حديقة الشعراء

بقلم
عبدالمجيد بلبصير
أقصوصة الهدم
 

تصدع القلب حزنا وا مصاباه

والدمع تذرفه بالاه عيناه
إذ خادع الفجر زلزال تهاوى به
من بيت عثمان عمران ومأواه
واهتزت الأرض بالشام الأبي دجى
كأنما القصف من تحت وأعلاه
في طرفة العين صار الحلم مندفنا
تحت الركام يمني النفس محياه
تحت الصقيع غطاء الجسم من هلع
من ظلمة الردم من موت ترداه
والعقل من هول ما رجت بصائره
في غائر النوم لا يدري البلا ما هو
يسائل الهدم لا يبين مرتجفا
كأنما همسهم أمي وأختاه؟
ابني وصاحبتي؟ طيف الأنين علا
ثم انطفى خامد الأنفاس مسراه
قد أذكر الورد قبل الفجر ورد أبي
إذ يقرأ الاي يبكي في مصلاه
لكنما بعد، غاب الحس، أين أنا
أين الحبيب أبي وأين عماه  
ما كدت أدرك أن الجمع باغته
رجف من الأرض تمكينا بأخراه
حتى أتاني بصيص النور مخترقا
ستائر الصخر خلف الطرق مجراه
وإذ بزحف الملاك جاء ينقذني
يكفكف الدمع عن خدي جناحاه
يغالب الردم سباحا يحاذر لي
عن الشجاج بيمناه ويسراه
ما إن تسلمني بيض الأيادي دوى
فوق الزغاريد لا يسميه إلاه
نعوا إلي رفيق العمر طارحة
 تحت الحطام وليدي وا مصاباه
نعوا إلي أبي أختي ووالدتي
وجيرة الحي يا الله الله
رباه يا خالقي إن الفؤاد ذوى
من شدة الحزن اكشف عنه بلواه
وأفرغ الصبر في قلب المصاب رضى
وصاحب الهدم جدد حسن حسناه