حديقة الشعراء

بقلم
الشاذلي دمق
تراتيل الليل
 يَا مُلْهِمِي الشِّعْرَ فِي جَوف الدّياجي
أَتَسْمَعُ صَوْتِي أَيُّهَا اُلْ
مُدَّثِرُ  
أَفِقْ وَ اشْهَدْ لَيَالِيَ السُّهْدِ مَعِي
فالنّومُ  لأجلك عنّي
مُزْدَجَرُ
سَلِ النّّجُومَ والأقمار أنباءها
كم أُناجيك، علّ الطّيفَ  
يستشعرُ 
وَجْدٌ  وشُجونٌ فِيّ نَابضة
والشّوقُ جمرٌ بالحَشَى
يَستعِرُ
سَلِ الأسحارَ والأفجارَ حَفِظَتْ
أزمانُها صوتَ فؤادي 
ينفطرُ
نَشِيجُ روحي بَدَّدَ  فِيَّ مُهَجًا
فَخَدَّدَتْنِي سَواكِبٌ 
لا تَقْطُرُ
ألمي، وَجعي بِحَنادِسِ كلّ ليْلٍ
سيفٌ حُدادٌ في الغِمْدِ
مُستَتَرُ
نجوايَ أنت و حديثُ  ذاتي
ويُشْجيني عُمْرُ الهوى
مُقْتَصَرُ
يَهيم الفؤاد فيك صَبًّا ووَلَهًا  
فأنت الكون وهو فيك
مُنصَهِرُ
أَهْرِفُ إن جاز طيفُك خاطري
وكلُّ ما فيك للعقل
مُحْتَكِرُ
حنيني واشتياقي وصَبْوَتي
مثل البحر عُبابُه فيّ
يَنهمرُ
بادت سَوالفي ما عدتُ  أذكرُ
إلاّك رَيْحانةً فيّ
تزدهرُ
كواثر في فم الزّمان عذبة
والكوثرُ العذب أنت يا
«عَشْتَرُ»
جاد بك الله قِبلةً للعشق
إليها يحجّ القلب وَ   
يَعْتمِرُ
دالتِ الأيّامُ لم أَرَ مثلي تكتُّمًا
كأنّني بالشّوق ذَا 
أنتحِرُ
أضلُعي مراتعُ الهمّ ، وصدري 
بَراحُه حَزَنٌ فيّ
يَعتَوِرُ
حسراتٌ تقُضُّ منها مضاجعي
والفكرُ فيَّ كَسيرٌ مُعنّى 
مُنْشطِرُ
تهاوت صُروحي حين  نَعَتْ
حُلمي السّماءُ ولَمْ يزلْ
يختمِرُ
يا إلهي إذا كانت منّي  شكاة
فمن سِواك ربّي يَعْفُو 
فيغفِرُ
إن كان حبّي ميؤوسًا رجاؤُه 
جَلَّ حُبٌّ به العبيدَ 
تَختبِرُ
لو خاب ظنِّي فطال عُمْري
فلستُ أحيا، لكنّني
أحتضِرُ
مَراثيَّ قبل المنايا أكتبها
و لحودي قبل الميلاد
تُحْتفَرُ
وداعا يا دنيا والعمرُ يَفِعٌ
فإن أبَيْتِ باقِيكِ عندي
مُحْتَقَرُ
تقول نفسي لا عيْشَ يُسْتمرأ
والوصلُ مُهترئٌ حَبلُه
مُخْتَصَرُ