حديقة الشعراء

بقلم
الشاذلي دمق
نفثة وطنٍ يحتضر
 قَدَري ...موطن الوَجَع ..
يا وجعي
يا قلما في أزلي ، خَطّ أُمنيتي 
وأخْصَى لها زمني .. 
فإلى متى انتظر ؟ 
يا شِقوةَ الأديم 
المُعنَّى بالأشقياء 
من سُدُم التاريخ 
لِشَهقة العِتق 
فأين المفر ؟ 
يا نكسة الغُبن 
يا وَكْسة الحُرّ 
ما أوعرها ! .. 
ما أعسرها ! .. 
نحو الحلم مسافتي 
هل كلّ تاريخي سفر ؟ 
أيّها الشعب المُفدَّى .. 
أيّها الطّين المُعنَّى .. 
عدت لنُقطة الصِّفر 
فمتى يَنمو وعيُك بالخطر؟
يا أمشاج طِيني وهوائي .. 
وطَحِين زَيْتي وقَمْحي .. 
ويا سَماد تَمْري ومائي .. 
فِقْ فنومك لا يُغتفر 
يا نأَماتِ العِزّ في الأحشاءْ 
قبل غَزْوِ الأغبياءْ .. 
بِربِّكم كيف أُشرِّعُ للأُمُومة 
الحذر من الأبناء ؟ 
يا أنتَ .. أيّها الزّاحف 
من دوائر الرّعب والتهديد 
يا أنتَ .. أيّها المارق 
من معاجم الويل والوعيد 
يا أنتَ .. أيّها النّاعق بالمِقْصلة 
والنّار والحديد 
كيف عَقَرْتَ «ناقة» الشهيد؟ 
وذبحتَ الكرامة 
من الوريد إلى الوريد؟ 
هل عرفت من أنا ؟ 
يا .. بَ شَ رْ أنا باحة الحُبّ 
ولست ساحة للقِلى .. 
أنا روضة الخُلد ولست نارا للعِدى .. 
أنا جنّة الوعد طَمَسَتْها 
لوْثةُ الظّنون والتًعساء 
بِزَيْف الخبر 
الكلّ حول مرابضي جاسوا 
وفوق ضلوعي داسوا 
ثم استوطنوا وساسوا 
ورغم الهدايا والقرابين،
ورغم النِّعم .. 
ورغم الأوسمة والنياشين .. 
ورغم المِنَن .. 
فيكم الأفّاكون 
ومَن يُذْكي لهيب الفِتَن
وفيكم مخادعون .. 
يُزيّفون شَكل الوطن .. 
فهل أنتم بحقّ شعبي، 
أم مستوطنون؟ 
هل أنتم بصدق منّي، 
أم دُخلاء مستعمِرون؟ 
أنا على درب التّهاوي .. 
وغَمْغَمةَ الغَرْغرة أُعاني .. 
وَهَبْتُكم تُرابي رِداءَ الفِدى.. 
وقلتُ : من أجلكم يهون الثّمن ..
أرضعتكم ثِديَّ الولاء 
فلماذا الخلاف ؟ ولماذا الجفاء ؟ 
فبالله ارحموني 
بربّ الأرض والسّماء 
وارفعوا المِبْضعَ عن جراحي
ولا ترقصوا فوق جثماني
فأنا مَهدُكم والقِبلة...
والوطن.. 
إنّي وحدي أكابد شيئا،
يٌشبه الموت على صفيح من أَتون
وسقر لِموتي فيكم خبر 
ولي وحدي صُور 
تَلِيها صور 
في باحة الحُبّ مٌقامي
لكنَّ نَصْلِي مَخْصِيٌّ بلا وتر .. 
فما أقسى أفلاذي، 
عِنادُها في كلّ خاصِرتي
مثل الإبر.