نقاط على الحروف

بقلم
جواد أحيوض
التحدّي الاسرائيلي وعلاجه الائتماني من خلال «ثغور المرابطة (4/4)
 أهمّية المقاربة الائتمانيّة ومداها: 
تبقى المقاربة الائتمانيّة لطه عبد الرّحمان، مقاربة فريدة في طرحها، طرقت البعد الأعمق في المشكلة الفلسطينيّة، من خلال المرابطة المقدسيّة، وهي مرابطة تستمدّ قوّتها من ميثاقي الإشهاد والائتمان في النّظرية الائتمانيّة، سعت في طرحها الى تجديد الإنسان في أصل فطرته المزيّفة والتي تسبّبت في التّطبيع بمختلف مستوياته. 
إنّ هذه المقاربة، تندرجُ ضمن المشروع الفكري العام  لطه، وهو مشروع يحمل آفاق معرفيّة واعدة، بل يحمل إبداعا لا ينكره الاّ مكابر، إذ أنّ الرّجل استطاع أن يطرق المواضيع الكبيرة طرقا استيعابيّا، انتقل فيها من حال الاعتراض الى حال الادّعاء في بناء المفاهيم والأنساق الفكريّة بمنهجيّة إبداعيّة موصولة بالمقتضيات التّداوليّة والقيم الدّينيّة والأخلاقيّة، ويأْتِ ذلك في ضوء حوار نقدي جدلي مع الفكر الغربي والفكر الإسلامي المفصولين عن الاعتبارات السّالفة. 
«وهكذا يمكن أن نعتبر طه عبد الرّحمان، كما وصفه أحد الباحثين، بأنّه «تغريدة خارج السِّرب»؛ لأنّه لم يجار المنهجيّة المعتمدة في البحث التّراثي، كما أنّه رفض محاكاة ومجاراة الحداثة الغربيّة» (1) .
فلقد ظهر الرّجل بخطاب فريد من حيث الشّكل والمضمون؛ فَأَمَّا الشّكل: فلقد اعتمد الكتابة التّدليليّة والبرهانيّة، وأسبغ على كتاباته حُلّة منطقيّة، يطلب فيها بناء أُطروحاته على قاعدة الإحكام المنطقي؛ وأمّا المضمون: فلقد اعتمد طريقة في النَّظر «تخاصم التّقليد، سواء أكان سلفيّا أو حداثيًّا» (2) 
وكلّ هذا يعكس المسار الفكري الطّويل لهذا العَلَم، وهو مسار يكشف عن «تقلّبه في أطوار كثيرة، قد استجمع فيها ما مكّنه من تحصيل تكوين متين أخذ فيه بناصية العلوم العقليّة، وذلك بعد أن استوعب مناهجها وضبط آليّاتها؛ فقد اشتغل بالمنطقيّات وباللّغويّات وحصّل أُسسها وأحكم نظريّاتها المعاصرة، الى جانب ذلك، يُضاف تكوينه الأصيل في مضمار العلوم الشّرعيّة، خصوصا، علم آصول الفقه. وهذا ما جعله مفكّرا أصيلا، وفِي نفس الوقت منفتحا على علوم عصره» (3) . 
إنّ محاور كتاب «ثغور المرابطة» -المتعدّدة والمستدعيّة لوقفات أكثر تفصيلا- تبقى إضافة نوعيّة للمنجز الفكري في العالم العربي الإسلامي عامّة، وفِي المنجز الفكري لطه عبد الرحمان خاصّة، رام فيها صاحبها بإخلاص وحماس الى بناء مشروع في تجديد النّظر الإسلامي، يحاول فيه جاهدا التّأسيس لفلسفة مُبدعة. ولا يمكن لمن سبر أغوار فكر هذا الرّجل أن ينكر أنّ مقالته الفلسفيّة تثير أسئلة متعدّدة، ليس فقط، لأنّها تتوخّى إنشاء هذه المقالة بطريقة خاصَّة، شكلا ومضمونًا، بل، لأنّها قبل ذلك، تريد أَنْ تشكِّل استثناء في الدّرس الفلسفي المغربي وفِي الدّرس الفلسفي الموصول بتاريخ الفلسفة وتوجهه الفكري. وليس غريبا أن يعتبر الباحث عبد الملك بومنجل، أنّ طه عبد الرحمن «مدرك الحكمة وهي توشك أن تندثر، ومسعف الفلسفة الإسلاميّة وهي توشك أن تموت»(4).
وباحث بهذا الحجم الكبير، يستدعي منّا التعريف به، وبمنهجيته في الأوساط العلميّة العربيّة والإسلاميّة والعالميّة، وذلك لأنّ مشروعه لا ينطوي على أيّة قوميّة ضيّقة تختزل في جغرافيّة محدّدة، بل هو مشروع يتّسع وينفتح ليحقّق «مبدأ التّعارف» الإسلامي الذي يشكّل مفهوما مركزيّا في مشروعه الفكري والفلسفي(5)
المشكلة في المقاربة الائتمانية:
رغم ما تحمله «المقاربة الائتمانية» من فُرادة منهجيّة ومضمونيّة،  تبقى في حاجة الى وقت ومدارسة ونقد بنّاء. فهي في نظرنا رغم إبداعها الفريد في وقتنا الحالي، توجد فيها ثغرة متعلّقة بالجوهر الفاعل فيها، وهو «المرابط المقدسي» الذي خصَّه طه بفعل المقاومة من حيث هي مرابطة تتوخّى المكابدة غير المنقطعة في ترك إرادة الذّات الى إرادة اللّه (6). فبقدر ما أعلى طه من شان هذا المرابط في المقاومة كي يحرر الانسان من الاستعباد الاسرائيلي باعادة الفطرة الى أصالتها وتطهير الارض من الدّنس، نجده في نفس الوقت قد حطّ من شأنه، لمّا حصره في البقاء دون مطالبة السّلطة.
فمن المعلوم انّ طه قد نظّر لمرابطة مقدسية تتوخى اسلام الوجه لله، فكان من مستلزمات هذه المرابطة، ان تُقاوم تجلّيات الارادة الإسرائيلية في التدبير التطبيعي، المتمثلة في تدبير الحاكم المُطبّع لشؤون المجتمع، بأوصاف تُضاد القيم الفطرية، وهي صفات أوقعت هذا الحاكم في خيانة المحكومين بتعبيدهم للاسرائيليين، فضلا عن خيانة لنفسه، متخليّا عن الامانة التي في ذمته، تلك التي تتطلب «حفظ العدل»؛ اذ انه لم يكن عادلا لا مع نفسه ولا مع شعبه.  
والحَسنُ في هذا التّشخيص، هو أنّ طه، خلافا للفقه التّبريري(7)، دفع المرابط المقدسي من باب الواجب، أن يعمل على إخراج الحاكم المُطبّع، من ظلمه النّاتج عن عبوديتين إثنتين: عبوديّة النّفس وعبوديّة الشّعب، كاشفا دلائل هذا التّعبيد المزدوج في تدبيره للشّأن العام ومساوئ تأثيره في وضع الإنسان(8). ومن «باب فقه الأولويات» فإنّ واجب المرابط المقدسي في دفع التّطبيع مُقدّم على دفع احتلال الأرض، نظرا لأنّ التّطبيع احتلال للفطرة، واحتلال الأرض بعد احتلال الفطرة أيسر من قبله، خاصّة أنّ التّطبيع وصل طورا جديدا لم يسبق له نظير، إذ هو «تطبيع الأنظمة العلني»(9).
الى هذا الحدّ، يبدو الطّرح الائتماني، طرحا معقولا، خاصّة أنّه يتوخّى إعادة النّظر في أصالة الإنسان من خلال فطرته بصفة عامّة، وإعادة النّظر في الحاكم السّياسي بصفة خاصّة من خلال توعيته بأخطار التّطبيع على حكمه(10). إلّا أنّ المشكلة، أنّ طه، حصر عمل المرابط في التّوعية وتخليص الحاكم من الإرادة الإسرائيليّة، دون أن يطمع هذا المرابط في السّلطة، على اعتبار أنّه يتمتّع «بعروج ملكوتي» الذي تتمتّع به فطرته، وهو عروج يخلّص عمله من الأغراض والتّسلّط على الغير؛ حيث أنّ همَّ المرابط يكمن في تفريغ ذمّته من مسؤوليّة دفع الأذى الإسرائيلي عن الإنسان، فلسطينيًّا كان أو غير فلسطيني(11). 
وهذا في نظرنا فيه خلل كبير، وفصل بين الممارسة الائتمانيّة والممارسة السّياسيّة. فنحن نرى أنّ المرابط -بما يملكه من عُدّة وقوّة إئتمانيّة- هو الأجدر بالتّدبير السّياسي. فلماذا يُحصر هذا المرابط  الذي يملك طهارة فطريّة لا حيازة فيها، دون الوصول الى المشاركة السّياسيّة، ليطهر ما دنّسه رجال السّلطة القائمين على الحكم كأنّه مِلكهم الخاصّ، لا يريدون التّنازل عنه قيد أُنملة! 
إنّ هذه الثّغرة، هي الشّكل الذي عبّر عنه وائل حلاق بـ «الدّولة المستحيلة»(12)، ولقد تنبّه «كمال عبد اللّطيف» لهذا الفصل بين السّياسي والدّيني في فكر طه عبد الرحمان، مقرّرا أنّ «طه يرفض نزعات تسييس التّخلّق الرّوحي؛ لأنّها تروم في نظره حيازة السّلطة … في حين أنّ المنزع التّخلّقي العميق يصوّب نظره نحو القرب (13)، ويجاهد ليبلغ مقام السّداد والمشاهدة بغض الطّرف والتّزكيّة، بعد تخطِّيه لمراتب العقول الشّائعة، وامتلاكه في النّهاية لطمأنينة القلب، فتفتح أمامه أبواب النّور والنّظر»(14). وكأنّ طه يفصل بطريقة غير مباشرة بين المجالين: الدّيني والسّياسي؛ فهو يدافع عن الطّرح الأخلاقي للسّياسة، الذي يأتي من خارجها، من المرابط المقدسي، دون أن يطمح هذا الأخير الى السّلطة، وهذا في نظرنا يبقى قاصرا في نفعيته؛ فما لم ينافس هذا المرابطُ -الذي ترك إرادة الذّات الى إرادة اللّه- الحاكمَ على تدبير الدّولة، فإنّ الواقع التّسيدي القمعي المُمارس من طرف الحكام سيبقى كما هو دون تجاوزه.   
في هذا الصّدد، لا يمكن أن ننكر أنّ طه، بذل وُسعا غير مسبوق في النّظرية الائتمانيّة، في تحرير الإنسان من التّسيّد والقمع بمقاومة الإرادة الإسرائيليّة في (السّلوك التّطبيعي على مستوى الأفراد)، و(فِي التّدبير التّطبيعي على مستوى الأنظمة)، إلّا أنّ هذا التّحرّر يقتضي من زاوية نظرنا عدم الفصل بين (الفاعل الذي يسعى الى تخليص الأفراد والأنظمة من التّبعيّة والاستبداد) و(حقّ هذا الأخير في الانخراط في التّدبير السّياسي)؛ لأنّ الحاكم المستبد مهما مورست عليه الضّغوط، دون استبداله بأحسن منه، فإنّ الواقع السّياسي المزري سيبقى كما هو، دون الإسهام في ترشيد الدّولة وتعزيز الدّيموقراطيّة والاهتمام بالإنسان. وذلك بالوقوف الأمثل للجهر بالحقّ، في وجه كلّ سلطانٍ مستبدّ مع خلعه من منصبه، أو على الأقل الحقّ في منافسته وزحزحته عن عرش السّلطة.
وحاصل القول في هذه الورقة؛ إذا كان في «ثغور المرابطة» ما يحيي ضميرنا من موته بالتّحرّر من الاستبداد سواء على مستوى الأفراد أو على على مستوى الأنظمة، فإنّ الأهم فيها؛ يبقى في ترجمة ذلك الى أفعال على أرض واقعنا المرير، بعيدا عن الشّعارات الوهميّة، متّخذين من طه عبد الرحمان روحا ورمزا لمفهوم الأمّة. ولقد كانت الأمّة عند طه كما يجب أن تكون الْيَوْم- تلك الجماعة التي تتّحد روحيّا وفكريّا ومذهبيّا، وهي بذلك، تتجاوز الحدود القطريّة التي تربطنا الْيَوْم في حدود مغلقة، تعبّر عن مغاليق الحكم المستبد، أثبت «الرّبيع العربي» هشاشتها، وحدودها الوهميّة، تلك التي لا تمثّل حقيقة الإنسان الذي يتجاوز ولاؤه الحقيقي حدود الدّولة (15)، الأمر الذي يشير الى فشل سياسة قوميّة كاملة؛ لأنّ الدّولة القوميّة الحديثة في العالم الثالث، عجزت عن توليد مشاعر وطنيّة فعليّة، وولاءات عقليّة ثابتة للجماعة السّياسيّة، في حين، استمرت الولاءات الرّوحيّة (16)، ولقد رأينا كيف ترجم صوت الشّعوب روحها، عندما تجاوزت شرارة الثّورة حدود تونس الى الدّول المجاورة في الأقطار العربيّة، أسقطت أنظمة ديكتاتوريّة ما كان في الحسبان -بتغلغلها وتجدّرها- أن تسقط يوما.
خلاصة ونتائج الدّراسة:
- لقد تبيّن من خلال هذا العرض، أنّ طه عبد الرّحمان، يملك مشروعا إئتمانيّا، ذا إطار نظري ومفاهيمي قادر على مواجهة التّحدي الإسرائيلي، ما لم يخرج هذا الإنسان من إطار «المرابطة المقدسيّة»، التي تجدّد علاقته مع ربّه.
- أنّ طه من خلال مشروعه الائتماني الفلسفي، يرى أنّ الأُمّة بموجب رسالتها، قُدِّر أن تتأسّس خِلقتُها على فِطرتها، وعلى هذا الأساس، وجب أن نجتهد في أن يستعيد خطاب الأُمّة قوّتين عقليتين أساسيتين، فقدهما منذ أمد بعيد وهما؛ القوّة المفهوميّة(17) التي تجعله يستقل بمعانيه وتصوّراته، والقوّة الاستدلاليّة التي تجعله يستقلّ بأدلّته ونصوصه (18).
- وأنّ طه من خلال عرضة «المرابطي» يدعو بشكل أو بآخر الى، فلسفة إسلاميّة نموذجيّة، تجعل الأصل في تجديد الأمّة هو تجديد الإنسان، وتجعل الأصل في تجديد الإنسان هو تجديد الرّوح (19). هذه الرّوح التي جعل منها طه -في إطار تشخيصه للأذى الإسرائيلي- المركز في القضيّة الفلسطينيّة، مبرزا أنّه، اذا لم نستوعب حقيقة الاحتلال الفطري(20) في ذواتنا المفقودة، فلن ننعم بأيّ نصر ولا بأيّ تغيير محمود (21).
- إنّ «المرابطة المقدسيّة» بالمقارنة مع المقاربات الأخرى السّالفة الذّكر، هي الأجدر على تجديد قداسة الأرض، وتجديد أصالة الفطرة، لأنها تأخذ بالمبدأ الائتماني الذي لا يفرق بين الصّورة والرّوح. كما أنّ طه، قد عمّم هذه المرابطة، إذ رأى أنّها؛ ليست بالضّرورة مرابطة بـ «بيت المقدس»، واِنْ كانت هذه المرابطة الأخيرة هي الشّاهد الأمثل عليها، وإنّما هي حالة رِباطيّة عامّة، يمكن وجود مظاهرها في كلّ المجتمعات التي تتبنى القضيّة الفلسطينيّة أو تتعاطف معها، وبالأولى المجتمعات التي يباشر حكّامها التّطبيع مع الكيان الاسرائيلي. 
- إنّ طه، قد أسّس من جديد للعلاقات بين المفاهيم، بتصحيح هذه العلاقات غير المناسبة أو الفاسدة، ومنها: علاقة الإسلام بالصّبغة المقدسيّة(22)، ركز فيها على دور المرابط المقدسي، في تبصير المواطنين  بأنّ التّطبيع يجعلهم يضيِّعون، حتما «الصّبغة المقدسيّة» التي هي جوهر الإسلام.
- إنّ طه حاول بجهد جهيد - من خلال الحمولة الفكرية المترجمة في إبراز معاني الدّين الأصيلة وإحيائها- أن يجعل منها الدّعامة الأساسيّة التي يمكن أن تجابه الأساطير الإسرائيليّة التي تتبنّاها إسرائيل في طرحها الصّهيوني، خاصّة في الدّعاية التي تربط دائماً بين «فكرة الحقوق التّاريخيّة» وفكرة «أرض الميعاد» التي يبدو وكأنّها تعطي الإسرائيليّين «حقّا إلهيّا» لتملُّكِ فلسطين والسّيطرة عليها. 
تأسيسا على ما سبق، يبقى كتاب «ثغور المرابطة» لطه عبد الرحمن، محاولة خالصة لرسم معالم وآفاق جديدة في قضيّة فلسطين وصراعات الأمّة الحالية، وتبقى اجتهاداته محترمة، لما أثارته من إشكالات وأسئلة تحتاج إلى البحث العلمي الدّقيق، مع الصّدق والإخلاص في طرح الأفكار وتحليلها، سعيا إلى نهضة جديدة للأمّتين العربيّة والإسلاميّة، وتجاوز مختلف التّحديّات والأزمات التي تعيشها هاتان الأمّتان اليوم. وبالرّغم ممّا قد يوجّه إلى طه من انتقادات، فإنّه يبقى قامة وعَلَما مُجِدّا مجتهدا، لا ينقص ذلك شيئا من قيمته ومكانته، بقدر ما يجعله في واجهة البحث على أجوبة شافية، وتفسيرات كافية للخروج ممّا تعانيه هاتان الأمّتان في عالمنا المعاصر.
الهوامش
(1) ابراهيم مشروح، طه عبد الرحمان: قراءة في مشروعه الفكري، مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي: بيروت، ط1 -  2009 م، ص 42
(2) رضوان مرحوم، نقلا عن: ابراهيم مشروح، طه عبد الرحمن: قراءة في مشروع طه الفكري، ص 42
(3) طه عبد الرحمان: قراءة في مشروعه الفكري، ص 27
(4) عبد الملك بومنجل، الإبداع في مواجهة الاتباع: قراءات في فكر طه عبد الرحمن، المؤسسة العربية للفكر والابداع: بيروت، ط1 - 2007، صفحة الإهداء. 
(5) معتز حسن محمد ابو القاسم، قراءة تحضيرية لفكر الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، ص 128، تم الاطلاع على المقال يوم 15 يوليو 2021 على الساعة 11:12، على الرابط التالي:
  https://dergipark.org.tr/tr/download/article-file/358766
(6) ثغور المرابطة، ص 53.
(7) أقصد آراء الفقهاء المتحيزة للدولة، التي ترتبطُ في عمقها بماضي «الخلافة» التي تقوم على الحاكم الفرد المطلق غير المقيّد بمدّة، والذي لا يملك الشعب تجاهه الا السمع والطاعة مهما فعل؛ ما دام لم يدخل في الكفر الجليّ؛ اي حاكم، يستمدّ شرعيته من إيمانه الفردي؛ بأحقيته التغليبية القهرية للأفراد والمستتبِعة للفقهاء، وليس من أدائه للامانة في الحقوق والتدبير السياسي الحسن. وهكذا يُسْقِط هولاء الفقهاء موروثَهم الفقهي على هذه الدولة القائمة ورئيسها، فيوجبون له الطّاعة ويحرِّمون الخروج عليه، والامرّ في ذلك، انهم يعارضون كلّ الوسائل الحديثة للعمل السياسي والمعارضة، انظر: (معتز الخطيب، الفقيه والدّولة في الثورات العربية: معضلة الفقيه في ظل الدولة الوطنية الحديثة، تبيّن، العدد 9 - المجلد الثالث، صيف 2014، ص 85-86) و (دور المثقف في التحولات التاريخية، مجموعة من المؤلفين، المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات: الظعاين/قطر، ط1 -ابريل 2017، ص 230-240).
(8) ثغور المرابطة، ص 56
(9) ثغور المرابطة، ص 59
(10) ثغور المرابطة، ص 58
(11) ثغور المرابطة، ص 59
(12) حول أطروحة هذا الكتاب، انظر الفصل الثاني منه؛ «مفهوم الدولة الاسلامية» مستحيل التحقق وينطوي على تناقض داخلي». (وائل حلاق، الدولة المستحيلة: الاسلام والسياسة ومأزق الحداثة الاخلاقي، ترجمة عمرو عثمان، المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات: الدوحة/قطر، ط1 - أكتوبر 2014).
(13) المقصود القرب الالهي. 
(14) كمال عبد اللطيف، روحانية طه عبد الرحمن وأسئلة التاريخ، مجلة الفيصل : 1 يوليو 2018/ مقالات: تم الاطلاع على المقال يوم 10 يوليو 2021 على الساعة 9:12، على الرابط التالي: https://www.alfaisalmag.com/?p=11380
(15) راجع أقوال طه حول المواطنة، كمشكل يتعارض مع مفهوم الامة، على اعتبار ان المواطنة تختزل الانسان في وجوده الاجتماعي ووجوده السياسي، الذين يعرضان المواطن بدوره لممارسة التسلط والعجز عن التصدي لتسيد النظام، بالاضافة الى السقوط في الطائفية السياسية والدينية معا. (ثغور المرابطة، ص 109-111).
(16) برهان غليون، مجتمع النخبة، معهد الإنماء العربي: بيروت لبنان، ط1-1986، ص 293-294.
(17) لقد ابدع طه لمقاربته الائتمانية مفاهيم مأصولةٍ بعضها من بعض في الترابط والانسجام، ومنها: «الإحلال»: (اسم مقابل احتلال الأرض) و»الحلول»: (اسم مقابل لاحتلال الفطرة باعتبارها صانعة للتراث)، «ايذاء الإله وإيذاء الإنسان»، «المالكية الإلهية والمالكية الإسرائيلية»، «الطغيان الامتلاكي»، «المالِكية الكبرى»، («الإحلال»: الثابث والمتوسِّع والمتدرّج والمطلق والمقدَّس)، «المرابطة المقدسية والروح الرباطية»، «ثغور الفطرة»، «قوة رباط البراق»، «جلال السجود، جمال الشهود، حقيقة المسجد»، «الحالة الائتمانية والحالة الاشهادية»، «عالم ما بعد الامانة»، «التطبيع الكلي والتطبيع الجزئي»، «مالِكية الأرض ومالِكية الكلام»، «ثقافة الائتمان وثقافة المِلكية»، «النظر الآياتي في الفضاء المقدسي»، «الآثار الروحيّة للأعمال»، «مبدأ رد الظواهر للآيات»، «مبدأ رؤية الارادة الإلهية في العالم»، «مبدأ أسبقية الواجب الائتماني على الحقّ الامتلاكي»، «الصبغة المقدسية»، «اسلام الوجه لله»، «حقّ الائتمان على الارض»، «حفظ قداسة الأرض وحفظ قداسة الفطرة»، «الميثاق الملكوتي والميثاق الاشهادي»
(18) بشأن المفاهيم المأصولة التي أبدعها طه في علاقتها بالاستدلال النصي، انظر: ص20 و21 و36 و38و46 و51 من كتابه: ثغور المرابطة. 
(19) راجع الشكل الثالث من أشكال «الوصل الرباطي» بين المجتمعات التي تتبنى القضية الفلسطينية، والذي سمّاه طه بـ: اعادة تاسيس الروح على القرب الالهي. ثغور المرابطة، ص 60.
(20) وهو عبارة عن احتلال أخص ما يميز الانسان، وهو بالذات فطرته التي يصنع بها تراثه الأصيل. ثغور المرابطة، ص 24
(21) هناك علاقة بين الروح والفطرة؛ فالفطرة: «عبارة عن الذاكرة التي تحفظ القيم والمعاني الأصيلة المبثوثة في روح الانسان منذ خلقِه، نازلة من الروج منزلة الجوهر». ثغور المرابطة، ص 24.
(22) راجع بشأن هذه العلاقة، محور: «المرابطة المقدسية هي البديل» من هذه الورقة.