغايرة لما صوّر على أنّه نهائي. وإذا أثبتت التّواريخ بطلان رواية أو زيف حكاية، فإنّ واجب الباحث لا يزيد عن التّنبيه والتّوضيح.
خصّصنا الحلقتين السّابقتين من هذه السلسلة لمعالجة قصّة حادثة الإفك في التراث،فانطلقنا في الحلقة الأولى (العدد 213) بعرض قصّة «حادثة الإفك» كاملة كما وردت في الجامع الصّحيح للبخاري، ثمّ إلى ما استنبط من القصّة من العبر والدّروس من طرف الدّارسين الذين تعاملوا مع رواية البخاري على أنّها رواية مطابقة للواقع وأنّها نهائيّة، فانبروا يستخلصون منها العبر والفوائد. ممّا دفعنا في الحلقة الثانية (العدد 214) إلى تبيان مظاهر الاضطراب والتّذبذب سندا ومتْنا في الرّوايات المتعلّقة بحادثة الإفك وإبراز التّناقض الواضح في هذه الرّواية التّراثيّة بين الأخذ بالمقدّمات والتبرّؤ من النّتائج والخواتيم.
وسنولّي وجهتنا في الحلقات الثّلاث التالية نحو المستشرقين وما توّصلوا إليه من نتائج من هذه القصّة. وسنعمل قبل الغوص في استنتاجاتهم (آخر الحلقات الثلاث) على تعريف مفهوم الاستشراق وأنواعه والتطرق إلى ظروف نشأة الحركة الاستشراقيّة ومراحل تطورها والوقوف عند دوافعها (هذه الحلقة) ووجوه الاستشراق ومزاياه (الحلقة القادمة).
د.ناجي حجلاوي
-
يتناول هذا المقال -الذي يأتيكم في أربع حلقات متتالية- بالتّحليل «دور المدرسة» في مواجهة التّطرف، بالإشارة إلى تأريخ الاصلاحات التّونسيّة وما حقّقته في مجال التّنشئة الاجتماعيّة والسّياسيّة، ويسائل مرجعيّاتها وكتبها المدرسيّة ونبض الأنشطة وإجراءاتها صلب المنظومة التّربويّة، وكيف اختزلت في تعديلات دون أن ترتقي إلى اصلاح حقيقي وشامل يستوعب ثقافة المسؤوليّة الاجتماعيّة. ذلك أنّ المدرسة لم تتأسس على براديغم واضح المعالم ورؤية وطنيّة محدّدة واستراتيجيّة متماسكة واستشرافيّة في تجفيف منابع التّطرّف. فالنّظام التّعليمي يقتصر على كونه مادّة علميّة تحمل قدرا من المعارف، دون تفاعل مع حيثيات تحولات الواقع وتنامي المخاطر وأساسا ظواهر التّطرّف، وأنّه لا يتناسب مع متطلّبات ترسيخ المهارات والقِيم ومن ثمّ المواقف لدى النّاشئة بما يمكّنها من تملّك القُدرة على مواجهة الأفكار المتطرّفة ودحضها.
تعرضنا في الحلقة الأولى بالتّحليل إلى ضبابيّة مفهوم التّطرّف وغموضه والسّياقات السّياسيّة والثّقافيّة والتّعليميّة التي ظهر فيها، ثمّ عرضنا بعض نماذج من الكتب العربيّة التي تنشر التّطرّف وتحدثنا عن معركة المقرّرات، وفي هذه الحلقة سنقدّم بصفة مقتضبة بعض الإشارات حول المرجعيّات التّربويّة والمقرّرات المدرسيّة وتعاطيها مع مسألة التّطرّف والسّلوكات العنيفة. وفي الحلقة القادمة سنعمل على تبيين المحدودية الكبيرة في التّطرق إلى محاور التّطرّف في المدرسيّة والخيارات التّربويّة من خلال عيّنة من المواد الدّراسيّة. ونختم بحثنا في الحلقة الأخيرة بتقديم مقترحات على مستوى المداخل التّعديليّة كمراجعة البرامج والمنهجيّات في اتجاه إرساء تعليم جيّد يتيح صياغة مواطنة فاعلة وتنشئة مدنيّة مشاركة ومقاومة للعنف وللتّطرّف وبلورة خطّة لمكافحة التّطرّف في الوسط المدرسي يشارك في وضعها الفاعل التّلمذي.
د.محرز الدريسي
-
ضمن رصدِ خصائص المثقّفين، كنّا قد أوردنا في مؤلَّف سابق «العقل الإسلامي.. عوائق التحرّر وتحدّيات الانبعاث»(1) أصنافا ثلاثة من «المثقّفين» حاضرة بوفرة في قطاع الثّقافة العربيّة أطلقنا عليها نعوت: النّائم، والسّائم، والهائم. نستعيد توصيفاتها وملامحها بإيجاز في هذا المقال لصلتها بحديثنا عن الفكر المستقيل.
د.عزالدين عناية
-
تمثّل الفتوى ممارسة اجتماعيّة مهمّة ومعبّرة عن هواجس الفاعلين الاجتماعيّين ورهاناتهم. نبتغي من خلال هذا البحث تبيّن أثر الفتوى زمن التحوّلات وعلاقتها بأزمة الحداثة، فلم يكن تلقّي العربي والمسلم الحداثة ومكوّناتها، خاصّة الماديّة منها، سلسا وطيّعا، بل كان صادما ومفاجئا إن لم نقل مُسقطا ومفروضا. سوف نوظّف مدوّنة مصدريّة مهمّة واسعة أثرا وزمنا وهي مدوّنة المكتبة الشاملة المُرقمنة وهي مشتملة على «فتاوي الشبكة الاسلاميّة» وهي أرشيف للفتاوي العربيّة وعددها 90 ألف و751 فتوى، وهي تغطّي مُجمل القرن العشرين وواكبت أزمات كثيرة وتحوّلات شاملة عاشها العالم العربي ومنها صدمة الحداثة فكرا ومادّة.
قسّمنا البحث إلى فصل أوّل موضوع هذا المقال وهو «الفتوى والثّقافة المادّيّة: التّكنولوجيا الحديثة نموذجا»، وفصل ثانٍ نستعرضه في المقال القادم تحت عنوان «الفتوى والملبوس والمأكول والمشروب». وقد اعتمد البحث على اشكاليّة أساسيّة وهي: كيف تعامل المفتي، من خلال المدوّنة المُستغلّة، مع مظاهر الحداثة، وماهي التّقنيات التي وظّفها حماية للدّين والنّاس من وجهة نظره؟
د. محمد البشير رازقي
-
لو أتيح لي أن أذكّر بالميزان في الدّين والحياة لما تردّدت أن أقول أنّه إستلهام الحكمة عند معالجة مشهد تختلط فيه موجبات الدّين مع ممكنات الواقع. أو هو إجتراح معالجة إستثنائيّة لأجل إشباع المشهد بأكثر ما يمكن من قيم العدل والإحسان. ذلك أنّ صروف الحياة لا يقرّ لها قرار لفرط تقلّبها. فلا مناص من نشدان أقلّ المعالجات سوء. وليس أكثرها نفعا عندما يصطدم واجب (دينيّ أو عقليّ) مع ممكن.
الهادي بريك
-
في إطار النّظرة الشّاملة للفلسفة الإسلاميّة للكون والحياة، يأتي قانون التّسخير كأحد الرّكائز الأساسيّة التي تنظّم علاقة الإنسان بما حوله من مخلوقات وموارد. يستمدّ هذا القانون أسسه من الآية الكريمة: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾(لقمان: 20)، والتي تؤكّد أنّ اللّه تعالى قد سخّر كلّ ما في السّماوات والأرض لخدمة الإنسان، وجعلها وسيلة لتحقيق عمارة الأرض وفق منهج ربانيّ متوازن.
محمد أمين هبيري
-
الزّكاة واجب اجتماعي، ويمكن أن يقال عنها واجب اجتماعي تعبدي(1) حيث تهدف إلى تحقيق التّكافل والضّمان الاجتماعي(2) وإقامة التّوازن المعيشي بين أفراد المجتمع(3) بتوزيع الثّروة وتداولها بينهم (4)، فهي ليست مجرد معونة وقتيّة، لسدّ حاجة عاجلة للفقير وتخفيف شيء من بؤسه، ثمّ تركه بعد ذلك لأنياب الفقر والفاقة، بل هدفها الأساسي القضاء على الفقر، واستئصال شأفة العوز من حياة الفقير، وجعله قادرا على النّهوض لوحده بعبء المعيشة، حيث من مهمّتها أن تيسّر للفقير قواما من عيش، لا لقيمات أو دريهمات، وهي فريضة دوريّة منتظمة دائمة الموارد(5) وحقّ محدّد مقرّر، لا تهاون فيه، تتولّى الدّولة المسلمة جبايته وتوزيعه(6)
أشرف شعبان أبو أحمد
-
«التّحليل النّفسي» منهج أسلوب علاجي لتحليل السّلوكيّات والعمليّات العقليّة اللاّشعوريّة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء تصرفّات أفراد أو جماعات بعينها ... ونظراً لِمَا يَشهده العالَم مِن سلوكيّات الصّهاينة الشّائنة وأفعالهم الشّنيعة، كان لابدَّ من قراءة تلك السّلوكيّات والممارسات قراءة نفسيّة، حتّى يسهُل التّعامل معها...!
محمد عبد الشافي القُوصي
-
تحتوي الثٌّقافة الشّعبية على ظواهر عديدة تعبّر عن العقلية السّائدة في فترة من الفترات، و التي لا تزال سائدة ومنها ما يتّصل بالمعتقدات والتّصوّرات المتعلّقة بالمسائل الصّحيّة أو الاجتماعيّة. ومن هذه الظّواهر ظاهرة التّصفيح التّي يُعتقد من ورائها صيانة الشّرف لدى الفتيات، والحال أنّ هذا السّلوك في جوهره تخلّ عن الحصانة العلميّة والأخلاقيّة والتّربويّة التّي تبني الذّات الإنسانيّة.
ارتأينا تسليط الضّوء على ظاهرة تدخل في مجال المسكوت عنه، مسألة عقدة الجسد في الموروث العربي الإسلامي وتحديدا جسد المرأة الذي ابتدعت فيه العقليّة الشّعبيّة طرقا للحفاظ على شرفها من خلال ممارسة قهريّة على الجسد تتمثّل في سحر التّصفيح. تندرج هذه المقاربة ضمن سوسيولوجيا اليومي أي علم اجتماع الحياة اليوميّة وما تحبل به من طقوس حاملة لرموز. هذه الطّقوس تتدخّل بثقلها في صياغة الواقع الاجتماعي للأفراد وتختزل معاني نظرة الجماعة للكون، وتترجم عن انتماء لثقافة ومعتقد جماعي.
وسنناقش من خلال هذا الطّقس، أيضا، المسألة الجنسيّة وجوهريّة اللّجوء إلى طقس التّصفيح وعلاقته بجسد المرأة ( بين القهر و الحرّية) وعلاقتها بالدّين الإسلامي والطّب وتأثيره الاجتماعي.مع ذكر أمثلة من الشّواهد الحيّة؛ من خلال بحث ميداني اعتمد على تقنية المقابلة المفتوحة لتجميع المعلومات التي تفيد في فهم رموز هذه الممارسات الطّقوسيّة وتأويل التّصوّرات والتّمثّلات، التي تراوحت بين من تصف طرق التّصفيح وتصوّر أهدافه الظّاهرة وأهدافه الضّمنيّة، وبين من تصف التّجربة الجسديّة وانعكاساتها النّفسيّة والصّحيّة وطريقة التّعامل مع هذه التّجربة، وبين من يعتبر هذه الظّاهرة ضرباً من السّحر لا علاقة لها بالعلم أو الشرف. كما ساهمت ظاهرة التّصفيح، في جانب آخر، في ظهور الانفلات من الرّقابة العائليّة و خداع المجتمع.
د.أشواق طالبي المصفار
-
لم تكن فكرة الأرشيف يومًا بمنأى عن رحاب الفكر الفلسفي وتجليّاته المتنوّعة. بل إنّ هذا الحضور يبدو أمرًا طبيعيًّا ومنطقيًّا، إذا ما استحضرنا طبيعة الفلسفة ذاتها، تلك التي لم تنفك يومًا عن الانشغال بهموم الإنسان وقضاياه الوجوديّة الملحّة. فالأرشيف، وإن لم يتبوأ دائمًا صدارة النّقاشات الفلسفيّة الصّريحة، إلاّ أنّه ظلّ يحايث مختلف الموضوعات التي استأثرت باهتمام المفكّرين عبر العصور. فالأرشيف، في جوهره العميق، ليس مجرّد مستودع مادّي لوثائق وذكريات الماضي؛ بل كيان ديناميكيّ يتشابك بعمق مع مفاهيم فلسفيّة جوهريّة تشكّل أسس تفكيرنا في العالم والوجود.
عمر الموريف
-
يتكشف الحقد المطلق من طرف المتصهينين تجاه القضيّة الفلسطينيّة بالمغرب، وبشكل أوضح في طبيعة الدّعاية المستمرة للتّطبيع مع الكيان الغاصب، سواء من خلال حالة الاستقطاب التي تمارسها الآلة الصّهيونيّة لبعض الإعلاميّين وبعض الوجوه الفنّية العفنة التي عبرت الحدود الجغرافيّة المغربيّة وقامت بزيارات متكرّرة للكيان الغاشم، أو من طريق الأنشطة التي أصبح يمارسها الصّهاينة بشكل علني على أكثر من صعيد؛ اقتصاديّا وسياسيّا وعسكريّا.
الخامس غفير
-
يُعتبر ابن الأثير الذي عاش في الفترة الممتدة بين 1160م و1232م من أهمّ المؤرّخين المسلمين في العصور الوسطى، وكتابه الكامل في التّاريخ من أهمّ كتب التاريخ وأنفعها.
عبدالقادر رالة
-
بفعل الطّاقة الشّمسيّة تتبخّر أجزاء من المياه السّطحيّة للبحار والمحيطات، وبفعل العوامل الفيزيائيّة يتكثّف بخار الماء في الغلاف الجويّ ويتحوّل إلى قطرات مطر. تسقط هذه القطرات على هيئة أمطار على سطح الأرض بفعل الجاذبيّة، وكمّيتها ونمط توزيعها يعتمدان على العوامل المناخيّة والجغرافيّة. وإذا كانت كمّية الأمطار أكبر من قدرة التّربة على الامتصاص، تبدأ المياه بالجريان على السّطح نحو المناطق المنخفضة بفعل الجاذبيّة أيضا. مع استمرار ذلك الجريان السّطحي، تتجمّع المياه في قنوات صغيرة تسمّى «جداول» أو «أخاديد». تتحد هذه الجداول مع بعضها البعض ومع زيادة كميّة المياه، تتشكّل تيّارات مائيّة أكبر وأكبر.
أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
-
تطرّقنا في الحلقة الأولى من هذه السّلسلة(1) إلى الكبائر التي ورد النّهي عنها في السّور المدنيّة بصيغة «التّحريم»: أكل الميتة(2) والدّم ولحم الخنزير، وما أهلّ به لغير اللّه، وصيد البرّ (للمحرم)، وأكل الرّبا، وزواج المحارم. ثمّ أتبعناها بالكبائر التي وردت في السّور المدنيّة بصيغة «لا تقربوا»: حدود اللّه، والصّلاة في حالة سكر أو جنابة، والنّساء في المحيض، والمشركين للمسجد الحرام(3). وفي حلقتين ممتاليتين سنتطرّق إلى ما ورد النّهي عنه في السّور المدنيّة بصيغة «اجتنبوا»: الْأَوْثَان، وعبادة الطّاغوت(هذه الحلقة)، وكَثِيرًا مِنَ الظَّنّ، والْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ(الحلقة القادمة).
م.لسعد سليم
-
من مؤلّفات عباس محمود العقاد كتاب عنوانه: «أنا». وهو كتاب يضمّ فصولا، يروي فيها العقاد سيرة حياته منذ كان طفلا حتّى جاوز السّتين، وفصولا أخرى يتحدّث فيها عن موقفه من قضايا أدبيّة، وسياسيّة، واجتماعيّة.
وقد عهد العقّاد إلى صديقه العلاّمة محمود الطّناحي بهذه الفصول لينشرها في كتاب، وترك له اختيار عنوان للكتاب، كما فعل في بعض كتبه الأخرى. وقد انتهى التّفكير بالأستاذ الطّناحي إلى أن اختار هذا العنوان المثير: «أنا»، وكان العقاد، قبل وفاته بشهر، اقترح أن يكون العنوان: «حياة قلم» .
د.حسن الأمراني
-
إنّ مُلك اللّه عزّ وجلّ وملكوته يسع كلّ مخلوقاته، وهو مجال لوجودهم وسعيهم وتصرّفهم، بحيث تتكشّف النّوايا والضّمائر، وتُعبّر أفعال العباد عن بواطنها وقوالبها النّفسيّة والفكريّة والشعوريّة .
في الجبر الإلهي وقضائه وقدره ونفاذ مشيئته وإرادته فرز وتنقية الصّالح من الطّالح والفالح من الخائب والكيّس من الأحمق والصّاحي من الغافل، فالكلّ يعمل على شاكلته وعلى قياسه ومقاسه يلبس رداء سعادته أو شقاوته .فكما تتقلّص دلالات عزّة العبد ورموزها وتتراجع كذلك يتّسع ويتمدّد معنويّا ذوقا وإدراكا وعرفانا وإهتماما وسلوكا لتتّضح ملامح هويّته التّي هو بها دالع، وكان قد صاغها من صميم سعيه وفعله وببصمات نفسه، وسجّل آثاره وتراثه، فهو القدر والمقدور بإذن ربّه .
شكري سلطاني
-
ينام كلّ منّا ويفيق على صدى آمال يقرع طبلات أحاسيسه فيجعله متوتّرا أحيانا مهتزّ المشاعر بين نوبتي التّطرّف، وخامدا أحيانا أخرى تحت تأثير مخدّر يسكن أوجاع الحاضر ويزيل عنه ثقل همومه. الهمّ نقيض راحة البال التي يكتسبها المرء بتحقيق أهدافه دون الاعتداء على قيمه وفضائله التي آمن بها. والمهموم ليس الفاشل الذي لم ينجح في تحقيق أماله، بل هو من لم ترضه الطّريقة التي أوصلته إلى الهدف الذي طالما يرنو إليه. ذلك النّهج الذي سلكه كان يعلم أنّه منافيا لأخلاقه وأخلاق مجتمعه فيؤنّبه ضميره ويرتعد كيانه ويلبسه قناع البؤس والشّقاء.
م.رفيق الشاهد
-
كاتب ومفكر إسلامي، عضو في هيئة علماء فلسطين في الخارج والمجلس الإسلامي السّوري، ورئيس رابطة العلماء السّوريين، يكتب في قضايا الحرّية والثّورة ونظام الحكم، وله عدة مؤلفات في الفكر الإسلامي ونقد التّجارب الإسلامية.وهو المشرف العام على موقع منبر الأمّة الإسلاميّة للدّراسات والبحوث(1).
التحرير الإصلاح
-
1 - يا وَيلَنا
سمَّوهُ سَهواً مَعبَراً...
يا لَيتَـهُم سَمّوهُ بَرزَخاً:
يصُدُّ النّاسَ عَن دِيارهِم،
ويَلفِظُ الرِّجالَ
خارجَ البُيوتِ لا يُبالي،
يَطرُد النّساءَ والشُّيوخَ
والأَطفالَ دونَ رَحمةٍ،
رشيد سوسان
-
غدًا يـدُقُّ على أبـوابــِنـا العيــدُ ما مِثْلَ ما كان يأتي قبــلَه الـعـيــدُ
فكـم أتانا ومن عهدٍ غــدا زمنًـا لا فـرحَ منتظَرٌ، لا بِشـرَ مـوعـودُ
وكم أتانا وبابُ السّجنِ منغـــلِقٌ ذبــحٌ وذلٌّ وتــرويــعٌ وتــنـكــيــدُ
أ.د.وليد قصاب