ترنيمات

بقلم
لحظات للتأمّل
 الهروب إلى أعماق الذات منجاة من ضغط اللّحظة وتفاهتها. رحلة يختار فيها الوجدان الغياب الطّوعيّ عن الواقع، ترميما للذّات وصيانة لها من التّشظّي والتّيه في تفاصيل اليوميّ. 
في ذلك أيضا استعادة لملامح الهويّة الشّخصيّة واطمئنان إلى ملامحها الثّابتة. زلازل وعواصف ومتغيّرات كثيرة تباغت سكينتنا وتكاد تهشّمنا كالزّجاج. الفرار إلى الدّاخل تَحصّنٌ بالمقوّمات الباطنيّة واسترداد للأنفاس بعد لهاث وعَنَت يهدّد الكيان. تثبُت الذّات بقدر امتلاكها للمبرّرات الضّروريّة العقليّة والعاطفيّة للوجود، وتطمئنّ بقدر وعيها بسلامة جوهرها الرّوحي من شروخ الصّدمات المفاجئة. 
قد تكون في العودة وقفات للمحاسبة والمراجعة، أو أوقات لممارسة التّأمّل في صمت حكيم. وكم نحن بحاجة في خلوتنا تلك إلى الصّراحة والتّداعي الحُر، ضحكا وتعاليا على الواقع، أو بكاء يطهّرنا من غيوم الفؤاد.