حديقة الشعراء

بقلم
خالد إغبارية
أخاف عليك يا وطني
 أخاف عليك يا وطني
من انكسار الشّموخ
في زحمة الأصوات
وفقاقيع الكلام
أخاف عليك يا وطني
أن تصبح أحلامُنا سرابا
وتصبح أنت فضاء صامتا
يشتكي قهر الأحبّة
أخاف عليك يا وطني
أن تصبح ..
لغزا كبيرا
بيد عصابات الأهلّة
تتقاسم فيك شطائر الأوهام
وتزرع في قلبك المحموم
وردة تبكي
وصرخة مكتومة
ملغومة بالوجع
أخاف عليك يا وطني
أن تصبح خرقة ممزّقة
على قارعة الزّمن الرّخيص
ويباع لحمك في سوق النّخاسة
ويصبح الشّريف طريدا
ليس له سوى الصّلاة
والنّوم وحيدا
في ليل موحش
وظلمة مقفرة
آه عليك يا وطني
من دمعة دم..
من طلقة..
تثقب بَلّونَة الزّمان الجميل
أخاف عليك يا وطني
أن يصبح فيك الجزّار فرِحا
يحمل السّكين رهنا للحاشية
ويصبح فيك الهواء غبارا
والمولود دون أب يذكر
دون أم تلد
أخاف عليك يا وطني
من أحجية يرسمها اللاّعبون
كي يظلّ سقفهم ظلالا
وسقفنا هاوية
أخاف عليك يا وطني
كما أخاف على أبتي
على أمّي التي لم تلدني
وعلى حفيدي العاري
من ألم لا ينتهي...