باختصار

بقلم
عبدالقادر رالة
موسى بن أبي غسان آخر الأبطال
 تتكررُ سيرته دائما في كتب التّاريخ والسّير، بأنّه آخر الأبطال الكبار رغم أنّه جاء بعده أبطال، وأبطال شجعان وعباقرة عسكريّون حاربوا الاستعمار ودافعوا عن الأرض والدّين!.. 
تعرضتْ مدينة غرناطة لحصار عنيف دام لأكثر من سبعة أشهر، وأثناء فترة الحصار أرسل الملك «فردنارد الثالث» وزوجته «إيزابيلا الأولى» رسالة إلى الأمير عبد الله محمد الصّغير لتسليم المدينة، واستجاب الأمير لتلك الرّسالة على شروط تُؤمن الأموال والمدينة والسّكان والجيش والمسجد، لكنّ البطل موسى بن أبي غسان رفض ذلك، لأنّه خبر وقرأ  عن تاريخ عهود النّصارى من قبل، مع المدن الأندلسيّة التي تهاوت قبل غرناطة مدينة بعد أخرى، وهذه الرّسالة ماهي إلا خديعة لوأد معركة الدّفاع عن المدينة، 
لكنّ ظروف الحصار القاسية فرضتْ على عبد اللّه محمد الصّغير التّسليم!..فما كان من موسى بن أبي غسان إلاّ أن يطلبَ الموت في ساحة القتال على التّسليم أو التّفاوض مع المخادعين!..فقاد بعض السّرايا ليخترق الحصار المحكم حول غرناطة محاولاً إرباك القوّات المحاصرة للمدينة...
وأثناء معاركه استطاع أن يقتل بعض الفرسان النّصارى لكنّهم في النّهاية استطاعوا محاصرته وإصابته إصابة بليغة، وبذلك انتهت حياة البطل موسى بن أبي غسان الذي يقترن اسمه في التّاريخ بالمدينة الجميلة غرناطة!.. فقد كان عبد اللّه محمد الصّغير آخر ملك غرناطي من الأندلس المعطاء!.. وكان موسى بن أبي غسان آخر أسطورة غرناطي من الأندلس الجميلة! بطل رفض رفضا قاطعا وحاسما تسليم مدينته الجميلة غرناطة للأسبان ...