يَنظر كثيرون باستغراب إلى طريقة تفاعل الجمهور الإسرائيلي الصّهيوني مع قيام جيشهم بقتل نحو 18 ألف طفل و12,400 امرأة في قطاع غزّة، مع التّدمير الهائل لمئات المدارس والمساجد والمستشفيات، والحملة الممنهجة للتّجويع والإذلال، حيث لا يكاد يجدون لذلك صدى حقيقيّا في الوسط الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، فإنّ أكثر جهة يُجمع الإسرائيليّون على الثّقة بها هي الجيش الإسرائيلي، وبنسبة تصل إلى 82 % حسب آخر استطلاعات الرّأي. وبالرّغم من وجود أغلبيّة إسرائيليّة كبيرة (نحو 67 %) تؤيّد وقف الحرب وعقد صفقة لتبادل الأسرى، وبالرّغم من وجود تنازع كبير وقوى بين التّحالف الحكومي وبين المعارضة حول ذلك؛ إلاّ أنّ جوهر النّقاش مُنصَبٌّ على تحرير الأسرى الإسرائيليّين وعلى «معاناتهم» الإنسانيّة كرهائن؛ وليس ثمّة نقاش مؤثّر وفعال بالطّريقة نفسها عن وقف استهداف المدنيّين وحرب الإبادة أو وقف التّجويع.
|