في الصميم

بقلم
د.عثمان مصباح
القصص القرآني من منظور جديد (4) اصطفاء آدم لخلافة الأرض
 انتهينا في الحلقة السّابقة إلى أنّ الإنسان من حيث التّكوينُ هو ابن التّراب، وأنّ سره العبقريَّ مركوزٌ في قلبه، ومن القلب يمتدّ إلى سائر الجسد، ويتألّف من قوّتين: قوّة العلم، وقوّة العمل، وهي التي نسمّيها إرادة. بيد أنّ هذا السّر لا تبدأ فعّاليتُه إلاّ بعد صيرورتين اثنتين: ففي رحم أمّه تتشكّل بنيته الأولى من قابليّات مدهشة، لكنّها في غاية الهشاشة؛ وفي رحم الثّقافة الاجتماعيّة تستوي إنسانيّتُه. 
وبدون ولادة ثقافية، لن يكون ابن الإنسان إنسانا، وهذا ما أوجزه عالم الاجتماع الفرنسي ليسيان مالصون في قوله: «الإنسان لا يولد، وإنما يُبنى»(1) .
ففي الرّحم الثّقافيّة تنضج على التّدريج شخصيّة المولود، ويقع له ما يضارع نفخ الرّوح في أبينا آدم، والنّتيجةُ: سمعٌ وبصرٌ وفؤادٌ بكفاءةٍ تؤهّله في الحدّ الأدنى لأن يكون فاعلا تاريخيّا، ومخاطَبا تترتّب عليه مسؤوليّات مصيريّة، أمّا الحدّ الأعلى فيؤهّله لخلافة الأرض، وهي الغاية التي لأجلها خلقه اللّه.
حقيقة الخلافة
لا زال العرب إلى اليوم يستعملون هذا اللّفظ في خطابهم اليومي بالمعنى الذي أسّس عليه القرآن اصطلاحه، ألا وهو (النّيابة)، والمجال لا يتّسع هنا لمعالجة الأطروحات المضادّة(2)، لكن الخاليَ الذّهن إذا نظر في السّياقات القرآنيّة سيجدها حاسمةً، إذ ماذا سيكون حقيقة خلافة أثارت خصومة في الملأ الأعلى(3)، وغيرةً لدى الملائكة، وحسدا في نفس إبليس، وصارت وعْدَ تمكينٍ للمؤمنين المستضعفين؟ 
أوّل ما يثير الانتباه أنّ القرآن يقرن بين (الخلافة) و(الأرض) في عدّة مواضع، وهذا ما يستوجب فهمَ صلة اللّه بهذه الأرض التي جعلها مجالا لخلافة الإنسان، ولبيان ذلك قال سبحانه: ﴿‌وَلِلَّهِ ‌مُلْكُ ‌السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾(4)  
فاللّه بالنّسبة للأرض هو ﴿‌الْمَلِكُ ‌الْحَقُّ﴾(5)، ﴿وَاللَّهُ ‌يُؤْتِي ‌مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ﴾(6)، فإذا كان التّمليك في إطار العهد الإلهي، فهذه هي الخلافة القرآنيّة، وإذا كان التّمليك خارج هذا الإطار كانت مجرّد تمكين: ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ، وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا ‌مَعَايِشَ، قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾(7)  
والأرض كما بيّنا سابقا تُركت دون تسوية بخلاف السّماء، لكي تكون ذخائرَ رهنَ إشارة الإنسان الطّامح إلى تسوية مشاريع إعمار عبر أدوار استخلافيّة، وفي ذلك فلتتنافس الأمم: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ ‌أَحْسَنُ ‌عَمَلًا، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾(8)
وعلى هذا الأساس يمكن أن نُعرّف خلافة آدم بأنّها مُلكٌ في الأرض على سبيل النّيابة عن المَلِك الحقّ، اختَصَّ بها النّوعَ الإنسانيَّ ليبلو أممَهم أيّهم أحسن عملا. 
وهذا الاختصاص هو الذي عبّرت عنه قصّة آدم في سورة البقرة (9)، وهو المقصود بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ ‌اصْطَفَى ‌آدَمَ﴾(10)، فلما نقَضت البشرية عهدَ الفطرة، لم يبق الاصطفاء عاما، بل صار حصريا مختصا بأتباع الأنبياء: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ ‌اصْطَفَيْنَا ‌مِنْ عِبَادِنَا، فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ، ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾(11)
وهؤلاء المصطفَوْن هم الذين خاطبهم الله بقوله: ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا ‌جَعَلَكُمْ ‌مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ، فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾(12) 
ومما ينبغي التأكيد عليه هاهنا أن الاستخلاف اصطفاءٌ جماعي لا فردي، كما يدل عليه قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ‌لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ، وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾(13) 
وأمّا لقب (الخليفة) الذي أطلق على أبي بكر فليس من هذا الباب، بل كان معناه: «الذي خلَف رسولَ الله بعد موته، وقام مقامه في الحكم»، ولهذا لمّا استثقل المسلمون أن يقولوا في عمر: خليفة خليفة رسول اللّه، استحدثوا لقب (أمير المؤمنين)؛ وأمّا الملوك المتغلّبون الذين تلقّبوا بالخلافة فمن باب التّلبيس والتّدليس التماسا لشرعيّة زائفة. 
وقد يبدو هذا التنبيه مخالفا لقوله تعالى: ﴿يَا دَاوُودُ ‌إِنَّا ‌جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾(14)، وجوابنا أنّ هذا جاء خلافَ الأصل، وسيأتي بيانه ضمن تحليل التّجربة الإسرائيليّة.
الخلافة والعبادة
اشتهر في الأدبيّات الإسلاميّة أنّ العبادة هي الغاية من خلق الإنسان، وهذا صحيح في الظّاهر، خطأ في الباطن، لأنّ العبادة غاية مشتركة بين المخلوقات ومنها الجنّ والإنس، فهي إذن لا تبين الغاية الخاصّة، ومن ناحية أخرى فإنّ مفهوم العبادة أصابه تشويه شديد في تراثنا، إذ حُصرت في شعائرَ جعلها اللّه من شواهد العبادة، فجعلها الفقهاء هي العبادة.
أمّا العبادة في القرآن فهي اسم للمحبّة التي تفيض بها قلوبُ الأبرار المطالعين للإحسان الإلهي، فتمنعهم أن يجعلوا لربّهم نِدا ونظيرا، أو أن يتّخذوا من دونه وليّا ونصيرا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ‌اعْبُدُوا ‌رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا، وَالسَّمَاءَ بِنَاءً، وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ، فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾(15) فالعبادة حالة مستمرة تنطوي على حبٍّ لا يليق إلا بالله، حبٍّ يثمر التقوى، لأن المُحب في العادة يخافُ أن يتجافى عنه محبوبه.
والعبادة القرآنية تقوم على الحمد الموجب للتّسبيح، فالحمد ثناء ينشأ من مطالعة الكمال الإلهي، والتّسبيح تنزيه للّه عمّا لا يليق من الظّنون الجاهلة، وهذه الثّنائيّة تمثّل عمق الامتحان الإلهي، ولهذا قالت الملائكة بيانا لأفضليتها: ﴿‌وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾(16) ولما استدركت خطأها قالت: ﴿سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾(17)، ولهذا أيضا قال يونس في توبته بعد أن فرّ من ربّه ظانّا أنّه لن يقدر عليه: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي ‌كُنْتُ ‌مِنَ ‌الظَّالِمِينَ﴾(18)، وورطة إبليس إنّما كانت من سوء ظنّه بربّه، وسوء الظنّ باللّه ناقض لما يجب له سبحانه من الحمد والتّقديس، بل إنّ التّسبيح بحمد اللّه نشيدٌ كونيّ شامل: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدهِ، وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ ‌تَسْبِيحَهُمْ﴾(19). 
العبادة إذن شأن مشترك، غير أنّ عبادة الإنسان تتحقّق من خلال عهد الخلافة، وهي أكرم مظهر في العلاقة باللّه، ولذا قال إبليس: ﴿أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي ‌كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾(20) أي لأسوقنّهم للكفر والعصيان كما تساق البهيمة في لجامها، كناية عن شدّة الأسر والإذلال المنافي للتّكريم الإلهي، ولهذا قال اللّه فيمن أطاع إبليس: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا ‌كَالْأَنْعَامِ، بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾(21)
الخليفة عبدٌ لله برُتبة ملِك
العبادة في الحيز الإنساني عبادة مُلوكية، فقد استخلف الملِك الحقُّ عبده الإنسان في الأرض، وأوكل إليه تعميرها وفق ميثاق مؤلّف من كلمتين مركزيتين: الحقّ والعدل، قال تعالى: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ، ‌وَبِهِ ‌يَعْدِلُونَ﴾(22)، فكل فرد في هذه الأمّة هو ملِك، بشهادة الحقّ، وبضمانة العدل، والقائد الذي تختاره هذه الأمّة هو أكثرهم خدمة لهذه الحقيقة، فإذا صار هذا الخادم مخدوما فاعلم أنّ الأمّة قد نقضت عهد اللّه.
الإنسان إذن مَلِكٌ مُستخلَفٌ، نائبٌ عن الملك الحقّ، وقد حاول محرّف النّص التّوراتي أن يجرّد هذه الحقيقة من بُعدها الأخلاقي، فأسقط لفظ (الخلافة) ووضع محلّه لفظ (الصّورة)، وهكذا تقرأ في سِفر التّكوين: «وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».
فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ، عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ»(23) .
ومن هاهنا وقع احتطاب الحديث المنسوب زورا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «خَلَقَ اللهُ آدَمَ ‌عَلَى ‌صُورَتِهِ»(24) .
والقرآن يخبرنا أن بني إسرائيل كانوا على علم بحقيقة الاستخلاف، فهذا موسى عليه السلام حين وقف على مشارف الأرض الموعودة قال: ﴿يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ ‌مُلُوكًا، وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ. يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ، وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾(25)
فتأمّل كيف جعل الأنبياءَ بعضًا من كل، وجعل الملوكَ كلاّ من كل، أي أن المشروع العمراني الذي ابتغاه موسى هو تأسيس مجتمع الملوك، لا مجتمع الرعايا، ولهذا مات موسى دون أن ينصب ملكا على بني إسرائيل، كذلك كان الشّأن مع أخيه محمد، فسلام اللّه عليهما.
مؤهلات الخلافة
بُنيَ الإنسان بناء مناسبا لأداء مهمّة الاستخلاف في الأرض، فقد خلقه اللّه من ترابها، فيه شبه من دوابها، لكنّه على أشرف هيئة، وجعل في قلبه قوّتين عجيبتين: القوّة العلميّة، والقوّة العمليّة.
فلما سوّى اللّه آدم ونفخ فيه من روحه علّمه المعجم الاستخلافيَّ كلَّه، لأنّه لا معنى للخلافة إلاّ بأن يعرف الخليفةُ مَن استخلفه؟ وماذا يريد منه؟ وما أسرار المجال الذي استخلفه فيه؟ وكيف يُعبر بعد أن يفكّر ويقرّر؟ وهذه الأركان هي التي اختصرتها آية الميثاق على لسان المستَخلفين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾(26)
ومن لوازم ذلك أنّ الأمّة المستخلَفة تفهم على التّفصيل الخطاب الإلهي المتمثّل في ميثاق الاستخلاف، ولا يصحّ أن يكون فيه ما هو معقول المعنى، وما هو تعبدي لا يعقل معناه كما درج على ذلك الفقه التّقليدي، حيث جعل الفقهاءُ (التعبّد) اسما لما لا يُفهم، ولا يُعلّل، ولا يُعرف مقصوده، وكأنّ العبادة عندهم هي الاتباع الأعمى، وهذا مناف لمبدأ الاستخلاف، مضادّ للتّكريم.
ولهذا لمّا أدخل شياطينُ الإنس الاضطرابَ على نظام البيان الموروث عن آدم نزل الوحي مصحّحا ومستدركا لاستعادة فعّاليّة الأسماء، ولإبطال الأسماء التي ما أنزل اللّه بها من سلطان، فقد قال سبحانه في صحف موسى: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ ‌مِنْ ‌كُلِّ ‌شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾(27)، وقال في القرآن: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ ‌تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾(28). 
بهذه الأسماء صار في مقدور الإنسان أن يستوعب الوجود في ذهنه، وأن يفقه موقعه من تاريخ الصّراع مع البغْي والعدوان، وأن يُنشِئ مشروعَه الاستخلافيَّ المُظفّر في حدود الإمكان، ثمّ يمضي إلى ربّه راضيا مرضيّا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ، جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا، ‌رَضِيَ ‌اللَّهُ ‌عَنْهُمْ ‌وَرَضُوا عَنْهُ، ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾(29)
هذا على وجه الاختصار ما يتعلّق بالمؤهّل العلمي، وبقي أن نبيّن حقيقة المؤهّل العملي الذي يشهد لحكمة اللّه في اصطفاء آدم خليفةً دون الملائكة والجنّ. 
الهوامش
(1)  Lucien Malson: «Les enfants sauvages, Mythe et Réalité» p:91; 1964 ; Union Générale D’éditions.
(2) لمزيد من التفصيل انظر: (مدخل قرآني إلى القرآن الكريم: مساهمة في إحياء الذكر وتجديد الفكر)، فقد ناقشت في فصل مستقل ومطول مفهوم الخلافة.
(3)  - قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ، أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ، مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ ‌بِالْمَلَإِ ‌الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ [ص: 67-69] 
(4) سورة المائدة - الآية 18.
(5) سورة المؤمنون - الآية 116.
(6) سورة البقرة - الآية 247.
(7) سورة الأعراف - الآية 10  
(8) سورة الملك - الآيتان 1 و2 
(9) سورة البقرة - من الآية 30 إلى الآية 34 
(10) سورة آل عمران - الآية 33 
(11) سورة فاطر - الآية 32 
(12) سورة الحديد - الآية 7 
(13) سورة النور - الآية 55 
(14) سورة ص - الآية 26
(15)  سورة البقرة - الآيتان 21 و22 
(16) سورة البقرة - الآية 30.
(17) سورة البقرة - الآية 32.
(18) سورة الأنبياء - الآية 87.
(19) سورة الإسراء - الآية 44.
(20) سورة الإسراء - الآية 62.
(21) سورة الفرقان - الآية 44.
(22) سورة الأعراف - الآية 181.
(23) سفر التكوين، الاصحاح الأول: 26-27. 
(24) ورد هذا الأثر المدسوس في عدد من أمهات كتب الحديث، كمسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم.
(25)  سورة المائدة - الآيتان 20 و21 
(26) سورة الفاتحة - الآية 5
(27) سورة الأعراف - الآية 145.
(28) سورة النحل - الآية 89.
(29)  سورة البينة - الآيتان 7 و8