توثيقًا للتاريخِ والرّعاية الشّفويّة قبل اندثارها، أصدر الكاتب والباحث سمير أبو الهيجاء ابن قرية عين حوض المهجّرة، كتابه الحادي عشر تحت عنوان «روايات أجدادنا عن نكبة بلادنا» الذي يوثق به شهادات وروايات شفويّة من رجالٍ ونساء عايشوا النّكبة الفلسطينيّة، بعد مقابلتهم ولقائهم وتوثيق مشاهداتهم كلٌ من قريته ومدينته، في الدّاخل والشّتات.

صدر الكتاب بحلّة وغلاف بتصميم رائع للأستاذ الشّاعر خالد أحمد اغباريه، وهو أيضا من مونتاجه وتنسيق صفحاته. وقد قدّم له الدّكتور جوني منصور - حيفا، يتكوّن الكتاب من 242 صفحة من الحجم الكبير، ويضمّ 23 عنوانا لقرى مهجّرة، و26 شهادة شفويّة.

يشمل الكتاب شهادات وروايات حيّة مكتوبة وموثّقة بالصّوت والصّورة، جمعها الباحث سمير أبو الهيجاء بين دفتي الكتاب، لأنّ التّاريخ الشّفوي - كما يقول الكاتب -أصدق ما يمكن توثيقه عن النّكبة الفلسطينيّة، مشيرًا إلى أنّه جمع الشّهادات من أصقاع فلسطين والمخيّمات في الضّفة الغربيّة وغزّة والأردن والدّاخل الفلسطيني والشّتات.

استطاع الكاتب والباحث سمير أبو الهيجاء أخذ صور للشّاهدين على النّكبة ولموروثاتهم التي احتفظوا بها من مفاتيح لبيوتهم ووثائق فلسطينيّة وأدوات استعملها الفلسطينيّون قبل النّكبة، وعملات فلسطينيّة قديمة. ويُشير إلى أن التّوثيق لم يقتصر على من سكنوا القرى المسلمة، بل استهدف أيضًا من يعتنقون الدّيانة المسيحيّة، كونهم كانوا أقلّية في فلسطين في تلك الفترة، وأكّد على أنّه يبذل قصارى جهده للإسراع في العمل، كي لا يفقد الشّعب الفلسطيني ذاكرته الشّفويّة عن النّكبة.

الجدير بالذّكر أنّ الباحث سمير أبو الهيجاء صدر له عشرة مؤلّفاتٍ توثيقيّة عن القرى والمدن الفلسطينيّة، وهي : «انا من هناك ولي ذكريات، الترانسفير المقنع، اللجوء القسري، حكاية صمود، شموخ الأحرار، عين حوض، الشيخ الصامد، إلى فلسطين، حراس الذاكرة، لما إمي تحكيلي».