غمزة

بقلم
النوري بريّك
عن فرقة مكافحة العنف ضد المرأة
 قال لي أحدهم منذ يوم، أنّ فلانا ألحقوه بفرقة مكافحة العنف ضدّ المرأة ..تبسّمتُ في سرّي وقلت في داخلي:«فرقة خاصّة للدّفاع عن المرأة؟ يا للغيرة العظيمة؟..إذًا حُلّت المشكلة..من مازال يعنّف ذات الحِجالْ المحميّة بأقوى الرّجالْ، بالسّلاح والنّار والحبالْ، مَن مسّها كبَّلوه وفي الزنزانة عذّبوه، يا ويل الرّجال من النّساء، كُلَّ الحاكم معهن ضدّهم؟، ترى ماذا جنيتم أيّها الرّجال ؟».
ثمّ أردفتُ: «لهذا أنتم، ياحماة المرأة، نراكم تُحفّلون بها كلَّ شيء حتّى عُـلَبِ السّردين تضعون عليها رسْمًا لعروس البحر، هي علامة تجاريّة عندكم ليس أكثر، تجلبون بها الملهوفين وتصطادون بها الطّامعين ..طُعْمًا يعني، وغالبا ما تكون صورتُها أجملَ من سِلعِكم المغشوشةِ..، حوَّلتموها الى دُميةٍ مُزَيَّنة برُبْع لباسٍ، تحَرّكون بها الغرائزَ في وسائل إعلامكم، لمَّا تنشرُون مَسْخًا من برامجكم التّافهة التي تُحاكون بها الغربَ المنحلَّ..، اشترطتم  لنجاحها على أيّ رُكْحٍ أن تتعرّى أكثر ما يمكن، ففسد الطربُ، والمسرحُ، وكلُّ نشاط ثقافي، استغللتم ضعفَها وحاجتها، فشغّلتموها بأبخس الأجور، جعلتم منها صديقة ورفيقة وبائعة هوى، وسمّيتم تلك الانحرافات أعمالا ومنتجات إبداعيّة، ثم ضحكتم منها في الخفاء، وشيئا فشيئا تمزّقت الأسَرُ وركب الغالبُ على المغلوب وليس مُهِمًّا الجِنْسُ، فأحيانا الرّاكب هُوَّ وأحيانا - وهْوَ الأعَمُّ-  الرّاكبُ هيَّ ، وهكذا (وَحَلَ المنجلُ في القلّة) ، تكهربت الأجواءُ داخل الأسرة وعمَّ الطّلاقُ وكثرت العوانس وتشابكت الأظافر بالأظفار و- جهدك يا علاّف –  فما الحلّ يا ترى؟ 
كلّ الحلول غابت ولم يبق منها إلاّ نشر فِـرَقِ مكافحة العنف ضدّ المرأة ؟؟؟ أيْ مزيدا من الإستعداء والتّحريش والخداع والإمعان في البُعْد ِعن آداب الدّين، لا برامجَ في المودّة والرّحمة والتّعاون، لااهتمام بكيفيّة بناء الأسرة في الحلال، والتّربية على العفّة والحياء والفطرة السّليمة في غير انغلاق ولا انحلال ،، صُبُّوا الزّيتَ على النّار لن تجنوا إلاّ الحروق»
قال لي أحدهم:«أنا وزوجتي في المنزل كأنّنا شريكين في الكراء، أنا عليّ الفلوسْ وهي عليها الطّبخ وغسل الصّحون والكؤوسْ»؛ 
قلت:«هه وماذا تريد أكثر؟». 
قال:«أريد كما قال اللّه تعالى مودّة ورحمة ، أحتاج أنسها ومصاحبتي عند ضيقي وقلقي، وتفقّدي عند ضجري وأرقي»، 
قلت:«يا أخي لم تتعلّم هذا من أمّها، ولا جدّتها، ولا درسته في قسمها ولا جامعتها، علّمها أهلها أن تطبخ وتغسل، وترقد وتنهض».
قال:« فما العملُ ، إنّي أتعذّبْ ؟»
قلت:«إمّا أن تصبرَ ولك أجرُ المجاهد، وإمّا أن تهاجر الى بلد بامكانك أن تسكن فيه بأكثر من منزل أو أن تغضب وتضرب».
قال:«حلولٌ كلّها مرّة، ولكن أمرّها أن أضرب، لأنّ مركز الفرقة التي ما تتسمّى ملاصق لمنزلي»
قلت:«لي ولك اللّه... لقد جعل اللّه لنا، نحن الرجال، المرأةَ جنّتنا وواحتنا التي نتفيّأ ظلّ حنانها، ولكن جاء منّا قوم زيّفوها، فأفسدوها وأتعبونا، فيا قرّة العين بإمرأة اذا نظرْتَ اليها سَـرَّتْـكَ ...واذا غبتَ عنها حفظتك..ولكن هذا يحتاج الى ثقافة نزّلها الدّين ودلّسها الإنسان..،