باختصار

بقلم
عبدالقادر رالة
الوحدة الخالدة بين العرب والعجم
لا تبخسوا النّاس حقّهم ... 
حمل العرب الرّسالة المحمّديّة في العهد النّبوي وعهد الخلفاء الرّاشدين، وأثناء الفتوحات الإسلاميّة؛ وتحرير الشّام ومصر وشمال إفريقيا من البيزنطيّين، وتحرير العراق والبحرين من الفرس، وكان هذا عهد تأسيس المدنيّة الإسلاميّة، فدخلت شعوب من غير العرب الإسلام، وهذا أمر طبيعي فالإسلام دين للإنسان، وهو دين عالمي لا ينحصر أو يتقيّد برقعة، فلا يخصّ العرب فقط، وتلك الشّعوب خدمت الإسلام والحضارة العربيّة الإسلاميّة، وظهر من أبنائها أبطال وعلماء ومفكّرون وفلاسفة وفقهاء ورواة حديث، كما أنّهم دافعوا عن بلاد المسلمين ضدّ الغزاة والمعتدين ...
  الأمويّون العرب ضدّ البيزنطيّين...  العباسيّون العرب ضد البيزنطيّين ... الأتراك السّلاجقة ضدّ الصّليبيّين والبويهيّين .. المماليك التّرك والشّراكسة ضدّ المغول والصّليبييّن ، وانتصر المماليك على المغول في معركة عين جالوت منهين الرّعب المغولي في المنطقة والعالم أجمع...
المرابطون البربر ضدّ القشتاليّين ... ومن بعدهم الموحّدون البربر أيضا ضدّ القشتاليّين ..
الأتراك العثمانيّون ضدّ الدّولة الصّفويّة وتحالفات الدّول الاستعماريّة الأوروبيّة ...
المغول بعد أن أسلموا، في الهند ضدّ الأسبان والبرتغاليّين... وبعد أن انتشر بينهم الإسلام في أسيا الوسطى، حاربوا لحماية حدود الدّولة الإسلاميّة ضدّ الصّينيّين أو الرّوس من القرن الثالث عشر وحتّى نهايات القرن السّابع عشر... والأمويّون العرب في الأندلس ضدّ القشتاليّين والفرنجة والفايكينغ ...
الأيوبيّون الأكراد ضدّ جحافل الصّليبيين القادمين من ألمانيا وفرنسا وانجلترا، واستطاع البطل الخالد صلاح الدّين الأيّوبي أن ينتصر عليهم ويحرّر القدس من بين أيديهم ...
  أمّا الإسهام الحضاري، وفي جميع ميادين المعرفة والعلم، فشاركت فيه جميع الشّعوب من عرب، فرس، ترك، بربر، مغول، هنود، أفارقة وصقالبة، غير أنّ لغة الإبداع المعرفي والخلق العلمي كانت اللّغة العربيّة ويندر أن تستخدم اللّغات الأعجميّة، فالانتماء إلى الإسلام كان يعني الانتماء إلى العروبة بمعناها الحضاري وليس العرقي، وفي تلك العهود الذّهبيّة كانت اللّغة العربيّة لغة عالميّة، حيويّة ومسيطرة. 
 ولا يفوتنا ذكر ألاف العجم من أوروبيّين وأمريكان وكنديّين الذين يلعبون في العصر الحديث أدوارا مهمّة في الدّفاع عن الإسلام والعرب وقيمهم الحضاريّة...