شذرات

بقلم
د.محمد عمر الفقيه
الإرهاب والإبادة في التّوراة بين النظريّة والتّطبيق
 أصدر الحاخام اليهودي يتسحاق شابيرا رئيس المدرسة الدّينية اليهوديّة كتابا باسم «توراة الملك» تضمّن فتوى دينيّة تجيز قتل غير اليهود حتّى لو كان طفلا أو رضيعاً طالما يشكّل خطرا على الكيان الصّهيوني، وقد سُبقت هذه الفتوى بتصريحات سابقة للحاخامات الصّهاينة يستندون فيها إلى أحكام التّوراة، وذلك تشجيعا منهم لجنودهم وقادتهم لإبادة الفلسطينيّين ومن تطاله أيديهم.
وقد سبق ذلك فتوى نشرتها صحيفة (هآرتس) تصرّح بجواز شرعيّة القتل والإبادة وذلك استنادا على ما نصّت عليه التّوراة في قوم عملاق، وقد برّر «الحاخام مردخاي الياهو» المجازر التي قام بها «أولمرت» في قطاع غزّة بحكم التّوراة حيث ذكَره بسفر المزامير: « سوف أواصل مطاردة أعدائي والقبض عليْهم، ولن أتوقَّف حتَّى القضاء عليْهم».
وقد وزّع كبير الحاخامات بالجيش الإسرائيلي «أفيخاي رونتزكي» كتبا على الجنود الذين يقاتلون في غزّة تتضمّن فتاوى دينيّة تعارض الرّحمة بالأعداء .
وبالعودة للتّوراة نقرأ فيها أنّ الرّبّ بزعمهم يخاطب موسى عليه السّلام في سفر التّثنية الإصحاح 25 الفقرة : 10 : «فمَتى أراحَكَ الرَّبُّ إلهُكَ من جَميعِ أعْدائِكَ حَوْلَكَ في الأرْضِ الَّتي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إلهُكَ نَصِيبًا لكَيْ تَمْتَلِكَها، تَمْحُو ذِكْرَ عَمالِيقَ مِن تَحْتِ السَّماءِ، لا تَنْسَ».
والمتتبع لنصوص التّوراة يرى بوضوح أنّها تحثّ على القتل والإبادة الممنهجين، بل ما هو أكثر من ذلك حيث يتمّ التقرّب إلى اللّه تعالى من خلال قتل الأطفال، والنّساء، وشقّ بطونهن، وقتل حتّى الحيوانات، وسيتمّ بيان ذلك من خلال عرض النّصوص الآتية :
1 - قتل الأطفال
فقد جاء في سفر «يوشع بن نون» الذي أمر جنوده بأن يحرقوا مدينة «أريحا» بمن فيها من الرّجال والنّساء والأطفال، كما جاء في كُتُبِهم، ولم يقتصر الأمر على حرْق «أريحا» بل عليهم أن يقوموا بذلك في كلّ مدينة استولوا عليها. جاء في سفر يشوع: «وأخذوا المدينة وحرموا كل ما في المدينة -أي:قتلوهم- من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف».21:6-22.
وجاء في سفر التثنية: «وإذا دفعها الرّب إلهك إلى يدك، فاضرب جميع ذكورها بحدّ السّيف، وأمّا النّساء والأطفال والبهائم وكلّ ما في المدينة غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرّبّ إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًّا، التي ليست في مدن هؤلاء الأمم هنا، أمّا مدن هؤلاء الشّعوب التي يعطيك الرّبّ إلهك نصيبًا، فلا تستبقِ منهم نسمة، بل تُحرمها تحريمًا:الحثيين، والأموريّين، والكنعانيّين، والفرزيّين، والحويّين، واليبوسيّين، كما أمرك الرّبّ إلهك».16:20
وجاء في نفس سفر التثنية17:13: «فضَرْبًا تضربُ سُكان تلك المدينة بحدّ السّيفِ، وتُحرمُها بكلِّ ما فيها مع بهائمها بحدِّ السّيفِ، واجْمَع كلّ أمتعتها إلى وسطِ ساحتها، وتحرق بالنّار المدينة وكلّ أمتعتِها كاملة للرّبّ إلهك، فتكون تلاًّ إلى الأبد لا تُبنى بعدُ».
وجاء في صموئيل في سِفره: «إيَّايَ أرْسلَ الرَّبُّ لِمَسْحِك مَلِكًا على شَعْبِه إسْرَائِيل، والآنَ فاسْمَعْ صَوْتَ كَلامِ الرَّبِّ، هكَذا يَقُولُ رَبُّ الجُنُودِ: إنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ ما عَمِلَ عَماليقُ بإسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ في الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُوده مِنْ مِصْر، فالآنَ اذْهَبْ واضْرِبْ عَمَالِيقَ، وحَرِّمُوا كُلَّ ما لَهُ، ولاَ تَعْفُ عَنْهُمْ؛ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وامْرَأَةً، طِفْلاً ورَضِيعًا، بقَرًا وغَنَمًا، جَمَلاً وحِمَارًا» 15:4. ونسبوا إلى النّبي حزقيال أنّه قال: «لا تشفق أعينكم، ولا تعفوا عن الشّيخ والشّاب والعذراء والطّفل والنّساء، واقتلوا للهلاك». 7:9.
وجاء في سفر حزقيال 9 : 5 - 7 «اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ». وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.
وجاء في سفر صموئيل الأول 15 : 3 -11: «وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلاَمَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. فَاذْهَبِ الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً… وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً، وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ، وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوها. وَكلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولةِ حَرَّمُوها. وَكانَ كلاَمُ الرَّبِّ إِلى صَمُوئِيلَ: نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي».
وجاء في سفر إشعياء 13 : 16 تحطيم الأطفال أمام ذويهم [في نبوءة مخيفة عن بابل (العراق)]: «وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ»
وجاء في سفر أشعياء 13: 18 تكسير عظام الفتيان في نبوءة بحق بابل / العراق يقول يهوه، معبود اليهود الدموي: «فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ».
وجاء في سفر هوشع 13 : 16 تحطيم الأطفال إذ يقول هذا «الرب»:
«تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ».
وجاء في سفر القضاة 21: 10: «فَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ إِلَى هُنَاكَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْبَأْسِ، وَأَوْصَوْهُمْ قَائِلِينَ :((اذْهَبُوا وَاضْرِبُو سُكَّانَ يَابِيشِ جِلْعَادَ بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ النِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ. وَهذَا مَا تَعْمَلُونَهُ: تُحَرِّمُونَ كُلَّ ذَكَرٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتِ اضْطِجَاعَ ذَكَرٍ))».
وجاء في سفر العدد 31: 17: « فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا». 
وجاء في سفر المزامير 137: 8-9: طوبى لمن يقتل الأطفال!!، «يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9 طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!»
وجاء في سفر التثنية 2: 31-35: «وَقَال الرَّبُّ لِي [الكلام للنبي موسى]: انْظُرْ! قَدِ ابْتَدَأْتُ أَدْفَعُ أَمَامَكَ سِيحُونَ وَأَرْضَهُ. ابْتَدِئْ تَمَلكْ حَتَّى تَمْتَلِكَ أَرْضَهُ. 32 فَخَرَجَ سِيحُونُ لِلِقَائِنَا هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ لِلحَرْبِ إِلى يَاهَصَ 33 فَدَفَعَهُ الرَّبُّ إِلهُنَا أَمَامَنَا فَضَرَبْنَاهُ وَبَنِيهِ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ. 34 وَأَخَذْنَا كُل مُدُنِهِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ وَحَرَّمْنَا مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. لمْ نُبْقِ شَارِداً. 35 لكِنَّ البَهَائِمَ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا وَغَنِيمَةَ المُدُنِ التِي أَخَذْنَا 36 مِنْ عَرُوعِيرَ التِي عَلى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ وَالمَدِينَةِ التِي فِي الوَادِي إِلى جِلعَادَ لمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ قَدِ امْتَنَعَتْ عَليْنَا. الجَمِيعُ دَفَعَهُ الرَّبُّ إِلهُنَا أَمَامَنَا».
وجاء في سفر التثنية 3 : 3-7 : «فَدَفَعَ الرَّبُّ إِلهُنَا إِلى أَيْدِينَا عُوجَ أَيْضاً مَلِكَ بَاشَانَ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى لمْ يَبْقَ لهُ شَارِدٌ. 4 وَأَخَذْنَا كُل مُدُنِهِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ. لمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ لمْ نَأْخُذْهَا مِنْهُمْ. سِتُّونَ مَدِينَةً كُلُّ كُورَةِ أَرْجُوبَ مَمْلكَةُ عُوجٍ فِي بَاشَانَ. 5 كُلُّ هَذهِ كَانَتْ مُدُناً مُحَصَّنَةً بِأَسْوَارٍ شَامِخَةٍ وَأَبْوَابٍ وَمَزَالِيجَ. سِوَى قُرَى الصَّحْرَاءِ الكَثِيرَةِ جِدّاً. 6 فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ الرِّجَال: وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7 لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا».
وجاء في سفر صموئيل الأول 22: 19: «وَضَرَبَ نُوبَ مَدِينَةَ الْكَهَنَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ: الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَالرِّضْعَانَ وَالثِّيرَانَ وَالْحَمِيرَ وَالْغَنَمَ».
وجاء في سفر استير 8: 12: «الَّتِي بِهَا أَعْطَى الْمَلِكُ (الفارسي) الْيَهُودَ فِي مَدِينَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِم؛ْ وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى الأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ؛ وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ»
وجاء في سفر يشوع 6: 21 : «مجزرة أريحا وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ – حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْف»ِ.
وجاء سفر حزقيال 9 : 5 - 7: «اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ».
وجاء سفر صموئيل الأول 15 : 3 - 11: «وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: “أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلاَمَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. 3فَاذْهَبِ الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً”… 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوها. وَكلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولةِ حَرَّمُوها. 10وَكانَ كلاَمُ الرَّبِّ إِلى صَمُوئِيلَ: 11 نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي”».
وجاء في سفر يشوع 8 : مجزرة عاي «وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. (25) فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً، جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. (26) وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. (27) لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. (28) وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. (29) وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ».
2 -  حرق المدن 
ولحرق المدن في التوراة قصّة أخرى قسّمت التّوراة المدن إلى قسمين:
المدن البعيدة عن فلسطين ويتمّ التّعامل معها حسب سفر التّثنية (20:10-15) «حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها وإذا دفعها الرب إلهك إلى يديك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا».
وأما المدن الواقعة في فلسطين أو القريبة منها، والتي تعتبرها التوراة جزءا من الأرض الموعودة، فيتمّ التعامل معها حسب سفر التّثنية (20:16-20) «وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما، بل تحرمها تحريما الحثيين والآموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، كما أمرك إلهك لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتكم فتخطئوا إلى الرب إلهكم».
وفي سفر التّثنية (13:13-16) أيضا نجد فكرة الإبادة مكرّسة من خلال القول «قد خرج أناس بنو لئيم من وسطك وطوحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفوها، وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الأمر صحيح أكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك، فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها بكل ما فيها مع البهائم بحد السيف، تجمع أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك فتكون تلا إلى الأبد لا تبنى بعد».
وفي سفر يشوع (10:40-42) ذكر واضح للإبادة التي قام بها يشوع « فضرب يشوع كل أرض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وكل ملوكها، لم يبقِ شاردا بل حرم كل نسمة كما أمر الرب إله «إسرائيل»، فضربهم يشوع من قادش يدنبع إلى غزة وجميع أرض جوشن إلى جبعون، وأخذ يشوع جميع أولئك الملوك أرضهم دفعة واحدة لأن الرب إله «إسرائيل» حارب عن «إسرائيل»».
وفي السفر ذاته (11:10-12) تقول التوراة « ثم رجع يشوع في ذلك الوقت وأخذ صور وضرب ملكها بالسيف، لأن صور كانت قبلا رأس جميع تلك الممالك، وضربوا كل نفس بحد السيف حرموهم ولم تبق نسمة وأحرق صور بالنار، فأخذ يشوع كل مدن أولئك الملوك وجميع ملوكهم وضربهم بحد السيف، حرمهم كما أمر موسى عبد الرب».
عمليات الإبادة الجماعيّة التي جاءت التوراة على ذكرها لم تكن الوحيدة في تاريخ اليهود، بل أضيفت إليها العشرات من العمليّات، ونذكر منها في القرن الأخير مجازر دير ياسين وكفر قاسم وقبية في فلسطين وحولا وصبرا وشاتيلا وقانا في لبنان، وعمليات القصف بقنابل النابالم في الأردن وقتل الأسرى المصريين في حربي 1957 و1967 والقائمة تطول وربّما لن تكون أخرها ما يجري في فلسطين هذه الأيام.
وضمن هذا السّياق التّوراتي يمكن لنا فهم دوافع قيام الصّهاينة بقتل الأطفال، والنّساء، والشّيوخ، وتدمير المدن، والإبادة البشريّة في غزّة، واستخدام الأسلحة المحرّمة دوليّا ومجازر قتل الأطفال في مدرسة «بحر البقر» المصريّة في نيسان (أفريل) 1970، وإصرارهم على قتل الطّفل الفلسطيني محمد الدّرة وهو في حضن والده، كتنفيذ لقول التوراة «وتحطم أطفالهم أمام عيونهم»، إنّه القتل والإبادة المنطلقة من تعاليم توراتيّة، لم يضف إليها القادة الصّهاينة جديدا عندما قالوا «أن العربي الجيّد هو العربي الميّت».
أما آن للعرب أن يستفيقوا؟ أما آن للعرب أن يفهموا عدوّهم؟ أما آن للعرب أن ينقذوا أنفسهم؟