لمسة وفاء

بقلم
عبدالقادر رالة
ابن باديس المصلح الكبير
   «شخصيّات لها تاريخ»، كتاب من تأليف الباحث المرموق والمفكر الإسلامي محمد عمارة حوى سير رجال العلم والفكر في العالم العربي والإسلامي من المشرق والمغرب.. ومن المغرب العربي الكبير، كان ابن الجزائر البار العلامة الكبير عبد الحميد بن باديس... فما هي مفاتيح شخصيّة هذا الرّجل العظيم، وما هو تأثيره المحلّي والقومي حسب دراسة الدّكتور عمارة لشخصه وسيرته ؟..
   هو بلا منازع الأب الشّرعي للنّهضة الإسلاميّة والحركة الوطنيّة  الجزائريّة الحديثة والمعاصرة، ارتبط بفكر مدرسة التّجديد والإحياء الإسلامي التي ترأسها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
   كان بطلا مقاوما مرتبطا أشدّ الارتباط بوطنه الجزائر، إذ رفض الواقع الفرنسي في الجزائر، كما رفض عروضا بأن يقيم بمكّة والمدينة، قدّمت له من طرف بعض العلماء الجزائريّين، وقال: «نحن لا نهاجر، نحن حرّاس الإسلام والعربيّة والقوميّة في هذا الوطن، أي الجزائر»..
  كان يتعاهد مع تلاميذه قسماً بأن لا يخدموا الحكم الاستعماري في الجزائر.
  كان شخصيّة متعدّدة المواهب، يعمل بلا تعب ولا تردّد، يقوم بتكوين الرّجال، وإلقاء الدّروس، ونشر الصّحف الإصلاحيّة، وقبل كلّ ذلك الوقوف على نشاط جمعيّة العلماء المسلمين التّربوي والمعرفي والوطني.
  جمعيّة العلماء التي تأسّست سنة 1931م كردّ عملي على احتفال السّلطات الاستعماريّة بمرور قرن على احتلال الجزائر 1830ـ1930...
  الجيل الذي تكوّن على يديه ورفقائه هو الذي ثار بالسّلاح، وساهم في تفجير ثورة 1954المباركة...
  وفي الجزائر ليس هناك اختلاف على مكانة ابن باديس الفكريّة والوطنيّة ، وأنّ أولئك الذين ثاروا واستعادوا الجزائر من براثن أعتى وأشرس استعمار في التّاريخ الحديث، هم الثّمرة الطّيبة لغرس الشّيخ عبد الحميد بن باديس رحمه اللّه...