حديقة الشعراء
بقلم |
![]() |
الشاذلي دمق |
.. اِكتنفتُ جُرحي .. |
غدا يوم زِفافي فلا تَجِي * أرجوكَ ، ثُمّ أرجوكَ لا تجي غِيابُكَ سيعذّبُني ، و أكثر * يعذّبُني حضوركَ لو تَجِي
تواجدك أمامي يُشرِّدني * و اُحتجابُك يهوّنُ ما بي
فلا تجعلْ صيفي شتاء * دمعي كما تعلم جدُّ سَخِيّ
لا أُطيق انكسارا و خذلانا * فحزنك غَمْرُه فيَّ نديّ
لا أريد رؤياك كئيبا ، كفى * ما أُعاني من همّ خفيّ
يُعْديني جِراحُك يا فتاي * وَعَلى جفنكَ عرشي سَبيّ
هَبْنِيها مُرُوءَةً ، فلا تأتِ * و اُصبر و اُصْطبِرْ صَبْرَ تَقيّ
و إن جئتَ ، فاُمنحْ لغيرنا * الطّرْفَ ، فأنت بالكُلّ حفيّ
لا تقترب منّي ، لا تَحْتضنْ * لا تُقبّلني و لا تلمس يدِي
قد أضعُف ، فيَهْوي فؤادي * و يَبْدو مِنِّيَ الأمرُ السّويّ
و يَبِينُ وَلَهِي بَيْن الأهالي * و الصّمتُ فيهم أمرٌ عَصِيّ
فأَوْمِئْ مِن بعيدٍ و لا تَشِ * واُنْأَ بِنفسك في رُكْن قَصيّ
فلِلشّاهِ عيون وَ مَرْصَدُ عَسٍّ * على النّظرة يُبيح كلّ دَمِي
سَأختلس مِن وَجعي جَذَلاً * يُقايِضُ التّاج و ذاك الحُليّ
فاُرقُصْ فوق نَخْبي مِثْلهم * تعيسٌ كِلانا بالكتمان شقيّ
و كن وَدودا ، ودوعا بيننا ، * مِمْراحا و باشًّا مثل صبيّ
و اطْوِ حُزنكَ و اتّشِحْ فرَحًا * إذا عزمتَ الحُضور الجَرِي
و اُنحر قلبك قبل المَجي * فسفكُه حينها جُرْمٌ بَرِي
و اُنسَ أنّني قد كنتُ لكْ * وأنّك يوما ما قد كنتَ لِي
و اُذكرْ أقضية الله فينا * وانت راضٍ مَرضيٌّ رَضِيّ
و لْيبقَى حُبّنا ظِلالَ ودٍّ * طيِّب ، نَضِرٍ كالأيك رَخِيّ
زوّجْتُك روحي فما يَعنيك * لو زوّجوا غيرك جسدي
حَسبك في المودّةِ تعفُّفًا * فالعَفاف مِشكاةُ كُلِّ أبيّ
و اُخلد هنا في الرّوح خِلاًّ * فنِعْم أنتَ صديقي الوفيّ
و هذا بَعْلي ، كما أرادوا * و أنت لم يشأْكَ الله لي
فلك بالأمس قلبي و غَدِي * و دُونكَ لا أحد عليه وَصِيّ |