تعمد الهويّةُ المغلقة إلى التّلاعب بالمعرفة؛ فبدلًا من أن تكون المعرفةُ سعيًا متواصلًا لاكتشاف الحقيقة، والكشف عن المزيد من طرق الوصول إليها وتجليتها، وتظلَّ أفقًا مفتوحًا للأسئلة والمراجعات النّقديّة، تصير وظيفتُها الدّفاعَ عن الهويّة، وتبريرَ أخطائها وإخفاقاتها مهما كانت مفضوحة. ولا تقتصر هذه الهويّة على تسخير المعرفة للدّفاع، بل تستخدمها أيضًا لغلق منافذ التّساؤل والنّقد، ومنع أيّة محاولة لغربلة التّراث وتمحيصه خارج رؤيتها، مع تنمية الحنين للماضي وترسيخه عبر التكرار والمبالغة، وتوليد صورٍ فاتنة له في المتخيّل الجمعي، تُظهره بصورةٍ مضيئة لا يشوبها ظلام.
|